تطورات مقلقة يشهدها الشرق الأوسط مؤخراً مع تعزيز أمريكا لوجودها العسكرى فى المنطقة بشكل كبير ومقلق، وشملت التعزيزات، وفقاً للتصريحات الرسمية والتقارير الإعلامية المسربة، نشر حاملة الطائرات « فينسون» إلى جانب حاملة الطائرات « ترومان» التى تشارك فى الضربات ضد الحوثيين، ومقاتلات من طراز إف-15 وإف-16 وإف-35، بالإضافة لنقل 6 قاذفات من طراز بى-2 الشبحية لقاعدة عسكرية فى جزيرة بالمحيط الهندى ما يضعها فى وضع مثالٍ للعمل فى الشرق الأوسط، ورفع عدد القوات الأمريكية فى المنطقة لنحو 40 ألف جندى. وتُظهر مواقع تتبع الرحلات الجوية أن 140 طائرة نقل تابعة لسلاح الجو الأمريكى تحمل بطاريات صواريخ باتريوت وثاد المضادة للصواريخ الباليستية هبطت فى عدة دول محيطة بالمنطقة الشهر الماضى، بزيادة نسبتها 50٪. ويضع المسئولون الأمريكيون هذه التعزيزات، تحت ستار دعم ضرباتهم فى اليمن وتأمين الملاحة فى البحر الأحمر، لكن كم الزيادة غير العادى فى الأصول العسكرية ونوعيتها يثير الكثير من علامات الاستفهام، خاصة فيما يخص نقل واشنطن لحوالى ثلث ما تملكه من قاذفات بى-2 للشرق الأوسط، وهى القاذفات التى تقتصد امريكا فى استخدامها، حيث لا تملك منها سوى 20 فقط، ويرى الخبراء ان استخدام هذه القاذفات، التى تتمتع بتقنية التخفى، فى اليمن مبالغ فيه، خاصة انها مجهزة لحمل أثقل القنابل الأمريكية - قنبلة جى بى يو57 - الخارقة للتحصينات والتى تزن 30 ألف رطل، والقادرة على اختراق المواقع النووية المدفونة تحت الأرض، ما يرجّح ان ايران هى المستهدفة بهذا التحشيد، خاصة فى ظل تهديدات الرئيس ترامب العلنية باتخاذ إجراء عسكرى ضد منشآتها النووية ما لم تتوصل لاتفاق مع واشنطن خلال شهرين. العقلاء يرون ان ترامب لا يريد حربًا مع إيران، لكن يسعى فقط للضغط عليها، لكن فى عالم لا يديره العقل ولاتحكمه القوانين، ومع حشد إيران 1000 صاروخ باليستى، وتقارير تتحدث عن استعداد إسرائيل لتوسيع الحرب وتوجيه ضربة استباقية لإيران، تتحول المنطقة لبرميل من البارود.