قبة سيدنا الولى دول نوروها، ما أحلى البيارق والناس بيزوروها، قبة سيدنا الولى فى الجو عالية، ما أحلى البيارق لما نوروها..، حمص حمص تل ما ينقص، ع النار يرقص.. هذه مقتطفات من الأوبريت الغنائى «الليلة الكبيرة» الذى كتب كلماته صلاح جاهين، ولحنه سيد مكاوى عام 1961. وفى الثمانينات تحول إلى أوبريت شهير للعرائس أخرجه صلاح السقا، وقام بتصميم العرائس الفنان ناجى شاكر(1932-2018) أستاذ الديكور بكلية الفنون الجميلة، والذى حصد عدة جوائز لتصميمه عرائس وديكور أوبريت الليلة الكبيرة.. حيث جَسَّد مشهد المولد الشعبى من خلال شخصيات الأراجوز، وبائع الحمص، والمعلم، والعمدة، والراقصة.. إلى آخر أبطال الأوبريت. تخرج أبو الوفا فى قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1987، وقد رسم عدة لوحات من أوبريت الليلة الكبيرة، منها لوحة بعنوان «فوريرة للعيل»، و«الفوريرة» عصا من الخشب أو البلاستيك مُثبت أعلاها دائرة مفرغة، وعلى أطرافها مجموعة دوائر أو نجوم صغيرة مفرغة، وحين إمساكها وتعريضها للهواء تبدأ الدوائر بالدوران، وأطلق عليها «فوريرة» بسبب سرعة دورانها. من هنا وبعين وإحساس الفنان، التقط أبو الوفا هذا الكادر من الأوبريت ورسمه من منظوره الخاص، حيث جَسَّد مجموعة من الأطفال بملابسهم الملونة التى تعكس حالة البهجة، وكل منهم يمسك فى يده فوريرة، وترتسم الفرحة على وجوههم، ويظهر من خلفهم البائع بالجلباب والكوفية، ويظهر أمامه مجموعة من المزامير الخشبية وعدد من الفرارير متنوعة الحجم. دور اللون عند أبو الوفا يلعب دورًا أساسيًا، فهو يتنقل بين الساخن والبارد فى تناغم وتفاهم، كأنه مايسترو أو موسيقار يعزف بذكاء ووعى حسى وهندسى، حيث يغلب على أعماله البُعدان الأول والثانى، ومع ذلك تشعر بالعمق والمنظور رغم غيابهما فعليًا، فهو يعتمد على المسطحات اللونية والخطوط شبه الهندسية فى تجسيد أبطال ومفردات لوحاته. لم يرسم أبو الوفا، الأطفال أو الشخوص بشكل عام، كما نراهم أو كما نشعر بهم، لكنه يجسدهم كما يتخيلهم، يرسمهم بخطوط ومساحات تجريرية تعبيرية، وأعماله تشعرك بالتفاؤل والسعادة، وتحرك العاطفة والإدراك، فضلًا عن أنها مُثيرة للتأمل، وهذا فى حد ذاته نجاح لأى فنان.