«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم العالمي للتوحد| معاناة في «ضجيج صامت».. سلوكيات ومشاعر واحتياجات مختلفة

معزولون عن العالم الخارجي، عاجزون عن التواصل، سجناء داخل أنفسهم ، قابعون في جدران ذواتهم، حساسون لكل ما يحيط بهم منزعجون من أبسط الأشياء، مضطربون في سلوكهم ، طيف شارد سيطرت حلقاته على حواسهم فذعر أحدهم من الصوت واقشعر أحدهم من اللمس وتعطل آخر في لغته وفرط آخر فى حركته وتشتت أحدهم في انتباهه، هم أصحاب مواهب مختلفة وقدرات متميزة وبعضهم يصل للعبقرية ورغم تعدد أنماط طيفهم إلا أن معاناتهم واحدة يتألمون في صمت ويحتاجون لمن ينقلهم بأمان للتعامل مع العالم الذى دائمًا ما يخيفهم إنهم أصحاب اضطراب طيف التوحد، هذا الاضطراب النمائي العصبي الذي لازال عالمًا مخيفًا لا يجيد الكثيرون التعامل مع أسراره، عالم يحمل شفرات معقدة رغم براءة أصحابه. وبمناسبة اليوم العالمي للتوحد، الذى يواكب 2 أبريل سنوياً، أعدت «الأخبار» هذا الملف.
◄ أزمات إنسانية وحياتية ومبادرة رئاسية للإنقاذ
«لا يوجد للتوحد علاج حتى الآن، ولكن هناك العديد من الأشياء التي يمكن فعلها لجعل حياة المصابين أسهل لهم ولعائلاتهم».. عبارة صادمة يرددها الخبراء، لكنها تعبر عن واقع لا يمكن إنكاره ويجب التعاطى معه، في ظل مرض لم يجزم الأطباء بعد بأسبابه الحقيقية، فيما يعتقد أنه اضطراب في النمو العصبي، يتسبب فى صعوبات كثيرة مثل: ضعف النمو العام، ونقص الانتباه وفرط النشاط، واختلال التنسيق الحركي، وصعوبات فى النوم والسلوك، وعدم القدرة على التعلم، وفى المقابل يمتلك بعض المصابين بالتوحد مستويات عالية من الذكاء، والمهارات، ما يجعلهم يتفوقون على أقرانهم.
كلمة «التوحد» بمفردها لا يمكنها التعبير عن المرض، لابد من استخدام مصطلح «اضطراب طيف التوحد» لأننا ببساطة أمام حالات مختلفة كألوان الطيف، كل واحدة منها بسلوكيات ومشاعر واحتياجات خاصة، إلا أن المعاناة فى النهاية واحدة ومستمرة.. عالم مخيف لا يجيد المريض التعامل مع أسراره، ويحمل شفرات معقدة رغم براءة أصحابه..
«الأخبار» تفتح ملف التوحد فى اليوم العالمى لأصحاب طيف التوحد محاولة لاختراق هذا العالم والبحث فى أسراره وكشف معاناة أصحابه والتوعية بكيفية الكشف المبكر عنه والتعامل معه، فى وقت تؤكد فيه الإحصائيات أن طفلًا من بين كل 59 مصاباً بالتوحد فيما ينتشر الاضطراب بين الذكور بنسبة أربعة أضعاف مقابل الإناث.
داخل مركز علاج التوحد بمجمع خدمات الإعاقة الشاملة بعين شمس، يمكنك رؤية غرف متشابهة، إلا أن كل غرفة توجد فيها حالة بمشاعر واحتياجات وسلوكيات خاصة بها رغم أن المرض واحد.
حالة تنزعج من الصوت، وأخرى يستهويها الصخب.. حالة لا تتحمل رؤية الضوء، وأخرى يفزعها الظلام، حالة لديها إفراط فى الحركة ولا تبالى من العواقب، وأخرى لا تفضل الحركة وتتجنب المغامرة.. وفى كل غرفة متخصص يدرك ما يعانيه المريض ويتعامل معه وفق احتياجاته.. يوم كامل أمضيناه مع أطفال التوحد وأولياء أمورهم فى محاولة للاقتراب من عالمهم الذى لا يجيد أصحابه التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعرهم.
◄ أم صالح: أتمنى لو ابنى ينطق حرفًا
غرف متجاورة داخل كل منها قصة، وكانت الأمهات تتصدر المشهد كالعادة وأبرزهن «أم صالح» المثابرة التى لم تتخاذل يومًا عن طفلها رغم تخلى كل مَن حولها عنها، حيث تقول: «تأخر حملى سنوات طويلة وكنت دائمًا أدعو الله فى صلاتى بأن يَمُن عليَّ بالذرية الصالحة وبعد خمس سنوات من العلاج الشاق، علمت أننى حملت فى أحشائى جنينًا يستمد نبضه من قلبي.
وتضيف: تعلقت بصالح كثيرًا وكنت أعد الأيام لأراه بين يدى أتخيل وجهه وشكل عينيه وفمه ويديه الصغيرتين، حتى جاء موعد ولادتى الذى كان أسعد أيام حياتى رغم الألم.
لن أنسى الحضن الأول الذى شعرت فيه بأننى أُلامس قطعة من روحى وبدأ صالح يكبر أمام عينى لحظة بلحظة، أنتظر بفارغ الصبر واللهفة سماع كلمة «ماما» بصوته الجميل الذى غرمت بمناغاته، ولكن الحلم الجميل لم يكتمل.
بعد بضع شهور، لاحظت أن صالح ليس كأقرانه فى نفس العمر، لا يتواصل معى بعينيه أحاول جاهدةً لفت انتباهه لى بكل الألعاب، ولكنه لا يلتفت أكمل صالح عامه الأول ولم ينطق أى حرف من اسمي. تسلل الخوف إلى قلبي، وزوجى لا يهتم، ويتهمنى بالمبالغة، وطلب منى الطبيب بأن أنتظر حتى يكمل صالح العامين، وبعد مرور العامين، لم ينطق وزاد تشتته، فأدركت حينها أن هناك مشكلة ما بعد أن أكد لى الأطباء أن صالح مصاب باضطراب طيف التوحد ويحتاج للبدء فى جلسات علاجية.
صالح الآن 7 سنوات ولم أسمع منه كلمة «ماما»، خضنا رحلة شاقة لا أحد يمكنه تخيلها لم نترك بابًا للعلاج إلا وطرقناه، يمزق هذا المسكين قلبى حين أراه لا يجيد التعامل مع هذا العالم الذى لا يكف أصحابه عن المعاناة فما بالك بطفل يخاف من كل ما يحيط به وتُكمل أم صالح قصتها قائلة: «لم أتضجر يومًا ولم أعترض على قضاء الله، هو ابتلاء من عنده وأنا قبلته ورضيت رغم تخاذل أقرب من كنت أنتظر منهم الدعم وسأظل أُعافر مع هذا الصغير ما دمت أحيا.
◄ أم ياسين: ابني يرتجف من الأصوات العالية
نجوى عثمان واحدة من الأمهات المثابرات، علمت أن ابنها يعانى من التوحد فى الرابعة من عمره تقول: «ياسين ابنى الوحيد كانت حياتى شبه مستقرة وتسير على ما يرام دائمًا كنت لا أتعامل معها على سبيل الجد حتى علاقتى بزوجى أتغاضى دائمًا عن مساوئه حتى لا أفقد دفء البيت الذى يحتاجه ياسين ولكن مرض ياسين كشف لى حقيقة مَن حولى وجعلنى أرى وجهًا من الحياة لا يؤخذ إلا على محمل الشقاء.
أتابع ياسين دائمًا وألاحظ أنه لا يتحمل الصوت المرتفع وقد يدخله ارتفاع الصوت فى نوبات هيستيرية ثم بدأ يضع يديه على أذنيه بشكل دائم ما أثار قلقى كان لا ينخرط مع أقرانه دائمًا يتعلق بى أينما ذهب بدأت رحلة العلاج التى كانت تكلفتها تفوق قدراتنا المادية، وبدأ والده فى الضجر والرفض وإلقاء اللوم عليَّ، كنت كالغريق الذى يتعلق بقشة، أُخبر نفسى دائمًا بأن الله لن يُحملنى فوق طاقتي.
بعد أقل من سنة، قرر زوجى أن ينفصل عنى وأخبرنى بأنه لن يستطيع تحمل تكلفة علاج ابنه ولا الضغط النفسى الذى يعيشه زادت المعاناة أكثر بعد امتناع زوجى عن الإنفاق حيث لا دخل لى بعت مصوغاتى قطعة تلو الأخرى حتى أنفق على علاج ياسين وجلساته.
صمتت نجوى لثوانٍ، ثم عادت للحديث وعيناها تفيضان بالدموع قائلة: «كل ما سردته من معاناة لا يضاهى لحظة خروجى من المنزل بياسين كان جسده النحيل يرتجف كلما سمع صوت سيارة، تتشتت يداه حائرة بيد إغلاق أذنيه او الإمساك بي، اضررت فترة للخروج إلى العمل وقررت ان يقضى يومه فى أحد الحضانات وسط أقرانه لعله يندمج معهم وأستطيع أن أحسن دخلي.
لن أنسى هذا اليوم طيلة حياتي، غبت عن ياسين ثلاث ساعات، الوقت الوحيد الذى افترقنا فيه منذ ولادته وحين دخلت عليه وجدته منزويًا فى أحد أركان الغرفة يرتعش جسده وتتقطع أنفاسه من شدة البكاء، مضربًا عن الطعام ويرفض أن يلمسه أحد، لم أشعر بنفسى إلا وأنا ملقاة بجانبه على الأرض أحتضنه بشدة وأعتذر له واعدة إياه بألا أتركه مرة أخرى مهما كلفنى الأمر أما الآن وبعد وفاة والدى ترك لى قطعة أرض صغيرة قمت ببيعها للإنفاق من مالها ولا أعلم بعد أن ينتهى المبلغ كيف سأكمل الرحلة مع ياسين.
◄ والد عبدالرحيم: رضينا بقضاء الله
أما عبد الرحيم فكان له قصة ذات طابع مختلف يبلغ من العمر 14 عامًا اكتشف والداه حالته وهو رضيع لم يكمل عامه الأول ولكن الأبوين على قدرٍ كبير من الوعى والتفهم ما جعلهما لا يدخران وسعًا فى تقديم الدعم والرعاية لعبد الرحيم مبكرًا.
رغم زيارة عشرات الأطباء الذين تضارب تشخيصهم للحالة إلا انهم لم ييأسا، ومع الوقت بدأ الأبوان اكتشاف مواهب عبد الرحيم والتركيز عليها حيث يمتلك الطفل العبقرى ذاكرة بصرية حديدية تجعله ينظر للوحة لثوانٍ معدودة ومن ثَم يستطيع نقلها بذاكرته مهما تعددت تفاصيلها.. يقول الأب: «رغم حزنى الشديد عند تشخيص حالة عبد الرحيم منذ طفولته باضطراب طيف التوحد، إلا اننى مستمتع جدًا برحلتى معه وأنا أراه يتطور أمامى لحظة بلحظة فخور بذكائه وتفوقه رغم حالته الخاصة، تعاهدنا وزوجتى بأن نرضى بقضاء الله حتى يرضينا الله بقضائه.
وأضاف: «منذ أن دخل مرحلة المراهقة أصبح التحدى أكبر بكثير، حيث التمرد الشديد والطموح الجامح الذى تضاعف مع حالته، نجد صعوبة بالغة أنا وزوجتى أحيانًا فى مسايرته وكبح جماحه والتعامل مع ذكائه الشديد، حيث يريد عبد الرحيم أن ينفذ كل ما يخطر بباله فى نفس اللحظة..
أذكر أنه كان يريد الذهاب لفندق فى محافظة بعيدة عنا، كنا قد ذهبنا له إحدى المرات وأخبرنى برغبته فى ذلك، ولكن لم يكن الوقت مناسبًا وفوجئت أنا ووالدته فى الصباح بأن عبد الرحيم غير موجود بالمنزل دخلت والدته فى حالة ذعر وبكاء هيستيرى ولكنى كنت على يقين بأن عبد الرحيم ذهب للفندق ورغم بُعد المسافة وذهابه للمكان مرة واحدة وصعوبة الوصول للمكان، إلا اننى حين اتصلت بإدارة الفندق وجدت عبد الرحيم عندهم بالفعل فى صالة الاستقبال، وهذا موقف بسيط من رحلتنا مع «عبده».
◄ الجدة: حَوَّلت بيتى لقلعة صغيرة
من بين أولياء الأمور، وقفت سيدة مسنة تنتظر انتهاء الجلسة أمام إحدى الغرف وقد بدا عليها الإرهاق الشديد، هذه السيدة هى إلهام فرغلى الجدة التى تحتاج أن يرفع لها القبعة رغم مرضها الشديد وعكازها الذى تستند عليه، إلا انها قررت عدم التخلى عن أحفادها المساكين بعد وفاة والدتهم وتخلى والدهم عنهم حيث تقول: «توفيت ابنتى منذ عامين وتركت لى حفيدتين توأم مصابتين بالتوحد (10سنوات)، وكان والدهما قد تركهما من قبل وفاة والدتهما وحاليًا سافر وتزوج بالخارج وأنجب غيرهما.
ورغم أننى أبذل مجهودًا خرافيًا بالنسبة لسنى ووضعى الصحي، إلا أننى أشعرب بأن الله يمنحنى الهمة لهما هاتان الطفلتان رغم حالتهما يمتلكان حنانًا لو وُزع على العالم بأكمله لكفاه اكتفيت بهن عن الدنيا ومن فيها حولت بيتى لقلعة صغيرة هى مخبأهما الحصين وفرشت لهما ضلوعى يحتميان بها من شرور العالم وتنمر ذوى الأنفس الضعيفة.
أصبح كل ما يناسبهما يناسبني، لم أعد أتحمل الصوت المرتفع ولا شدة الضوء ولم أعد أحب الغرباء فى منزلى لا تناسبنى التجمعات ولا أحب الخروج من المنزل إلا لموعد الجلسات أحب قضاء يومى فى هدوء بين فرش الرسم والألوان الهادئة وتمارين الصوتيات والتمارين البسيطة، تردد الجدة هذه الكلمات وهى تصف حياة حفيدتيها المتوحدتين بمنتهى الحب، ثم قالت ساخرة هل من الممكن أن أكون قد أُصبت بالتوحد وأنا فى السبعين من عمرى.
◄ د. نهال ياسر علام مدير أول مركز للعلاج في مصر: اهتمام حكومي كبير بالمرضى
■ د. هاني قطب سليم
تولى الحكومة اهتماماً خاصاً بأبنائها من ذوى الهمم، وتسخّر كل الإمكانيات لتوفير أفضل رعاية صحية ونفسية وطبية لهم ولذويهم، الذين لهم نصيب كبير من الرعاية النفسية والتدريب لكيفية التعامل مع «ملائكة الأرض». من هذا المنطلق الداعم والمساند تبعث الدولة برسالة يكمن مضمونها فى إنشاء أحدث مركز لعلاج مرضى طيف التوحد باعتبارهم إحدى الفئات الذين يحتاجون لرعاية خاصة لدمجهم فى المجتمع. ومن داخل أول مركز علاجى لأحد أصحاب هذه الفئات كان لنا هذا الحوار مع د. نهال ياسر علام، استشارى الطب النفسى ومدير المركز.
◄ لدينا 850 ألف حالة.. والنسبة في مصر أقل من دول كثيرة
■ ربما لا يعرف الكثيرون ماهية مرض التوحد.. فما تعريفك له؟
- هو فى الحقيقة ليس مرضاً كما اعتاد الناس على تسميته؛ ولكن الاسم العلمى هو اضطراب طيف التوحد، ويُعرف بأنه اضطراب نمائى يرتبط بنمو الدماغ ويؤثر على مدى قدرة الشخص على تمييز الآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي؛ وهذا من شأنه إحداث مشكلاتٍ فى التفاعل مع الآخرين والتواصل الاجتماعى فى المجتمع, كما يتضمن هذا النوع من الاضطراب أشكالاً من السلوك أو الحركات التى تُميزهم عن غيرهم.
■ هل هناك عمر معين يُصاب فيه الطفل بهذا الاضطراب النمائي؟
- يظهر هذا النوع من الاضطراب من عمر 6 شهور حتى 3 سنوات
■ إذن ما الأعراض التي توضح هذا الاضطراب؟
- صعوبة التواصل اللفظى والبصرى، ليست له لغة معينة فى المحادثة، لا يطلب احتياجاته بنفسه، ضعف تكوين صداقات، يعيش فى حالة من الوحدة أو الميل إلى العزلة، يلعب بالتوازى مع الأطفال وليس معهم بمعنى عدم إدراكه لطبيعة اللعب نفسه، عدم الاستجابة لمناداتهم بأسمائهم أو عدم الاكتراث للتجاوب مع الأطفال حتى خلال اللعب، يعانى صعوبة فى التعلم، وأيضاً صعوبة تطبيق ما يعرفه فى الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية، يفضل اللعب بمفرده، ويتأخر فى الكلام وكذلك عدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار فيها، وعدم القدرة على تسمية الأشياء، يكرر الكلمات، لا يعبر عن عواطفه أو مشاعره.
■ وماذا عن أسباب الإصابة بهذا النوع من الاضطراب؟
- لا يوجد أسباب نستطيع أن نقول إنها قطعية؛ ولكن هناك مجموعة من الأسباب التى يرجح أن تكون مساهمة وليست أساسية منها: وجود طفل فى العائلة يعانى من اضطراب توحد يكون عرضة لولادة طفل آخر مصاب، الولادة قبل اكتمال فترة الحمل؛ وربما تكون هناك صلة بين كبر سن الوالدين والأطفال المولودين باضطراب التوحد؛ وهناك أيضاً عوامل جينية تعزز طفرات خطر الإصابة به من خلال تواصل خلايا الدماغ، لكن فى النهاية لا توجد مسلمات بحثية أو آراء علمية قاطعة كافية فى هذا الشأن.
■ ما المشاكل التى يتعرض لها مريض اضطراب التوحد؟
- بعض المشاكل الوظيفية كعدم القدرة على العيش باستقلالية، والعزلة الاجتماعية، والضغط النفسى داخل الأسرة والوقوع ضحية التعرض للتنمر.
■ هل يوجد علاج يجعل المريض يشهد تحسناً نوعاً ما؟
- حتى الآن لا يوجد له علاج بشكل قاطع نستطيع من خلاله أن نقول إنه ذو فائدة؛ لكن هناك أشكال من العلاج كالتشخيص والتدخل المبكر فهو مفيد للغاية .. ومن خلاله يمكن تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة.
■ هل هناك إحصائية بعدد هؤلاء المصابين في مصر مقارنة بالرقم العالمي لدول أخرى؟
- يبلغ عدد المصابين فى مصر تقريباُ نحو 850 ألف مريض طبقاً للنسبة الإحصائية والتى تبلغ نحو شخص لكل 160 شخصاً ؛ بينما فى أمريكا تبلغ شخصا لكل 40 شخصاً، هذه النسبة المقررة حسب ما تم اكتشافه من الأشخاص المصابين؛ لكن ربما توجد هناك حالات لم يتم اكتشافها بعد لسببين: أحدهما يرجع لجهل الأسرة بمرض ابنها وعدم اكتشافها له، والآخر يرجع إلى معرفة الأسرة بحقيقة مرض الابن إلا أنها لا تريد الاعتراف بذلك خشية من وصمة المجتمع له، لكن فى النهاية يعتبر المصابون بهذا النوع من الاضطراب فى ارتفاع ، بصرف النظر عن الذين لا يريدون الاعتراف بمرض ابنهم.
■ هل أسهم وجود المركز فى تشجيع الأسر المصرية للإقبال عليه باعتباره كياناً متخصصاً ؟
- بالطبع، الإقبال يزيد بشكل يومى وخاصة من محافظات بعيدة، وذلك فى ظل زيادة وعى الأسر بطبيعة الاضطرابات المرضية لذويهم، خلاف التجهيزات الكبيرة التى تميز المركز والإمكانيات التى تم تزويدها، والتدريب الجيد للعاملين للتعامل مع الأطفال.
■ كم عدد المترددين على العيادات الخارجية؟
- هناك ما يقرب من 150 طفلاً على مدار الشهر بخلاف 16 طفلاً يتواجدون فى غرفة الرعاية النهارية كل يوم على مدار أيام الأسبوع.
■ هل يخضع الأطباء للتدريب داخل المركز؟
- بالتأكيد، هناك دفعة من الأطباء يتم تدريبهم كل 6 أشهر كجزء من عملهم باعتبارهم متخصصين فى هذا المجال أو فى الطب النفسى أو المعالجين النفسيين.
■ وماذا عن كيفية سير مرحلة العلاج، وهل لأسرة المريض دور فى تلك الفترة؟
- تبدأ بمرحلة التشخيص الطبى بالعيادة من جانب الأطباء النفسيين ثم تقييم النمو عن طريق الإخصائيين؛ ثم تقييم مهاراته حسب سنه لتنميتها، فى مرحلة العمر حتى 4 سنوات يخضع الطفل المريض لرعاية نهارية يوماً كاملاً، حيث يتم عمل جلسات فردية، وتخاطب وتكامل حسى، ورعاية ذاتية وجلسات جماعية. بينما من عمر 4 سنوات حتى 8 سنوات تصبح الخدمة مرة واحدة أسبوعياً، حيث يتم توفير خدمة التخاطب وكذلك جلستين من تنمية المهارات، بينما من هم فوق سن ال 8 سنوات نحن نوفر لهم خدمة شهرية تتضمن إعادة تقييم للحالة، وعمل خطة لهم، كما يقوم المركز بعمل تدريب وتعليم للأمهات على كيفية التعامل مع أطفالهم المرضى.
■ هل هناك ما يمنع من الزواج للمرضى؟
- لا يوجد حتى الآن ما يفسرعدم الزواج، والدليل هناك حالات منها: بطل سباحة قد تزوج منذ فترة ولم تتم ملاحظة أى علاقة بين الإصابة واستكمال الحياة الطبيعية له حتى الآن.
◄ اقرأ أيضًا | 7 علامات عن مرض التوحد وطرق التعامل معه
◄ الكشف المبكر ضروري والتشخيص قد يستغرق بعض الوقت
◄ متخصصون: يمكن اكتشاف الإصابة عقب الولادة بشهور
بالرغم من التقدم الطبى والوعى السائد فى المجتمع إلا أن كثيرين حتى الآن لا يعرفون ما هو التوحد، ما يتسبب فى أضرار كثيرة للأطفال الذين يحتاجون لرعاية خاصة حتى لا تتطور حالاتهم للأسوأ..
■ الدكتور أسامة البرنس
يقول الدكتور أسامة البرنس استشاري المخ والأعصاب: «إن اضطراب طيف التوحد اضطراب نمائى عصبى يتسم بصعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعى وسلوك نمطى متكرر، وقد يتداخل التوحد مع حياة المصاب اليومية وقدرته على التعلم والتواصل، لذا فإن تشخيص التوحد مبكرًا وتلقى العلاج والدعم المناسب يُحدث فرقًا كبيرًا فى حياة أطفال التوحد وأسرهم.
موضحًا أنه يمكن اكتشاف إصابة الطفل بالتوحد قبل عمر 18 شهرًا، ولكن قد يستغرق تأكيد التشخيص بعض الوقت، ومع ذلك يوجد بعض الحالات التى لا يكتشف فيها التوحد حتى مرحلة المراهقة أو الشباب.
■ د. مروة ثابت
وتضيف د. مروة ثابت مدير مركز التوحد بمجمع خدمات الإعاقة الشامل: التوحد حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب فى حدوث مشكلات فى التفاعل والتواصل الاجتماعى كما يتضمن الاضطراب أنماطًا محدودة ومتكررة من السلوك، ويشير مصطلح «الطيف» فى عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة، ويتضمن اضطراب طيف التوحد حالات كانت تعتبر منفصلة فى السابق التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولى وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائى الشامل، ولا زال بعض الأفراد يستخدمون مصطلح «متلازمة أسبرجر»، والتى يعتقد بوجه عام أنها تقع على الطرف المعتدل من اضطراب طيف التوحد.
وتابعت: «يبدأ اضطراب طيف التوحد فى مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب فى نهاية المطاف فى حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي، بالمدرسة والعمل، على سبيل المثال غالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال فى غضون السنة الأولى، وقد يحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعددٍ قليل من الأطفال فى السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.
في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدى إلى إحداث فارقٍ كبير فى حياة العديد من الأطفال.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة مرفت علاء مسئول الغرف الحسية، «أنه يظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمى الرعاية، وقد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعى خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانيين أو يفقدون المهارات اللغوية التى قد اكتسبوها بالفعل وعادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.
مشيرة إلى أنه من المُرجح أن يكون لكل طفل يعانى من اضطراب طيف التوحد نمط فريد من السلوك ومستوى الخطورة من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي، وكثيرًا ما تكون ردات فعل الأطفال المصابين بالتوحد تجاه الحواس شديدة أو ضعيفة جدًا فعلى سبيل المثال قد ينزعجون بشدة من ملمس أو روائح أو مذاقات معينة، أو يستجيبون بشكلٍ باهت لإحساسات مؤلمة أو باردة أو حارة يجدها الآخرون مزعجة للغاية، وقد يتجاهلون بعض الأصوات، فى حين قد تزعجهم أصواتٌ أخرى بشكل شديد وهو ما نحاول طوال فترة الجلسة العمل على ضبطه.
وأضافت الدكتورة شريهان سعد اخصائية نفسية وتخاطب، «أنه فى الحالات الشديدة جدًا من التوحد لا يمكن للطفل أن يتعلم الكلام، وإذا تمكن الطفل من الكلام فلا يكون ذلك إلا فى وقتٍ متأخر، ويستخدم الكلمات بمواضع غريبة، وكثيرًا ما يُكرِّر الطفل الكلمات المنطوقة إليه وهو ما يُعرف (صدى النص echolalia)، أو يستخدم الكلام المحفوظ بدلًا من التكلم بعفوية، أو يعكس الاستخدام العادى للضمائر، ولا سيما استخدام «أنت» بدلًا من «أنا»، أو ضمير الملكية «لي» بدلًا من «لهم»، قد لا تكون المحادثة مع الطفل تفاعلية، وغالبًا ما يستخدم اللغة لتسمية الأشياء أو طلب مساعدة، وليس لمشاركة الأفكار أو المشاعر، قد يتكلم الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد بإيقاع ونبرة غير عاديين.
◄ بعد سنوات التهميش.. تقييم الأطفال عن بُعد من عمر 6 أشهر
وزارة الصحة أعلنت استعدادها لخطة التدخل المبكر لعلاج التوحد، بعد سنوات طويلة عانى فيها أصحاب اضطرابات طيف التوحد من التهميش وصعوبة بالغة فى الحياة اليومية سواء بالعمل أو بالدراسة وغير ذلك.
وَجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء فى خطة عمل مبادرة صحية جديدة، خلال الفترة المقبلة، فى إطار تحقيق التكامل الصحى على الصعيدين الجسدى والنفسي، بشكل شامل، لتعقد «الصحة» اجتماعا لمناقشة خطة ومراحل عمل مبادرة جديدة، تمهيدًا لإطلاقها خلال الفترة المقبلة.
وكشفت الوزارة أن آلية العمل بمبادرة الكشف والتدخل المبكر لاضطرابات طيف التوحد ترتكز على تطبيق المسح والكشف المبكر، عن طريق مسئول المبادرة الموجود بوحدات ومراكز الرعاية الأولية، باستخدام تطبيق ال M-Chat الذى يُعد أكثر المسوح استخدامًا على مستوى العالم، والتطعيم عند عمر 18 شهرًا، فضلًا عن تقديم النصائح للمتابعة والوقاية، وإضافة خدمة جديدة على المنصة الوطنية للصحة النفسية، تستهدف التقييم عن بُعد للأطفال من عمر 6 أشهر حتى عمر عامين ونصف العام.
ومن جانبه قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إنه تم التوجيه بإدراج أطفال قادرون باختلاف ضمن الأطفال المستهدفين بالمسح والعلاج، حتى يتثنى تعزيز مهاراتهم التواصلية، ومن ثم دمجهم فى المجتمع بشكل أفضل، وأنه تم تدريب 102 من الأطقم الطبية (أطباء وتمريض ومشرفين) فى عدة محافظات، منها الفيوم والقليوبية والمنوفية، على مراحل النمو من عمر يوم إلى 5 سنوات، واستبيان المسح M-Chat للكشف المبكر عن الحالات المشتبه فى معاناتها من اضطراب التوحد، حيث يتم ملء الاستبيان والإجابة عنه بواسطة الأهل مما سيُمكًِن أولياء الأمور من متابعة تطور أبنائهم عن بُعد والحصول على التوجيهات الخاصة بالخطوات اللازمة لتعزيز نمو أطفالهم والتوجيه بالذهاب إلى مركز طبى نفسى متخصص فى طب نفس الأطفال إذا لزم الأمر لاتخاذ اللازم وتلقى الخدمات.
وأوضح «عبدالغفار» أنه تم التوجيه بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، لمنح المتدربين شهادات اجتياز التدريب، ووَجَّه بتجهيز أماكن أو مراكز للتواصل بشكل افتراضى مع الطفل المصاب، وأسرته، وذلك حتى يتم الدمج بين العلاج الافتراضى والعلاج فى مركز التميز، والتيسير على أهالى هؤلاء الأطفال فى الحصول على الخدمة.
وقال «عبدالغفار» إنه تم التوجيه بتأسيس مراكز لعلاج التوحد، بالشراكة بين الوزارة والقطاع الخاص، على أن تكون مُجهزة إلكترونياً وتكنولوجياً لتصبح بمثابة مدارس تخصصية توفر احتياجات الطفل المصاب، وتؤهله للتعامل والاندماج فى المجتمع.
وشَدَّد على ضرورة التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لتدريب المعلمين، على التعامل مع أى حالة يُشتبه فى إصابتها بالتوحد، مع تدشين حملة إعلامية واسعة النطاق، تشمل تقديم خدمات التوعية بالمرض فى الأماكن ذات التردد الكثيف من المواطنين والتى تتضمن النوادي، ومراكز الشباب، والأسواق التجارية، ومحطات القطار.
ولفت وزير الصحة إلى أنه تم تطوير برنامج تدريب مقدمى الرعاية للتوحد CST، بالتعاون مع منظمة «أوتيزم سبيكس»، وهو برنامج تدريبى عملي، قابل للتكيف ثقافيًا، لتعزيز المهارات الاجتماعية والتواصلية للأطفال المصابين باضطرابات «طيف التوحد» واضطرابات النمو الأخرى، مع التركيز بشكل خاص على العائلات فى المجتمعات ذات الموارد المحدودة، وتم تكييفه مع الثقافة المصرية من قبل فريق الأمانة العامة للصحة النفسية، الذين تم تدريبهم على مدار عامين، ليكونوا مدربين رئيسيين من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة «أوتيزم سبيكس»
وأكد أن المبادرة تستخدم برنامج تقييم التطور السلوكي اللفظى ABA وهو برنامج مبنى على مبادئ تحليل السلوك التطبيقية التواصلية والعلوم والمهارات الاجتماعية للأطفال المصابين بالتوحد أو إعاقات النمو الأخرى، وتم تدريب 5 فرق من الأطباء والإخصائيين النفسيين والاجتماعيين والتمريض، بمستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، فى القاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد، وأسيوط، وسوهاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.