نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد

مر شهر رمضان كعادته سريعا كالبرق، شهر الخير والعطاء والنور. وأطل علينا عيد الفطر المبارك لتكتمل أفراحه بلمة العائلة، وتبادل التهانى، وحميمية اللقاءات بين الأصدقاء والأحباب. لكن أجواء رمضان، ذكرياته ولياليه لا تزال ملتصقة بمسام حواسنا، حية فى خلايا مشاعرنا، الصلاة، الصوم، التراويح، التهجد، الشفع والوتر. أعمال الخير التى نتسابق جميعا فى أداء ما تيسر منها، كل على قدر ماله وطاقته. ثم تأتى أيام الوداع لأيام جميلة، وليالٍ معطرة برائحة الصفاء والنقاء الروحانى الفريد مليئة بالشجن، ودموع الوحشة التى تداهمنا من الآن، ولمدة أحد عشر شهرا قادمة.
جانب آخر من ذكرياتنا يتعلق بالمسلسلات التى شاهدناها خلال رمضان. بالطبع الخريطة الرمضانية أصبحت متخمة بعشرات المسلسلات التى يصعب متابعتها كلها، فهذا ضرب من المستحيل. لكنى شخصيا اخترت بعضا منها، وسوف أقدم لقرائى الأحباء رأيي الشخصى فيما شاهدت، سوف أكتب كل يوم أحد عن واحد من تلك المسلسلات، وأنتظر منكم أيضا مشاركتى من خلال إبداء وجهات نظركم فى المسلسل الذى أتناوله، سواء كانت متفقة مع رأيى أو مختلفة معه، فالحوار وتبادل الرؤى يثرى العقل، ويحرك الفكر، ويلقى بأضواء كاشفة على مناطق مهمة قد يراها أحدنا ولا يلتفت إليها آخر.
«أشغال شقة جدا» مسلسل كوميدى جميل، يتناول قضية مجتمعية مهمة جدا وهى لجوء الأزواج إلى عاملات المنازل، أو مربيات الأطفال لمساعدتهم فى الأعباء والمسئوليات العديدة التى يجدون أنفسهم محملين بها بعد الإنجاب مباشرة، فالشباب عادة ما يظنون أن الزواج قصة حب جميلة، خروج وفسح، فى الغالب لا يكونون مستعدين نفسيا لتحمل المسئولية الكبيرة التى تأتى مع تكوين أسرة وبيت وأولاد، والنتيجة أن يسارع الأبوان الشابان بالبحث عن مساعدة منزل تحمل عنهما جزءا من المسئوليات الكبيرة التى تفاجآ بها، خاصة إذا كان الأبوان يعملان ولا يملك أحدهما ترف التفرغ لتربية الأطفال.
عالج المسلسل هذه القضية الشائكة فى قالب كوميدى، خفيف، قدم أبطاله الجزء الأول فى رمضان 2024 والجزء الثانى فى رمضان 2025. فى رأيى أن الجزء الأول كان أقوى من الجزء الثانى، لذلك أتمنى ألا يكون هناك جزء ثالث اعتمادا على نجاح الجزءين الأول والثانى، وهذه مشكلة معروفة فى مسلسلات الأجزاء. هشام ماجد ممثل رائع، ينتقى أعماله بفكر مدروس، وفهم وثقافة، مصطفى غريب تطور أداؤه فى الجزء الثانى واستطاع أن يحفر اسمه بقوة، أسماء جلال لطيفة وتلقائية، برعت فعلا فى أداء دورها. كذلك تألق باقى الممثلين والممثلات: شيرين، سلوى محمد على، محمد عبد العظيم، على صبحى، أحمد الرافعى، محمد محمود، أحمد عبد الوهاب، حازم إيهاب. شكرا للمخرج والسيناريست خالد دياب، وشيرين دياب.