يدفع الفلسطينيون في قطاع غزة أثمانًا من حياتهم الإنسانية في ظل استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والذي لا يتكفي بشن غاراته وهجماته الغاشمة على القطاع بين الفنية والأخرى، بل يطبق حصارًا كاملًا على قطاع غزة ويمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى داخله. وبعد انقضاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة في 2 مارس/ آذار الجاري، وعدم انتقال الاتفاق إلى المرحلة الثانية، اتخذت إسرائيل إجراءً عقابيًا تجاه أهل غزة، وقامت بمنع دخول المساعدات بشكل نهائي إلى داخل القطاع، ولا يزال القرار ساريًا حتى اللحظة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنه "استمرارا لإغلاق المعابر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، وفي مطلع مارس 2025، صعَّد الاحتلال من جرائمه باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل. وبموجب البروتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً و50 شاحنة وقود، إلا أن الاحتلال انقلب على الاتفاق، مما فاقم الكارثة الإنسانية، حيث كان من المفترض منذ بدء مارس الجاري دخول 15,000 شاحنة مساعدات، وكذلك 1,250 شاحنة وقود، إلا أن ذلك لم يدخل مُطلقاً مما ينذر بكارثة حقيقية وأزمة إنسانية عميقة". وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن المساعدات الإنسانية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية لا تستلمها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولا يستلمها أي فصيل فلسطيني، وإنما تدخل لصالح المؤسسات الدولية والإغاثية بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، ويتم توزيعها بشكل مباشر على المواطنين دون تدخل في إطار تعزيز مبدأ الاستقلالية. وعدّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التداعيات الكارثية لإغلاق المعابر ومنع دخول السماعدات للقطاع، والتي وصلت إلى إحدى عشرة أزمة إنسانية داخل القطاع. انعدام الأمن الغذائي ومن أولى تلك الأزمات انعدام الأمن الغذائي، فقج فقد 85% من المواطنين في غزة لمصادر الغذاء الأساسية بسبب توقف التكيّات الخيرية والمساعدات الغذائية، وذلك وفقًا لما ذكره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى جانب خلو الأسواق من السلع التموينية. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن ذلك يهدد بمجاعة وشيكة، وسيكون له تداعيات "خطيرة جدًا". توقف إنتاج الخبز ثاني الأزمات الإنسانية يتمثل في توقف إنتاج الخبز، حيث تم إغلاق عشرات المخابز في جميع محافظاتغزة بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال دخوله إلى قطاع غزة. ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فستتفاقم أزمة الغذاء بشكل خطير خلال الأيام المقبلة بسبب منع إدخالها من قبل الاحتلال، محذّرًا العالم من خطورة الأوضاع الإنسانية. أزمة مياه حادة ثالث الأزمات يتمثل في وجود أزمة مياه حادة، حيث أن أكثر من 90% من أهالي غزة باتوا بلا مصدر مياه نظيفة، وذلك بعد أن دمر الاحتلال 719 بئر مياه و330 ألف متر طولي من شبكات المياه. انهيار الخدمات البيئية والصحية رابع الأزمات الإنسانية في غزة يتعلق بانهيار الخدمات البيئية والصحية، وذلك نتيجة توقف برامج فتح الشوارع وإزالة الركام بسبب انعدام الوقود، إلى جانب تراكم النفايات في مئات الشوارع، مما ينذر بكارثة صحية. هذا إلى جانب انتشار البعوض والحشرات الضارة وانتشار الأمراض، وفقًا لتقرير المكتب الإعلامي الحكومي. أزمة غاز الطهي خامس الأزمات تتعلق بأزمة غاز الطهي، وذلك ما أدى إلى توقف المخابز والمطابخ، مما يزيد من معاناة أهالي قطاع غزة، إلى جانب شلل شبه تام في القطاعات الحيوية المرتبطة بالطاقة والكهرباء. الانهيار الصحي سادس الأزمات تتعلق بالانهيار الصحي، وذلك بعدما قام الاحتلال الإسرائيلي بتدمير 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا وإخراجه عن الخدمة، إلى جانب استهداف عشرات المؤسسات الصحية و140 سيارة إسعاف. وبسبب غلق المعابر، تم حرمان 22 ألف مريض وجريح من العلاج بالخارج، من بينهم 12500 مريض سرطان. كما تفاقمت معاناة 350 ألف مريض بأمراض مزمنة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك في ظل منع إدخال الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية، وكذلك منع دخول الوفود والجراحين المتخصصين إلى قطاع غزة. كارثة إنسانية للنازحين سابع الأزمات تتعلق بكارثة إنسانية للنازحين، مع منع الاحتلال إدخال الخيام والكرفانات، مما ترك 280 ألف أسرة بلا مأوى، وسط اهتراء 110 آلاف خيمة على مدار الحرب الإسرائيلية، مما زاد من معاناة النازحين. اقرأ أيضًا: تحقيق| «شتاء غزة الطويل».. سردية أحلام النازحين المُمزقة تحت «خيام متهالكة» انهيار قطاع النقل والمواصلات أما الأزمة الثامنة تتمثل في انهيار قطاع النقل والمواصلات، في ظل توقف شبه تام لحركة النقل والمواصلات بسبب انعدام الوقود وغاز الطهي، وتدمير 2.8 مليون متر طولي من شبكات الطرق والشوارع. انهيار شبكات الصرف الصحي تاسع الأزمات تتعلق بانهيار شبكات الصرف الصحي، بعد أن الاحتلال قام بتدمير 655 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إلى جانب ارتفاع منسوب المياه العادمة وغرق عشرات المنازل. أزمة تدمير القطاع التعليمي عاشر الأزمات تتمثل في تدمير القطاع التعليمي، حيث قام الاحتلال بتدمير 500 جامعة ومدرسة بالكامل أو جزئيًا، واستشهد 12 ألفًا و900 طالب وطالبة من المراحل الدراسية المختلفة، وحرمان 785,000 طالب وطالبة من التعليم بسبب الحرب، واستشهاد 800 معلم وموظف تربوي و150 أكاديميًا وباحثًا. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، يمنع الاحتلال إدخال كل مقومات الصمود والبناء وإعادة ترميم القطاع التعليمي بسبب إغلاق المعابر. أزمة الكهرباء الخانقة الأزمة الحادية عشرة، تتمحور في أزمة الكهرباء الخانقة، حيث منع الاحتلال إدخال وقود محطة توليد الكهرباء الوحيدة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ 18 شهرًا، وذلك بعدما تم تدمير 3700 كيلومتر من شبكات الكهرباء و2105 محولات توزيع كهرباء. وقطع الاحتلال الكهرباء عن محطة تحلية المياه في دير البلح مما أدى إلى توقف توريد 20 ألف كوب من المياه يوميًا لمحافظتي الوسطى وخان يونس، وهو ما يُهدد بتفاقم أزمة العطش، وزيادة انتشار الأمراض المُعدية والجلدية، في ظل بيئة صحّية مُتدهورة ونقص فادح في الخدمات الطبية، وذلك وفقًا لما ذكره المكتب الإعلامي الحكومي.