|كيف رد وزير الدفاع على مخاوف نائب الرئيس الأمريكي؟.. وكيف جاءت ردود الأفعال على العملية؟ | الرئيس الأمريكي يرفض التعقيب .. ومجلس الأمن يعترف: بدأنا تحقيقات للوقوف على الحقائق | في خطوة مثيرة للجدل حجب إيلون ماسك روابط "سيجنال" على منصة إكس تفاعلت وسائل الإعلام الأمريكية سريعًا مع قصية انضمام جيفري جولد بيرج، رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتك الأمريكية، إلى جروب على تطبيق "سيجنال" للتواصل بطريق الخطأ، وذلك لمناقشة خطة ضرب جماعة الحوثيين في اليمن منحًا جديدًا. وفيما رفض الرئيس الأمريكي التعقيب على الأمر، اعترف مجلس الأمن القومي الأمريكي بوقوع هذا الخطأ منوهًا إلى البدء في إجراء تحقيقات للوقوف على حقيقة الأمر. ومع توالي التسريبات وردود الأفعال منحت وسائل الإعلام الأمريكية مساحة واسعة لمتابعة هذه القضية التي وصفتها ب" سقطة لا تغتفر" للإدارة الأمريكية، سيما في ظل القوانين التي تجرم تداول معلومات تتعلق بالأمن القومي على تطبيقات السوشيال ميديا أو وسائل الإعلام. وذكر جولدبرج أنه في 11 مارس الجاري، تلقى طلب اتصال عبر "سيجنال" من مستخدم يحمل اسم "مايكل والتز"، والذي افترض أنه مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، ورغم شكوكه في هوية المرسل، استجاب للطلب متوقعًا أنه ربما يرغب في مناقشة قضايا مثل أوكرانيا أو إيران. وبعد يومين، تلقى جولدبرج أيضًا إشعارًا بإضافته إلى مجموعة دردشة بعنوان "مجموعة الحوثيين الصغيرة"، حيث أُرسلت رسالة افتتاحية جاء فيها: "الفريق - تشكيل مجموعة مبادئ للتنسيق بشأن الحوثيين، وخاصةً خلال ال72 ساعة القادمة". ضمت المجموعة 18 شخصية بارزة، من بينهم مسؤولون في مجلس الأمن القومي، ومستشارون لترامب. في السياق، نشرت «ذا أتلانتك» النص الكامل للمحادثات على تطبيق التواصل: التطبيق : سيجنال اسم القروب : مجموعة الحوثيين الصغيرة -الرسالة الأولى في القروب من مايكل والتز مستشار الأمن القومي : تم تشكيل مجموعة مبادئ للتنسيق بشأن الحوثيين، و سيشكل خلال ال 72 ساعة المقبلة نائبي أليكس وونغ فريقًا خاصًا على مستوى نواب أو رؤساء أركان الوكالات، لمتابعة نتائج اجتماع غرفة الاجتماعات هذا الصباح لمناقشة بنود العمل، وسيُرسلها لاحقًا هذا المساء في الجروب. وتابعت الرسالة: "يرجى تزويدنا بأفضل موظف من فريقكم لنتواصل معه خلال اليومين القادمين وعطلة نهاية الأسبوع. شكرًا". -بعد دقيقة واحدة .. بدأ كل مسؤول في مختلف الوزارات بتعيين منسق من قبله -وفي اليوم التالي، أصبحت الأمور أكثر غرابة. في الساعة 8:05 صباح الجمعة 14 مارس، أرسل "مايكل والتز" رسالة نصية إلى المجموعة: "أيها الفريق، يجب أن يكون لديكم هذا الصباح بيان استنتاجات مع المهام وفقًا لتوجيهات الرئيس في صناديق الوارد الخاصة بكم وزارة الخارجية ووزارة الدفاع، لقد وضعنا قوائم إشعارات مقترحة للحلفاء والشركاء الإقليميين. ترسل هيئة الأركان المشتركة هذا الصباح تسلسلًا أكثر تفصيلًا للأحداث في الأيام القادمة، وسنعمل مع وزارة الدفاع لضمان إطلاع رئيس الأركان ونائب الرئيس ورئيس الولاياتالمتحدة"ز -في هذه المرحلة، بدأ نقاشٌ سياسيٌّ شيّق. قام بالرد "جيه دي فانس" نائب الرئيس الأمريكي وقال : أيها الفريق، أنا متفرّغٌ لهذا اليوم لأُشارك في فعاليةٍ اقتصاديةٍ في ميشيغان. لكنني أعتقد أننا نرتكب خطأً." (كان فانس بالفعل في ميشيغان ذلك اليوم). وأضاف : "3% من التجارة الأمريكية تمر عبر قناة السويس، و40% من التجارة الأوروبية تمر عبرها. هناك خطرٌ حقيقيٌّ ألا يفهم الجمهور هذا أو لماذا هو ضروري. السبب الأقوى للقيام بذلك، كما قال رئيس الولاياتالمتحدة، هو توجيه رسالة ، هناك خطرٌ إضافيٌّ من أن نشهد ارتفاعًا مُتوسّطًا إلى حادٍّ في أسعار النفط أنا على استعدادٍ لدعم إجماع الفريق، وسأحتفظ بهذه المخاوف لنفسي. ولكن هناك حُجّةٌ قويةٌ لتأجيل هذا الأمر شهرًا، والعمل على صياغة رسالةٍ تُوضّح أهمية هذا الأمر، ودراسة وضع الاقتصاد، وما إلى ذلك". -هنا يرد : بيت هيغسيث وزير الدفاع الأمريكي: نائب الرئيس أتفهم مخاوفك، وأؤيدك تمامًا في طرحها على الرئيس. هناك اعتبارات مهمة، يصعب معرفة كيفية تأثيرها (الاقتصاد، السلام في أوكرانيا، غزة، إلخ). أعتقد أن إيصال الرسالة سيكون صعبًا مهما كانت الظروف - لا أحد يعرف من هم الحوثيون - ولهذا السبب علينا التركيز على: 1) فشل بايدن . 2) تمويل إيران تستمر رسالة وزير الدفاع في : "إن الانتظار لبضعة أسابيع أو شهر لا يغير الحسابات بشكل أساسي. هناك خطران مباشران للانتظار: 1) هذا يتسرب، ونبدو مترددين؛ 2) تتخذ إسرائيل إجراءً أولاً - أو ينهار وقف إطلاق النار في غزة - ولا نتمكن من بدء هذا بشروطنا الخاصة. يمكننا إدارة الأمرين. نحن مستعدون للتنفيذ، وإذا كان لدي تصويت نهائي أو لا، أعتقد أنه يجب علينا ذلك. هذا لا يتعلق بالحوثيين. أرى الأمر على أنه شيئين: 1) استعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية؛ و2) إعادة ترسيخ الردع، الذي حطمه بايدن. ولكن، يمكننا بسهولة التوقف. وإذا فعلنا ذلك، فسأبذل قصارى جهدنا لفرض أمن العمليات بنسبة 100٪. -بعد دقائق قليلة كتب"مايكل والتز" ملاحظة مطولة حول أرقام التجارة والقدرات المحدودة للقوات البحرية الأوروبية. وجاء فيها: "سواءً الآن أو بعد أسابيع، سيتعين على الولاياتالمتحدة إعادة فتح ممرات الشحن هذه. بناءً على طلب الرئيس، نعمل مع وزارتي الدفاع والخارجية لتحديد كيفية جمع التكاليف المرتبطة بذلك وفرضها على الأوروبيين". -ثم رد : نائب الرئيس على وزير الدفاع وقال : "إذا كنتَ تعتقد أننا يجب أن نفعل ذلك، فلنفعل. أنا ببساطة أكره إنقاذ أوروبا مجددًا ، وإذا كان هناك أشياء يمكننا القيام بها مقدما لتقليل المخاطر على المنشآت النفطية فعلينا القيام بذلك". -ردّ بعد ذلك وزير الدفاع الأمريكي : "نائب الرئيس: أشاركك تمامًا كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه لأمرٌ مُثير للشفقة. لكن مايك مُحق، نحن الوحيدون على هذا الكوكب القادرون على فعل ذلك. لا أحد غيرنا يُقارن بنا. المسألة تتعلق بالتوقيت. أشعر أن الآن هو الوقت المُناسب أكثر من أي وقت مضى، في ظل توجيهات رئيس الولاياتالمتحدة بإعادة فتح ممرات الشحن. أعتقد أننا يجب أن نغادر؛ لكن لا يزال لدى رئيس الولاياتالمتحدة 24 ساعة لاتخاذ القرار. - بعد ذلك أحد الأسماء الصامته منذ بداية الجروب ( SM ) على الأرجح أنه ستيفن ميلر، المقرب من الرئيس ترامب وقال : "كما سمعتُ، كان الرئيس واضحًا: الضوء الأخضر، لكننا سرعان ما نُوضّح لمصر وأوروبا ما نتوقعه في المقابل. علينا أيضًا إيجاد طريقة لتطبيق هذا الشرط. على سبيل المثال، إذا لم تُكافئ أوروبا، فماذا إذن؟ إذا نجحت الولاياتالمتحدة في استعادة حرية الملاحة بتكلفة باهظة، فسيكون هناك حاجة إلى مكاسب اقتصادية إضافية في المقابل. - في اليوم التالي : في الساعة 11:44 صباحًا، نشر وزير الدفاع "بيت هيغسيث" في الجروب "تحديثًا للفريق" حيث يعقب جولد بيرج " لن أقتبس من هذا التحديث، أو من بعض النصوص اللاحقة، لأنه لو اطلع عليه خصم للولايات المتحدة، لكان من الممكن استخدام المعلومات الواردة فيه لإلحاق الضرر بالجيش الأمريكي وأفراد الاستخبارات، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ما أود قوله، أن مشاهداته كان كارثيا ويوضح مدى التهور الصادم في هذه المحادثة على سيجنال بشكل مكشوف". تضمنت رسالة وزير الدفاع تفاصيل عملياتية للضربات القادمة على اليمن، بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولاياتالمتحدة وتسلسل الهجمات. وبعد انطلاق العمليات بدأت الرسائل : - أنه عمل مذهل - بداية عمل جيدة - أحسنت يابيت وفريقك توابع زلزال التسريبات الأمر لم يقتصر على سيل التسريبات حول الواقعة بل اتخذت الواقعة أبعادًا أخرى، ففي خطوة مثيرة للجدل، حجب إيلون ماسك روابط "سيجنال" على منصة إكس. ويعتبر التطبيق وسيلة الاتصال الآمنة التي يعتمد عليها المبلغون الفيدراليون للحفاظ على سريتهم. وبعد هذا الحجب، أصبحت روابط التطبيق غير قابلة للنشر بأي شكل، سواء في الرسائل الخاصة أو المنشورات العامة أو حتى في السيرة الذاتية، اللافت في الأمر أن الشركة لم تصدر أي بيان رسمي توضح فيه أسباب هذا التغيير.