توقف الكثيرون أمام التصريحات الغريبة حول مصر للمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فمنهم من نظر للرجل بمهنته الأساسية كمقاول وسمسار قريب من ترامب، ووجد تصريحاته واقعية تؤكد إدراكه وإدارته لأهمية مصر وقوتها وليس ذما وقدحا فيها، ومنهم من قرأ التصريحات من مكانة الرجل حاليا كأحد أقرب المستشارين لرئيس أقوى دولة فى العالم كل مسئول فيها يدرك ما يقول ويفعل جيدا واعتبرها تهديدا لمصر ورئيسها. بعيدا عن الجدل السابق وردود الفعل المصرية الواسعة تجاه التصريحات وأهمها الهجمة الشعبية المرتدة على الرجل وإدارته، والتى تؤكد أن المصريين- بعيدا عن القلة من الموتورين والمأجورين- مهما اختلفوا داخل بلدهم تبقى وحدتها وسلامتها ورمزية كرامتها فى قادتها ومؤسساتها خطا أحمر لا يقبلون حتى المساس به، بعيدا عن كل هذا، أرى تصريحات ويتكوف ضمن سلسلة متتابعة من الهجوم على مصر، وهى شهادة أن «لا» المصرية قوية ومؤثرة وتقلب كل الموازين والمخططات، فمبعوث ترامب ليس أول المهاجمين والمهددين ولن يكون آخرهم طالما استمرت «لا» المصرية رافضة لمخططات هدم المنطقة وإعادة ترتيبها بما ليس فى صالح دولها وشعوبها. ولا ننسى مايخرج من إسرائيل ضد مصر وجيشها وقيادتها، كرد فعل لضربات مصرية موجعة رغم هدوئها أوقفت مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، و«لا» مدوية رغم المغريات لمحاولات طمس الهوية العربية وتفتيت المنطقة وتقسيمها على القوى الاستعمارية الجديدة وحلفائها. ومخطئ من يعتقد أن التربص بمصر سيقف عند حد التهديد بالكلام والصياح رغم تعدد مصادره، و لننظر سريعا وبلا معاناة البحث والتقصى على خريطة حدودنا التى تلتهب جميعها من الجنوب السودانى واليمنى والقرن الافريقى والبحر الأحمر الذى يتمدد شمالا ليلتئم مع النار الموقدة بحدودنا الشرقية، وصولا للبحر الأبيض والتهديدات الخفية به لنعرج غربا بليبيا، وغير ذلك كثير خفى وعلنى! ولنستعد لما هو آت ، فمصر لن تغير لاءاتها النابعة من عقيدة راسخة لا تلين وحسابات أمنها القومى رغم يقينها باستمرار التربص والنيران الملتهبة، ونثق أن حفظ الله لمصر وشعبها وجيشها سيستمر أيضا دون ان نحيد عن جادة مواقفها وصلابة لاءاتها.