الدكتور حسام شاكر عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر يكشف لنا أسرار الإمام السيوطى ومؤلفاته التى تعدت 600 مؤلف، فى مختلف العلوم والفنون وسر تلقيب السيوطى بابن الكتب، وقصة الإمام أحمد بن حنبل «إمام السنة وفقيه المحدثين» مع القراءة والعلم وعبارته الشهيرة (مع المحبرة إلى المقبرة) ثم يخطف عقولنا إلى كتب الذكاء الاصطناعى آلة العصر التى يجب أن يفطن إليها كل عالم شرع. اقرأ أيضًا | رئيس الوزراء يكرم عميد كلية الهندسة بجامعة الأزهر هل هناك كتاب أثر فيك شخصيا ولا تستطيع أن تنساه؟ كتب كثيرة وليس كتابا، خاصة ما يتعلق بكتب التاريخ والصحافة لكن ذكرى لأحدهم يغفل حق الآخر لهذا أذكر لك بعض الكتب التى استمتعت بقراءتها ومنها: (الفكاهة فى مصر) للدكتور شوقى ضيف، ومخطوطة (منهل اللطائف فى الكنافة والقطائف للإمام السيوطي)، وكتاب اشتريته منذ سنوات ثم فقدته وهو (قرة العين فى رمضان والعيدين) و(100 فكرة وفكرة) لمصطفى أمين و(دنيا الصحافة) لمحسن محمد، و(الصحافة مهنة ورسالة) لخليل صابات، واسمح لى أن أؤكد لك أن أى كتاب له متعة فى قراءته، فالقراءة أحيانا تكون علاجا ويسمى بعلم (الببليوثيرابيا) أو العلاج بالقراءة، حيث يصف أمين المكتبة أو الطبيب النفسى لأحد الأشخاص قراءة كتب محددة تساعده فى تخطى محنة من المحن ويتم ذلك بناء على فطنة وبصيرة المعالج، قد تستغرب ذلك، لكنه علاج موجود بالفعل، كما أن هناك مرضا أيضا يتعلق بشدة اقتناء الكتب وهو (البيبلومانيا) لدرجة تجعل الإنسان يحرص على اقتناء الكتب حتى وإن لم يقرؤها بل يتعدى الأمر إلى إدمان اقتناء الكتب للحد الذى يدعوه إلى استعارتها وعدم إعادتها أو سرقتها، فالقراءة عالم كبير به المرض والعلاج لكن علاجه وثوابه أفضل وأعظم من أى شيء. بما تنصح الشباب والأجيال المقبلة فيما يتعلق بالقراءة وأهمية الحرص عليها؟ ليس هناك أفضل من التذكير بأن القراءة عبادة وقضاء الوقت فى قراءة كتاب مفيد يقى الإنسان من الفتن، خاصة فى عصر انتشرت فيه الشائعات وكثر فيه الكذب والحديث عن خصوصيات الناس، وعلينا أن نتعرف على قصص المحبين للقراءة والتعلم وننظر إلى أنفسنا حتى نشعر بتقصيرنا، فالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله الذى لُقب بإمام السنة وفقيه المحدثين سأله أحد أصحابه ذات يوم: إلى متى سوف تستمر فى طلب العلم وقد أصبحت إماما للمسلمين؟ فقال له (مع المحبرة إلى المقبرة) أى أنه لا ينقطع عن العلم والقراءة حتى يموت، فعلينا أن نغتنم كل أوقاتنا فيما يفيدنا خاصة فى العلم سواء كان استماع أو قراءة وأن نفرق بين أنواع القراءة لأن هناك القراءة السريعة التى تعتمد على التصفح السريع للنصوص والتعرف على عناوين الموضوعات دون الخوض فى تفاصيلها بتعمق، والقراءة التحليلية التى تركز على استكشاف النصوص بشكل عميق لفهم المعلومات وربطها ببعضها البعض، وهى التى تُحفّز القدرة على الربط بين الأفكار الجديدة والمعرفة السابقة، إضافة إلى نوع آخر وهو القراءة التفاعلية، التى يتفاعل فيها القارئ مع النصوص فيدون الملاحظات، ويطرح الأسئلة، ويسجل الأفكار الجديدة التى يكتسبها أثناء القراءة، ونحن فى أمس الحاجة لمثل هذه القراءة لأنها تشجع على التفكير النقدى وتجعل القارئ مستمتعًا بالقراءة مُحبًا لها، وحتى يصبح الشباب مهتما بالقراءة يجب أن يكون هناك ما يشجعه على ذلك منها القراءة المنتظمة بتخصيص وقت يومى للقراءة فى الكتب أو المقالات وتنويع مصادر القراءة بين الأدب والعلم والأخبار ذات الشأن العام والعمل على تدوين بعض الملاحظات المهمة التى استفاد منها من خلال القراءة. حرص علماء المسلمين الأوائل على التبحر والكتابة فى كل مجالات العلم والمعرفة وليس فقط العلوم الدينية فقط، حدثنا عن ذلك؟ هذا أمر يعتز به كل من يعرف أهمية القراءة ويدل على بركة الوقت والعمر لعلمائنا الأفاضل فمثلًا الإمام السيوطى رحمه الله كتب ما يقرب من ستمائة مؤلف، وكان موسوعيا كتب فى مختلف العلوم والفنون وعاش حياته كلها بين الكتب وقد قرأت عن نشأته أن والده طلب من أمه وهى حامل به أن تأتيه بكتاب من مكتبته، فأخذها الطلْق وهى تحمل الكتاب إلى زوجها، ومن هنا لقب السيوطى بابن الكتب، وهذا يدل أيضا على أثر النشأة فى تكون الفرد فقد كان بيته محبًا للعلم ولهذا أصبح الإمام السيوطى يعيش طفولته وشبابه وكبره بين العلم قارئا وكاتبا. ما الكتب التى تقرأها خارج تخصصك؟ الكتب التى تتعلق بالذكاء الاصطناعى لأنها آلة العصر التى يجب أن يفطن إليها كل عالم شرع. هل تقرأ فى مجال الفنون أو الرياضة أو خارج المجالات التى قد يستغربها البعض على علماء الدين؟ علماء الدين لايستغربون شيئا لكنهم يحبون الجدية والالتزام وقضاء الوقت فيما يفيد، وأنا أحببت مجال القراءة فى الكلمات المشهور قولها المجهول أصلها وفى كل ما يتعلق بالتاريخ، والسير الذاتية للصحفيين.