سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«حياة كريمة».. تبنى الغد .. قرى الصعيد لم تعد «منسية».. والمشروعات تُحوِّلها إلى «نموذجية» المواطنون يشكرون الرئيس ويُطالبون بالمرحلة الثانية من المبادرة
الغريزات : قرية نموذجية تنافس المراغة الغريزات إحدى أكبر قرى مركز المراغة شمال سوهاج، وكانت من أبرز القرى المهمشة من ناحية الخدمات والبنية التحتية لفترات بعيدة حتى جاءت مبادرة «حياة كريمة» وحظيت الغريزات بكل المشروعات التنموية، وفى أقل من عام تم تنفيذ كل هذه المشروعات، وأصبحت الغريزات إحدى القرى النموذجية. يقول اللواء د. عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، إن «حياة كريمة» غيَّرت الواقع فى كل القرى السوهاجية التى استفادت من هذا البرنامج التنموى، وحققت مشروعات المبادرة واقعًا ملموسًا لدى المواطنين الذين شعروا بمدى الخدمات المقدمة إليهم من خلال المجمعات الخدمية والمراكز التكنولوجية وتطوير مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى وتسوية الطرق ورصفها. وأوضح المحافظ أن أهم المشروعات التى تم تنفيذها على أرض القرية هو مشروع سكن كريم ويشمل 10 عمارات سكنية بإجمالى 80 وحدة سكنية. وأقيم المشروع بالجبل الغربى على بُعد كيلومتر من القرية، وسيتم تسليم الوحدات السكنية من خلال قرعة علنية تضمن تسليم الوحدات السكنية لمستحقيها دون تدخل أى مسئول خلال الأيام القادمة، بالإضافة إلى توزيع 80 حظيرة لتربية الطيور والمواشى، وتم الانتهاء من المشروع. كما تم تنفيذ مجمع الخدمات الزراعية ويتكون من دور أرضى وطابق علوى على مساحة 350 مترًا مربعًا، ويشمل المجمع وحدة طب بيطرية وجمعية زراعية ومركز إرشاد زراعى. وتم الانتهاء من المشروع وبدأ فى تقديم كل الخدمات للمزارعين. وأضاف المحافظ أنه تم إنشاء مجمع تعليمى يضم كل المراحل التعليمية، وإنشاء مركز للشباب وملاعب حديثة، وتم دعم محطة المياه ومحطة الصرف الصحى بالقرية بعدة مشروعات جديدة لتوفير مياه الشرب النظيفة لكل أبناء القرية، كما ستشهد القرية خلال الأيام المقبلة تنفيذ أكبر خطة لرصف الطرق الداخلية والخارجية عقب الانتهاء من كل المشروعات الخاصة بالبنية التحتية، حيث تعتمد القرية على وسائل النقل بالسيارات الأجرة. وأشاد عدد كبير من أبناء القرية بالإنجازات التى تم تنفيذها فى قريتهم؛ وأكد محمد صالح، مزارع، أن الغريزات من أكبر القرى الزراعية فى المحافظة، وتمتلك رقعة زراعية كبيرة، ويعمل أغلب أبناء القرية بمهنة الزراعة، وقد أسهم المجمع الخدمى الزراعى فى تقديم كل الخدمات الزراعية من خلال الجمعية الزراعية والمركز البيطرى والبنك الزراعى. ويؤكد على كمال، من أبناء القرية، أن «حياة كريمة» حققت إنجازات لم نكن نحلم بها من قبل، وخلال عام واحد تم إنشاء كل المشروعات التنموية والخدمية، وأصبحت القرية لا ينقصها أى شىء، بل تنافس مدينة المراغة نفسها، حتى ماكينات صرف الرواتب والمعاشات أصبحت منتشرة فى شوارع القرية بصورة حضارية، وننتظر خلال الأيام المقبلة تنفيذ خطة الرصف داخل القرية لتكتمل ملحمة الإنجازات التى حققتها المبادرة الرئاسية. «بنى مر»: قرية الزعيم تتحوَّل لمدينة متكاملة «بنى مر» هى قرية الزعيم جمال عبد الناصر تغيرت خلال 10 سنوات وأصبحت مدينة متكاملة تضاهى مدينة أسيوط، وكانت كلمة السر «حياة كريمة». القرية التى كانت تعانى على مدار السنوات الماضية من عدم وجود كوب ماء نظيف، وكانت الآبار المنزلية حفرة عميقة للصرف الصحى تحولت إلى قرية ذات ملاعب خضراء ومحطات صرف صحى عملاقة ومدارس ذات جودة عالمية، فصارت تتمتع بالخدمات المتكاملة. ابتسامات رسمتها «حياة كريمة» وفرحة رصدتها عدسة «الأخبار» فى عيون مجموعة من الأطفال والشباب، وهم فريق كرة القدم بمركز شباب «بنى مر»، مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أثناء تدريبهم على أرض ملعب النجيل الصناعى «الترتان» والتى قامت به المبادرة، وكان فيما سبق قطعة أرض مهجورة، وأصبح ملعبًا مشرقًا ومليئًا بالسعادة؛ فخلال ما يقرب من 4 سنوات فقط من دخول المبادرة حيز التنفيذ تجمل وجه القرية برصف كل شارع وحارة ووصول الخدمات. يقول محمد على، مدرب فريق الناشئين بقرية بنى مر، والذى تصادف وجوده فى ملعب القرية خلال جولة ميدانية، إن «حياة كريمة» حولت قريتنا لمدينة متكاملة الخدمات بالفعل، ورسمت على وجوه هؤلاء الشباب السعادة بعد أن رأى كل واحد منهم ما قامت به الدولة وبتوجيهات القيادة السياسية فى تحويل كل قرية إلى مدينة مستقلة بذاتها عن المركز التابعة له بكل المرافق، وتجرى الإنجازات فى كل المجالات: كهرباء، وماء، وصرف، ورصف طرق، وإنشاء مراكز شباب وأندية مثل هذا المركز، ومدارس، ولدينا 5 مدارس بالقرية مطورة بالكامل، وتطوير الريف. وأضاف عماد حمدى أن القرية بها مستشفى طب الأسرة والإسعاف، وتم رصفها وتشجيرها بالكامل، ولدينا 5 مدارس جديدة، بالإضافة إلى 5 مدارس أخرى تم تطويرها ضمن المبادرة، والمركز التكنولوجى الذى يربط بين القرية والمركز والمحافظة جميعًا ببعضهم، ويجعل المواطن يؤدى كل متطلباته الحكومية من خلاله، بالإضافة إلى تطوير وإنشاء وتجديد بنية تحتية للقرى بالكامل من صرف صحى، ومحطات رفع، وكل ذلك يجعل من القرية مدينة مستقلة بذاتها. ويقول محمد حلمى، موظف، إن القرية ما زال يجرى فيها العمل المتواصل من كهرباء، وماء، وصرف، ورصف ومدارس وزراعة أشجار فى الشوارع، ويجرى العمل بتواصل لإنهاء كل الخدمات فى القرية، وتم الانتهاء من وحدة الإطفاء، ومستشفى الأسرة والوحدات الصحية بالكامل فيها مطورة. وأوضح محمود ياسين، رئيس مركز ومدينة الفتح، أن المبادرة تواصل عملها بمركز الفتح وغيرت وجه القرية بالكامل؛ لأن كل خدمات القرية بعد الانتهاء من المبادرة ستكون داخلها، ولن يكون المواطن مجبرًا أن يخرج بعيدًا عن قريته حتى يطلب خدمات، بل ستحول هذه المبادرة القرية لمدينة متكاملة ونواصل العمل بجد لإنهاء كل المشروعات المطلوبة. «نصر النوبة»: قرى من النور بعد دخول الكهرباء حينما ترغب فى مشاهدة إنجازات مبادرة «حياة كريمة»، يكفى أن تتأمل عيون البسطاء فى قرى ونجوع صعيد مصر، وتحديدًا فى نجعى «الرحاب والقفايطة» بمركز نصر النوبة بأسوان، هؤلاء الناس يحملون أحلامًا بسيطة تعكس الرغبة فى حياة كريمة مماثلة لتلك التى يعيشها أهل المدن؛ حيث كانت المبادرة بمثابة شعاع أمل أضاء لياليهم المظلمة، بعدما شهدت تلك المناطق تحولًا جذريًّا بعد توصيل التيار الكهربائى. يقول إبراهيم أحمد، من أهالى نجع القفايطة، إن النجع يضم نحو ألفى مواطن، وقد عشنا 30 عامًا فى الظلام الدامس رغم أن خطوط الكهرباء على مسافة 10 كيلومترات، وتصل إلى قرية توشكى بنفس المركز، لكنها لم تصل إلى هذا النجع الذى ملّ أهله من الشكوى للمسئولين. ويتابع: إن «حياة كريمة» جاءت كمنقذ لهذه المنطقة بإجراءات فعّالة لتحسين البنية التحتية، بدأت المنطقة فى الحصول على الكهرباء، مما أعاد الأمل للمواطنين، وتغيرت حياة الشباب بشكل جذرى، حتى أصبح بالإمكان الآن الزواج والعيش فى النجع دون القلق من نقص الخدمات الأساسية. «كنا عايشين عيشه من عدمه».. بهذه الكلمات وصف رجب إسماعيل، حال أهالى نجع الرحاب، قبل إطلاق التيار الكهربائى قائلًا: حياتنا كانت تنتهى مع غروب الشمس، نلتزم المنازل ولا نخرج إلى الشوارع لتى تخلو من الإضاءة بسبب عدم توافر كهرباء، وكان الأهالى يحبسون أطفالهم فى البيوت خوفًا من مهاجمة الحيوانات الضالة والمفترسة ولدغات العقارب والثعابين التى كانت تنتشر بكثرة فى المكان، معتمدين على وسائل الطاقة البديلة، حتى جاءت مبادرة «حياة كريمة» لتحول حياتنا من الظلام إلى طاقة نور بعد إطلاق التيار الكهربائى بالنجع ضمن المشروعات التى تشهدها قرى المحافظة. وأكد اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، أن الفترة الحالية تشهد جنى ثمار مبادرة «حياة كريمة»، داخل نجعى الرحاب والقفايطة ضمن توابع قروى أبوسمبل بمركز نصر النوبة، بعد إطلاق التيار الكهربائى لتعم الفرحة والسعادة على وجوه الأهالى، موضحًا أن دخول هذه المناطق ضمن المبادرة الرئاسية أسهم فى تخفيف المعاناة عن كاهل الأسر الأكثر احتياجًا، وتحسين مستوى المعيشة، وتوفير حياة كريمة لهم، وتلبية مطالب أهالى الرحاب والقفايطة من خلال توفير التيار الكهربائى بالشكل المطلوب. وأضاف محافظ أسوان أنه تم إدراج أعمال تركيب المحولات الكهربائية ضمن مشروع إدخال الكهرباء وتوصيل التيار الكهربائى لنجعى الرحاب والقفايطة بقروى أبوسمبل. تُغيِّر واقع 42 قرية بالجيزة شهدت محافظة الجيزة تنفيذ العديد من المشروعات التنموية فى 42 قرية بمركزى الصف وأطفيح ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» للارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والبيئى للأسر المستهدفة وتغيير حياتهم للأفضل بما يتماشى مع التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. يؤكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن المتابعة الدورية لمشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين بالمراكز فى مختلف القطاعات التنموية لتحقيق نقلة نوعية يشعر بها المواطن، فى إطار دعم خطط التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030. وأوضح المحافظ أن عدد المشروعات المستهدف تنفيذها داخل 42 قرية تابعة لمركزى الصف، وأطفيح، ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، يصل إلى أكثر من 890 مشروعًا فى مختلف القطاعات التنموية والخدمية. وأشار إلى أن ما تم تنفيذه من هذه المشروعات وصل إلى 625 مشروعًا، وجارٍ الانتهاء من 246 مشروعًا، وذلك بما يسهم فى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال هذه القطاعات. «سدس» : المبادرة ترسم البسمة على وجوه البسطاء جاءت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لترسم البسمة على وجوه البسطاء من أبناء قرية سدس التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف، بعد نجاحها فى تغيير ملامح الحياة فى القرية من بؤرة الفقر إلى قمة المجد، من خلال تنفيذ مشروعات خدمية قدمت خدمات لائقة للمواطنين فى مختلف القطاعات. وأكد د. محمد هانى، محافظ بنى سويف، أن قرية سدس شهدت إنشاء 15 مشروعًا آخر ضمن المبادرة، جاء من بينها مجمع خدمات به مركز تكنولوجى لخدمة المواطنين، ومكتب بريد، ووحدة للتضامن الاجتماعى، ومكتب تموين، وشهر عقارى، وكذلك مجمع زراعى، ووحدة صحية، وإسعاف، ونقطة إطفاء، فضلًا عن مشروعات فى قطاع التعليم شملت إنشاء مدارس جديدة، وتوسعات لمدارس قائمة، وزيادة عدد فصول، وعمليات إحلال وتجديد كلى وجزئى لبعض المدارس، والشباب والرياضة والغاز الطبيعى والكهرباء، ومياه الشرب. وأضاف أن القرية شهدت عددًا كبيرًا من المشروعات بلغت 153 مشروعًا بتكلفة 116 مليون جنيه، فى كل القطاعات الخدمية والحيوية أهمها صوامع القمح والتى تشمل 12 خلية، سعة الواحدة 5000 طن بإجمالى 60 ألفًا. يقول محمود دسوقى، من أبناء القرية، إن «حياة كريمة» دليل على اهتمام الدولة بتنمية الصعيد، والذى يسعى لدعمه بالمشروعات الكبرى والعملاقة وهو ما جعلنا نطمئن على مستقبل بلادنا، ويبعث فى قلوبنا الطمأنينة بأن مستقبل أبنائنا فى أيدٍ أمينة. ويضيف على محمد «بالمعاش»، مقيم بقرية سدس، أن سعادتنا لا توصف بدخول قريتنا ضمن المبادرة بعدما كنا نعانى من نقص كبير فى الخدمات، حتى جاءت «حياة كريمة» لتكون بالنسبة لنا بمثابة طوق النجاة من المعاناة التى لاقيناها لسنوات طويلة. وتقول منى أحمد، ربة منزل: عانى أبناؤنا لسنوات طويلة من السير على الأقدام للذهاب إلى مدارس القرى المجاورة لنا، حتى جاءت «حياة كريمة» لتنقذنا من تلك المعاناة بعد إنشاء مجمع للمدارس يسع أبناءنا وأبناء القرى المجاورة، و»كده من السنة الجاية عيالنا مش هيخرجوا بره القرية». «المراشدة»: أصبحت قرية غنية بالخدمات «المراشدة» قرية تقع على الطريق الصحراوى الغربى بقنا، تابعة لمركز الوقف، كانت كغيرها من القرى التى عانى أهلها من النقص الشديد فى كل الخدمات، حتى جاءت «حياة كريمة»، لتحولها من قرية فقيرة إلى قرية غنية بالخدمات، لينعم أهلها بنعيم الدنيا، ويرفعون أكفّ الضراعة للمولى عز وجل ويدعون لكل من أسهم فى ازدهار قريتهم. وكان الرئيس السيسى، قد زار المراشدة، مرتين، لافتتاح مشروعات قومية فى قنا، وحظيت باهتمام من مبادرة حياة كريمة، ضمن القرى التى شملتها المرحلة الأولى، والبالغ عددها 722 قرية ونجعًا، فى 5 مراكز فى مرحلتها الأولى، وهى مراكز: فرشوط ودشنا وقوص والوقف وأبوتشت، بإجمالى 1683 مشروعًا خدميًا، ووفرت لأهالى هذه القرى حياة كريمة تليق بالمواطنين، بتكلفة تخطت 31 مليار جنيه. استمرت القرية لسنوات طوال، وهى تبحث عن أمل يعيد الحياة لأهلها، حتى جاءت «حياة كريمة» والتى تعد أبرز المبادرات الإنسانية، كما وصفها الأهالى والمختصون، لتغير حياتهم إلى الأفضل، وتحول القرية إلى جنة، وإلى قرية بمواصفات المدن، بها كل الخدمات التى يحتاجها الأهالى. وبعد افتتاح المشروعات القومية بالقرية، تغيرت الشوارع والأماكن، وتغيرت المنازل، وأيضًا تبدل الحزن الذى كان يسيطر على وجوه البشر إلى ملامح من السعادة، فكل ما كانوا يعانون منه لسنوات، وكل ما كانوا يحلمون حتى بجزء منه، تحول كله إلى حقيقة، وسط فرحة من الأهالى وتقديم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على ما قدمه من خدمات فى هذه المبادرة. يقول الحسينى صبرى، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الوقف، إن القرية أصبحت تضم كل مقومات المدن، وتشمل الخدمات التى يحتاجها الأهالى، من خلال مجمع الخدمات المتكاملة، الذى يخدم 55 ألف نسمة، وبه مركز تكنولوجى- مكتب الشهر العقارى- مكتب التموين- مكتب تضامن اجتماعى- أحوال مدنية- وحدة محلية- مجلس محلى- مكتب بريد- مجمع الخدمات الزراعية، والذى يتكون من وحدة زراعية- وحدة بيطرية- مكتب إرشاد زراعي- مركز تجميع الألبان- ونقطة إسعاف- ووحدة صحية- ومركز شباب- ووحدة تنظيم الأسرة بالمشروع الأوربى. وأضاف أن المبادرة لم تهتم فقط بالخدمات الضرورية للمواطنين، فأنشأت بقرية المراشدة مكتبة حياة كريمة وهى أول مكتبة تم إنشاؤها ضمن مشروع مكتبات حياة كريمة بمحافظات الصعيد لتخدم أهالى القرية، كما يوجد بها أول محطة من نوعها للمعالجة الثلاثية فى قنا، للاستفادة منها فى رى الأراضى الزراعية، فضلًا عن تطوير الخدمات والبنية التحتية من رصف الطرق والمياه والكهرباء، وتأهيل المنازل. ويوضح أحمد المراشدى، أحد شباب القرية، أن ما حدث فى القرية، إنجاز غير مسبوق، لم يتوقعه أحد، فكل جزء فى القرية يحكى ما وصل إليه الوضع فيها، بعدما صنعته حياة كريمة، وأصبح تاريخًا، سترويه السيرة عبر الزمن، كل هذه الخدمات كانت غير موجودة وتكلف الأهالى مشقة كبيرة، قائلًا: «ده لو واحد لدغته عقرب كان ممكن يموت قبل ما نوصل لأقرب مستشفى، ولكن حاليًا، كل الخدمات متاحة ومتوفرة». ويشير الحاج حمام، الشهير بالفلاح الفصيح، إلى أن ما حدث، فى القرية، وكل القرى التى شملتها حياة كريمة، لم يكن يتوقعه أحد، وهو ما جعل الجميع يشعرون بكرامة وعزة لما شاهدوه من اهتمام الدولة بهم. «يوسف الصديق»: مشروعات الصرف أنهت عقود المعاناة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى محافظة الفيوم ليست مجرد مشروع قومى للتطوير، بل نقلة نوعية فى حياة عشرات الآلاف من الأسر فى المناطق الريفية النائية، توجهت المبادرة نحو حل تحديات مزمنة عانت منها القرى على مدى عقود، حيث يعيش السكان فى ظل ظروف قاسية تجعل الوصول إلى الخدمات الأساسية رفاهية بعيدة المنال، الآن، وبعد مضى مدة زمنية كبيرة من العمل المكثف، تغيرت الصورة، وظهرت ملامح حياة أفضل لأهالى مركزى إطسا ويوسف الصديق، حيث تعمل المبادرة بشكل حثيث لتوفير خدمات طال انتظارها فى مجالات حيوية كالصحة والتعليم والبنية التحتية. البداية كانت من أحد أهم التحديات التى واجهت سكان المركزين، وهى مشكلة نقص المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحى، التى طالما شكلت مصدر معاناة وسببًا رئيسيًا للأمراض، حيث شهدت العديد من قرى مركز يوسف الصديق ومنها «الخضر وموسى» و»شعلان» تركيب شبكات حديثة لمعالجة هذه الأزمة؛ ففى شعلان أُنشئت محطة صرف جديدة بقدرة استيعابية كبيرة، مما وفر للسكان نظامًا صحيًا بدلًا من الاعتماد على الأساليب التقليدية التى تؤثر سلبًا على الصحة العامة، كما أُنجزت توصيلات المياه فى كل القرى التابعة، بما فى ذلك «قرية الريان» و»قرية قصر الجبالى»؛ حيث شهدت هذه المناطق تمديد شبكات مياه الشرب والصرف الصحى، وتطوير خزانات المياه التى تضمن استمرارية تدفق المياه لتستفيد منها آلاف الأسر التى كانت محرومة من هذا المورد الحيوى. التعليم أيضًا كان محورًا أساسيًا فى مبادرة «حياة كريمة»، فقد تم تنفيذ توسعات شاملة فى المدارس بقرى مختلفة مثل «قصر الباسل» و»قارون». ففى «مدرسة قلهانة الإعدادية»، أسهمت التوسعات فى توفير فصول إضافية مما سمح بزيادة عدد الطلاب وتقديم بيئة تعليمية لائقة، تم بناء مدارس جديدة، مثل مدرسة «الغرق الرسمية لغات» ومدرسة «عبد الكريم عبد المجيد»، ما ساعد على تقليل أعداد الطلاب فى الفصول، وفتح آفاق أوسع أمام الأطفال لتلقى تعليمهم دون اضطرارهم إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارس أخرى. أم إبراهيم، إحدى الأمهات فى قرية «الريان»، تحكى عن سعادتها الكبيرة بإنشاء مدرسة فى قريتها، حيث تعكس هذه التحسينات الفرصة لزيادة نسبة الالتحاق بالتعليم بين الفتيات، ويحفز الكثير من الأهالى على دعم تعليم بناتهم دون عوائق تقليدية. وفى إطار تحسين الخدمات الصحية، نفذت المبادرة عدة مشروعات لتطوير ورفع كفاءة الوحدات الصحية، ففى «قرية الحامولى»، تم تحديث المركز الصحى ليشمل معدات طبية حديثة، وأصبح يوفر خدمات علاجية شاملة للسكان، فى خطوة غير مسبوقة لتقليل معاناة المرضى الذين كانوا يضطرون للسفر إلى المدن البعيدة للحصول على العلاج اللازم، كما أسهمت مراكز الشباب التى تم تطويرها فى تحسين الصحة النفسية والبدنية للشباب، ما ينعكس بشكل إيجابى على استقرار المجتمع وتنميته. لا تقتصر أهداف «حياة كريمة» على تحسين المرافق والخدمات، بل تهدف إلى تعزيز الاستدامة الاقتصادية، فقد وفرت المشروعات الإنشائية فرص عمل للسكان المحليين، مما أسهم فى تحسين الوضع الاقتصادى للكثير من الأسر، بحسب الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، فإن المشروع يعد «ثورة تنموية شاملة» تشمل تحسين البنية التحتية وإتاحة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وأضاف أن المبادرة تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، حيث يؤكد أن «حياة كريمة» ليست مجرد مشروعات، بل هى فرصة لإعادة تأهيل القرى ودعم الأسر. من جهته، أكد الدكتور محمد التونى، نائب المحافظ، أن «حياة كريمة» تتجاوز كونها مشروعًا إنشائيًا، حيث تشكل بداية لتحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين فى المناطق الريفية، وتعيد الحياة لقرى كانت تعانى من نقص الخدمات، مشددًا على أهمية دعم المجتمع المحلى للجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة. ويشعر العديد من الأهالى بالفخر والانتماء بسبب هذه التحسينات، التى لم تكن مجرد تطوير بنية تحتية، بل إعادة بناء ثقة الناس بالمؤسسات. الفرافرة: الشمس تُشرق على القرية الخضراء «اللواء صبيح» بمركز ومدينة الفرافرة، ضمن 28 قرية رئيسية وفرعية تمثل كيان مدينة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، ويبلغ تعداد مدينة الفرافرة أكثر من 50 ألف نسمة بعد أن نجحت جهود الدولة فى إعادة إعمار القرى والارتقاء بالبنية الأساسية لتوفير حياة كريمة للمواطنين. «اللواء صبيح» نموذج للقرى التى سعت نحو التنمية بشكل سريع بعد أن نجح الأهالى فى وضعها على خريطة التنمية بإنشاء جمعية اللواء صبيح الأهلية، التى تعمل فى تنفيذ مخططات التنمية فى توصيل المرافق والارتقاء بالخدمات للمواطنين وتوفير فرص عمل للشباب، ووصلت موازنة العمل بالجمعية بأكثر من 50 مليون جنيه. يقول سيد أمين، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع المحلى بالقرية، إن القرية أشرقت عليها شمس التنمية من جديد بعد إدراجها ضمن «حياة كريمة»؛ حيث تم تمهيد الطرق وإقامة مجمع خدمات ومركز إسعاف ووحدة صحية وملاعب ومكاتب للخدمات البريدية وعشرات الخدمات الأخرى، ومنها توفير التمويل اللازم لتوصيل الطاقه الشمسية لتشغيل آبار الرى لزراعة الأراضى بمساحة 12 ألف فدان. وأضاف: تعتبر «اللواء صبيح» رابع قرية ضمن «حياة كريمة»، تحصل على شهادة «ترشيد» للمجتمعات الريفية الخضراء ضمن مبادرة «القرية الخضراء»، بعد قرية «شما» بالمنوفية وقرية نهطاى بالغربية وقرية فارس بأسوان، وذلك بعد تطبيق أهم المقومات التى تسهم فى تأهيل القرى للحصول على شهادة «ترشيد»، ومنها تحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة وتغطية القرية بالخدمات، وترشيد استهلاك مياه الشرب والرى وتوفير مساحات خضراء وحدائق عامة وتوفير التوعية البيئية، وترشيد استهلاك الكهرباء وخفض الانبعاثات، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحى المعالج وإعادة تدوير المخلفات وتحويلها لقيمة اقتصادية. «عطف حيدر» :المشروعات حلم تحوَّل إلى واقع عشرات القرى فى محافظة المنيا، تشهد طفرة كبيرة فى مشروعات كانت مجرد أحلام غير أنها تحولت إلى واقع ملموس، مع مبادرة «حياة كريمة»، وكان نصيب المنيا منها فى مرحلتها الاولى 192 قرية، بالإضافة إلى 757 تابعًا فى 5 مراكز، ومنها قرية «عطف حيدر» التابعة لمركز العدوة التى تغيرت مع المبادرة بتنفيذ الكثير من المشروعات، بين تعليم وصحة ومركز تكنولوجى، لخدمة 70 ألف نسمة فى القرية والعزب المجاورة. يؤكد اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، أن نسبة الإنجاز فى مشروعات المرحلة الأولى من «حياة كريمة» تخطت 80%، ولابد من التعاون بين كل الجهات المعنية لتحقيق أهداف المبادرة، التى تسعى لتحسين مستوى معيشة المواطنين فى القرى الأكثر احتياجًا، وهناك متابعة مستمرة للمشروعات للوقوف على نسب التنفيذ وإزالة أى عوائق قد تواجه تنفيذ تلك المشروعات. ويقول هشام محمود، أحد الأهالى، إن «عطف حيدر» إحدى القرى التى ظلت لسنوات طويلة محرومة من الخدمات، ومع دخول مبادرة حياة كريمة وعقد جلسات الاستماع من الأهالى لم نكن نتوقع أننا سوف نحظى بكل تلك المشروعات، وكان الأمر بالنسبة لنا كالحلم، ومع مرور الوقت تحول ذلك الحلم إلى حقيقة، وأصبحت المشروعات تقف شامخة تؤكد اهتمام الدولة بالقرى. ويشير هشام ريس، رئيس الوحدة المحلية بقرية عطف حيدر، إلى أن عدد سكان القرية بالنجوع المجاورة لها يصل إلى 72 ألف نسمة، وقد حظيت القرية بالعديد من المشروعات الخدمية، منها مشروع الوحدة الصحية المطورة، وذلك سيوفر على المرضى الكثير من المعاناة بعدم الذهاب إلى المدينة لتلقى العلاج، خاصة أن القرية تبعد عن المدينة بمسافة كبيرة. وأضاف أنه من بين المشروعات التى تم تنفيذها وتعمل الآن فى خدمة الأهالى: المركز التكنولوجى ويضم خدمة البريد، وقد خدم هذا المركز الأهالى ووفر عليهم الوقت والجهد، خاصة كبار السن والسيدات، ووحدة المطافى ووحدة الإسعاف ومحطة المياه المرشحة، كل تلك مشروعات أصبحت واقعًا جميلًا للقرية وأهلها.