نلقى الضوء على سِير أعظم من قرأ القرآن وأنشد فى حب الله ورسوله.. هى أصوات من السماء، تلامس الأرواح وتنير الدروب. «لا تحزن على شيء فقدته، فربما لو ملكته لكان الحزن أكبر، الخيرة فيما اختاره الله لك، فقل من قلبك الحمد لله» اقرأ أيضًا | كاتب وكتاب| الاجتهاد.. مفتاح الشريعة بين الثبات والتجديد كلمات بسيطة تحمل الكثير من المعانى، أسلوب سهل سلس، لا يحتاج لعقل يعى ويتدبر، بل يحتاج فقط لقلب يشعر ويطمئن.. هكذا كان الشيخ محمد متولى الشعراوى - إمام الدعاة- و سيظل متربعا فى قلوبنا بصفاء نفسه ولطف معشره وحسن دعابته ومهابة علمه، كم من مسلم استطاع أن يفهم القرآن وتفاسيره وأحكامه دون عناء بفضل بساطته. إذا سمعت تتر برنامجه الأشهر (حديث الروح) فأنت على موعد مع وجبة روحية دسمة، وعلامة للصائمين باقتراب موعد الافطار. لقد استحق الشيخ الشعراوى لقب إمام الدعاة عن جدارة،ليس فقط لمكانته العلمية، و لا لكونه أحد أهم العلامات البارزة فى عالم الدعوة، بل لندرة أسلوبه الذى يجمع بين البساطة والدقة اللغوية، حتى إنه من فرط بلاغته كان يستخدم أبيات الشعر فى تفسير القرآن الكريم وتوضيح معانى آياته، فكان عندما يتذكر الشعر يقول: «عرفونى شاعرا». ولد الشيخ الشعراوى فى أبريل 1911 وتوفى فى يونيو 1998 وأتم حفظ القرآن الكريم فى العاشرة من عمره. رحلة طويلة عاشها الشيخ الشعراوى متنقلا من قريته دقادوس إلى عدد من المحافظاتالقاهرة وطنطا والزقازيق والإسكندرية ثم سافر فى إعارة إلى السعودية التى تم استدعاؤه منها ليشغل كرسى الوزارة كوزير للأوقاف فى وزارة ممدوح سالم فيما بين 76 1978، كانت نقطة تحول فى حياة الشعراوى، عندما انتقل إلى القاهرة للدراسة فى الأزهر الشريف، اشترك فى الحركة الوطنية التى خرجت من الأزهر ضد الإنجليز المحتلين، وهو ما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة. التقى خلال المرحلة الدراسية بكل من سعد زغلول ومصطفى النحاس وكان وفدياً ومحباً للنحاس باشا. خاض الشعراوى عددا من المعارك الشهيرة مع المستشرقين، الذين زعموا أن هناك تضاربا فى آيات القرآن إلا أنه رد على ذلك بتفسيراته المميزة، وقد أرجع مزاعمهم إلى ضعف ملكتهم اللغوية، وفند اتهاماتهم وصححها .. كان الشعراوى عاشقا لقريته بكل تفاصيلها، وربما كانت تلك التفاصيل سببا فى إجادته للشعر فعاش يتغنى بها ويقول عنها: دقادوس يا أم القرى أنت حرة وماضيك مشهود وأهلك سيد وقادتك الأبرار فيهم رجاحة وفتيتك الأحرار فيهم تجلد، وقد كانت حياة الشعراوى الثرية سببا فى تخليد سيرته الذاتية بالمسلسل الأشهر (إمام الدعاة) و الذى أنتج خصيصا للعرض فى شهر رمضان، ليعرض بعدها عشرات المرات ويتابعه المشاهد دون كلل أو ملل.