لفت الفنان دياب الأنظار بقوة هذا الموسم بأدائه المٌميز لشخصية «أسعد» فى مسلسل قلبى ومفتاحه»، حيث جسّد دور الزوج المتسلط، الغني، المتناقض بين قسوته ومرجعيته الدينية، بين حبه لزوجته وتحكمه فى حياتها، مما جعل الشخصية تثير جدلًا واسعًا بين الجمهور.. فى هذا الحوار، يتحدث دياب عن كواليس تقديمه للشخصية، وتعاونه مع المخرج تامر محسن، ورؤيته للحب والتناقضات التى تعيشها شخصية «أسعد». اقرأ أيضًا | دياب بعد نجاح «قلبي ومفتاحه»: يارب أقدر أعمل حاجات ترضيكم وتعجبكم فى البداية، ما الذى جذبك للمشاركة فى مسلسل «قلبى ومفتاحه»؟ كنت أتمنى التعاون مع المخرج تامر محسن منذ فترة طويلة، وعندما عُرضت عليَّ التجربة، لم أتردد لحظة. بمجرد أن قابلت تامر محسن وسرد لى تفاصيل القصة والشخصية، وافقت على الفور حتى قبل قراءة الحلقات. العمل معه مكسب لأى ممثل، لأنه يضيف الكثير لأى مشروع يتولاه. كيف تصف شخصية «أسعد»؟ «أسعد» شخصية رمادية بامتياز، يتأرجح بين الخير والشر، لديه تناقضات عميقة، وهذا ما جعله من أصعب الأدوار التى جسدتها. فى لحظة قد تتعاطف معه، وفى لحظة أخرى قد تنفر منه. هو انعكاس للكثير من الشخصيات التى نقابلها فى الحياة، حيث لا يوجد إنسان خير مطلق أو شرير مطلق. وهل كان من الصعب تجسيد شخصية بهذا القدر من التناقض؟ بكل تأكيد، الشخصيات الرمادية من أصعب الأدوار التى يمكن للممثل أن يجسدها، لأنها تتطلب توازنًا دقيقًا فى الأداء. عليك أن تُظهر انفعالاتها المتضاربة بطريقة مقنعة، بحيث لا تكون مُفتعلة، وهذا تحدٍّ كبير. كان عليَّ أن أستخدم لغة العيون وحركة الجسد لتوصيل كل ذلك دون مبالغة. كيف استقبل الجمهور شخصية «أسعد»؟ ردود الأفعال كانت متباينة، وهذا ما أسعدني. بعض الجمهور تعاطف معه ورأى أنه يحب زوجته بجنون ويُبرر تصرفاته، بينما البعض الآخر رفض أفعاله تمامًا. كل شخص رأى الشخصية من زاويته الخاصة، وهذا دليل على نجاح الدور. هل كان هناك لحظات توقف فيها التصوير بسبب الضحك أو الكوميديا غير المُتوقعة فى المشاهد؟ لا، على العكس، كنا جميعًا فى قمة التركيز أثناء التصوير، لأن العمل كان يحتاج إلى أداء دقيق وحقيقي. صحيح أن بعض المشاهد كانت تمزج بين الكوميديا والدراما، لكننا كنا ملتزمين بأداء المشاهد بواقعية شديدة حتى تصل للجمهور بالشكل المطلوب. وكيف تفاعلت مع شخصيتك عند مشاهدة الحلقات؟ شعرت بنفس التناقض الذى شعر به الجمهور! فى بعض المشاهد ضحكت، وفى أخرى شعرت بالغضب أو التعاطف، مما يعنى أن الشخصية وصلت للجمهور بنفس الإحساس الذى كنت أطمح إليه أثناء التصوير. ما هو تحليلك لشخصية «أسعد»؟ «أسعد» هو نتاج بيئته وتربيته. نشأ فى بيت يرى فيه الأب متحكمًا وصاحب سلطة، فكبر وهو يعتقد أن هذا هو النموذج الصحيح للرجولة. لديه قناعة بأنه طالما يوفر لأسرته كل احتياجاتها المادية، فلا يحق لأحد الاعتراض على تصرفاته. هو متدين، لكنه يمارس سلطته بشكلٍ متناقض مع قيم الدين، وهذه التناقضات هى ما جعلت الشخصية مثيرة للجدل. هل قابلت شخصيات مشابهة ل «أسعد» فى الواقع؟ بالتأكيد، وأعتقد أن الجميع صادفوا شخصياتٍ مشابهة له فى حياتهم. هناك كثيرون يحملون التناقضات ذاتها، بين الطيبة والسيطرة، بين الحب والقسوة. هل أثر احتكاكك بالشارع المصرى على أدائك التمثيلي؟ بلا شك، أمتلك مخزونًا من الشخصيات الحقيقية التى قابلتها فى حياتي، وهذا يساعدنى فى تقديم أدوارى بصدق. كل شخصية ألعبها يكون لها امتداد فى الواقع، وهذا ما يجعل الأداء أكثر إقناعًا. فى ظل انتشار قصص الحب «المجنونة» على مواقع التواصل الاجتماعي، هل تعتقد أن الحب يمكن أن يدفع الإنسان للجنون؟ بالتأكيد! هناك مقولة تقول «ومن الحب ما قتل»، وهى أبلغ تعبير عن مدى جنون العاطفة. الحب ليس له معايير ثابتة، كل شخص يعيشه بطريقته، وهناك من يضحى بكل شيء من أجله، حتى لو كان ذلك على حساب نفسه. وكيف ترى التنوع فى دراما رمضان هذا العام؟ أرى أن الشركة المتحدة قدمت موسمًا متنوعًا ومُميزًا، حيث اهتمت بجميع الأذواق، من الأعمال الاجتماعية والرومانسية، إلى الأعمال الشعبية والتاريخية. هذا التنوع هو ما يجعل المشاهد يشعر بالرضا ويجد دائمًا ما يناسبه. فى النهاية، هل تعتبر «أسعد» من أهم أدوارك؟ بالتأكيد، ليس فقط لأن الشخصية مكتوبة بشكل رائع، ولكن لأننى أشعر أننى نضجت فنيًا معها. كل تجربة تمثيلية تضيف للممثل، و«قلبى ومفتاحه» كان محطة مهمة جدًا فى مسيرتي.