الفن يسهم فى تهذيب الذوق العام وصقله لدى الإنسان، لأن الفن هو الجمال والإقبال عليه يسمو بالإنسان إلى القيم الإنسانية الإيجابية، كما أنه يسهم أيضاً فى التعرف على قضايا المجتمع وطريقة معالجة تلك القضايا بطرق محببة للنفس وجذابة لترسخ فى الذهن القيم الإنسانية النبيلة، ولكن ما يحدث فى مسلسل «العتاولة 2» الذى يعرض طوال شهر رمضان على شاشة أم بى سي، ومن إنتاج صادق الصباح، لا علاقة له بهذا المعنى للفن، فهذا المسلسل لا يمكن أن يكون تهذيبا للذوق العام. فكل مشاهده دون استثناء هى بمثابة إفساد وتشويه للذوق العام وتصدير صورة سلبية وسيئة عن المجتمع المصرى وهو برىء منها تماما، كما أن هذا العمل المسمى مسلسلا لا علاقة له بالجمال الذى يسمو بإلانسان إلى القيم الإيجابية، فهو يشد الإنسان إلى قمة القيم السلبية ويقدم خلطة مسمومة لتشويه المجتمع المصري، حيث يعمل على تأصيل لغة العنف فى الشارع المصري، ويصدر للمشاهد المصرى والعربى صورة للبلطجية والمجرمين ونماذج سيئة لا تعبر عن أصالة وعراقة مجتمع يمتلك تاريخا طويلا وتراثا ثريا. هذا «العتاولة» عمل طوال أحداثه على نشر الفاحشة والألفاظ البذيئة على لسان أبطاله وبطلاته دون أدنى إحساس بالخوف على المجتمع من تأثر أجيال جديدة بهذه الألفاظ التى أخجل عن كتابتها هنا. أما إذا تحدثنا عن البناء الفنى للمسلسل من تمثيل وإخراج وسيناريو، فالمشاهد يجد أمامه سيناريو مهلهلا لا تنطبق عليه إحدى قواعد كتابة السيناريو، فالمسلسل عبارة عن حوارات جوفاء، عشوائية، يتم تكرارها فى الحلقات، دون وجود أى صراعات درامية حقيقية بين شخصيات المسلسل ولا تصاعد فى الخطوط الدرامية، وتحولت الأحداث لنوع من القص واللصق لملء المساحة. هذا العمل الدرامى المسمى «العتاولة» جريمة فنية مكتملة الأركان ضد المجتمع المصرى وقيمه وعاداته وتقاليده وأخلاقه، فإذا كنا لا نستطيع لوم منتجه لأنه «اللبناني» وما يهمه المكسب والخسارة فى الإنتاج، ولكن اللوم على كل الفنانين المشاركين فى هذا المسلسل بداية من مؤلف الجزء الثانى من المسلسل ومرورا بالأبطال المشاركين، سواء كانوا نجوما مثل «أحمد السقا وطارق لطفى وباسم سمرة وزينة» أو أبطال الدور الثانى والثالث ووصولا لمخرج العمل الذى قدم صورة مشوهة لمجتمعه المصرى دون أن يهتز له جفن .. اتقوا الله فى وطنكم.