لم يعد ترشيد استهلاك الطاقة سلوكًا ترفيهيًا فى ظل التحديات الاقتصادية التى تواجهنا وبات من الضرورى تكثيف حملات التوعية ووصولها لكل فرد من أفراد الشعب لأنهم الطرف الأقوى فى معادلة الترشيد ولا يقتصر الترشيد على دولة بعينها ولكنه ضرورة عالمية لذا تتبناه المنظمات الدولية وتنشره على أوسع نطاق.. ودعمًا لهذا الهدف، أرجو أن نقوم بضبط ساعتنا اليوم السبت على 8.30 مساء ونقوم بإطفاء الأنوار غير الضرورية وتقليل استهلاك الكهرباء لمدة ساعة زمنية من أجل كوكب الأرض الذى يستحق أن نحافظ عليه لحياتنا وحياة الأجيال القادمة. «ساعة الأرض» مبادرة بدأت منذ تسعة عشر عامًا وهى حركة بيئية شعبية يدعو لها سنويًا الصندوق العالمى للطبيعة موجهة للأفراد والمجتمعات لإطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية للمساهمة فى ترشيد استهلاك الطاقة بهدف مواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى ورسالة قوية للشعوب والحكومات لإيجاد حلول لتداعياتها الخطيرة على الحياة على كوكب الأرض. بدأت مبادرة ساعة الأرض فى 2007 فى أستراليا وحددت السبت الأخير من شهر مارس لقربه من ظاهرة الاعتدال الربيعى الذى يتساوى فيه الليل والنهار لضمان مشاركة قوية من جميع مناطق العالم، حيث إن أهم عوامل نجاح مبادرات حماية البيئة التفاعل الجماعى للمجتمعات. والترشيد جزء من حل مشكلة تداعيات التغيير المناخى التى نعانى منها بشدة وتؤثر على الحياة اليومية من ظواهر جوية عنيفة مثل موجات الحر المتكررة والعواصف الترابية والسيول والتى تؤثر بدورها على كافة مناحى الحياة من أمن غذائى ومائى وتدهور الصحة العامة وانتشار الأمراض الوبائية وكذلك التأثير على البنية التحتية وبخاصة المدن الساحلية التى ممكن أن تختفى فى المستقبل جراء ارتفاع منسوب سطح البحر. مصر وضعت هذه القضية على رأس أولوياتها وأقامت العديد من المشروعات لزيادة مصادر الطاقة النظيفة ولابد أن يقابل ذلك الجهود الفردية فى ترشيد استخدام الطاقة التقليدية.