فوجئ سكان وسط القاهرة مساء الجمعة الماضي باندلاع حريق هائل فى منطقة وسط البلد، خلف مبنى إدارة التراخيص الطبية التابع لوزارة الصحة والسكان، تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف، ما أثار ذعر المواطنين، خاصة مع انتشار شائعات حول امتداد النيران إلى مبنى المعامل المركزية، الذى يضم أجهزة طبية ومعدات تستخدم في الفحوصات والتحاليل الطبية. وانتشرت تساؤلات حول أسباب الحريق، ومدى تأثيره على سير العمل داخل الوزارة.. فهل كانت المعامل المركزية في خطر؟ وما حجم الخسائر التي لحقت بالمباني المجاورة؟ ◄ الصحة: الحريق نشب في أكشاك لا تتبع الوزارة ◄ المعامل لم تتأثر.. والحريق طال المكاتب الإدارية فقط ■ العمل مستمر بشكل طبيعي داخل المعامل وفقا لبيان رسمي لوزارة الصحة والسكان، فإن الحريق اندلع فى أكشاك خشبية غير تابعة للوزارة، تقع خلف مبنى إدارة التراخيص الطبية والعلاج الحُر والمعامل المركزية للوزارة، فى محيط شارع الشيخ ريحان بمنطقة وسط البلد، وانتقلت النيران إلى بعض المكاتب الإدارية التابعة لإدارة التراخيص، وكذلك غرفة إدارية ملحقة بمبنى المعامل المركزية، لكن تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه قبل أن يمتد أكثر من ذلك. وأسفر الحريق عن إصابة شخص واحد بصعوبة في التنفس نتيجة استنشاق الدخان الكثيف، حيث تم إسعافه على الفور فى موقع الحادث، دون وقوع أى وفيات أو إصابات خطيرة، وقد تم الدفع بعشر سيارات إسعاف إلى موقع الحادث لضمان تقديم الإسعافات اللازمة لأى مصاب. ◄ الأضرار والخسائر وتفقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، موقع الحادث، للوقوف على حجم الأضرار التى لحقت بالمبانى المجاورة، وأكدت التقارير المبدئية أن المعامل المركزية لم تتعرض لأى أضرار، وأن جميع الأجهزة الطبية والبيانات الحيوية الخاصة بالمرضى لم تتأثر، نظرًا لفصل التيار الكهربائى عن المبنى كإجراء احترازى، بالإضافة إلى أن جميع البيانات مؤرشفة إلكترونيًا لضمان سلامتها. أما الأضرار التى أسفر عنها الحريق، فقد طالت بعض المكاتب الإدارية التابعة لإدارة العلاج الحر وإدارة التراخيص الطبية، وهو ما استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لنقل خدمات هذه الإدارات إلى ديوان عام الوزارة بوسط البلد، لتجنب أى تأثير على معاملات المواطنين. وشدد وزير الصحة على ضرورة البدء فورًا فى أعمال الصيانة والإصلاح لضمان عودة المبانى المتضررة إلى الخدمة فى أسرع وقت ممكن، مع التأكيد على أن سلامة العاملين والمترددين على هذه الإدارات هى الأولوية القصوى. ◄ اقرأ أيضًا | فيديو| المعاينة تكشف خسائر معامل وزارة الصحة ◄ إجراءات عاجلة تحركت وزارة الصحة سريعًا بعد الحريق لضمان عدم تأثر المواطنين بالخدمات المقدمة من الإدارات المتضررة، وأصدر الدكتور خالد عبدالغفار تعليماته بنقل كافة خدمات إدارة العلاج الحر وإدارة التكليف إلى ديوان عام الوزارة مؤقتًا، مع تخصيص استراحة مجهزة لاستقبال المواطنين، وتوفير بيئة مريحة لهم أثناء تلقى الخدمات. كما تفقد الوزير مبنى العلاج الحر، الذى تأثر جزئيًا بالحريق، حيث اطلع على موقع الحريق الرئيسى فى الأكشاك الخشبية الواقعة خلف المبنى، وقام بتقييم مدى تأثير الحريق على البنية التحتية والتشطيبات والتجهيزات. من جانبه، أشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إلى سرعة بدء أعمال الصيانة والإصلاح، وبحيث لا يتم إعادة تشغيل أى مبنى متضرر إلا بعد التأكد من استيفائه لكافة معايير السلامة والجودة، حفاظًا على سلامة الموظفين والمواطنين، لافتًا إلى أن المعامل المركزية واصلت عملها بشكل طبيعى، واستقبلت المواطنين ووفرت خدماتها اعتبارًا من صباح السبت الماضى 15 مارس، بعد التأكد من سلامة الأجهزة والمعدات وسلامة المبنى إنشائيًا. ووفقًا لمصدر مسئول بوزارة الصحة، فإن فرق العمل بدأت منذ الساعات الأولى للسيطرة على الحريق فى تقييم الأوضاع على الأرض، وضمان استمرار تقديم الخدمات دون انقطاع، وشملت عمليات الفحص التأكد من عدم تأثر أجهزة المعامل المركزية، وإعادة تشغيل الأنظمة الكهربائية والتأكد من سلامة البيئة التشغيلية، مؤكدًا أن جميع بيانات المرضى سبق أن تم أرشفتها إلكترونيًا، لذا فإن هذه البيانات لم تتأثر، مشيرًا إلى أن تحقيقات النيابة مستمرة لمعرفة سبب اندلاع الحريق، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. وبالفعل، أعلنت الجهات المختصة فتح تحقيق عاجل لتحديد ملابسات الحريق، حيث من المتوقع أن تكشف تحقيقات النيابة العامة الأسباب الفعلية وراء اندلاع النيران.