وجّه رئيس وزراء كندا الجديد، مارك كارني، رسالة حاسمة إلى الولاياتالمتحدة، مؤكدًا أن بلاده لن تخضع لأي ضغوط أو تهديدات بالضم، مستغلا أول خطاب له أمام الكنديين ليؤكد أن كندا ستظل مستقلة، ولن تكون جزءًا من الولاياتالمتحدة بأي شكل من الأشكال، في رد مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب المثيرة للجدل حول «شراء كندا». رغم أنه لا يمتلك خبرة انتخابية سابقة ولا يشغل مقعدًا في البرلمان، تمكن كارني من الفوز بأغلبية ساحقة بلغت 85.9% من الأصوات في سباق القيادة، متغلبًا على شخصيات سياسية بارزة. لكن التحدي الأكبر أمامه الآن ليس فقط إثبات قدرته على الحكم، بل أيضًا إدارة العلاقات المتوترة مع إدارة ترامب، خصوصًا في ظل الحرب التجارية المحتدمة بين البلدين، وفقًا لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الأمريكية. اقرأ أيضًا| رجل الأزمات المالية على رأس كندا.. من هو مارك كارني؟ التوترات الاقتصادية تتصدر المشهد تأتي تصريحات مارك كارني، وسط تصاعد الحرب التجارية بين أوتاوا وواشنطن، والتي تهدد الاقتصاد الكندي الهش بدفعه إلى حافة الركود. فقد فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية قاسية على الصادرات الكندية، ما أثار مخاوف من اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق. وبينما يدرك كارني، الذي شغل سابقًا منصب محافظ بنك كندا وبنك إنجلترا، خطورة الوضع، لكنه يبدو مصممًا على الدفاع عن سيادة بلاده أمام الضغوط الأمريكية. «هذا جنون!».. رد صارم على واشنطن لم يقتصر التصعيد على تصريحات ترامب، بل امتد ليشمل ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الذي قال إن كندا "ستكون أفضل اقتصاديًا لو كانت الولاية 51 للولايات المتحدة"، لكن كارني، لم يتردد في الرد قائلاً: "هذا جنون، هذا كل ما يمكن قوله"، بحسب صحيفة «إيكونوميك تايمز». ومع تصاعد التوترات، تلقى كارني دعمًا دوليًا، حيث سارع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى تهنئته، مشيدًا بالدور الكندي في موقفه المؤيد لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤكدًا على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين. "الأمريكيون يريدون بلدنا".. رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني، يحذر في خطاب النصر من الأطماع الأمريكية في بلده، مشيراً إلى أنه لا يمكن السماح لترمب "بالانتصار وتدمير أسلوب حياتهم". pic.twitter.com/zKGUIQQSJj — TRT عربي (@TRTArabi) March 11, 2025 كندا تطوي صفحة ترودو وتبدأ حقبة جديدة مع كارني أسدل جاستن ترودو الستار على مسيرته كرئيس وزراء كندا، بعدما قاد البلاد لما يقارب عقدًا من الزمن، وبينما ودّع الكنديين برسالة مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أنه فخور بخدمتهم، واصفًا كندا بأنها "أفضل بلد وأفضل شعب". "ترودو يا خائن.. سترحل بلا إرث".. كنديون غاضبون يهاجمون رئيس الوزراء الكندي جاستن #ترودو في أثناء خروجه للمرة الأخيرة من مكتب رئاسة الوزراء في العاصمة الكندية أوتاوا. pic.twitter.com/50jb6VFSkI — TRT عربي (@TRTArabi) March 14, 2025 ملامح حكومة كارني الجديدة بعد فوزه المفاجئ بزعامة الحزب الليبرالي، أعلن مارك كارني تشكيل حكومة مصغّرة تحمل ملامح الاستمرارية والتجديد، فقد احتفظت ميلاني جولي بمنصب وزيرة الخارجية، بينما تولى فرانسوا فيليب شامبين حقيبة المالية، وتم تعيين دومينيك لوبلان وزيرًا للتجارة الدولية. وفي خطوة بارزة، أعاد كارني كريستيا فريلاند، منافسته السابقة على قيادة الحزب، إلى الحكومة كوزيرة للنقل، بعد أن شغلت سابقًا مناصب رفيعة مثل وزيرة المالية ووزيرة الخارجية ونائبة رئيس الوزراء الكندية. فوز محافظ البنك المركزي السابق مارك كارني في السباق على منصب زعيم الحزب الليبرالي الحاكم في كندا، وسيخلف جاستن ترودو كرئيس للوزراء. كارني سيتولى المنصب في وقت صعب في كندا، التي تعيش في خضم حرب تجارية مع حليفتها القديمة الولاياتالمتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترمب. وقد حصل كارني،... pic.twitter.com/Ro6X53NNZA — Independent عربية (@IndyArabia) March 10, 2025 بينما لم يكن تشكيل الحكومة مجرد إعادة توزيع للمناصب، بل حمل معه قرارات حاسمة، حيث استبعد كارني بعض الشخصيات التي كانت محسوبة على ترودو، مثل مارك هولاند وزير الصحة السابق، ومارك ميلر وزير الهجرة، الذي يُعرف بعلاقته الوطيدة بترودو. كما غاب عن المشهد السياسي كارينا جولد، زعيمة الحكومة السابقة، التي احتلت المركز الثالث في سباق زعامة الحزب، ورغم ذلك، أكدت جولد التزامها بالدفاع عن كندا في وجه "الحرب التجارية غير المدروسة" التي يشنها ترامب، مشددة على استمرار دعمها للحكومة الكندية الجديدة. فيما يحظى مارك كارني، بدعم شخصيات سياسية مرموقة، مثل رئيس الوزراء الكندي الأسبق جان كريتيان، الذي أكد أن كارني "سيحقق نتائج جيدة للغاية ويحظى باحترام دولي". ومع احتدام المعركة الاقتصادية والسياسية، يبقى السؤال، هل تتجه العلاقات الأمريكية-الكندية نحو مزيد من التوتر، أم أن واشنطن ستعيد النظر في مواقفها؟ وفي ظل قيادة كارني الحازمة، هل تنجح كندا في تحصين اقتصادها وحماية استقلالها السياسي؟ اقرأ أيضًا| بعد تنحي ترودو| أسماء بارزة تحمل شعلة رئاسة الوزراء الكندية