حياة كريمة «تبنى الغد» «نيولوك» لقرى بحرى.. والمواطنون: «كنا فين وبقينا فين»

خلية نحل فى أعمال السفلتة وتبطين الترع.. والغاز الطبيعى داخل كل بيت

ربما لا يعرف غير أهالى القرى ما الذى حدث من تغيير فى قراهم خلال السنوات القليلة الماضية، ولا يزال يحدث بصورة متسارعة، وكأننا نسابق الزمن لبناء قرى حضارية بوجه أكثر إشراقًا يليق بمستقبل الجمهورية الجديدة.. الغاز يدخل المنازل بعدما دخلها الصرف الصحى، والترع أصبحت أكثر نظافة وجمالًا وتوفيرًا للمياه.. وفى هذا الملف نذكر أبرز الأعمال الجديدة فى العديد من القرى التى تحولت إلى منصات لامعة وآراء المواطنين حول التغيرات الإيجابية الكبيرة التى تحدث بالقرى المصرية:
الأبعادية : تنفيذ 79 مشروعًا.. والأهالى: نحن محظوظون
تُعد قرية الأبعادية التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة أولى القرى التى شملتها المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة» والتى تم الانتهاء من جميع المشروعات بجميع القطاعات كأول قرية يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث غيرت المبادرة شكل القرية ومستوى الخدمات بها وحولتها لمدينة تضم كل المصالح الحكومية والخدمية ويقصدها كل سكان القرى والعزب التابعة لها والمجاورة للحصول على الخدمات المختلفة بدلًا من التوجه للعاصمة دمنهور.
تقول د. جاكلين عازر، محافظ البحيرة: إنه تم تنفيذ 79 مشروعًا بقرية الأبعادية والقرى التابعة لها بجميع القطاعات الخدمية.
وتشير إلى أن المشروعات التى تم الانتهاء منها هى: 13 مشروعًا بمياه الشرب و9 مشروعات بقطاع الصحة و22 مشروع اتصالات و7 مشروعات أبنية تعليمية، و8 مشروعات كهرباء و8 مشروعات صرف صحى و3 مشروعات للشباب والرياضة ومشروعان للرى ومشروع بكل من قطاعات: (الغاز- التضامن الاجتماعي- مجمع خدمات حكومي- مجمع خدمات زراعي- أسواق- نقطة إسعاف- نقطة إطفاء).
وأكدت محافظ البحيرة أن المحافظة تُولى اهتمامًا بالغًا لتنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالقرى المُستهدفة فى مختلف القطاعات لتحسين الظروف المعيشية من خلال خطة عمل متكاملة بين كل الجهات لتوفير حياة كريمة للمواطنين.. مشيرة إلى التنسيق الكامل مع وزارة التنمية المحلية ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية.
وأوضحت أن عدد المشروعات الجارى تنفيذها بالمبادرة بلغ 8344 مشروعًا، بإجمالى 43 قرية رئيسية و238 وحدة قروية، و3940 تابعًا، كما تم دخول مركزى الدلنجات وإيتاى البارود ضمن المرحلة الثانية من المبادرة لخدمة مليون مواطن بحراوى.
كما أكد عدد كبير من أهالى قرية الأبعادية بدمنهور أنهم محظوظون بالمبادرة الرئاسية ومشروعاتها وإنشاء مراكز الشباب وملاعب كرة قدم بالقرية والعديد من المشروعات الأخرى التى وضعت قرية الأبعادية فى مصاف قرى المحافظة. ويقول الحاج عبد العزيز قطوش، عمدة القرية: إن قرية الأبعادية عانت لسنواتٍ عديدة من الإهمال على الرغم من قربها من دمنهور ووجود أكبر مجمع للسجون ودور الإصلاح والتأهيل بها، وقد استعادت القرية مكانتها وتم تطويرها بشكل كبير.
وأضاف محمد توفيق عبد الله، أمين صندوق مركز الشباب أن قرية الأبعادية من القرى المحظوظة؛ لأنها حظيت بقدر كبير من الخدمات ومنها: مركز الخدمات التكنولوجية والمستشفى والبنك الزراعى والمدارس ومكتب البريد ومشروع الصرف الصحى والغاز والإنترنت ورصف شوارع القرية.
جزيرة سعود: تنفيذ 79 مشروعًا.. والأهالى: نحن محظوظون
عمّت الفرحة والبهجة بين أهالى قرية سعود بمركز الحسينية لانتهاء معاناتهم من الفقر والحرمان والتهميش والعذاب الذى عاشوا فيه سنواتٍ طويلة قبل انطلاق مبادرة «حياة كريمة» التى تم تنفيذها فى 41 قرية، و740 تابعًا، والتى تتضمن تنفيذ 907 مشروعات تم الانتهاء من 93% منها. وقد أكد أهالى القرية أن المبادرة تمثل نقلة حضارية وتنموية وإنجازًا غير مسبوق لم تشهده مصر منذ نصف القرن، وأنها حلم طال انتظاره سنواتٍ طويلة وتمثل طوق نجاة من الحياة غير الآدمية، حيث إنها منحتهم قبلة الحياة وغيرت خريطة الريف التى ظلت بعيدة عن الاهتمام. يقول المحافظ المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية إن قرية «جزيرة سعود» هى إحدى قرى مركز الحسينية وتضم 19 تابعًا، وهى أكبر القرى به من حيث التعداد السكانى، وعدد سكانها 59 ألفاً و498 نسمة، ومساحتها 2200 فدان، وتشتهر بتربية الخيول وصيد الصقور. مؤكداً أن «حياة كريمة» تُعد مبادرة عبقرية تهدف إلى تحسين جودة حياة المصريين وإحداث تنمية شاملة للريف المصرى بما يتناسب مع المشروعات القومية التى تنفذها الدولة. ويقول المهندس محمد العوضى، رئيس مركز ومدينة الحسينية: «لقد تحولت قرية «جزيرة سعود» إلى خلايا نحل لتنفيذ 41 مشروعاً خدمياً وتنموياً لإعادة الحياة لتلك القرية وتحقيق التنمية الشاملة لها، وتم الانتهاء من تنفيذ 35 مشروعاً، وجارٍ تنفيذ باقى المشروعات بنسبة 95% لترتدى ثياباً جديدة».
ومن جانبه يقول محمد مرعي، أحد أهالى القرية: « لقد كانت «جزيرة سعود» تعانى من ضعف مياه الشرب وانقطاعها لساعاتٍ طويلة رغم تغذيتها من محطة مياه الحسينية الجديدة، الأمر الذى كان يدفع الأهالى لشراء جراكن المياه من المحطات الأهلية إلا أن مبادرة «حياة كريمة» أعادت لهم قبلة الحياة، حيث تم إنشاء 3 وحدات لرفع المياه وإحلال وتجديد شبكات المياه بطول 56 كيلو متراً». ويقول يسرى أبو عزيز: جاءت «حياة كريمة» أشبه بحلم طال انتظاره، حيث تم إنشاء 8 مدارس جديدة ورفع كفاءة وتوسعة 10مدارس.. وتقول ميادة عزت نور الدين: «إن «حياة كريمة» حققت طفرة هائلة فى مجال الكهرباء غيرت وجه الحياة بالقرية بتركيب عدد من المحولات الجديدة وكابلات جهد ونشر 359 عمود كهرباء فى أرجاء القرية؛ وفى قطاع الرى تم تأهيل وتبطين ترعة أبو سلطان بطول كيلو و75 مترًا وتغطية 100 متر من ترعة سعود وتغطية جنابية فاضل».. ويقول سمير عبدالعزيز: «إن مبادرة حياة كريمة تعد شهادة ميلاد جديدة للقرية، بعدما أحدثت تحولات نوعية عميقة فى البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بتوصيل الغاز الطبيعى».
كفر عشما: طفرة كبيرة فى الخدمات
نجحت مبادرة «حياة كريمة» فى تغيير وجه الحياة بصورة كبيرة فى قرى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، حيث تحولت الأحلام والأمنيات إلى واقعٍ ملموس يعيش خلاله الأهالى حياة مليئة بالخدمات بعد تطوير البنية التحتية لجميع القرى. وقمنا بجولة داخل قرية كفر عشما التى يزيد عدد سكانها على 11 ألف نسمة أصبحوا يعيشون «حياة كريمة» بعد توافر جميع الخدمات.. ويشير محمد منصور من أهالى القرية إلى أن المبادرة نقلتنا جميعًا من مرحلة الأحلام والأمانى إلى مرحلة الحقيقة الملموسة، نظرًا لما شاهدناه بأنفسنا على أرض الواقع من طفرة هائلة فى مجال تحسين جودة الخدمات المُقدمة للأهالى والتى كان لها الفضل الكبير فى تغيير حياة الآلاف من الأسر فى جميع أنحاء قرى مركز الشهداء، وفى مجال خدمات الصرف الصحى، حيث عانينا كثيراً من مشكلات ارتفاع مناسيب المياه الجوفية التى هددت سلامة المنازل بالانهيار.
ويقول فوزى توفيق، موظف: إن حياتنا بقرية كفر عشما تبدلت بشكل كبير للأفضل، من حيث توفير الخدمات ومنها: خدمة الغاز الطبيعى، مما جعلنا نتنفس الصعداء بعد أزمات نقص أسطوانات البوتاجاز، إلا أننا الآن نعيش بالفعل حياة كريمة بمعنى الكلمة، فجميع الخدمات متوافرة وبصورة آدمية. ويؤكد محمود السيد أبو سماحة، رئيس الوحدة القروية بكفر عشما أن المبادرة أسهمت بشكل إيجابى فى تغيير وجه الحياة فى 5 قرى أخرى، وهى قرى: سلامون قبلى وسلامون بحرى وكفر الجلابطة والعراقية وعشما، وذلك من حيث البنية التحتية التى تشمل: خدمات الصرف الصحى والغاز والاتصالات وخطوط مياه الشرب والطرق الرئيسية والفرعية.. ويشير «أبو سماحة» إلى أن جميع تلك الخدمات كانت مجرد حلم بعيد المنال لم يكن أحد يتخيل حدوثه على أرض الواقع، مما جعل المواطنين بالقرى يستيقظون على واقع مليء بالأمل والحياة. وأضافت آمال عاطف، مسئول ملف حياة كريمة بالوحدة المحلية بمركز ومدينة الشهداء أن المبادرة أسهمت فى رفع كفاءة منشآتٍ تعليمية بقرية كفر عشما بنسبة 100٪ كما هو الحال فى مدرستى كفر عشما الابتدائية والشهيد طيار جمال جاب الله، وإنشاء جناح جديد لتقليل الكثافة الطلابية، بالإضافة لرفع كفاءة مركز شباب القرية وإنشاء مجمع حكومى على مساحة 400 متر يضم: خدمات مكتب تموين وبريد وتضامن اجتماعى ووحدة محلية ووحدة شهر عقارى ومكتب سجل مدنى ومجلساً شعبياً محلياً، وإنشاء مجمع زراعى يضم خدمات متعددة بالوحدة البيطرية والجمعية الزراعية والإرشاد الزراعي.
الأحراز: تواجد على خريطة القرى المتطورة
قرية الأحراز بمركز شبين القناطر تتبعها قريتا تل بنى تميم وكفر سليمان الور و9 عزب أخرى ويتخطى تعدادها السكانى 190 ألف نسمة شهدت نقلة نوعية متكاملة بمشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى تمت على أرض الواقع من بنية تحتية وصحة وتعليم وتبطين الترع والطرق والشباب والرياضة لتحسين جودة حياة المواطنين بها.
يقول خالد محفوظ، موظف: إن المبادرة أحدثت نقلة نوعية متكاملة داخل القرية من تحسين جودة الخدمات والارتقاء بحياة المواطنين بها، كما أن الطرق التى شهدت أعمال التأهيل والرصف من وإلى القرية سهّلت لسكان القرية التنقل بسياراتهم أو سيارات الأجرة واختصرت الوقت خلال ذهابهم وإيابهم إلى عملهم.
ويقول أحمد السيد، أحد أبناء القرية ويعمل بإحدى الدول العربية: إنه فوجئ بالمشروعات الجديدة التى ظهرت بالقرية عندما شاهدها عقب عودته لقضاء الإجازة السنوية، وأكد أن تلك المشروعات غيرت ملامح قريته إلى الأفضل.. وتقول الحاجة إنصاف سالم الجمل، 58 عاماً: إنها كانت فى السابق تنتقل إلى مستشفى شبين القناطر لتطعيم أحفادها والكشف عليهم، أما الآن فتم توفير الخدمات الصحية بعد إنشاء وتطوير وحدة طب الأسرة بالقرية.
ويقول أحمد مصطفى، من قرية تل بنى تميم: إن أهالى قريته كانوا يذهبون إلى الوحدة الصحية بقرية «الأحراز» كما يذهبون إلى السجل المدنى بها لاستخراج أوراقهم بعد أن كانوا يذهبون إلى مدينة شبين القناطر.. ويوضح أحمد إبراهيم عبد الهادى، محامٍ، من إحدى القرى المجاورة للأحراز أن الحال تبدل كثيراً وأصبحت مياه الشرب أكثر نقاء وجودة، كما تم رفع كفاءة وبناء أسقف ودهان وتركيب بلاط ل16 منزلاً كانت مبنية بالطوب.
ويؤكد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية: أن ما تم بقرية الأحراز من مشروعات خدمية يُعد إنجازاً حقيقياً على أرض الواقع ونموذجاً لقرى «حياة كريمة».
نهطاى: أسواق حضرية للخضراوات
لم يصل لتفكير الحاجة صباح يومًا أن تتجول فى قريتها نهطاى بشوارعها الجديدة المُمهدة دون أن يلطخ ثوبها طمى الشتاء، كما وصفت حال قريتها سابقاً، وأضافت وسط ضحكاتها بين رفيقاتها وكأننا حصلنا على مصباح علاء الدين.. وتحولت نهطاى التى وُلدت بها إلى الإسكندرية فى عزها، وقالت: إن مبادرة «حياة كريمة» أنشأت مركزاً للتسوق وسوقاً للخضار سيوفر كثيراً على البائعين وأهالى القرية سبل التسوق وشراء احتياجاتهم.. تجولنا على أحجار الإنترلوك المرصوفة بها الشوارع الجانبية بمنتهى التحضر.. إنها ليست مجرد تجهيزاتٍ عمرانية ولكنها تجهيزات فى نفسية وعقلية كل مواطن فى نهطاى.
ويقول أدهم محمد: بعد دخول المبادرة مركز زفتى تم رفع كفاءة النت الذى كان يحول دون متابعة شرح المقررات الدراسية، وفارق كبير فى السرعة والتحصيل الدراسى، فقد استُبدلت الأسلاك العادية بالفايبر.. ويضيف الحاج شعبان داود، من أبناء نهطاى: كنا نعانى سابقاً فى إنجاز أى مستندات حكومية، إلى أن تم إنشاء مجمع الخدمات الحكومية المتكاملة، حيث قضى على معاناتنا فى الحصول على مختلف الخدمات الحكومية.
وأضاف مجدى عبد الله، أحد العاملين فى الوحدة المحلية: أنه تم تنفيذ مبادرة «بلا أمية» بالتعاون مع «هيئة محو الأمية وتعليم الكبار» وتحقيق المركز الأول على مستوى الجمهورية لمدة 4 سنوات على التوالى، و«مبادرة التعلم الرقمى» بقرى «حياة كريمة».
العمارة: تطوير مركز الشباب والوحدة الصحية
صورة مغايرة يعيشها أهالى قرية تفتيش ثان «العمارة» بمركز كفر سعد، لما شهدته القرية من تطويرات ليجرى بداخلها شريان الحياة من خلال «مبادرة حياة كريمة» التى أعادت بناء وتطوير مختلف الخدمات والمرافق ليعيش الأهالى حياة آدمية وتتحول إلى قرية نموذجية بعد أن ظلوا لسنواتٍ فى معاناة بسبب نقص الخدمات.
وأكدت ابتسام سعد، واحدة من الأهالى: «أن القرية قديماً كانت تُسمى قرية «العمارة» وظل أهلها لسنوات طويلة يعانون من نقص الخدمات، ولكن مع مبادرة «حياة كريمة» تحول الكابوس إلى حلم جميل بعد اختيار مركز كفر سعد للمرحلة الأولى للمبادرة.. وأصبحت القرى خلايا نحل للمعاينات ورفع المقاسات والتخطيط، وبدأ تنفيذ المشروعات وسط متابعة مكثفة من جميع أجهزة الدولة.. وبدأت المشروعات تظهر إلى النور.. وتم تنفيذ مشروعاتٍ خدمية شاملة، حيث تم تطوير مركز الشباب والمدارس وإنشاءات جديدة للوحدة الصحية والوحدة المحلية والمركز التكنولوجى الذى يضم: البريد والشهر العقارى ومختلف الخدمات وإنشاء موقف وسوق حضارى ورصف الطرق الرئيسية وحتى الجانبية.. وإنشاء محطة صرف صحى.. وصيانة شبكات الاتصالات والإنترنت والكهرباء.. وزرع أعمدة جديدة.. وتوصيل الغاز.. وإنشاء مستشفى علاج الإدمان الأولى فى المحافظة.. وتبطين الترع .. وإنشاء وحدات سكنية 12 عمارة بمشرع «سكن كريم».. وعمارات سكنية للإيواء لتعود الحياة للقرية من جديد». ويضيف عصام الراجحى، مدير سابق بالتربية والتعليم أن مبادرة «حياة كريمة» بمثابة التدخل بمشرط جراح ماهر ليعيد الحياة لآلاف الأسر بالقرى، لتأتى «حياة كريمة» لتنفذ كل المشروعات والخدمات فى آن واحد لحل مشكلاتٍ وتراكمات ومعاناة سنوات فى فترة زمنية وجيزة، حيث يتم إنشاء مجمع زراعى متكامل ووحدة صحية نموذجية لربطها بالتأمين الصحى الشامل فور تشغيله بالمحافظة ومستشفى لعلاج الإدمان على مستوى عالٍ يأتى إليه مرضى من مختلف المحافظات، كما أنها وفرت فرص عمل عديدة لشباب وأهالى القرية، إلى جانب تطوير الشبكات ورصف الطرق، وأن القرية أصبحت تضاهى المدن الكبيرة، ومع هذا التطور شهدت القرية قفزة كبيرة فى أسعار شراء الأراضي، حيث كان سعر المتر لا يتجاوز ال 5 جنيهات، وبعد التطوير قفز إلى 5 آلاف جنيه نتيجة للتطور العمرانى والخدمى الذى شهدته القرية. ومن جانبها أكدت المهندسة شيماء الصديق، نائب محافظ دمياط أن هناك متابعة مستمرة من د. أيمن الشهابى، محافظ دمياط للمشروعات الجارية بقرى «حياة كريمة» بالتنسيق مع كل الجهات لتذليل العقبات وسرعة الانتهاء وتنفيذ المشروعات ودخولها الخدمة لتحسين مستوى الخدمات المُقدمة لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين وتوفير حياة كريمة.
الملاّحة : مشروعات لتنمية الثروة السمكية
مشاعر صادقة بالامتنان تغمر أهالى قرية الصيادين على ضفاف بحيرة مريوط بالإسكندرية، بعد أن تغيرت ملامح أيامهم من بائسة إلى «حياة كريمة»، العرفان الخاص للرئيس السيسى لتوجيهاته بالإبقاء على القرية وعدم إزالتها مع المنشآت المخالفة على ضفاف البحيرة، وكذلك لمتابعته تطهير ورفع كفاءة مياه بحيرة مريوط، وهى مصدر رزقهم الأهم، بالإضافة إلى تغيير مسمى القرية من «باب العبيد» إلى «باب الأحرار»، مبعث فخرهم بعد تغيير مسمى محل إقامتهم فى بطاقات الرقم القومى بتوجيه رئاسى.
«الملاّحة عادت تطرح الخير.. البحيرة مصدر رزق أهالى القرية».. هكذا يقول الشيخ سلومة كامل، أحد كبار قرية الأحرار، واصفاً ما حدث لأهالى قرية الصيادين بأنه بمثابة إعادة الروح إلى المياه الراكدة، وبالتوازى مع مشروعات «للزريعة» لتنمية ثروتها السمكية، وتحسين الظروف المعيشية لصغار صيادى مريوط، عبر المبادرة الرئاسية، حلم أصبح واقعاً، يتجلى فى مظاهر الحياة الكريمة التى يراها كل زائر لقرية «باب الأحرار».
ويضيف «الشيخ سلومة»: «أن كل أهالى القرية استفادوا وتبدلت أحوالهم من أعمال تطوير البيوت وإعادة التأهيل الشامل لكل المرافق، وتجهيز 45 منزلاً بالمفروشات الجديدة وتسقيف جميع بيوت القرية، بعد أن كانت الأسقف من البوص وسعف النخيل، وإنشاء مدرسة وتجهيزها بالكامل، وتطوير الوحدة الصحية، وإنشاء مركز حرفى لتصنيع الكليم والسجاد اليدوى لتوفير فرص عمل للسيدات بالقرية، وتوزيع 30 مركباً للصيد استفاد منها 60 أسرة، وكذلك تطوير شبكات المياه بإنشاء 250 توصيلة مياه لقرية الأحرار، وإقامة مشروعات مستدامة للمرأة العاملة».
ويشير شيخ الصيادين بمريوط إلى رصف الطريق المؤدى للقرية من الصحراوى ولمسافة حوالى 6 آلاف كيلو متر، وإضاءة الطريق بمجموعة من أعمدة الإنارة، واستمرار خدمات القوافل الطبية، وإنشاء فصول محو الأمية، وتوفير «قروض دوارة» وغيرها من المساعدات، كل هذه القائمة من المشروعات تحققت بتضافر جهود الأجهزة التنفيذية للدولة ومحافظة الإسكندرية، مع مبادرات المجتمع المدنى باستجابة غير مسبوقة للمبادرة الرئاسية.
أما الصياد سليمان سعد (58) سنة فيقول: «إن تجار الأسماك أصبحوا الآن يُقبلون على إنتاج القرية، بعد رفع كفاءة وتطوير بحيرة مريوط، وإزالة الهيش والبوص ونباتات ورد النيل، وكذلك انتهاء مخالفات الصرف الصناعى وإزالة التعديات ونواتج أعمال الردم، التى تسببت فى نفوق الأسماك وضحالة مياه البحيرة، الآن تقوم هيئة الثروة السمكية بإلقاء «زريعة» بشكل دورى، فى مياه مريوط مما أدى لتنمية ثروتها السمكية ومضاعفة إيراداتها من أسماك البلطى والمبروك».
ويقول عبد الناصر عبد الرازق من أهالى قرية الأحرار: «إن المبادرة الرئاسية ساعدت الأهالى إلى جانب مهنة الصيد، فى إقامة مشروعات صغيرة منها: 12 مشروعاً لتربية البط والأوز، و20 مشروعاً لتربية المواشى والماعز والخراف، مما يساهم فى تنويع الأنشطة الإنتاجية لأهالى القرية».. ويؤيده جاره مهدى عيد مستور (30 سنة) مشيداً بإنشاء مدرسة للقرية عبارة عن 14 فصلاً منها: فصلان لذوى الهمم والمتسربين من التعليم.
رأس الخليج: نهاية معاناة انقطاع المياه والكهرباء
نجحت مبادرة «حياة كريمة» فى تغيير وجه الحياة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، حيث تم تنفيذ 650 مشروعاً لخدمة 26 قرية و278 عزبة تحولت جميعها لقرى عصرية بجانب بنية أساسية أنهت معاناتهم مع انقطاع المياه والكهرباء والطرق المتهالكة. الوحدة المحلية بقرية رأس الخليج وقراها شهدت نهضة غير مسبوقة فى تاريخها وتغيرت الحياة بها تغيراً جذرياً.. ويشير أحمد السيد الطنطاوى، منسق الشباب المتطوع بالمبادرة إلى أن قرية «رأس الخليج» من أكبر قرى مركز شربين، وقد شهدت وباقى القرى البالغ عددها 32 قرية إنجاز مشروعات كثيرة نقلت قرى الوحدة للحياة العصرية بعد أن كانت جميعها منعدمة الخدمات.. وتقول ردينا عبد المجيد، إحدى المتطوعات بالمبادرة إنه تم تنفيذ 5 كبارى بقرى الوحدة المحلية لرأس الخليج وشبكة مياه جديدة ومحطة تحلية المياه ومحطة الصرف الصحى وشبكة الغاز وتجديد شبكة التليفونات، بجانب وحدة طب الأسرة والمجمع الزراعى والمجمع الخدمى والكهرباء ورصف الطرق وكلها كانت بمثابة أحلام للمواطنين.
من جهته أشاد المحافظ اللواء طارق مرزوق بجهود «حياة كريمة» بالمحافظة التى نجحت فى تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة بتلك الصورة الحضارية.
الجزيرة الخضراء: رفع كفاءة محطات مياه الشرب
على مدار السنوات الماضية عانت «قرية الجزيرة الخضراء» وتوابعها الواقعة أقصى شمال محافظة كفر الشيخ من غياب معظم الخدمات وتدنى مستوى المعيشة، وتضم الوحدة المحلية لقرية الجزيرة الخضراء 3 قرى رئيسية هى: وقف بحرى وبرج مغيزل والجزيرة الخضراء، ويعيش بها 80 ألف نسمة وتطل مباشرة على البحر المتوسط إلى جانب وقوعها على مصب نهر النيل «فرع رشيد».. واشتهرت الجزيرة الخضراء التى تتبع مركز مطوبس فيما مضى بأنها النقطة الرئيسية لانطلاق رحلات الهجرة غير الشرعية إلى الدول الأوروبية، ولكن تغير كل ذلك عندما دخلت القرية ضمن المرحلة الأولى لمبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى.. وقد تم خلالها النهوض بكل المجالات بالقرية، وأصبح التطور الذى تشهده القرية وتوابعها يسير بسرعة كبيرة.
ويقول اللواء د. علاء عبد المعطى، محافظ كفر الشيخ إن الصرف الصحى يأتى على رأس المشروعات التى يتم تنفيذها بالقرية ضمن «مبادرة حياة كريمة»، حيث تم خلال المبادرة استكمال المشروعات التى كانت متعثرة خلال السنوات السابقة وتم تنفيذها بنسبة 70% بقرى الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل وأبو خشبة والسكرى، إلى جانب الانتهاء من تنفيذ 3 مشروعات صرف صحى جديدة بقرى وقف بحرى ومعدية رشيد والهردة، كما تم تخصيص 20 فداناً لإنشاء محطة معالجة الصرف الصحى بالجزيرة الخضراء. وبالنسبة لقطاع مياه الشرب، فقد تم رفع قدرة محطة مياه الشرب الشمالية بالجزيرة الخضراء وتحسين خدمة مياه الشرب بالقرى التابعة لها وتنفيذ خطوط جديدة لمياه الشرب بطول 49 كلم. ويشير المحافظ إلى أنه فى قطاع الصحة يجرى تنفيذ المركز الطبى بالجزيرة الخضراء، ووحدة طب الأسرة بقرية وقف بحرى، ووحدة طب الأسرة ببرج مغيزل، وجميعها يتم تنفيذها وفقاً لمعايير منظومة التأمين الصحى الشاملة. وفى الشباب والرياضة تم الانتهاء من إنشاء ورفع كفاءة 4 مراكز شباب و4 ملاعب خماسية حديثة وتم فتحها أمام أهالى الجزيرة الخضراء والقرى التابعة لها لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والشبابية.
وفى التعليم تم الانتهاء من إنشاء وصيانة 9 مدارس خاصة بمراحل التعليم الأساسي؛ بالإضافة إلى تخصيص 5 أفدنة لإنشاء المدرسة البحرية للاستزراع السمكى وبناء السفن وهى الأولى من نوعها على مستوى المحافظة.
ويوضح اللواء حاتم الهيدبي، رئيس مركز ومدينة مطوبس أنه تمت إقامة مركز لتنمية الأسرة والطفولة.. وفى الإسكان تم الانتهاء من إقامة 9 عمارات سكنية، ويضيف أن مجمع الخدمات أحد أهم إنجازات المبادرة لتحسين جودة حياة المواطنين، حيث يقدم العديد من الخدمات، إلى جانب احتواء المبنى على مركز تكنولوجى لتقديم كل الخدمات للمواطنين، وفى قطاع الاتصالات يجرى حالياً مد شبكات الألياف الضوئية الحديثة إلى جانب الانتهاء من إقامة مكتبى بريد نموذجيين بالجزيرة الخضراء وبرج مغيزل، كما تم تنفيذ ورفع كفاءة شبكة الكهرباء على مستوى الوحدة المحلية للقرية والقرى التابعة لها، ويجرى إنشاء لوحة توزيع كهرباء بقرية «الجزيرة الخضراء». ويشير المهندس عمر الزعيقي، نائب رئيس مركز ومدينة مطوبس لشئون القرى، إلى أنه يجرى حالياً تنفيذ نقطة إطفاء بالقرية.. بالإضافة إلى إقامة موقف سيارات لتسهيل حركة المواطنين، وتم تخصيص قطعة أرض فضاء لتحويلها إلى السوق النموذجى لخدمة أهالى القرية والقرى التابعة لها، ويتم حالياً رصف طريق قرية وقف بحرى إلى جانب الطريق الرئيسى الذى يربط القرية بمدينة مطوبس، وفور انتهاء أعمال المرافق سيتم رصف الطرق الداخلية بالقرية والقرى التابعة لها.