أعلنت وزارة الثقافة عن إطلاق برنامج ثقافي وفني شامل ومتنوع للعام الجاري يتميز بكونه يضم مجموعة كبيرة من الفعاليات التي تلبي احتياجات جمهور واسع من الفئات العمرية والاجتماعية في مختلف محافظات مصر، وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية الوزارة لتعزيز دور الثقافة في بناء الإنسان المصري، ونشر القيم الروحية والإبداعية التي تتوافق مع روحانية الشهر الكريم. في تصريحاته، أوضح وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو أن الوزارة تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز الهوية الثقافية المصرية والارتقاء بالوعي المجتمعي، وذلك عن طريق تقديم فعاليات تجمع بين الأصالة والتراث من جهة، والإبداع الحديث من جهة أخرى. أكد أن الأنشطة الرمضانية هذا العام ستعزز من القيم النبيلة للشهر الفضيل مثل التسامح، المحبة، والتواصل الإنساني، مع تسليط الضوء على التراث المصري الغني، كما تهدف إلى نشر الإبداع الفني بين الأجيال الشابة وتشجيعهم على التفاعل مع الثقافة بشكل أعمق وأكثر وعيًا. أنشطة ثقافية وفنية متنوعة يتميز برنامج شهر رمضان الثقافي والفني لعام 2025 الذي تم الإعلان عنه بأنه يضم مجموعة واسعة من الأنشطة التي تلبي جميع الاهتمامات وتغطي كافة أنحاء مصر، إذ تتنوع الفعاليات بين العروض الفنية والموسيقية، الأمسيات الأدبية والشعرية، المعارض التراثية، والعروض المسرحية، مما يجعلها مناسبة لمختلف الفئات العمرية والاجتماعية، وتهدف هذه الفعاليات إلى خلق بيئة ثقافية تعزز من التلاحم الاجتماعي وتُثري الروح المصرية بالقيم الإيجابية. قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة، كواحدة من أهم قطاعات الوزارة، تلعب دوراً رئيسياً في تفعيل البرنامج الرمضاني، فقد أعدت الهيئة برنامجاً متكاملاً من الفعاليات الثقافية والفنية التي تشمل عروضًا فنية للموسيقى العربية، الإنشاد الديني، التنورة التراثية، وورش فنية وتعليمية مخصصة للأطفال والشباب. كما يشمل برنامج الهيئة أمسيات شعرية وعروضًا مسرحية، فضلًا عن لقاءات مع رموز الأدب والثقافة المصرية من خلال هذه الأنشطة، تسعى الهيئة إلى خلق مساحة للتفاعل المباشر بين الجمهور والمبدعين، مما يساهم في نشر القيم الروحية والاجتماعية للشهر الكريم. إلى جانب ذلك، تهتم الهيئة بتنظيم معارض تراثية وفنية تسلط الضوء على الحرف التقليدية والفنون الشعبية، حيث تُقدم ورش تعليمية تتيح للجمهور فرصة تعلم وإتقان هذه الحرف، مما يُعزز من الفخر بالتراث المصري ويُسهم في نقله إلى الأجيال الجديدة. وجدير بالذكر أن تأثير البرنامج الثقافي الرمضاني يمتد ليشمل جميع المحافظات المصرية، فقد تم التخطيط لأكثر من 1640 فعالية في 11 موقعًا مركزيًا في القاهرةوالمحافظات، بالإضافة إلى أكثر من 3000 فعالية أخرى في أنحاء البلاد، وتركز هذه الأنشطة على الفنون الشعبية والتراثية التي تعكس التنوع الثقافي في مصر. ويعد مسرح السامر في العجوزة من أبرز المواقع التي تستضيف عروض الفنون الشعبية والموسيقى العربية، فيما تستضيف الحديقة الثقافية في السيدة زينب برنامج «راوي من بلدنا» الذي يسلط الضوء على التراث الشعبي من خلال روايات السيرة الهلالية. كما تقدم قصور الثقافة المختلفة ورشًا فنية وحرفية تستهدف الأطفال والشباب، منها على سبيل المثال، قصر الإبداع الفني بمدينة 6 أكتوبر الذي يُقدم ورشًا تعليمية تهدف إلى تعريف الأطفال بالحرف اليدوية المصرية الأصيلة. صندوق التنمية الثقافية قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي يُشارك بدور بارز في الأنشطة الرمضانية، من خلال تقديم برنامج ثقافي غني بالفعاليات الفنية والموسيقية، ومن أبرز الفعاليات التي سيتم تنظيمها، حفلات موسيقية وإنشادية مثل حفل تأبين المنشد الراحل عامر التوني، وحفل إنشاد ديني بقيادة الشيخ محمود التهامي، بالإضافة إلى عروض للفرق الموسيقية الشبابية. ويحرص الصندوق أيضًا على تنظيم ندوات ثقافية تسلط الضوء على قضايا مجتمعية وثقافية معاصرة، ما يُعزز من دور الفنون والثقافة في مناقشة القضايا المجتمعية الملحة. أمسيات روحانية بدار الأوبرا دار الأوبرا المصرية تُعد إحدى الوجهات الثقافية الأكثر نشاطًأ في رمضان، حيث تقدم برنامجًا متنوعًا يضم أمسيات روحانية وسهرات عربية وإسلامية، من بينها حفلات للمنشد ياسين التهامي وفرقة الحضرة للإنشاد الصوفي.. كما تُنظم حفلات للفنان مدحت صالح، وفرقة وسط البلد، في إطار احتفاء الوزارة بالموسيقى العربية والإسلامية، هذا بالإضافة إلى استضافة فرق موسيقية من دول عربية وإسلامية للاحتفاء بالتنوع الثقافي والفني. نشر الوعي الثقافي للأجيال الجديدة المجلس الأعلى للثقافة يسهم في إثراء البرنامج الرمضاني من خلال تنظيم ندوات ثقافية وأمسيات شعرية تركز على قضايا مثل تطور الدراما الرمضانية ودور المرأة في المجتمع، وهذه الندوات تُتيح فرصة للنقاش وتبادل الأفكار بين المثقفين والجمهور، مما يعزز من الوعي الثقافي والقيم الإيجابية. أما المركز القومي لثقافة الطفل، فيقدم مجموعة من الفعاليات التي تستهدف الأطفال، مثل ورش الرسم والتلوين والأنشطة الإبداعية التي تساهم في تنمية المهارات الإبداعية وتعزيز القيم الثقافية بين الأجيال الناشئة. بين التراث والمعاصرة من أبرز ما يميز برنامج شهر رمضان الثقافي لعام 2025 هو التوازن الذي يعكسه بين التراث والمعاصرة، بالإضافة إلى العروض الفنية التي تسلط الضوء على التراث الشعبي والفلكلور المصري، هناك أيضاً فعاليات حديثة تسعى إلى تقديم أشكال جديدة من الإبداع الفني والثقافي.. هذا المزيج بين القديم والجديد يُسهم في تقديم صورة شاملة وغنية للهوية الثقافية المصرية. إلى جانب العروض التقليدية للفنون الشعبية مثل التنورة والإنشاد الديني، تُقدم الوزارة فرصًا للفنانين الشباب للتعبير عن أنفسهم من خلال الفن الحديث، سواء في الموسيقى، المسرح، أو الفنون التشكيلية، وهذا التنوع الثقافي يهدف إلى تعزيز الوعي الفني وتشجيع الجمهور على التفاعل مع مختلف أشكال التعبير الفني. دعوة لجميع المصريين وقد دعا الدكتور أحمد فؤاد هنو الشعب المصري إلى المشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام خلال شهر رمضان، مشددًا على أن الثقافة والفنون هما الجسر الذي يوحّد المجتمع ويُضيء العقول. وأكد أن الوزارة تسعى دائمًا إلى تقديم أنشطة تعكس أصالة مصر وثقافتها المتنوعة، وتعمل على تعزيز قيم التسامح والمحبة في المجتمع. وأضاف الوزير أن الهدف الأساسي من هذه الفعاليات هو تحويل شهر رمضان إلى تجربة ثقافية وإنسانية ثرية، تتجاوز الجانب الديني لتشمل التفاعل الاجتماعي والإنساني من خلال الفنون والثقافة. هذا البرنامج يعكس رؤية الوزارة نحو بناء الإنسان المصري من خلال الثقافة والفنون، ويهدف إلى ترسيخ الهوية الثقافية المصرية وتعزيز القيم الإنسانية. برنامج وزارة الثقافة لشهر رمضان 2025 يُعد مثالًا حيًا على كيفية توظيف الثقافة والفنون في تعزيز الوحدة الوطنية وبناء جسور التواصل بين الأجيال والمجتمعات المختلفة، من خلال الأنشطة المتنوعة التي تشمل التراث والمعاصرة، يُسهم البرنامج في تقديم تجربة ثقافية متكاملة تُثري حياة المصريين، وتُعزز من قيم التلاحم الاجتماعي والترابط الإنساني، ما يجعل من شهر رمضان فرصة للاحتفاء بالقيم الثقافية والفنية في مصر. اقرأ أيضا: «الثقافة» تشارك بكورال «سلام» في احتفالية «يوم التراث» بالجامعة العربية