وأنا أحاول التخفف من الشد العصبي الذي ينتابنا نحن الجماهير المنتمية لأحد المعقلين الكبيرين وخلال متابعتي لمباراة مانشستر يوناتيد مع إيفرتون شدني وبهرني صورة المدرجات التي اكتظت عن آخرها بعشرات الآلاف من الجمهورين.. أما الذي أدهشني فهو ما كان عليه حال وتعاطف جمهور النادي الأكثر شعبية ربما في أوروبا كلها.. مانشستر يوناتيد.. وهو متأخر في الشوط الأول بهدفين نظيفين.. لا سباب ولا صراخ ولا استهجان.. بل مؤازرة ومساندة واستحسان.. فتنقلب الأحوال ويحقق مانشستر التعادل وكان قاب قوسين أو أدنى من التفوق فى اللحظات الأخيرة.. ولكن تمنيت أن نحاكى الحضارة الأوروبية.. فإن لم نستطع أن نحاكيها في المستويات الفنية.. فليس أقل من أن نحاكيها في الأخلاقيات.. الأخلاق هى الأساس فى الرياضة وكذلك فى تطور الأمم والشعوب.. وأمم وشعوب بلا أخلاق.. فهى أيضا بلا ماضٍ حضاري.. ومستقبل مشرق.. وندعو الله ألا نكون من الصنف الثاني لأن ماضينا وحضارتنا ترجع لآلاف السنين الماضية.