برزت منصة «FBC» خلال الأشهر الماضية كواجهة استثمارية رقمية تَعِد بمكاسبَ خيالية عبر تقنيات تداول غامضة كانت كفيلة بإيقاع الملايين من ضحايا المكسب السريع.. فباستخدام سياسة النقر على الفيديوهات لتحقيق الأرباح اعتمدت منصة «FBC» على جذب الضحايا وباستخدام إعلانات مكثفة ووعود بعوائدَ تصل إلى 300%، وتقوم الفكرة على منح العميل أموالًا مقابل مشاهدة فيديوهات على موقع يوتيوب، وتم إيهام المودعين أن أموالهم سوف تعود لهم أضعافًا. نجحت المنصة في جذب أكثر من «مليون ضحية» قبل أن تُغلق أبوابها فجأةً مُختفيةً مع «6 مليارات دولار» من أموال المستخدمين. اتبعت المنصة استراتيجية ذكية لبناء الثقة أبرزها مرحلة الإغراء وذلك عن طريق دفع أرباح أولية للمستثمرين لدفعهم لزيادة استثماراتهم.. ليأتى بعدها مرحلة التقييد وذلك عن طريق فرض قيود مُفاجئة على سحب الأموال تحت حجج واهية مثل «متطلبات الصيانة» أو «النقر على الفيديوهات».. أما النهاية المأساوية فكانت ادعاء تعرضها لهجوم إلكتروني تسبب فى خسائر بقيمة 4 مليارات دولار، وطلب «ضخ أموال إضافية» لتعويضها، قبل أن تختفى تماماً. الغريب أن المنصة أدارت عملياتها عبر كيانٍ غير مرخّص يُدعى «Different Choice FBC Inc»، دون أى رقابة مالية.. وتم نشر تقارير على مواقع مثل «Broker Chooser»وهو موقع متخصص فى الإرشاد الإلكتروني تُحذّر من التعامل معها، لكن الترويج الإعلانى طغى على صوت العقل. ■ فاروق المقرحي ◄ اقرأ أيضًا | زلزال يهز العملات الرقمية.. Bybit تخسر 1.4 مليار دولار في هجوم إلكتروني ضخم حذّر اللواء «فاروق المقرحي»، الخبير الأمني وعضو مجلس الشيوخ، من الانسياق وراء منصات الربح السريع، وأكد أن هذه المنصات تُدار بعقلية عصابات مُنظمة والبنك المركزى لا يضمنها، والضحايا يخسرون أموالهم دون أى حماية قانونية، وشدد على ضرورة التحقق من تراخيص أى منصة استثمارية قبل التعامل. المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات ومستشار الأمن السيبراني أكد على أهمية التحقق من الترخيص والتأكد من وجود المنصة في قوائم الجهات الرقابية مثل هيئة الرقابة المالية.. علاوة على تجاهل الوعود الخيالية بألا يثق المستخدمون بأى عروض تُحقّق أرباحًا تتجاوز 10% شهريًا، بالإضافة إلى تجنّب المنصات التى لا تُوضح آليات الاستثمار أو تفرض شروطًا غامضة للسحب، مثل منصة RGA الجديدة والتى حذر منها خبير الأمن السيبرانى حتى لا يتعامل معها المصريون. وقال حجاج إن منصة fbc استخدمت أسلوب النصب الهرمى لتحصيل الأموال والكسب غير المشروع، مطالبا وسائل الإعلام بتجديد الوعى للشباب عن أضرار هذه المنصات الخبيثة. كما حذر د. مدحت نافع الخبير الاقتصادي من الانسياق وراء المنصات مجهولة الهوية والانتباه لهذا النوع من المنصات، والتأكد ما إذا كانت مرخصة أم لا خاصة فى التعاملات المالية سواء نقل أو تلقى الأموال، واستخدام المعلومات والبيانات الشخصية. ■ د. نيفين حسني د. نيفين حسني، استشاري علم النفس الرقمي، أكدت أن ضحايا منصات الاحتيال الاستثمارى مثل FBC يمرون بمرحلة صدمة نفسية شديدة، حيث تتراوح مشاعرهم بين الإحباط واليأس، وبين الأمل فى استعادة أموالهم عبر المسارات القانونية.. وأوضحت حسنى أن الضحايا يشعرون بالغضب والندم، خاصة بعدما أدركوا أنهم وقعوا فى فخ الإعلانات الاستثمارية الوهمية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتى تستغل الرغبة فى تحقيق أرباح سريعة. وشددت حسني على ضرورة تشديد الرقابة على الإعلانات الاستثمارية المضللة، لحماية المستخدمين من الوقوع فى فخ الاحتيال الرقمي، داعية إلى تعزيز التوعية النفسية والمالية لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة.