كتبت: دينا الأدغم ألقت مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية، الضوء على معلومات حول المقاتلة الصينية الشبحية طائرة J-35A، التي تثير قلقًا استراتيجيًا في الولاياتالمتحدة، حيث تُعد بمثابة جرس إنذار ل القوات الجوية الأمريكية، مما أدى إلى إرباك استراتيجية الهيمنة الجوية للجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي تشهد تصاعدًا في النزاعات. ووفقًا للمجلة، فإن ظهور هذه المقاتلة أحدث اضطرابًا في حسابات الهيمنة الجوية الأمريكية، ما يعكس التحولات المتسارعة في موازين القوى العسكرية في تلك المنطقة. اقرأ أيضًا| الصين تكشف عن طائرتها الشبحية J-35A: 36 | صور وفيديو تفوق صيني في القوة الجوية تفوقت الصين على الولاياتالمتحدة في مجال القوة الجوية، إذ أثبتت من خلال التطوير المستمر أن طائرة تشنجدو جيه-20 "مايتي دراجون" من الجيل الخامس قادرة على المنافسة مع نظيرتها الأمريكية إف-22 إيه رابتور، وإن لم تكن متقدمة تقنيًا عليها، والآن، جاءت طائرة J-35A كإجابة صينية على إف-35 لايتنينج 2 الأمريكية، حيث أثارت إعجاب العديد من المراقبين العسكريين. وعلى عكس الولاياتالمتحدة، حيث يستغرق تطوير الطائرات الحربية سنوات طويلة، باتت القاعدة الصناعية الدفاعية الصينية متقدمة إلى درجة تمكنها من إنتاج أكثر الأنظمة تطورًا في وقت قياسي. التهديد الحقيقي.. الابتكار والإنتاج الضخم التهديد الحقيقي الذي تشكله الصين لا يكمن فقط في التقليد، بل في قدرتها على تمويل وإنتاج أي منصة متقدمة وتحقيق نجاح واسع النطاق، وعلى مدار العقد الماضي، لم تكتفِ الصين بتطوير أنظمة تحاكي التكنولوجيا الأمريكية، بل بدأت أيضًا في ابتكار قدرات فريدة من نوعها في مجالات استراتيجية عدة. نهاية الهيمنة الأمريكية في المحيطين تلعب طائرة J-35A دورًا محوريًا في تقويض الهيمنة الجوية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وقد أعرب الجنرال جي. مايكل هوستاج الثالث من القوات الجوية الأمريكية عن هذا التحدي في عام 2013، عندما وصف الهيمنة الجوية بأنها "القدرة على العمل دون أي تحدٍّ أو حظر من الجو". ومع وجود طائرة J-20 وطائرة J-35A في الخدمة، فضلًا عن القدرة الصينية على الإنتاج الضخم، في مقابل تراجع القدرات الإنتاجية الأمريكية، فإن الهيمنة الجوية الأمريكية في تلك المنطقة أصبحت محل شك حقيقي. وكما هو الحال مع برنامج إف-35 الأمريكي، فإن برنامج J-35، الذي طورته شركة شنيانج للطائرات (SAC) التابعة لشركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، يستهدف خدمة عدة فروع في الجيش الصيني، وقد صُممت طائرة J-35A لخدمة القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي (PLAAF) كمقاتلة شبحية برية من الجيل الخامس، بينما تخدم النسخة البحرية قوات البحرية الصينية. اقرأ أيضًا| الولاياتالمتحدة تعلن دعمها للفلبين في بحر الصين الجنوبي ظهور J-35A في تشوهاي للطيران وفقًا لموقع «ذا أفينشست» الأمريكي، كان الحدث الأبرز في معرض تشوهاي الجوي 2024 بالصين في نوفمبر الماضي هو الكشف عن J-35A، التي تم تسويقها كمقاتلة شبحية متعددة الأدوار متوسطة الحجم من قبل شركة AVIC. تألّفت الرحلة الاستعراضية للمقاتلة من تحليق واحد باستخدام الحارق اللاحق، تلاه صعود غير مقيد للخروج من العرض، ومع دخول J-35A إلى مخزون سلاح الجو الصيني، أصبحت الصين ثاني دولة في العالم، بعد الولاياتالمتحدة، تمتلك مقاتلتين شبحيتين عاملتين. لم يكن الكشف عن طائرة J-35A مفاجئًا تمامًا، إذ تم تطويرها في البداية كمشروع خاص لشركة شنيانج للطائرات (SAC)، وظهرت النسخة الأولى منها قبل 10 سنوات في معرض تشوهاي الجوي. في ذلك الوقت، كانت تُعرف باسم FC-31 (V1)، ولم يبدِ جيش التحرير الشعبي اهتمامًا كبيرًا بها، بسبب تركيزه على برنامج J-20، إلا أن المشروع تطور إلى FC-31 (V2) بحلول عام 2016، وبحلول 2018 بدأت شائعات تتردد حول اهتمام الجيش الصيني بالمقاتلة. وشهد المشروع المزيد من التطورات، حيث أجرت النسخة البحرية J-35 أولى رحلاتها في أكتوبر 2021، بينما ظهرت النسخة البرية لطائرة J-35A في سبتمبر 2023. التخفي لتعظيم القوة النارية وتتميز J-35A بتقنيات الشبحية التي تقلل من بصمتها الرادارية، بما في ذلك أسطح التحكم المحاذية للحواف، ومداخل الهواء الأسرع من الصوت بدون محولات (DSI)، التي تخفي شفرات المحرك عن الرادارات، وسطح متجانس سلس. حيث يؤكد العديد من المحللين أن طائرة J-35A تتطابق مع F-35 الأمريكية من حيث تكنولوجيا التخفي، لكن لا يمكن الجزم بذلك في غياب تجربة فعلية في ساحة القتال. اقرأ أيضًا| «ترامب» يُهدد بالبحث عن بدائل لبوينج لتصنيع طائرة الرئاسة «Air Force One» قدرات الدفع والتسليح تم تزويد J-35A بمحركين من طراز Guizhou WS-19 "Huangshan"، يولد كل منهما قوة دفع تتجاوز 10 أطنان، مع إمكانية توجيه الدفع في جميع الاتجاهات، مما يمنح الطائرة قدرة عالية على المناورة، تتفوق بها على التصميم أحادي المحرك لطائرة F-35. تُقدر السرعة القصوى للمقاتلة بحوالي 1.8 ماخ، مع مدى قتالي يبلغ 750 ميلًا قبل الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود. أما من حيث الحمولة، فإن طائرة J-35A قادرة على حمل 4400 رطل داخل حاوية الأسلحة الداخلية، بالإضافة إلى 13000 رطل على نقاط التعليق الخارجية، التي تشمل صواريخ PL-10 قصيرة المدى، وصواريخ PL-15 بعيدة المدى. لكن وضع الأسلحة على نقاط التعليق الخارجية يقلل من قدرة الطائرة على التخفي، وهو أمر يمكن التغاضي عنه في بعض الحالات لتعظيم القوة النارية. تشكّل J-35A إضافة نوعية لقدرات الصين العسكرية، وتؤكد أن الصين لم تعد مجرد مقلدة للتكنولوجيا الغربية، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في سباق التطوير العسكري العالمي، ومع تصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإن هذه الطائرة قد تعيد رسم موازين القوى، مما يفرض على الولاياتالمتحدة وحلفائها إعادة النظر في استراتيجياتهم الدفاعية.