بورصة الكويت تُنهي تعاملات الاثنين على ارتفاع جماعي لمؤشراتها    الوزاري الخليجي: عدوان إسرائيل على إيران يحمل سيناريوهات مقلقة    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    برشلونة يقترب من حسم صفقة نيكو ويليامز ويتفوق على عمالقة أوروبا    إصابة 16 شخصًا في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بطريق القاهرة الفيوم    لجنة الثقافة والإعلام بالنواب: تناقش قرار إغلاق الشقق المؤجرة لبيوت الثقافة بالمحافظات    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    "أعلم أنك لا تحب الخطيب".. خيري رمضان يوجه رسالة نارية لوزير الرياضة    وزير الخارجية الإيراني: استهداف إسرائيل للمنشآت النووية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي    إحالة أوراق تاجر للمفتي لاتهامه بقتل شخص بسبب خلافات مالية بالقليوبية    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    الفيوم تستعد لاستضافة معرضها الأول للكتاب بمشاركة كبرى الجهات الثقافية واحتفالا بثورة يونيو    كوميدي.. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم «البوب» لأحمد العوضي: «ميزانية كبيرة لإبهار الجمهور»    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    رئيس جامعة القاهرة يستقبل رئيس المكتب الثقافي الكويتي لبحث التعاون ودعم الطلاب الوافدين    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    محافظ الغربية يؤكد استمرار حملات إزالة التعديات ومخالفات البناء بالمرحلة الثانية للموجة 26    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    الجامعة الألمانية تنظم ورشة عمل مع هيئة الدواء والمهن الطبية عن اليقظة الدوائية    رئيس جامعة المنوفية والمحافظ يدشنان قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    «حسبي الله في اللي بيقول أخبار مش صح».. لطيفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقها    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    تصنيف الاسكواش.. نوران جوهر ومصطفى عسل يواصلان الصدارة عالمياً    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    جامعة أسوان تنظم ورشة عمل لمناهضة العنف ضد المرأة    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    بريطانيا تشهد تعيينًا تاريخيًا في MI6.. بليز مترويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    مراسلة القاهرة الإخبارية: صواريخ إيران تصل السفارة الأمريكية فى تل أبيب.. فيديو    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يدفن ضحاياه تحت بلاط شقته.. القصة الكاملة لسفاح المعمورة


الإسكندرية ‬- ‬محمد ‬مجلي ‬
بطانية وفأس وأكياس سوداء» وجد فيهم أحد المحامين ضالته لارتكاب العديد من الجرائم للتخلص من ضحاياه بعد دفنهم في شقق بالطابق الأرضي استأجرها حتى يتوارى عن الأنظار بعد أن ظهر شخصًا منطويًا رافضًا التعامل مع المحيطين، ليرتكب جرائمه مستغلاً علمه ببواطن القانون لاشتغاله به لسنوات عديدة في مهنة المحاماة، متناسيًا «أن الجريمة لا تفيد» وأن إخفاء الجريمة أمر قد يستمر لبعض الوقت لكنه لن يستمر طوال الوقت، حيث ساقه غروره وانساق وراء شيطانه لارتكاب جرائم القتل الواحدة تلو الأخرى حتى سقط فى قبضة الأمن وأصبح المُلقب ب»سفاح المعمورة».
على طريقة «ريا وسكينة» تخلص نصر الدين السيد غازي، محامي ، مواليد كفر الشيخ من زوجته وموكلته ودفنهما فى حفرة بالطابق الأرضى بشقة كائنة بمنطقة المعمورة، بينما تم استخراج ثالث ضحاياه لجثة مهندس مقسومة نصفين بشقة أخرى كائنة بمنطقة العصافرة بعد وضع جثامينهم فى أكياس وبطاطين ثم وضعها فى تابوت محكم لمنع تسريب روائح الجثث إلى تمكنت الأجهزة الأمنية من القاء القبض عليه بناء على بلاغ تلقته من سكان شقة المعمورة لينضم المتهم إلى طابور أشهر السفاحين «ريا وسكينة.. سفاح كرموز.. سفاح الجيزة» ويحصل على لقب «سفاح المعمورة أو سفاح الإسكندرية».
شقة المعمورة
بينما تشير عقارب الساعة إلى الثانية عشر من منتصف الليل بشوارع منطقة المعمورة البلد، خرجت صرخات سيدة تقطع سكون الليل وتسببت فى حالة ذعر بين السكان، لكن سرعان ما تبدلت حالة الدهشة بعد انتشار قوات الأمن ورجال المباحث بمحيط العقار الكائن بالشارع رقم 268 المتفرع من شارع مدرسة مي زيادة، بالمنطقة، شرق الإسكندرية فاتجهت الأنظار إلى شقة المحامي الذي استأجر شقة بالطابق الأرضي بالعقار المشار اليه، وتحوم حوله الشبهات لاتباعه سلوك مشكوك فيه وانطوائه المستمر واستغلال الشقة فى أعمال منافية للآداب باستقطاب النساء واحتساء الخمور وتدخين مخدر الحشيش وغيرها من المخدرات لكن تفاجأ الجميع بوجود جثتين لسيدتين في الشقة فضبط المتهم على اثرها.
زوجته وموكلته
وثار السؤال وقتها من صاحب هاتين الجثتين؟!، لم تطل الاجابة كثيرُا؛ حيث أفادت التحريات أنه فور ورود البلاغ تحركت الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ وبدخول الشقة وتفتيشها تبين وجود اعمال حفر فى احدى الغرف وبفحصها عثر على جثتين تحت البلاط، تبين أن الأولى لزوجته وكانت ملفوفة فى كيس أسود كبير الحجم محكم الغلق داخل تابوت وتخلص منها بسبب الغيرة و الشك – بحسب أقواله – بينما عثر على الجثة الثانية ملفوفة فى بطانية وتبين أنها سيدة مسنة تدعى تركية، 62 سنة، ميسورة الحال، وهي موكلة لديه حيث تخلص منها بسبب الخلاف على الأتعاب بعدما استولى على كارت الفيزا منهاوسرق اموالها.
أفعال مريبة
وأفادت التحقيقات؛ أن المتهم استأجر الشقة بنظام الإيجار الحديث، فى عقار مكون من طابق أرضي و3 طوابق علوية، وأن ملاك العقار عرضوا عليه شقة بالطابق الثالث، لكنه رفض بدعوى أن زوجته تعاني من آلام في القدم وستجد صعوبة في صعود السلم ورغبته فى توفير الراحة لها بالسكن فى الطابق الأرضي فتحقق له ما أراد.
وبحسب أقوال شهود العيان، لم تمض فترة طويلة حتى ظهرت سلوكيات وأفعال مريبة أقدم عليها المحامي المنطوي والذي عمد إلى غلق نوافذ الشقة بالكامل طوال الوقت، فضلاً عن اصطحاب فتيات لقضاء سهرات حمراء وتناول المشروبات الكحولية والخمور والمواد المخدرة لتنبعث من الشقة روائح كريهة ما تسبب فى غضب سكان المنزل وملاكه الذين حذروه من أفعاله وضرورة ضبط نفسه وهددوه بالطرد وفسخ التعاقد لكنه تمسك بموقفه بالبقاء بالشقة وفقًا للعقد المبرم بينهما.
لم يفطن المتهم إلى أن الجزاء من جنس العمل؛ فقد استضاف سيدتين وشخصا آخر بداخل الشقة لقضاء أوقات ممتعة، إلا أن إحداهما كانت سببًا فى اكتشاف جرائمه بعد أن لاحظت أعمال حفر بإحدى الغرف المغلقة ففزعت وأطلقت صرخات وسمعها السكان، فتوجه نجل صاحب المنزل للشقة لاستطلاع الأمر فوجد مشاهد وصفها ب «المريبة» طلب على أثرها من المحامي جمع متعلقاته ومغادرة الشقة بعد طرد زواره لكن علامات القلق والفزع ظهرت عليهم جميعًا.
وبحسب أقوال نجل مالك المنزل، خلال التحقيقات؛ فإن الشقة عبارة عن غرفتين وصالة صغيرة وكانت احدى الغرف مغلقة بطريقة مثيرة للشك فطلب من المحامي فتحها لكن المتهم رفض متعللاً بضياع مفتاح الغرفة، فكسر الباب وبدخوله للغرفة كانت المفاجأة وهي وجود أعمال حفر بداخل الغرفة وإزالة أرضيتها بخلع بلاطها ووجود آثار دماء وحبال وأكياس وفأس وجاروف كبير، فأبلغ الأجهزة الأمنية على الفور.
بانتقال الأجهزة الأمنية إلى موقع البلاغ وبالبحث داخل الغرفة تبين العثور على كيس أسود كبير داخل تابوت وجرى استخراجه وتبين وجود جثة ملفوفة بداخله، وباستكمال أعمال الحفر عثر على جثة لسيدة أخرى ملفوفة داخل بطانية وجرى دفنها فى الغرفة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهم ويدعى ناصر السيد، 52 سنة، حاصل على ليسانس حقوق دفعة 1995 ويحمل كارنيه عضوية نقابة المحامين، وأنه حضر للإسكندرية لمزاولة أعماله والترافع فى القضايا، وجرى ضبط سيدتين وشخص آخر كانوا رفقة المحامي لحظة إلقاء القبض عليه.
أفادت التحريات أن الجثة الأولى لزوجته التي تزوج منها عرفيًا وأنه تخلص منها بمكان آخر قبل أن ينقلها إلى شقة المعمورة العام الماضي ودفنها بعد خلع البلاط ودفنها فى حفرة تحت الأرض، خشية افتضاح أمره، بينما تبين أن الجثة الثانية هي موكلة لدى المتهم ومبلغ باختفائها منذ شهر أكتوبر من العام الماضي وأن الجريمة الثانية جاءت بعد الأولى بثمانية أشهر وأنه قتلها ودفنها بجوار الضحية الأولى بعد لفها فى بطانية.
جثة جديدة
وفي الوقت الذي مثل فيه المتهم أمام جهات التحقيق تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا جديدًا بأن المحامي المتهم مستأجر شقة بالشارع رقم 7 المتفرع من شارع 45 بمنطقة العصافرة، شرق الإسكندرية، واحتمالية وجود جثة أخرى مُبلغ باختفائها، فتوجهت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث وتمكنت من استخراج جثمان آخر كان يعتقد أنها لسيدة فى بداية الأمر لكن تبين أنها لرجل فى العقد السابع من العمر مُبلغ باختفائه منذ عام 2022 مقسومة نصفين فجرى اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
شهود العيان
انتقلت «أخبار الحوادث» إلى موقع الحادث، والتقت شهود العيان، قال «م. ك» موظف من سكان الشارع؛ إن المحامي المتهم كان يقوم بأفعال مريبة منذ أن استأجر الشقة والتي كانت مغلقة بصورة مستمرة ولا يفتحها على الاطلاق فيما كانت تصدر أصوات منها تشير إلى وجود سهرات حمراء وتنبعث منها روائح المواد المخدرة والحشيش والخمور.
والتقط «ج. م»، من سكان الشارع أطراف الحديث ليؤكد؛ أن أصحاب العقار محل الواقعة كانوا مستاءين من تصرفات المحامي المتهم بسبب أفعاله المريبة واعتياده اقامة سهرات حمراء وانبعاث روائح الخمور والمواد المخدرة من الشقة محل الواقعة وسبق أن حذروه من الاتيان بمثل هذه الأفعال وطالبوه بمغادرة المنزل، لافتًا إلى أنه منذ استئجاره الشقة ورغم تواجده المستمر بداخلها لكنه كان يحكم غلقها بصورة مريبة.
بلاغ للأمن
تعود الواقعة إلى تلقى اللواء حسن عطية، مساعد وزير الداخلية، مدير امن الإسكندرية، اخطارًا من قسم شرطة ثان المنتزه، يفيد بورود بلاغ من ملاك عقار بمنطقة المعمورة البلد، يفيد بوجود أعمال حفر داخل شقة واستخراج جثتين من أسفل العقار.
وكانت الأجهزة الأمنية ورجال المباحث الجنائية قد انتقلت إلى موقع الحادث الكائن ب 268 المتفرع من شارع مدرسة مي زيادة بمنطقة المعمورة البلد، وتبين وجود أعمال حفر بداخل الشقة وبفحص الحفرة عثر على كيس أسود وباستخراجه تبين أن بداخله جثة لسيدة – زوجة المتهم عرفيًا – وباستكمال أعمال الحفر عثر على جثة سيدة أخرى ملفوفة ببطانية تبين أنها لموكلته.
ضبط المحامي المتهم رفقة سيدتين وشخص آخر تصادف وجودهم بالشقة لحظة اكتشاف الجريمة، بينما نقلت جثامين السيدتين إلى المشرحة لوضعهما تحت تصرف النيابة العامة لمباشرة التحقيق فى الواقعة وكشف ملابساتها.
جرى مواجهة المتهم بما عثر من جثامين كلتا السيدتين فأنكر فى البداية معرفته بما عثر عليه، وبتضييق الخناق على المحامي المتهم اعترف تفصيليًا بتفاصيل الحادث؛ إذ أشار إلى أنه على علاقة بالمتوفيتين وأن الجثة الأولى لسيدة تزوج منها عرفيًا وأشار إلى وقوع مشادة كلامية بينهما فضربها بيديه فسقطت على الأرض ولفظت أنفاسها الأخيرة – على حد تعبيره – مؤكدا أنه لم يقصد ايذاءها، لافتا أنه استأجر الشقة لدفن جثمان زوجته بعد أن أصر على استئجار الشقة الكائنة بالطابق الأرضي.
وأشار المتهم إلى أنه قتل زوجته خارج الشقة ثم اصطحب جثتها إلى الشقة لدفنها بالطابق الأرضى، فيما قتل موكلته داخل الشقة بسبب خلافات مالية وأنه لفها داخل بطانية ووضعها داخل تابوت ولم يتمكن من استكمال أعمال دفن المتهمة والتي كانت سببا فى ارتكاب الجريمة.
ودارت الشبهات حول المتهم بعد أن تبين أنه سبق له الاستيلاء على كارت الفيزا الخاص بموكلته بعد التخلص منها وأنه أجرى عملية سحب أموال من حسابها وكانت الجهات الأمنية سبق أن تلقت بلاغًا باختفاء المجنى عليها فى ظروف غامضة وتبين اجراء عملية سحب أموال من حسابها البنكي رغم غلق هاتفها المحمول وفقدان طرق التواصل معها.
تمثيل الجريمة
ووسط حراسة أمنية مشددة اصطحب فريق من النيابة العامة، المتهم إلى موقع الحادث والذي بدت عليه علامات الخوف والقلق لدى وصوله إلى موقع الجريمة بدأ فى تمثيل كيفية ارتكاب الجريمة وكيفية قيامه بأعمال الحفر وتمكنه من عدم انبعاث روائح جثامين المتوفين؛ اذ أظهر انه أحكم غلق ولف الجثامين حتى لا تنبعث روائح وينكشف أمره.
كما اعترف المتهم بقتل الثالثة بشقة العصافرة، بسبب خلافات بينهما، حيث توجهت الأجهزة الأمنية إلى شقة تابعة للمحامي المتهم بشارع 45 بمنطقة العصافرة، شرق المحافظة، لتفتيشها والتحفظ على محتوياتها وتمكنت من استخراج الجثة الثالثة، فيما حضر المتهم لتمثيل جريمته.
وأثناء مثول المتهم للتحقيق فى واقعة العثور على جثتين بشقة المعمورة ورد بلاغ جديد بأنه كان استأجر شقة سكنية أخرى بالشارع رقم 7 المتفرع من شارع 45 بمنطقة العصافرة، شرق الإسكندرية، فتوجهت الأجهزة الأمنية إلى الشقة محل البلاغ وجرى تفتيشها وعثر على جثة مقسومة نصفين، داخل كيسين أسود وكانت مغطاة بطبقة من الخرسانة، حيث جاءت أعمال الحفر خلال 5 ساعات متواصلة، فيما تم التعرف على هوية المتوفى بعد العثور على أوراق هوية منها كارت فيزا وبطاقة شخصية بجوار الجثة وانها لمهندس يدعى محمد إبراهيم، في العقد السابع من العمر، والذي احتجزه واستولى على حسابه البنكى قبل أن يتخلص منه ويقتله.
الضحية الثالثة
وكشفت شقيقة المجني عليه، الضحية الثالثة، أن شقيقها كان اختفى منذ شهر مارس من عام 2022 فى ظروف غامضة، لافتة إلى أن الشبهات كانت تحوم حول المحامي المتهم والذي كان آخر من أكد لها شقيقها أنه برفقته لإنهاء بعض الأعمال الخاصة ببيع منزل، وكانا على موعد بلقاء بمحكمة الإسكندرية.
وأضافت ل «أخبار الحوادث»: «أن شقيقي كان لديه منزل يرغب فى بيعه وأنه تعرف على المحامي المتهم، أثناء انهاء أحد الأعمال بالمحكمة وعرض مساعدته وأبلغه بوجود منزل يرغب فى بيعه، وأنه في يوم 2 مارس من عام 2022 تلقى اتصالاً من المحامي يخبره فيه بوجود مشتري وأخبرت شقيقى بدفع مبلغ عمولة 50 ألف جنيه للمحامي.
وأشارت شقيقة المجنى عليه، أنه بعد تغيبه يومين متتاليين، تلقيت اتصالا من شقيقى أخبرنى خلاله بتعرضه لحادث مرورى بسيارته فطلبت منه معرفة مكانه فرفض وأخبرني أنه بصحبة نصر الدين السيد غازي، المحامي، لافتة إلى أن شقيقها مسالم ولا علاقة له بالمشكلات، فتم ابلاغ الأجهزة الأمنية باختفائه حتى تبين أن المتهم قتله بعد العثور على جثته مقسومة نصفين على يد السفاح.
وقالت ابنة شقيقة المجنى عليه، خالى المهندس محمد ابراهيم، مواليد 1956 وأنه سبق له السفر والعمل في السعودية وألمانيا وأنه شخص ميسور الحال ومتزوج ولديه أبناء، وابنته سارة كتبت منشورات عبر صفحات التواصل الاجتماعي باختفاء والدها وطالبت بالمساعدة فى العثور عليه.
وأضافت؛ أن آخر رسالة تلقتها من خالها كانت رسالة صوتية بتاريخ 4 مارس من عام 2022 وكانت فحواها غريبة، حيث أبلغنا بأنه بخير ولا داعي للقلق بعد اختفائه ب 72 ساعة، لافتًا أنه باع المنزل والسيارة وأنه تزوج من سيدة أجنبية من أوكرانيا، وأنه سيصطحبها إلى مدينة شرم الشيخ للاقامة معاً وطالبهم بعدم البحث عنه وأن يتركوه فى حاله، موضحة أنه كلام بدا غريبًا على أسماعنا جميعًا وغير واقعى.
وقال نجل شقيق المهندس ثالث ضحايا سفاح الإسكندرية؛ رسالة خالى الصوتية اعطتنا احساس انه واقع تحت التهديد وربما تعرض للضرب، لافتًا إلى أن أصابع الاتهام كانت تشير إلى المحامي آنذاك كونه آخر شخص التقاه لكن عدم العثور على الجثمان وعدم توافر الأدلة حال دون توجيه الاتهام للمحامي الذي استغل عمله فى مجال القانون كونه محاميًا مكنه من التهرب من جريمته وقتها.
وأضاف ل «أخبار الحوادث»: فور الإعلان عن ضبط المتهم فى واقعتى قتل لزوجته وموكلته تأكدنا من أنه قتل خالى المهندس محمد، وبالفعل تم الاعلان بالعثور على جثة رجل مقسومة لنصفين فى شقة العصافرة وتأكدنا من أنه خالي، موضحًا أنه ينتظر القصاص العادل واعدام المتهم، متسائلًا عن سر التخلص منه بهذه الطريقة.
وأمام جهات التحقيق المعنية وقفت المتهمة الثانية فى القضية لتؤكد عدم صلتها بالجرائم التي ارتكبها المحامى وأنها تعرفت عليه بسبب مشكلات لديها ووعدها بحلها وانه استضافها بمنزله لعدم وجود مسكن، لافتة أنه كان يملك 6 هواتف محمولة وانه كان يشغل القرآن الكريم على الهاتف بصورة مستمرة.
ونفت المتهمة وجود أي سهرات حمراء أو إقامة علاقة محرمة بالمتهم، مشيرة إلى أنها من اكتشفت الغرفة وصرخت فى وجه المحامى فتجمع الجيران ودخل صاحب المنزل ونجله وأبلغوا الشرطة.
اقرأ أيضا: جرائم سفاح الإسكندرية تهز «عروس المتوسط».. لغز ال18 شقة و20 بطاقة رقم قومي
سوابق
من جانبها تلقت نقابة المحامين بمحافظة الإسكندرية، إخطارًا بقيام أحد المحامين بارتكاب جريمة قتل لثلاثة ضحايا اثنين من السيدات ومهندس ودفنهم تحت البلاط، واوكلت فريقا من المحامين لبدء الدفاع عن المتهم ومتابعة سير إجراءات التحقيق بعد التواصل مع النقابة العامة.
تبين أن المحامى المتهم استغل شقة المعمورة في أغراض السكن وأعمال المحاماة وأنه منذ تخرجه انقطع عن أسرته وسبق له أن تزوج عرفيًا فى عام 2011 من سيدة أجنبية وليس له علاقات بأحد وأنه سافر خارج مصر للعمل فى بعض الدول فى مهنة المحاماة، وأضافت التحريات أن المتهم وإمعانًا في خداع المحيطين حوله زعم لهم انه يعمل فى مجال حقوق الإنسان وأنه مهتم باللغة العربية ودراسة النحو والصرف، بالإضافة إلى اهتمامه بتفسير القرآن الكريم، وسبق العمل في عدة محافظات منها الجيزة والإسكندرية.
كما أظهرت التحقيقات أن المتهم له سابقة جنائية ومحاضر سرقة ونصب وضرب، وسبق أن اعتدى على موكليه وتحرر ضده محاضر.
قرارات النيابة
من جانبها باشرت النيابة العامة التحقيقات تحت إشراف المستشار خالد جلال، المحامي العام الأول لنيابات المنتزه؛ حيث أمرت النيابة بتشريح جثامين الضحايا المتوفيين لمعرفة أسباب الوفاة وتاريخ حدوثها وطلب تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وسماع أقوال شهود عيان الواقعة وأقوال ملاك كلا المنزلين بالمعمورة والعصافرة ومقدمي البلاغ وتفريغ كاميرات المراقبة.
كما كلفت جهات التحقيق المعنية، رئيس المباحث لمعرفة هوية الجثامين الثلاثة واستدعاء أهليتهم لسؤالهم عن المتهم وارتكاب الجرائم، مع معاينة مسرح الجريمة ومعرفة اذا ما كان لديه شركاء ساعدوه على ارتكاب جرائمه وتفتيش الشقق التي تردد عليها المتهم والتي أشارت التحريات إلى أنه وصلت إلى 18 شقة استأجرها، مع فحص جميع بلاغات التغيب بجميع أقسام الإسكندرية واذا كان هناك علاقة بينها والمحامي السفاح وجرائمه.
وأمر قاضي التجديد الوقتي باستمرار حبس المتهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة الجنائية فى أقرب وقت ممكن، كما قررت باستمرار التحقيق مع 3 متهمين آخرين سيدتين ورجل تم القاء القبض عليهم داخل شقة المعمورة وقت ضبط المتهم لمعرفة اذا ما كانوا مشتركين في الواقعة من عدمه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.