وهكذا تجرى بنا الأيام مع أعمارنا فقد قارب شهر شعبان أو شهر المنحة الربانية على الانتهاء هذا الشهر الذى يغفل الناس عنه بين شهرى رجب ورمضان ...ولكنه شهر عظيم ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وتتجلى فيه رحمة الله تعالى بعباده فيهبهم من خزائن خيراته ويجزل لهم العطاء وقد عشنا ليلة النصف من شعبان والذى يتجلى فيها الله سبحانه وتعالى إلى خلقه فيغفر لهم زلاتهم وذنوبهم .. فعن عائشة رضى الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال» إن الله تعالى ينزل فى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب «وكلب اسم قبيلة اشتهرت بكثرة أغنامها كما ثبت من فضل ليلة النصف من شعبان ما رواه أبو موسى الأشعرى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن الله ليطلع فى ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» ولذلك سميت بليلة البراءة .... وكما نعلم فإن الصلوات الخمس فرضت على المسلمين فى ليلة الإسراء والمعراج بشهر رجب. أما تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فحدثت فى النصف من شعبان ...ولتحويل القبلة قصة ففى السنة الثالثة عشرة للرسالة النبوية دأب اليهود على معايرة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه تابع لهم ويصلى فى قبلتهم وخرج مهمومًا وحزينًا فى جوف الليل فى ليلة النصف من شعبان ينتظر من الله أمرًا حتى أصبح وحان وقت صلاة الظهر فذهب إلى مسجد بنى سالم وصلى ركعتين فنزل عليه جبريل فحوله إلى الكعبة ثم نزل عليه قرآن «بسم الله الرحمن الرحيم.. «قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون» «صدق الله العظيم» اغتنموا ما تبقى من أيام فى الشهر العظيم وأكثروا العبادات وتقربوا إلى الله أكثر وأكثر استعدادًا لشهر رمضان الكريم. «اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عن سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار».