القمة العربية تناقش خطة مصر لإعادة إعمار غزة فى وجود أهلها أهم ما فى مشهد الأزمة التى فجَّرها اقتراح الرئيس الأمريكى ترامب بتهجير أهالى قطاع غزة إلى مصر والأردن واستلام الولاياتالمتحدة القطاع لتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط لأن غزة لم تعد صالحة للحياة بعد الدمار الهائل الذى تعرضت له هو ثبات ووضوح الموقف المصرى الرافض بشكل قاطع لمبدأ تهجير الفلسطينيين سواء لمصر أو لأى مكان آخر لأن هذا معناه تصفية القضية الفلسطينية وهذا ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر. هذا الموقف عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنتهى الوضوح منذ اللحظة الأولى! موقف محترم بلا شك لاقى تأييدا واسعا من الشعب المصرى عبرت عنه كل الطوائف فى مسيرتها التاريخية إلى معبر رفح وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعى طوال الفترة الماضية. نفس الموقف الحاسم عبر عنه العاهل الأردنى الملك عبدالله خلال زيارته للولايات المتحدة.. وليس صحيحا أنه ألقى بالكرة فى ملعب مصر فى لقائه مع الرئيس الأمريكى كما حاول البعض الوقيعة بين مصر والأردن فقد كان الرجل واضحا عندما أكد لترامب أن الرئيس السيسى سيعرض عليه خطة مصرية عربية ستقرها القمة العربية بالقاهرة 27 فبراير الحالى لإعادة إعمار غزة بدون تهجير أهلها والمنتظر أن تسبقها قمة خليجية دعت لها السعودية فى الرياض بمشاركة مصر والأردن للاتفاق على ترتيبات تمويل خطة الإعمار التى أعدتها مصر قبل عرضها على القمة العربية والتى ستعقبها أيضا قمة إسلامية بالقاهرة دعت لها مصر لتأكيد رفض العالم الإسلامى لمقترح ترامب الذى يستهدف تصفية القضية الفلسطينية. وقبل وصول ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكى إلى المنطقة أمس انتهت مصر من وضع اللمسات الأخيرة لخطتها لإعمار غزة فى وجود أهلها والتى ستنقسم إلى 3 مراحل تمتد ل5 سنوات وتقوم على تمهيد مناطق واسعة وإقامة مساكن سابقة التجهيز «كرافانات» لإعاشة الأهالى حتى تتم إعادة بناء مساكنهم المهدمة وإقامة المستشفيات والمدارس... إلخ وغيرها من المنشآت الحكومية ومن خطوط المياه والكهرباء والغاز.. وسيشارك 18 مكتبا استشاريا و24 شركة عالمية فى وضع التصميمات وتنفيذ المنشآت الجديدة فى قطاع غزة بدعم عربى أوروبى يبدأ برفع الركام من رفح جنوبا وصولا إلى الشمال. وقال وزير الخارجية الأمريكى إن خطة ترامب هى الوحيدة المتاحة لتوفير حياة كريمة لسكان غزة ولكنها لا تحظى بقبول العرب ولهذا سنعطيهم الفرصة لمحاولة وضع خطة بديلة وسنرى. وهكذا يتراجع ترامب عن اقتراحه تدريجيا بعد أن لمس رفضا دوليا واسعا لأفكاره غير المقبولة وليس عربيا وإسلاميا فقط.. لكنه ربط إعطاء العرب هذه الفرصة بضرورة أن يحل العرب موضوع حماس لأن إسرائيل لن تقبل أبدا بوجود حماس فى القطاع بعد انتهاء الحرب! موقف ترامب محير فعلا.. فكيف لا يستطيع أن يدرك أهمية وقيمة الأرض بالنسبة للشعب الفلسطينى وكيف يتمسك بها ويرفض التخلى عنها رغم أية إغراءات؟! الشعب الأمريكى ليست له جذور فى أرضه وربما هذا هو السبب الذى يجعل ترامب لا يعرف قيمة الارتباط بالأرض والتمسك بها. على صعيد آخر نجحت جهود مصر وقطر «بدون الولاياتالمتحدة» فى حل الأزمة التى كادت تعصف باتفاق الهدنة بعد تهديد حركة حماس بعدم تسليم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين كان مقررا تسليمهم أمس، احتجاجا على عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق الهدنة والتهديد باستئناف الحرب بضراوة. الحمد لله نجحت مصر وقطر فى إقناع الطرفين بالتراجع وسلمت حركتا حماس والجهاد أمس الأول أسماء الأسرى الثلاثة المقرر إطلاق سراحهم أمس وأعلنت إسرائيل التزامها بإطلاق سراح 369 أسيرا فلسطينيا ويعقب ذلك مباشرة السماح بدخول الجرافات اللازمة لرفع الركام والكرفانات لإقامة الأهالى والتى كانت جاهزة للعبور عند معبر رفح.