تواجه عدة مدن فرنسية، انتشارًا كبيرًا لظاهرة السطو على المنازل في منتصف الليل، حيث يستهدف المجرمون الأموال والمجوهرات والمساكن المغلقة، وابتكروا حيلا جديدة للخداع والتهرب من الشرطة، التي أطلقت تحذيرات مختلفة للفرنسيين، في الوقت الذي تحاول مطاردة تلك العصابات. ويعد شهري ديسمبر ويناير، الأكثر من حيث ارتكاب عمليات السرقة، كما تقول الشرطة الفرنسية، والأفضل بالنسبة للمجرمين للسطو، وارجعوا السبب وراء ذلك كون النهار يصبح أقصر، ويهبط الليل مبكرا أكثر فأكثر، ويستطيع اللصوص رؤية المنازل الخالية من السكان من عدمه في وقت مبكر قبل التخطيط للجريمة؛ فخلال 30 يومًا شهدت منطقة كيمبر زيادة في عمليات السطو، ووفقا لصحيفة le telegramme، سجلت الشرطة ثمانية وعشرون عملية خلال ديسمبر، مشيرين إلى أن خسائر السلسلة الأخيرة تنوعت أضرارها الاقتصادية بعشرات الآلاف من اليوروهات خاصة. كانت الساعات الفاخرة هي الأكثر استهدافًا من قبل المجرمين داخل المنازل، حيث يتجولون حول المنزل قبل سرقته، وخلال استجابتهم لعدة بلاغات كانت الشرطة تعثر على المسروقات بجوار الأشجار، والتي تركها الجناة ولاذوا بالفرار عقب رؤية سيارات الشرطة. وفي منطقة مورليه، قررت الشرطة رفع مستوى الوعي لدى السكان، ودعتهم للتواصل مع النجدة فور الشعور وملاحظة أي شئ غريب بالجوار، وذلك عقب سلسلة من عمليات السطو في أحياء مورليه وسان مارتن دي شان خلال شهر يناير 2025، وفي غضون عشرة أيام فقط أحصت الشرطة ما لا يقل عن عشر عمليات سطو. أقنعة ويرتدي اللصوص أقنعة ويتجولون حول المنزل قبل عملية السطو، بحسب قائد مركز الشرطة، ولكن اللافت للنظر هو قيام الجناة بارتكاب تلك العمليات في وضح النهار، بين الساعة 10 صباحًا و2 ظهرًا، في مناطق سكنية مكتظة، ويستولى اللصوص بشكل رئيسي على النقود والمجوهرات، والتي يسهل سرقتها ونقلها عند الهروب. وحذرت الشرطة سكان تلك المناطق، من عدم التردد في الإبلاغ عن وجود أشخاص غرباء في الأحياء لم يعتادوا على رؤيتهم، للسماح لهم من التحقق القاطع من الجناة، كما طالبت مالكي المنازل بحماية ممتلكاتهم في خزائن ذات نوعية جيدة، حيث مازالت الشرطة لا تعرف ما إذا كانت عمليات السطو قد ارتكبت من قبل نفس الأشخاص أو لا. وفتح المدعي العام تحقيقات موسعة لمعرفة الجناة، بسبب ما وصفوه بالسرقات المتسلسلة، وتبين اقتحام اللصوص الأبواب والنوافذ الكبيرة وسرقة الأموال والمجوهرات، وفي بعض الحالات يتفاجأ المالكون بالمتهمين وجهًا لوجه، وغالبًا ما يتعرضون للتهديد لعدم الإبلاغ عن الحادث، ولا يزال اللصوص في حالة فرار. لم يختلف الحال في منطقة كونكارنو، وهي واحدة من أشهر مدن فرنسا، حيث شهدت ارتكاب العديد من عمليات السطو وسرقة المنازل خلال الأيام العشرة الماضية، واستهدف اللصوص عدة أحياء رئيسية؛ حيث يقوم اللصوص بقرع الجرس وإذا لم يكن أحد هناك يقتحمون المنزل على الفور. وفي يوم واحد فقط تم تسجيل خمس شكاوى لمراكز الشرطة بتهمة السطو والسرقة، وهي النسبة التي قالت عنها الشرطة؛ إنها في ارتفاع منذ عدة أسابيع، حيث تؤثر سلسلة السرقات على المناطق السكنية بشكل رئيسي وفي معظم الحالات، تكون هذه عمليات سطو عبر النوافذ أو الأبواب. وفي معظم الحالات يتم استهداف المجوهرات والنقود بشكل رئيسي من قبل اللصوص، ووقعت بعض الأحداث حتى أثناء نوم السكان في منازلهم، الأمر الذي دفع الشرطة إلى إطلاق نداء اليقظة والتحذير بعدم ترك أي شيء مفتوح ليلا أو عندما يكون المنزل خاليا من السكان وإغلاق الأبواب بشكل آمن، حتى لا يقع منزله وممتلكاته للسرقة من قبل عصابات الليل. كما ابتكر مجموعة أخرى من اللصوص في مدينة مختلفة، طريقة جديدة للسطو على المنازل؛ حيث تفاجأت سكان منطقة كيمبيه باكتشاف ورقة بيضاء تخرج من صندوق البريد الخاص بهم، وعلى الرغم من أنها غير ضارة، إلا أن الشرطة حذرت من أنها قد تكون بمثابة جاسوس للصوص المحتملين. ونبهت الشرطة السكان بعد إجراء التحريات، بأن تلك الورقة تعتبر طريقة عمل جديدة لعصابات السطو، حيث تتيح هذه الورقة المدرجة في صندوق البريد بهذه الطريقة، معرفة ما إذا كان البريد قد تم جمعه، وبالتالي ما إذا كان المنزل مشغولا أو مراقبا على الأقل، وبخلاف ذلك، فإن اللص لديه ضمان العمل براحة بال كاملة. اقرأ أيضا: تزداد في الشتاء.. نصائح الخبراء لتجنب جرائم السطو على المنازل