انتهت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى من وضع إطار مرجعى لمنظومة التعليم الجامعى تتواكب مع التغيرات التكنولوجية المتسارعة، يستهدف الارتقاء بجودة التعليم العالى، من خلال جامعات الجيل الرابع، التى تمتلك محتوى أكاديميا مرنا، وبيئة تعليمية متكاملة، ودور فعّال لأعضاء هيئة التدريس. استند الإطار والأدلة الاسترشادية للجان قطاع التعليم الجامعى فى دورته 2025/ 2028 إلى عدد من الأمور المهمة، أبرزها تقرير استطلاع مستقبل الوظائف 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، حيث أكد التقرير على سرعة التحول فى سوق العمل لمواكبة التقدم التكنولوجى والتحولات الاقتصادية، بالتوازى مع ظهور برامج الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات والتى بات يتطلبها الكثير من القطاعات حالياً خاصة الصناعية والتجارية. اقرأ أيضًا | جامعة الدلتا التكنولوجية تنهى استعداداتها لانطلاق الفصل الدراسى الثاني تزامن إعداد المجلس الأعلى للجامعات لهذا الإطار مع الاحتفال بمرور 75 عاما على إنشاء المجلس «اليوبيل الماسى» حيث تم عقد أول جلسة للمجلس فى أكتوبر 1950. ويواكب هذا التطور فى مسارات التفكير واهتتمامات «Gen Z» و«Alpha»، فالملتحقين حاليا بالتعليم العالى هم الجيل زد «Gen Z» أو بشكل عام هم ال Zoomers والذين يستمرون تقريبا لخمس سنوات قادمة، وبعدها سيظهر جيل ألفا (Alpha). وعلى الرغم من اختلاف الجيلين إلا أنهما يشتركان فى تجربة النمو فى العصر الرقمى. فالجيل زد نشأ فى ظل الإنترنت والهواتف الذكية، حيث كانت ولا تزال التكنولوجيا جزءا حيويا من حياتهم وعملية تعلمهم. أما جيل ألفا، فهو أول جيل ينشأ بشكل كامل فى القرن الحادى والعشرين، ويشهد تطورات تكنولوجية متسارعة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعى. وبدوره قال د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى إن منظومة التعليم العالى تشهد تطورا وتوسعًا كبيرًا بفضل دعم القيادة السياسية، من أجل مواكبة الخريجين لمتطلبات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولى، والقدرة على المنافسة على وظائف المستقبل، مشيرا إلى أهمية البرامج الدراسية البينية الحديثة، كذلك تدريب الطلاب عمليًا بالتعاون مع الشركات المختلفة لتأهيل الطلاب ليكونوا مؤهلين للالتحاق بسوق العمل، لصقل خبرات الطلاب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، بما يتماشى مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى ورؤية مصر 2030، وأشار الوزير إلى ضرورة اقتران تقدم الجامعات فى التصنيفات العالمية بتحويل الأبحاث إلى تطبيقات تحقق قيمة مضافة، وتدعم الاقتصاد، وأكد أن مصر أصبحت قادرة على إنتاج وتصدير المعرفة. اقرأ أيضًا | الشيوخ يحيل طلبات مناقشة عامة بشأن تطوير منظومة التعليم الجامعي للجنة المختصة فى هذا الملف تستعرض «أخبار الجامعات» أهم ملامح الإطار المرجعى الاسترشادى للتعليم العالى فى مصر، الذى يعزز تجربة التعلم «العادلة» للطلاب عبر مختلف الاتجاهات والمستويات الأكاديمية، ويوضح د.مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات أن هذا الإطار المرجعى تم إعداده بعد سلسلة طويلة من حلقات الاجتماعات ودراسة العديد من التجارب على مستوى العالم، ويستهدف تحقيق التكامل وربط المعرفة والمهارات من مختلف المجالات لبناء قدرات الطلاب، وتعزيز التفاعل بين الطلاب، وتحقيق المرونة فى تطوير اللوائح بما يخدم الشراكات الدولية.. وأضاف أن الإطار يستهدف أيضا التوسع فى مفهوم البرامج الدراسية القائم على الوحدات، حيث يمكن تناول المقرر الواحد من خلال تنوع تكامل طرق التعليم والتعلم بما يضمن تفاعل الطلاب، تماشيا مع فكر الجيل الرابع للجامعات، كذلك مراعاة طبيعة جيل «زد» غير التقليدى الذى لايفضل المحاضرات الطويلة، فيتم تحقيق التفاعل من خلال الدمج بيت التواصل المباشر والتواصل أون لاين، كذلك دعم أساليب التعليم والتعلم وبرامج التدريب العملى، وتعزيز الشراكات والتواصل مع الصناعة لتكون جزءا من العملية التعليمية، وذلك لسد الفجوة بين المعارف والمهارات التعليمية واحتياجات سوق العمل، وقال إن الإطار المرجعى يعزز أيضا تحقيق التكامل فى النشر العلمى بين الطلاب فى مرحلة البكالوريوس أو الليسانس وطلاب الدراسات العليا، ويمنح طلاب المرحلة الجامعية حوافز متمثلة فى درجات لدفعهم إلى مزيد من المشاركة فى البحث والنشر العلمى، كما يستهدف عدم توقف البحث العلمى عند النشر وتحويله إلى منتجات صناعية تدعم الاقتصاد الوطنى. ويتطرق الإطار الاسترشادى إلى الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعى الذى أصبح لاعباً رئيسياً فى البحث العلمى والتدريس الجامعى من خلال معالجة كمية هائلة من البيانات والتحليلات المتعمقة وتحسين طرق التدريس والتعلم، وتتضمن الأدوات المستخدمة فى الذكاء الاصطناعى التى تخدم مجالات البحث العلمى العديد من الأدوات والبرامج التى تمكن الباحثين والعلماء فى مواجهة التحديات المعقدة فى مختلف المجالات بدءً من العلوم الطبيعية حتى العلوم الإنسانية وتعزيز قدراتهم على فهم العديد من البيانات.