«السلام يحتاج قوة تحميه»، تلك العبارة وغيرها سمعتها كثيرا من الراحل العظيم المشير حسين طنطاوى وقت توليه القيادة العامة للقوات المسلحة وكنت وقتها محررا عسكريا أشارك بالمهام التدريبية لجيشنا الباسل، وتمثل عقيدة راسخة نسير عليها أبد الآبدين، وتكتشف الآن مدى بعد نظر وعمق فكر واستراتيجية مصر وجيشها أتذكر تلك العبارة وأنا أتابع نقطتين هامتين، الأولى تتعلق بالأحداث المتسارعة والملتهبة بالمنطقة، وحزام النار الذى يحيط حدودنا من كل حدب وصوب ومنها جماعات تخريبية إرهابية، تسعى حثيثا ضمن الساعين لتهديد أمننا القومى، ولولا قوة جيشنا وعقيدته لأصبحت تلك الجماعات خنجرا فى ظهر وطننا. والأمر الثانى تلك التنمية التى تنشر بذورها خيرا يعم أرضنا، ومشروعات عملاقة تتمدد فوق الأرض وتحتها وبسماء مصر وعمق مياهها، لكنها تظل عرضة لأن تصبح بمهب ريح تخريبية تعصف بها، لكن تلك الريح الغادرة وما أكثر مصادرها تذهب هباء وتمر بردا وسلاما مادام لمصر درع وسيف بجيشها الباسل القوى ، قوة الحق والعدل. ولكل مغيب أو متربص نقول ونذكر بعقيدة مصر العسكرية منذ عهد أجدادنا، مصر لم تسع أبدا لعدوان ولم تبادر باعتداء ، ولم تسع إلا لخير البشرية ونمائها، فقوتنا تصون ولا تعتدى، تحمى ولا تهدد ، تذود عن شعبنا ومنجزاته و تردع من تسول له نفسه المساس بشبر من أرضنا أو ذرة من ترابنا، قوتنا لتحمى وتصون السلام والاستقرار بالمنطقة وليس بوادينا الطيب فقط. ومصر لم تنس أيضا أحد أهم أسباب منعة جيشها وحفظ قوته ، ألا وهى تنويع مصادر السلاح ، وهو المبدأ الذى تحقق أكثر من أى وقت مضى مع الرئيس السيسى، لتصبح لدى مصر الآن شراكات دفاعية متنوعة وغير مسبوقة تسمح لها بشراء أسلحة متطورة من أمريكا والصين وروسيا وكل أوروبا، حتى لا تكون تحت رحمة مصدر واحد للتسلح يخنقها وقتما شاء المتربصون !! اليوم حصحص الحق وتأكد بعد نظر الرئيس وواقعية قادة جيشنا، لا نسعى ليكون الجيش ضمن الأقوى عالميا، إنما هدفنا فقط حماية شعبنا وأرضنا وحدودنا رغم أنف كل متربص بائس !!