فى اليوم ال12 من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، أفرجت الفصائل الفلسطينية أمس عن 3 محتجزين اسرائيليين و5 تايلانديين. وأثارت مشاهد اطلاق سراحهم غضب اسرائيل التى سارعت على الفور بإرجاء الافراج عن 110 أسرى فلسطينيين «حتى إشعار آخر». وبعد تدخل الوسطاء، غادرت حافلات الاسرى الفلسطينيين سجن عوفر وقال مكتب إعلام الأسرى إنه بعد متابعة الأمر مع الوسطاء تم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فى الساعة 5 بالتوقيت المحلي. اقرأ أيضًا | 11 يوماً على هدنة غزة|الأممالمتحدة تؤكد عودة 376 ألف فلسطينى إلى شمال القطاع واعلنت إسرائيل أنّها تلقّت من الوسطاء الدوليين ضمانات بأنّ تجرى فى المستقبل بصورة «آمنة» عمليات الإفراج عن الرهائن المحتجزين فى قطاع غزة.واكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ان الوسطاء قدموا التزاما بضمان خروج آمن للمحتجزين الاسرائيليين الذين سيتم اطلاق سراحهم فى الجولات القليلة المقبلة. وكان مكتب نتنياهو قد أمر بتأجيل إطلاق سراح المحتجزين الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم حتى يتم ضمان مخرج آمن للرهائن الإسرائيليين فى الأيام القليلة المقبلة. وأعلنت إدارة السجون الإسرائيلية تتلقى تعليمات من المستوى السياسى بوقف تحرير الأسرى الفلسطينيين. وذكرت تقارير محلية أن الحافلات، التى كان من المقرر أن تقل الأسرى، عادت أدراجها. وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست تطالب بعقد جلسة طارئة عقب مشاهد إطلاق الرهائن.ومن بين ركام البيوت التى دمرها الاحتلال فى مخيم جباليا شمالى قطاع غزة، خرجت الأسيرة آجام بيرجر، التى جرى تسليمها الى الصليب الاحمر بينما تم تسليم الأسيرين اربيل يهود وجادى موزيس مع 5 مواطنين تايلانديين على أنقاض منزل قائد حركة حماس «يحيى السنوار» فى خان يونس وسط موكب حاشد. وتعليقاً على عملية التسليم، قال نتنياهو: «أشاهد ببالغ الخطورة المشاهد الصادمة التى شهدها إطلاق سراح رهائننا». وطالب الوسطاء بضمان عدم تكرار مثل هذه المشاهد الخطيرة، وضمان سلامة رهائننا، قائلاً: «من تجرأ على إيذاء أسرانا فدماؤه ستكون على رأسه». جاء ذلك بعدما نقل التليفزيون مشاهد فوضى عارمة فى قطاع غزة، بينما يجهد مسلحون لضبط مئات الفلسطينيين الذين تجمَّعوا لمتابعة تسليم الرهائن. وفى المقابل، أعلنت حماس إن الاحتشاد الكبير لجماهير الشعب الفلسطينى فى عمليتى تسليم الأسرى فى مدينة خان يونس ومخيم جباليا، وسط الركام الذى خلّفته قوات الاحتلال فى المنطقتين، هو رسالة إصرار وقوة وتحدٍّ ترفعها فى وجه هذا المحتل، مفادها أن الشعب الفلسطينى باقٍ على أرضه، ومُصَمِّم على إنجاز مشروعه فى التحرير والعودة وتقرير المصير. وذكرت أن المناطق التى دمرها الاحتلال وأعدم الحياة فيها، تشهد اليوم أحد مشاهد الانتصار لشعب فلسطين ومقاومته فى تحقيق وإنجاز عمليات التبادل. من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلى المستقيل، إيتمار بن غفير، إن «الصور القادمة من غزة تؤكد أن ما جرى حتى الآن لم يكن نصرًا كاملًا بل هو فشل كامل»، وأضاف أن صفقة التبادل هذه غير مسبوقة والحكومة الإسرائيلية اختارت سلوك مسار الخضوع. وفى وقت لاحق، أكد جيش الاحتلال وصول جميع الأسرى المفرج عنهم من غزة إلى إسرائيل، بمن فيهم المحتجزون التايلانديون. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مبعوث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، تأكيده التزام واشنطن بإعادة جميع الأسرى ومواصلة المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة حيز التنفيذ فى 19 يناير الجارى، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى منه لمدة 42 يوماً، تُجرى خلالها مفاوضات لتنفيذ المرحلة الثانية. وتهدف الهدنة إلى إنهاء الحرب الأكثر دمويةً وتدميراً على الإطلاق بين إسرائيل وحماس.