ما أجمل المنافسة يا صديقى اذا كانت فى حب الأوطان، وما أمتعها اذا تُوِجت بنوايا صادقة، لا تعبث فى أساسيات المنظومة السياسية، فنحن عشنا فترات طويلة منذ سقوط الحزب الوطنى ابان احداث يناير 2011 فى عبثيات سياسية، واجتماعية، نفر منها الجميع على رأسها الشباب.. الشباب الذى كان وقودا حقيقيا لأى انتخابات على مر العصور، حتى رأينا جنوحا، واختفاءا، بل وتهميشا مقصودا لهم، اللهم الا من يملك مالا، فلا مؤهلات علمية تنفع، ولا شعبية فى الشارع تشفع.. الاختيار بناءا على "البهاريز".. هنا تسلل اليأس وعشعش فى قلوب الغالبية العظمى من الشباب، حتى اصبحت السياسة مجرد كلمات تكتب، ومقالات لا تقرأ، وبرامج "توك شو" لا يشاهدها احد.. لكن مع تطور الأحداث، واقتراب الانتخابات البرلمانية المزمع انعقادها هذا العام، شاهدنا مولودا جديدا حرك المياه الراكده، حزب الجبهة الوطنية نشط الحياة السياسية والحزبية، حتى توافد آلاف المواطنين على مكاتب الشهر العقاري لعمل توكيلات، سواء من شخصيات عامة او بدافع التغيير، الأمر لم يتوقف على هذا. حتى شاهدنا اجتماعات وتغييرات وتقييمات وتشكيلات جديدة فى بعض الاحزاب على رأسها حزب الاغلبية - مستقبل وطن الذى كان اسرعهم تحركا فى الشارع، اجتماعات مكثفة، تغييرات فى الامانات، وجوه شابة لها قبول فى الشارع، خاصة فى صعيد مصر.. الحراك الذى يشهده الشارع السياسى حاليا ومنذ ايام يستحق التقدير والإشادة، لكن العجيب والغريب والمستعجب ان ترى وجوها عفى عليها الزمان ولا تملك حتى 50 صوتا فى الشارع تتحدث باسم الدولة وباسم الحزب، ترى اشخاصا كانوا هناك وبقدرة قادر يتصدرون المشهد هنا.. امنياتى كأحد الشباب الذين خرجو من رحم الحزب الوطنى وكانوا ضمن قلائل فى مجريات الأوضاع خلال سنوات ما بعد الثورة ان نشاهد تمثيلا حقيقيا، فى غرفتى البرلمان، بعيدا عن المال السياسى، الذى فشل فى تواجد نوابا ممثلين للشعب يستطيعون مواجهة التحديات والافكار المتطرفة وكل ما يضر بأمن الوطن. دمتم بخير ...