تستعد إسرائيل وحماس اليوم الخميس 30 يناير، لتنفيذ ثالث عملية تبادل لرهائن محتجزين في غزة بمعتقلين في السجون الاسرائيلية، سيطلق خلالها سراح ثماني رهائن هم ثلاثة إسرائيليين وخمسة تايلانديين، مقابل الإفراج عن 110 معتقلين فلسطينيين، وذلك في إطار الهدنة الهشة التي تهدف إلى إنهاء الحرب. ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع، لكن حماس اتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها "كاذبة". وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه تلقى من حماس قائمة بأسماء ثماني رهائن هم ثلاثة إسرائيليين وخمسة تايلانديين، من المقرر الإفراج عنهم الخميس، بالإضافة إلى ثلاثة رجال أحياء تحتجزهم حماس يفترض الإفراج عنهم السبت. اقرأ أيضًا: حوار| رئيس مكتب حكومة غزة: حجم الخسائر الأولية 52 مليار دولار.. والمساعدات «غير كافية» والإسرائيليون الثلاثة الذين سيفرج عنهم الخميس هم امرأتان أربيل يهود (29 عامًا) وأجام بيرجر (20 عامًا)، ورجل مسن هو جادي موسيس الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية ويبلغ 80 عاما، وفق مكتب نتنياهو. ولا يعرف توقيت عملية التبادل بالضبط. وكشف مصدر من حماس لوكالة فرانس برس أن الرهائن الاسرائيليين الثلاث سيتمّ تسليمهم "قبل ظهر اليوم". وأفاد مراسلون ومصورون من وكالة فرانس برس صباح الخميس بأن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أقامتا منصتين على ما يبدو لتسليم رهائن في مخيم جباليا في خان يونس حيث انتشر عشرات من المسلحين. ومقابل هؤلاء، ستطلق إسرائيل سراح 110 معتقلين فلسطينيين، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصرا. ومن المفترض أن يصل السجناء إلى رام الله قرابة الظهر (10,00 ت ج)، وفق النادي. وسيتم إبعاد 20 منهم، على غرار ما حصل في إفراجات سابقة. تأثر كبير وفي بيان صدر مساء الأربعاء، قالت عائلة موسيس إنها "تلقت بتأثّر كبير الأخبار الرائعة عن عودة غادي الحبيب" مقدّمة الشكر "للشعب الإسرائيلي على دعمه". اقرأ أيضًا: وكانت حركة الجهاد الإسلامي، حليفة حماس في قطاع غزة، نشرت مقطع فيديو لأربيل يهود مساء الاثنين. وتظهر الشابة في المقطع الذي يمتد لأكثر من دقيقة بملامح عابسة، بينما تعرف عن هويتها وتقول إنه صوّر في "تاريخ السبت 25 يناير/كانون الثاني"، مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي ببذل جهوده لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار وعودة باقي الرهائن الإسرائيليين في غزة. وفي إطار الهدنة، أطلق حتى الآن سراح سبع نساء إسرائيليات مقابل 290 فلسطينيا. وأبرم الجانبان اتفاقا لوقف إطلاق النار، تتضمن مرحلته الأولى التي دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير تبادل رهائن احتجزوا في هجوم حماس بمعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، فضلا عن زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، يتم خلالها الإفراج عن 33 من الرهائن المحتجزين في غزة، مقابل نحو 1900 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل. وأتاح وقف إطلاق النار تدفق المساعدات الدولية إلى القطاع الذي تحاصره إسرائيل وحيث الحاجات هائلة. لكن قياديا في حركة حماس قال لوكالة فرانس برس الأربعاء إن إسرائيل تعطل "إدخال الوقود والخيام والكرفانات (منازل متنقلة) والمعدات الثقيلة"، مضيفا "نحذّر من أن استمرار مماطلة الاحتلال وعدم الالتزام بالشق الإنساني باتفاق وقف النار... سيؤثر على السير الطبيعي لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى". وردا على هذه الاتهامات، قال ناطق باسم "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على المسائل المدنية في الأراضي الفلسطينية، "إنها أخبار كاذبة بالكامل". وأكد أن ثلاثة آلاف شاحنة محمّلة بمواد إغاثية دخلت القطاع حتّى الساعة 11,00 بتوقيت جرينيتش الأربعاء. وفي حين نزح جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة بسبب الحرب، بدأ مئات الآلاف منهم العودة إلى الشمال منذ الاثنين، واجتازوا كيلومترات سيرا على الأقدام وسط الأنقاض. لا إسمنت وقال محمد الفالح، وهو نازح يبلغ 33 عاما، إنه وجد منزله مدمرا. ولإيواء عائلته، قام على عجل ببناء جدارين بالحطام. وأضاف "لا يوجد إسمنت، لذلك استخدمت الطين. ولا توجد صفائح معدنية، لذلك سنصنع سقفا من النايلون". ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماما. أما المرحلة النهائية، فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الأسر. وأسفر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية. ومن بين 251 شخصا احتجزوا في الهجوم، لا يزال 87 منهم رهائن في غزة، وقد قتل ما لا يقل عن 34 منهم، وفقا للسلطات الإسرائيلية. وأدى الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة إلى مقتل 47317 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأممالمتحدة موثوقة.