عواصم - وكالات الأنباء: وصفت صحيفة «بوليتيكو» السياسات الجديدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه أوروبا ، أنها «دش بارد»، فى تحول جذرى عن العلاقات الودية التى سادت خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول يظهر بشكل واضح فى عدم دعوة أى مسئول رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبى إلى حفل تنصيب ترامب، حيث كانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلونى القائدة الأوروبية الوحيدة الحاضرة. وتُظهر التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى الجديد تشكيكا كبيرا فى العلاقات الأمريكية الأوروبية، حيث أشار إلى وجود «عجز تجارى يصل إلى مئات المليارات من الدولارات». وهدد ترامب بفرض رسوم إضافية على السلع الأوروبية، مطالبا الأوروبيين بزيادة مشترياتهم من مصادر الطاقة الأمريكية، كما أعرب عن استيائه من عدم استثمار دول الاتحاد الأوروبى الأعضاء فى حلف «الناتو» بما يكفى فى أمنها الخاص.. كما أثارت تصريحات ترامب حول نيته جعل جرينلاند جزءا من الولاياتالمتحدة قلقا فى بروكسل. ويُثير الاتحاد الأوروبى مخاوف بشأن تزايد تأثير العمالقة الرقميين الأمريكيين، مثل شبكة التواصل الاجتماعى «إكس»، على الوضع الداخلى للاتحاد، خاصة فى ظل التخلف التقنى لدول الاتحاد مقارنة بالولاياتالمتحدة. وحتى الآن، لم يصدر عن الاتحاد الأوروبى رد فعل رسمى قوي، باستثناء تصريح من رئيسة المفوضية الأوروبية السابقة أورسولا فون دير لاين، التى وعدت بزيادة مشتريات الهيدروكربونات الأمريكية رغم ارتفاع تكلفتها. من جهتها، قالت مفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس إن الاتحاد الأوروبى يجب أن يتعلم التحدث إلى الولاياتالمتحدة «بلغة الصفقات» كما تفعل الإدارة الجديدة للرئيس دونالد ترامب. وأوضحت كالاس فى مؤتمر صحفى عقب اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين فى بروكسل، قائلة: «أعتقد أنه من الواضح للجميع الآن أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتحدث بلغة الصفقات، وهذا يعنى التفاوض دائما وفى كل القضايا بهذا الشكل.. يجب علينا أيضا أن نتحدث بهذه اللغة». فى غضون ذلك، قالت صحيفة فايننشيال تايمز إن سلطات الدنمارك بالتنسيق مع الناتو والاتحاد الأوروبي، اختارت استراتيجية تجنب المواجهة العلنية مع ترامب بخوص مطالبته بجرينلاند. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشفهم، أنه تم اختيار هذه الاستراتيجية، فى محاولة للتعامل مع «الدبلوماسية العدائية» من جانب ترامب، على أمل أن ينشغل بشيء ما.