هو أبلغ رد على الدعوة التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بترحيل أهالى غزة إلى مصر والأردن المشهد الأسطورى لعودة أهالى غزة إلى الشمال هو أبلغ رد على الدعوة بترحيل أهالى غزة إلى مصر والأردن، حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت. هذا الزحف المقدس، الروح المعنوية العالية والإصرار على الالتصاق بالأرض باعتبارها الوطن والمأوى والحضن ولو بداخل خيمة. هى الرد على كل دعاوى الاستسلام ورفض قاطع للترويج الصهيونى مصطلح «النكبة الثانية». بل إن الركام والأطلال التى تستقبلهم بها بيوتهم بعد أن تهدمت المنازل والحيطان هى وقود مرحلة النضال القادمة من أجل الإعمار والبناء لكى تطيح بكل مؤامرات التهجير. «إنها مثل العطلة، هذه العودة هى حقنا فى الأرض والحياة». هذه كلمات إحدى العائدات التى أردفت بالقول: «لقد هجرنا فى بداية الحرب إلى دير البلح ومن ثم إلى خان يونس. وهذه هى المرة الأولى التى أعود فيها إلى شمال قطاع غزة. وهناك من حاول العودة قبل أشهر قليلة وأضافت: «لم يكن الأمر ناجحًا حتى الآن، إنه مثل الحلم الذى أصبح حقيقة». مع ذلك يبقى غياب المقومات الأساسية للحياة محل تساؤل، فالبنية التحتية مدمرة بالكامل ووسائل رفع الركام غير كافية وبدائية وهناك عشرات الآلاف من الجثث المتحللة والأخرى التى تبخرت بفعل القنابل المحرمة دوليًا التى استخدمها الاحتلال. وعن الخدمات الصحية حدث ولا حرج ففى غزة يطهرون بمسحوق الغسيل ثم يقومون بإجراء العمليات بدون تخدير. هل يمكن لأحد أن يتخيل طفله يخضع لعملية بتر دون مسكنات؟» وما يزال الحديث يدور حول تكاليف إعادة الإعمار ومن يتحملها وعن موعد بدايته. وغير خافً أن الاحتلال كان يتعمد تدمير غزة حتى لا تعود قابلة للحياة فيها. فى ظل هذا الواقع الأليم يبدو أن إسرائيل ماتزال تناقش موضوع التهجير ولكن على المستوى الدبلوماسى السرى، وليس من خلال الإعلانات العامة حتى يمكن إتمام التوصل إلى اتفاق بشأن استقبال عدد محدود من سكان غزة الذين سيتم تحديدهم. كحالة إنسانية لفترة قصيرة! وذلك على الرغم من الرفض المصرى القاطع والأردنى أيضًا للمقترح، لكن أصوله ترجع لعدة سنوات سابقة وتم طرحه بعدة صيغ وعلى ألسنة عدد من الباحثين والسياسيين الإسرائيليين. وثمة رأى يقول إنه ينبغى على إسرائيل أن تستثمر الجهد الرئيسى فى إجبار حماس على تقديم تنازلات جوهرية مقابل استعادة القطاع وضمان حرية العمل ضد أى تهديد قد يتطور فى هذه المنطقة فى المستقبل. مرة أخرى نرى التلاعب بمصير الفلسطينيين لخدمة مصالح الصهاينة. من الطبيعى، على الجانب الآخر، أن يتمسك سكان غزة بالبقاء فى مخيمات اللاجئين «المحلية» فى قطاع غزة، ليكونوا بالقرب من البلدات والقرى التى ستتم إعادة بنائها، مما سيسمح لهم بالتأكد من عدم قيام أحد باقتحام أراضيهم ومنازلهم، وأنهم سيعودون إليهم فور الانتهاء من البناء. يبدو أن هذا الفصل من مسرحية غزة لن ينتهى قريبًا وسيطول أمد الجدل حول الإعمار والتهجير أم البقاء ليزاحم الجدل حول إتمام صفقة الإفراج عن الرهائن. رزق ياسر ماذا بينك وبين ربك يا ياسر كى تحظى بكل هذا الحب وهذه الدعوات وجميل الذكريات فى السنة الثالثة لغيابك البدنى؟ هذا رزقك من عطاء الله، عطاء ما له من نفاد فكما نقول من أحبه ربه أحبه الناس. لك فى كل قلب ذكرى عطرة، وفى كل نفس محبة خالصة فى الله. اللهم إنه صبر على البلاء ولم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب. اللهم إنه كان من عبادك الذين يشهدون بوحدانيتك فأحسن نزله واعف عنه واغفر له واجعله من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اللهم أسعده فى قبره واجعله فى نعيم دائم لا ينقطع .