يتوافد سكّان اللبنانيون اليوم الاثنين 27 يناير، إلى مشارف القرى الحدودية في جنوبلبنان، استعدادا لدخولها برفقة الجيش اللبناني، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية ومراسلو فرانس برس، غداة مقتل 22 شخصا بنيران اسرائيلية مع محاولتهم دخول قرى لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي. ويأتي ذلك مع إعلان البيت الأبيض الأحد أنه تم تمديد "الاتفاق" بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط/فبراير، بعد عدم التزام إسرائيل بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوباللبناني. اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي: تمديد العقوبات المفروضة على روسيا وبموجب الاتفاق الذي أوقف الحرب بين حزب الله واسرائيل، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب. لكن إسرائيل أكدت هذا الأسبوع أن قواتها ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني ب"المماطلة". وأفادت الوكالة الوطنية عن وصول "تعزيزات من الجيش" اللبناني إلى "مشارف بلدة ميس الجبل" الحدودية، مضيفة أن المواطنين بدأوا التجمّع على "مداخل البلدة"، استعدادا للدخول إليها مع الجيش. وقالت إن الجيش الاسرائيلي أطلق النار "باتجاه عناصر الجيش المتمركزين" غربي ميس الجبل، "دون وقوع إصابات". وفي بلدة حولا المجاورة، قالت الوكالة إن السكان دخلوا إليها بعد "انتشار الجيش (اللبناني) في عدد من احيائها". في بلدة برج الملوك، شاهد مصوّر فرانس برس في المكان صباحا تجمّعا للعشرات من السكان خلف ساتر ترابي، من نساء وأطفال ورجال، رافعين أعلام حزب الله الصفر، على أمل أن يتمكنوا من التوجه نحو بلدة كفركلا الحدودية التي لم تنسحب منها القوات الاسرائيلية، وسط انتشار آليات للجيش وقوة الأممالمتحدة الموقتة (يونيفيل). وعلى الطريق المؤدي إلى القرى الأمامية، شاهد مراسل فرانس برس عشرات السيارات التي تقلّ نساء ورجالا وأطفال صباحا متجهين نحو بلداتهم. وفي مدينة بنت جبيل، التي تعدّ مدخلا لعدد كبير من البلدات والقرى الحدودية في جنوبلبنان، كان سكّان ومناصرون لحزب الله يقومون بتوزيع صور للأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي قتل بغارة اسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر، وحلوى ومياه وملصقات تحمل عبارة "نصر من الله" للعابرين في سياراتهم. ورفعت نساء صور مقاتلين من حزب الله قضوا خلال الحرب. وطلب المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي الاثنين من سكان الجنوب "الانتظار" قبل العودة إلى قراهم، مضيفا أنه سيتم إعلامهم "حول الأماكن التي يمكن العودة إليها". وقتل 22 شخصا الأحد في "اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة" بحسب وزارة الصحة. وأعلنت الحكومة اللبنانية الاثنين أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 شباط/فبراير بعد وساطة أميركية. وأكد الجيش اللبناني في بيان مساء الأحد أنه "يواصل مواكبة الأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية والوقوف إلى جانبهم". وأوضح أنه "يستكمل الدخول إلى بلدات جنوبية عدة والانتشار فيها، ويدعو المواطنين إلى التزام توجيهات الوحدات العسكرية".