«الدنيا دى غريبة أوى فاتحة ذراعها للشياطين» بهذه الجملة كانت حالة متنوعة تقدمها مسرحية بلاى» حاليًا على خشبة مسرح الغد بالعجوزة على نغمات «أهرب من قلبي» لأم كلثوم تارة، والكوميديا تارة، على مشاعر الزوجة المضحية، والشاب الذى يريد الهجرة، والأب وغيره، للتعبير عن الأسرة المصرية المعاصرة حيث تدور الأحداث حول مجموعة من الممثلين الذين يبحثون عن نص ليقدمونه، ولكنهم لا يجدون نصًا محددًا، فيلجأون إلى الأفكار التقليدية، مثل اختيار نصوص من المسرح العالمى التى سبق لهم تمثيلها أو يرغبون فى تمثيلها مجددًا، مثل «هاملت» و«عطيل»، وغيرها. وفى أثناء ذلك، يظهر حارس المسرح، وهو الشخصية الوحيدة التى لا تستوعب تمامًا ما يقومون به يتدخل فى العمل بين الحين والآخر، معترضًا على ما يقدمونه، مطالبًا إياهم بتقديم شيء جديد ومفيد للجمهور، بعيدًا عن التكرار. اقرأ أيضًا | «أصالة» و«سعد» و«الرباعى» و«مسار إجبارى» نجوم «السينجل» فى يناير ومن هنا، يقرر الممثلون تقديم عمل يتحدث عن شخصياتهم الحقيقية تأليف د.سامح مهران وإخراج د.محمد الشافعى وبطولة عبير الطوخى، جلال عثمان، على كمالو، إيمان مسامح، وليد الزرقاني، نائل على، أحمد نبيل، وفى السطور التالية لقاءات مع أسرة المسرحية. أكد المخرج د.محمد الشافعى أن النص فى الأصل يحمل بعنوان «ديسكو» تأليف د.سامح مهران، قرأته منذ ثلاث سنوات، وعندما قرأته لأول مرة قررت التوجه إلى مؤلف العمل، مدير مسرح الغد، وطلبت منه تقديم العمل، ورحب بالفكرة كثيرًا، وتم تغيير اسم العمل من «ديسكو» إلى «بلاي» لسببين الأول أن هناك أعمالًا فنية أخرى تحمل الاسم نفسه، سواء أفلامًا أو مسرحيات والثاني، أن كلمة «بلاي» تحمل معنيين يتماشيان مع مضمون المسرحية، يمكن أن تعنى «لعبة» أو «مسرحية»، وقد حرصنا على اختيار فريق العمل بعناية ليجمع بين القدرة على الارتجال، باستثناء اثنين من الخارج، تعتمد المسرحية بشكل كبير على فكرة الارتجال ومفهوم «المسرح داخل المسرح» وهنا تبدأ فكرة التمثيل داخل التمثيل، حيث يقرر الممثلون ارتجال مواقف وأحداث مستوحاة من شخصياتهم الحقيقية، تعكس قضايا ومشكلات تعيشها أو تعانى منها بعض الأسر المصرية، تعتمد المسرحية على مساحة ارتجالية تصل إلى 40% من العرض يوميًا، تتكيف مع تفاعل الجمهور وحالة الممثلين، فكلما زاد التفاعل بين الجمهور والممثلين، أصبحت هذه المساحة أكثر تأثيرًا ومتعة. وعلى الرغم من وجود عمود فقرى أو هيكل نصى للمسرحية، فإن جوهر الفكرة يقوم على الارتجال. تحمل المسرحية رسالة تتمثل فى أن التطلعات غير الواقعية لتحقيق حياة مظهرية زائفة.. وتقول الفنانة عبير الطوخى جذبنى العرض لأنه تأليف د.سامح مهران وإخراج د.محمد الشافعي، حيث أجسد أكثر من شخصية فى العرض منها عبير الممثلة الطبيعية، ثم دور مديحة الأم، وشخصية مرمر فتاة الديسكو، ثم أجسد بعد الدخلات من مسرحية «مكبث»، والرسالة هى رصد الطموح الزائد عن اللزوم والذى يدفع إلى أمور مختلفة، ضميرهم، ومخالفة عاداتهم وتقاليدهم الدينية، ونقول إن الأب من كثرة حرصه على شقاه وتعبه لا يرى شخصيات حوله منهم أولاده، وأيضا أن الأبناء لا يشعرون أحيانا بالتعب الذى يبذله الآباء من أجل الحصول على «لقمة عيش» لهم، وكيفية نظر كل شخص للآخر، تدربنا على بروفات لمدة عشرة شهور، وكنت أسأل فى التدريبات عن كل تفصيلة مطلوبة منى، والطريقة، وهى حالة ارتجالية ولكنها موجودة فى النص.. وأوضح الفنان على كمالو أجسد شخصية الحارس وهو ليس مقتنعا بفكرة التمثيل، ولا الممثلين، ولا النص المسرحي، نتيجة جهله الشديد، بكل شيء، ودائما يقطع البروفة من خلال مفهومة ووعيه الضعيف، وثقافته المحدودة، والتجربة تستعرض بعض الشخصيات بنماذج مختلفة بالمجتمع، ويقدم فكرته وفلسفته حسب وعيه وثقافته ومفهومه. وأشارت الممثلة إيمان مسامح أن فكرة المسرحية بحث فريق عمل عن عرض مسرحى وكل شخص يقول أفكاره، يعتمد على الأداء بدون التعمق فى الشخصية، وأجسد دور هدى وهى الجارة التى تطمع فى أموال عبدالتواب. كما استمتعت بالعمل مع المخرج لأن لديه مرونة فى العمل وهو عمل جماعى كلنا قدمناه وشاركنا فيه.. وقال الممثل وليد الزرقانى أقدم خلال العمل دور وليد، وفى البروفات أجسد دور شاب يدعى مشعل، رجل فاسد ليس لديه طموح ولا هدف فى الحياة غير السهر، ويجذب صديقه منسى، إلى هذه الأمور، والرسالة أنه لابد طوال الوقت أن يكون لديك أهداف نظيفة لتحقيقها، ليس حلول ملتوية لحل المشاكل.