أى متابع للأحداث فى الشارع الكروى المصرى لابد أن يشفق جداً على أحوال نادى الزمالك ويشفق أكثر على حال مجلس الإدارة الأبيض برئاسة الكابتن حسين لبيب، المشاكل كثيرة والأزمات لا تتوقف والضغط الجماهيرى المُستحق مستمر فى تصاعد طول الوقت وبلا رحمة. عندما جاء مجلس إدارة الزمالك إلى ميت عقبة كانت الأمور والأحلام وردية بشكل كبير جداً نتيجة للتصريحات التى خرجت من «القائمة الموحدة» التى رفعت شعار «الزمالك أولاً» فى الانتخابات الأخيرة وأطلق العبارات الرنانة بأن هناك أجندة واضحة لحل أى مشكلة.. وأن العقل الاستثمارى يستطيع أن يحل أعتى الأزمات ولكن الواقع بالفعل صعب فى القلعة البيضاء.. وهذا ما اصطدم به المجلس من أول لحظة. نعم هناك مشاكل مالية كثيرة وأزمات عويصة تم حلها.. ولكن فى النهاية الجماهير العاشقة للأبيض أبوخطين حمر لا ترى إلا كرة القدم ومكاسبها والحفاظ على لاعبيها وبالتالى الغضب ما زال موجوداً فى المدرجات وعبر الشاشات وعلى مواقع التواصل الاجتماعى من العاشقين للفانلة البيضاء.. بالتأكيد هناك جهود كبيرة تُبذل من جانب الإدارة البيضاء ولكن النتائج ما زالت غير واضحة، أقصد فيما يتعلق بملف اللاعبين والصفقات الجديدة.. ولذلك لابد أن يتعظ المجلس من «شروة» الصفقات التى جاءت الى القلعة البيضاء فى يناير الماضى وتقريباً عددهم 10 صفقات لم ينجح منهم إلا عبدالله السعيد وناصر ماهر ومحمد شحاتة وأحمد حمدى، وفى الانتقالات الصيفية الأخيرة تعاقد المجلس مع 6 صفقات لم يظهر منهم بشكل مُميز سوى محمود بنتايك. بيع «زيزو» بملايين الدولارات كان سيحل مشاكل كثيرة ويساهم فى بناء فريق جديد والوضع الآن أصبح محرجاً جداً، لم يرحل زيزو بالتعاقد مع نادٍ آخر ولم يجدد.. ونفس الأمر لزملائه المُميزين الذين تنتهى عقودهم بنهاية الموسم الحالى، من الآخر الزمالك فى ورطة يحتاج إلى البناء والتجديد والحفاظ على القوام الموجود، وربما القرض الذى حصل عليه النادى سيساهم فى الحل.. ولكن سيكون حلاً مؤقتاً.. ومن المُفترض أن تكون هناك كتيبة من رجال الأعمال الزملكاوية تساهم ولو من باب السلف فى إنهاء هذه المشاكل.. وربما اقتصار الأمر على واحد فقط يجعل الأمور تزداد تعقيداً. أكرر الزمالك يحتاج الى نظام ومجلس إدارة يعمل بروح واحدة.. وليس كل مسئول يلعب دوراً على الكيف، الزمالك يحتاج أيضاً الى مراجعة كشوف المرتبات، لأن هناك شائعات تؤكد أن المصاريف عالية جداً جداً وهذا فى حد ذاته أزمة وما يؤكد صدق كلامى ما حدث من الجماهير ضد بعض أعضاء مجلس الإدارة فى مباراة مودرن الأخيرة. كنت الوحيد تقريباً الذى كتبت هنا بأن جوميز المدرب البرتغالى السابق للزمالك لم يكن يستحق التواجد فى ميت عقبة وأؤكد نفس الكلام على السويسرى جروس الذى انتهت صلاحيته التدريبية ولن يضيف للزمالك والأمر ليس له علاقة بالخسارة من مودرن سبورت أو بنقص الصفوف ولكن بعدم القدرة على التوضيف السليم وإحداث الفارق فى الملعب. تأخر الصفقات فى الأهلى بالطبع يحدث حالة من القلق عند الجماهير الحمراء.. وبالتالى التعادل أو خسارة أى مباراة فى الدورى أو بطولة دورى الأبطال الإفريقى يجعل الغضب فى المدرجات يشتعل والكل يدلى بدلوه عن أسباب التراجع الفنى فى الأداء داخل الخطوط من اللاعبين أو خارجها من مستر كولر. من المُؤكد أن الساعات والأيام القادمة ستشهد إعلان أخبار سارة للأهلاوية بالتعاقد مع جرداسار السلوفينى أو ربما يظهر البرازيلى إيفرتون مع مدافع زد المُميز مصطفى العش وفقاً للأخبار الواردة من القلعة الحمراء فى محاولة لتهدئة الجماهير.. وكولر الذى كشف مراراً وتكراراً عن معاناته من عدم وجود بدلاء جيدين خارج الخطوط وهو ما يؤكد أن الوضع العام مش حلو، خاصة أن الفارس الأحمر بطل إفريقيا فى السنوات الأخيرة مقبل على بطولة قوية للغاية فى الصيف القادم وهى مونديال الأندية بأمريكا حيث منافسون أقوياء واللعب أمامهم يحتاج لتوافر كافة عوامل النجاح. الأزمة الحقيقية ليست خسارة الأهلى من أورلاندو الجنوب إفريقى ومن قبله شباب بلوزداد الجزائرى أو التعادل مع فاركو والاتحاد وإنبى والبنك الأهلى فى الدورى.. ولكن فى التراجع الرهيب فى الأداء ورحيل لاعبين مميزين أمثال: بيرسى تاو وكهربا ومن قبلهما أحمد عبد القادر ومحمد شريف وديانج ولم يأتِ البديل الرائع حتى مع التعاقد مع يحيى عطية الله وأشرف دارى التى لعبت الإصابة دوراً كبيراً فى عدم القدرة على الحكم عليه بشكل جيد.. وكذلك عمر الساعى والمُؤكد أن صفقة إمام عاشور هى الأقوى فى الفترة الأخيرة مع الهداف وسام أبوعلى ومروان عطية.. وهذا الثالوث هو مصدر القوة فى الأهلى وغياب أى منهم يجعل الشكل مش حلو.. طموح جماهير الأهلى فى بلوغ العالمية وتقديم مستوياتٍ قوية فى المونديال يجعل هناك ضغوطاً على إدارة النادى فى ضرورة جلب صفقات سوبر تجيد اللعب فى تلك المحافل الكبرى، لأن الفوز بدورى الأبطال الإفريقى حتى وإن حل الأهلى ثانياً فى مجموعته فهذا لا يقلق الجماهير، لأن البطل قادر على مواجهة أى منافس قارياً.. ولكن عندما تتجه بنظرك صوب الأندية العالمية فالوضع مختلف تماماً . لم الشمل ضرورة فى الأهلى سواء جماهير ولاعبين وجهازاً فنياً وإدارة مثلما تعودنا دائماً أن الأهلى فوق الجميع.. وبالتالى ما يحدث الآن مشهد لسنا معتادين عليه من الآخر فى القلعة الحمراء.. وأثق تماماً أنه سينتهى مع أول انتصار فى الدورى رغم صعوبة مواجهة الفريق الأحمر أمام بيراميدز غداً.