طرحت هذا السؤال على أحد الآباء الذين كنا نقف معهم بعد صلاة الجمعة خارج المسجد، فقال لى الأب: «كان الله فى عون الرئيس، فهو يريد أن يبنى شبابنا بناءً قويًّا، لكن هناك أيادى خفية تعمل على تدمير هذا الشباب. فأنا واحد من الآباء أعانى من هذه الأيادى الخفية، يكفى أنها دمرت أعز ما أملك، وهو ابنى الوحيد. فوجئت به يتعاطى المخدرات، وكل ما يحصل عليه من مصروف يشترى به المخدرات، وابنى أصبح مدمنًا لها. فشلت فى علاجه، واكتشفت أن ابنى ليس هو وحده. وبدأت أسأل نفسى: كيف نعيد بناء الشباب إذا كان معظمهم فى نفس الحال الذى عليه ابنى؟ لابد من أن تتخلص الدولة أولًا من الأيادى الخفية، فالمفروض أن تتعامل مع تاجر المخدرات على أنه قاتل للأبرياء. فلماذا لا تتخلص منهم بحكم محكمة؟ ونعيد النظر فى التشريعات الجنائية، ويصبح من يتاجر فى المخدرات قاتلًا فى نظر القانون، نهايته هى الحكم بالإعدام».. فسألنى الأب: «من الذى يدافع عن هذا البلد؟ شيوخها أم شبابها؟». فإذا كانت هناك أيادٍ خفية تستهدف الشباب بتدميرهم بالمخدرات، فلماذا لا تحميهم الدولة؟ الدولة فتحت مصحات عديدة لعلاج الإدمان، وللأسف الإقبال عليها ضعيف. فأنا واحد من الآباء حاولت أن أستفيد من وجود هذه المصحات، واكتشفت أننى مطالب بمبلغ شهرى لابنى، وإمكانياتى المادية لا تسمح. وابنى أصبح يرفض العمل ويرفض استغلال إحدى الفرص التى يفتحها رجال الأعمال لشباب مصر. فالدولة عليها أن تحارب الإدمان أولًا، وعلى مجلس الشعب أن يجعل الإدمان هو قضيته الأولى. وزارة الصحة مشكورة خصصت جزءًا من مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية لعلاج الإدمان بعد أن أصبح الإدمان خطرًا يهدد أولادنا.