تواصلت فعاليات الحوار المجتمعى الذى تنظمه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى؛ حول مقترح نظام «شهادة البكالوريا المصرية»، بجلسة حوار وطنى عقدها د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم الفنى، مع رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف والمواقع والإعلاميين؛ لمناقشة ملامح هذا النظام واستعراض المقترحات والآراء حوله، وتأكيدا على دور الإعلام المحورى فى توعية الرأى العام. واستعرض وزير التعليم العالى تقسيم المسارات التعليمية، مشيرًا إلى وجود أربعة مسارات رئيسية يمكن للطالب الالتحاق بها فى الجامعات، وهى: قطاع الطب وعلوم الحياة، قطاع العلوم الطبيعية والهندسة والتكنولوجيا، قطاع إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية، وقطاع الآداب والعلوم الإنسانية، وما يندرج تحت كل منها من كليات ومعاهد، والوظائف المرتبطة بكل مسار مواكبًا لاحتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، لتأهيل الطلاب فى التخصصات العلمية المستقبلية، والتى من بينها: الذكاء الاصطناعى، والبيانات الضخمة، والنقل الذاتى، والطاقة النووية، وإنترنت الأشياء، والاقتصاد الرقمى، والطب الجينومى، وعلوم الفضاء. وأوضح وزير التربية والتعليم أن مشروع البكالوريا المصرية هو مشروع تعديل نظام التعليم الثانوى ليتواكب مع الأنظمة التعليمية العالمية ومتغيرات العصر ويوفر متطلبات سوق العمل فى الخريجين، مؤكدا أن تطبيقه لن يتم إلا بعد الحوار المجتمعى وتشريع من مجلس النواب. وأضاف الوزير أن النظام الجديد المقترح ينقسم الى قسمين، السنة الأولى هى التمهيدية والتى تعادل الصف الأول الثانوى، وهى تعتبر بنفس الوضع القائم حاليًا باستثناء تغيير واحد هو إضافة مادة الدين فى المجموع، ومادة البرمجة وهى مادة خارج المجموع كمادة تعريفية وتمهيدية للطلاب بحيث يتعرف عليها، مؤكدًا أن عدد ساعات التدريس يعتبر التحدى الذى دفع الوزارة لاتخاذ قرار تخفيض المواد الدراسية للصف الأول الثانوى خلال بداية العام الدراسى الحالى، من خلال قرارات دمج المواد ال14 التى كانت مقررة على طلاب الصف الأول الثانوى، وكان هناك تحد كبير لدى معلمى المواد الأساسية لقلة عدد ساعات التدريس ما يعوق استكمال شرح كامل المنهج داخل الفصل الدراسى، وبالفعل هذا العام مع تقليل المواد وضبط عدد ساعات التدريس أصبح هناك حضور كثيف للطلاب داخل المدرسة.. وبالنسبة للصفين الثانى والثالث الثانوى، أوضح الوزير أن هناك أربع مواد أساسية هى الدين والعربى والتاريخ واللغة الأجنبية، بالإضافة إلى مواد التخصص التى يختارها الطالب بناء على الكلية التى يرغب الالتحاق بها، وبناءً على المسارات المقترحة التى وضعت بالتنسيق مع وزارة التعليم العالى. وأكد وزير التربية والتعليم أنه يقدم من خلال هذا المقترح حلا لأهم المشكلات التى تواجه المنظومة الحالية وهو منح الطالب فرصة للتحسين لأكثر من مرة ومنحه فرصة أن يحقق حلمه باجتهاده واختيار مستقبله بنفسه والمهنة والمسار الذى سيكمل فيه حياته. وخلال اللقاء، استعرض رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف والمواقع والإعلاميون آراءهم ومقترحاتهم، وطرح استفساراتهم حول «نظام البكالوريا المصرية» والتى دارت حول إعادة النظر فى إضافة مادة التربية الدينية للمجموع، ووجود مادة جانبية تسمى «مادة الأخلاق»، والتساؤل حول آليات تطبيق هذا المقترح، والإمكانات اللازمة لتطبيق هذا النظام، وضرورة تأهيل المعلم لاكتساب خبرة تمكنه من تخريج طالب تتناسب مؤهلاته مع متطلبات سوق العمل، وضرورة تضمين المناهج مهارات ورغبات، وتعزيز قدرات الطالب على التفاعل مع مجتمعه وتطوير شخصيته منذ الصغر. كما أشاد رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف والمواقع والإعلاميون بالتنسيق والتكامل بين الوزارات المختلفة والذى يعد نموذجًا لتضافر الجهود وصياغة رؤية تخدم مستقبل الطلاب فى مصر، وأن هذه الرؤية ليست فقط طموحًا، بل هى ضرورة لضمان أن يسهم التعليم فعليًا فى بناء جيل مبدع وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.