جرى اختيار الكاتبة والفنانة فاطمة المعدول شخصية لمعرض الطفل هذا العام وسط ترحيب كبير من المثقفين والعاملين فى مجال ثقافة الطفل، حيث يحظى اسم المخرجة والكاتبة فاطمة المعدول بحضور مرموق فى الوسط الثقافى، وقد أهلها لذلك عقود من العمل فى المجال الذى أحبته من بداية حياتها العملية، حيث أخلصت فى تقديم كل ما تستطيع من أجل أطفال مصر، بعد أن أختارت العمل فى الثقافة الجماهيرية عام 1972 فور تخرجها من المعهد العالى للفنون قسم النقد والأدب المسرحى، وحتى الآن، ومثلت مصر فى المجلس العالمى لكتب الأطفال لثلاث دورات، وألفت أكثر من 100 كتاب أدبى، ومسرحيات، و«سيناريوهات» أفلام قصيرة للأطفال فى المراحل العمرية المختلفة، وأخرجت العديد من المسرحيات، وكانت أول امرأة تتولى منصب مدير عام لثقافة الطفل، وأول امرأة رئيسا للبيت الفنى للفنون والشعبية، والاستعراضية. رحلة من العطاء نحاول الاقتراب من بعض فصولها فى حوارنا التالى معها. ■ كنت أول امرأة تتقلد العديد من المناصب.. هل واجهتِ الكثير من الصعوبات كامرأة؟ - كلها صدف، لو اخترت لم أكن قد غادرت الثقافة الجماهيرية، كان أغلب صعودى إلى مناصب أعلى بتخطيط ممن يتمنون مكانى المفضل، تقلدت مناصب إدارية وانتقلت إلى أماكن صعبة، وظلت الثقافة الجماهيرية هى الوطن بالنسبة إلي. الريف والنجوع هو الأصل فى التغيير، وعدم التعليم، وغياب الوعى هو الذى يدمر كل شىء، حتى ما تنجزه الحكومات، وما زلت أرى أنه أهم جهاز فى وزارة الثقافة وأتمنى أن ننتبه إليه. سمعت بعض العاملين من الشباب يقولون: «إحنا كنا ناقصين يجيبو لنا ست»!، لذلك أعتبر أن إنجازى الكبير مع البشر، ووصلت فى تلك اللحظة إلى أن العاملين فى الثقافة الجماهيرية ما زالوا يعتزون بعملى معهم، ولمست هذا عندما كنت فى «الأوبرا»، وهنأنى العاملون بقطاع الإنتاج بمحبة. أحببت «شغلتى» فرغم أنى عملت فى جهات خارج الثقافة الجماهيرية، لم أكن أفضلها كما ذكرت، لكنى عملت بجد ورضيت ضميري، وكنت ملمة بالإداريات، فحرصت على إعطاء الفرص، والحقوق المادية بالعدل حتى لو كانت الميزانية محدودة، لكن كل موظف سيشعر بقيمة عمله. ■ ما الذى تقترحينه لتطوير الهيئة العامة لقصور الثقافة؟ - يتولى مسئولية الثقافة الجماهيرية «الهيئة العامة لقصور الثقافة» الآن رجل من أبنائها وهو محمد عبد الحافظ ناصف، وأتمنى أن يستطيع لملمة أشلائها التى مرت بظروف غير مواتية لها، رغم أنه أهم جهاز فى وزارة الثقافة، وأدعو أن يكون فى كل نجع، وفى كل قرية مصرية غرفة حتى لو كانت «تعريشة»، يتوافر بها الكتب، وأجهزة «الكمبيوتر»، حتى يقرأ الطفل، ويستمتع بالفنون، فلن يكون بذلك هناك ما يسمى إرهابا. أتصور أن يكون عندنا 3000 بيت ثقافة للطفل فى قرى مصر. ■ لماذا ذكرت من قبل أنك لا تعتبرين نفسك كاتبة رغم كتبك فى مجال الطفل؟ - الكاتب نفسية، وأنا لا أملك نفسية كاتب، أكتب بصعوبة كبيرة عند إلحاح الفكرة، كل يوم أفكار جديدة تطير مثل العصافير، ولا أهتم بالتقاطها، الكاتب بطبيعته أنانى لكن الناشط أو الذى يعمل فى مجال الثقافة والفنون، والمخرج الفنان، لا بد أن يكون موضوعيًا يهتم بالآخر، أنا فنانة، ونفسيتى نفسية مخرجة وناشطة ومهتمة بفنون وثقافة الطفل. تعودنا على تكريم الراحلين وعدم الالتفات إلى المبدعين وهو بيننا كيف ترين ذلك؟ - أنا سعيدة جدا بهذا التكريم، الذى بلغنى قال «ماما فاطمة شخصية العام أنت الصاحية الوحيدة اللى حصلتِ عليها»، فأضحكنى جدا. اتكرمت خارج مصر وداخلها، لكن تكريم شخصية العام فرحنى أكثر، لأن إنجازى فى مجال العمل العام، والإخراج للطفل واضح، لكن إنجازى فى مجال كتب الأطفال ليس بنفس الوضوح، رغم إنجازى فى هذا المجال، فقد قمت بإعطاء دفعة إلى كتب الأطفال فى مصر من خلال الكتب التى قدمتها فى المجلس القومى، ومن قبلها الثقافة الجماهيرية، وأستطيع أن أدعى أنى حسنت من شكل الكتاب فى الثقافة الجماهيرية، وطورته فى القطاع الخاص من خلال نهضة مصر، وعملت مع كل ناشرى مصر، ووجهتهم من خلال خبرتى أثناء مشروع المناقصة الأمريكية بدون مقابل. ■ وكيف ترين خريطة الكتابة للطفل الآن؟ - أحب كل أدباء الأطفال الحاليين: أحمد طوسون، هبة سلام، هجرة الصاوي، انتصار عبد المنعم، إيمان سند، نجلاء علام، أحمد قرني، أسماء عمارة، رضا سلام، وآخرين، كلهم «شاطرين قوى». ■ ما مشروعاتك القادمة بعد التكريم؟ - عندى مشروع واحد، أى كاتب يحتاج إلى أى شىء فى عمله أنا تحت أمره، بعد أن كنت اعتزلت تماما، وجدت حبا غير عادى، واهتماما، وتكريما أثناء مرضي، وقررت أن أكون تحت أمر مصر كلها، وأحب أعمل مسرح. ■ ولمن تهدى هذا التكريم؟ - أهديه ليه، ولمين؟! أهديه إلى نفسى، أما الماديات فأهديها إلى أولادى، لكن التكريمات أهديها إلى نفسى.