الأسهم الأمريكية تتجه نحو تسجيل أول تراجع منذ 7 أيام    الاتحاد الأوروبي: سنراجع اتفاقية الشراكة مع إسرائيل    موسى ديابي يقود تشكيل الاتحاد ضد الشباب في الدوري السعودي    إصابة شخصين إثر سقوط أسانسير من الطابق الثاني في البحيرة    توقيع بروتوكول تعاون لتشغيل مبنى السلطان حسين بالإسكندرية وتحويله إلى مركز للعرض المتحفي والفني    أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا لإنهاء جدل زواجه من سعاد حسني وتطالب عائلة السندريلا بتقديم أصل عقد الزواج العرفي    بسمة نبيل تنضم إلى فريق عمل فيلم بنات فاتن    «نقيب المحامين» يحذر من التصعيد الفردي في أزمة الرسوم القضائية    هربوا من الحر فاحتضنتهم الترعة.. نهاية مأساوية لثلاثة أطفال غرقوا بقرية درين في نبروه بالدقهلية    الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء في السودان    وزير العدل يتفقد أعمال تطوير محكمة جنوب الجيزة الابتدائية    القباني: معسكر الإسماعيلية أفاد الزمالك.. ولا نفكر سوى في مباراة بتروجيت    محافظ الإسكندرية: السيسي وجّه بإحياء «أبومينا».. والتطوير يشهد إشادة من اليونسكو    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    وزير الصحة: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية من أجل مستقبل أفضل    إزالة 88 حالة تعد ضمن المرحلة الأولى للموجه ال 26 بأسوان    الإسكان: تفاصيل طرح سكن لكل المصريين 7 غدا ومميزات المبادرة    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    القائم بأعمال سفير الهند: هجوم «بهالجام» عمل وحشي.. وعملية «سيندور» استهدفت الإرهابيين    أول رد من بيراميدز على تصريحات سويلم بشأن التلويح بخصم 6 نقاط    اتحاد الكرة يستقر على تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات    بآلة حادّة.. شاب يقتل والدته جنوبي قنا    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    وزير السياحة: إنقاذ "أبو مينا" الأثرية يحظى بإشادة اليونسكو بفضل توجيهات السيسي- صور    غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    لتجنب الإصابات.. الزمالك يعيد صيانة ملاعب الناشئين بمقر النادي    لابورتا: لامين يامال مشروع نجم مختلف عن ميسي    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك بث مباشر اليوم في نصف نهائي دوري سوبر السلة    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    رئيس الوزراء يعرب عن تقديره لدور «السعودية» الداعم للقضايا العربية    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة التعبوي للمنطقة الغربية العسكرية    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    الصور الأولى من كواليس فيلم «بنات فاتن» بطولة يسرا وباسم سمرة    مهرجان كان يمنح دينزل واشنطن السعفة الذهبية بشكل مفاجئ |صور    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    حكومة بلجيكا تتفق على موقفها بشأن الوضع في قطاع غزة    جامعة سوهاج تعلن انطلاق الدورة الرابعة لجائزة التميز الحكومى العربى 2025    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذوو الهمم في قلب وعقل الجمهورية الجديدة
الدولة انتصرت لحقوقهم.. وتوجيهات رئاسية بالدعم المطلق لهم

المجلس القومى لذوى الإعاقة.. وصندوق «قادرون باختلاف» و عشرات المبادرات لدمجهم فى المجتمع
لم يكن انحياز «الجمهورية الجديدة» لذوي الهمم مجرد حالة تعاطف مع 12 مليون مواطن (وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء) يعانون من مختلف الإعاقات، لكنه بمثابة إعادة حقوق مسلوبة إلى شريحة كبيرة من المجتمع (15% من السكان)، قادرون على إبهار الجميع بما يمتلكونه من قدرات ومواهب وأفكار، بينما كل ما يحتاجون إليه إزالة المعوقات عن طريقهم، باعتبارهم شركاء التنمية .
على هذه الفلسفة العادلة وضعت الدولة خطتها الطموحة لدمج ذوي الهمم في المجتمع، باعتبارهم عناصر فاعلة - إذا توافرت لها الخدمات التدريبية والتأهيلية الملائمة، والرعائية والفرص المتكافئة - بإمكانها أن تقدم كل ما لديها من إمكانيات جبارة، لتساهم بدورها في بناء الجمهورية الجديدة، ليصبح جميع فئات الشعب يدا واحدة خلف القيادة السياسية.
خبرة مصر فى مجال رعاية وتأهيل الأشخاص أصحاب الهمم ساعدت على إنجاز المهمة فى وقت قصير، لأنها تنظر إلى «الإعاقة» على أنها قضية مجتمعية، يلزم مواجهتها بتكافل جهود الحكومات والمجتمع المدنى والقطاع الخاص والأشخاص أصحاب الهمم، ما جعل التجربة المصرية ملهمة لدول المنطقة.
كانت توجيهات الرئيس السيسى منذ أن تولى الحكم واضحة فى الاهتمام الدائم بالأشخاص ذوى الهمم ، باعتبارهم فى صدارة الأولويات ، وتسخير مؤسسات الدولة بضرورة العمل لتمكينهم وتدريبهم ودمجهم فى المجتمع، عن طريق إصدار قانون صندوق قادرون باختلاف وتعديلاته التى تهدف إلى حصول الأشخاص ذوى الإعاقة على حقوقهم والمزايا القانونية التى يتمتعون بها فى ظل الإرادة السياسية المتوفرة.
وفق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء يبلغ عدد ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر 12 مليون مواطن، ما يقارب 15% من إجمالى عدد السكان، ونظرًا لأن وجود شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة فى العائلة يؤثر على العائلة بأكملها، فإن عدد الأشخاص المتأثرين بالإعاقات بطريقة أو بأخرى يبلغ 36 مليون شخص تقريبًا، أى ما يعادل 35% من إجمالى عدد السكان تقريبًا.
وتم اعداد مجموعة من المواد التى تضع الإطار التشريعى لتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة عام 2014، منها إنشاء «المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة» بقرار جمهورى رقم 11 لسنة 2019، لتعزيز وتنمية وحماية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ، وإصدار القانون رقم 200 لسنة 2020 بشأن إنشاء «صندوق دعم الأشخاص ذوى الإعاقة» برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
وفى 2016 أطلقت الدولة المبادرة الرئاسية «دمج.. تمكين.. مشاركة» لدعم وتمكين الأشخاص ذوى الهمم ، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى تخصيص عام 2018 ليكون عام ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر، بالاضافة الى استخدام طريقة برايل للتيسير على ذوى الإعاقة البصرية فى إبداء آرائهم فى التعديلات الدستورية لعام 2019.
كما صدر قانون إنشاء صندوق «قادرون بإختلاف» لدعم الأشخاص ذوى الإعاقة رقم 200 لسنة 2020، وشهدت منتديات شباب العالم مشاركة واسعة من ذوى الاحتياجات الخاصة، فيما وجه الرئيس السيسى بتقديم الدعم لموارد صندوق «عطاء» لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بمقدار 100 مليون جنيه، فضلا عن إطلاق الدولة بطاقة الخدمات المتكاملة من بين العديد من المبادرات لدعم حقوق ذوى الهمم فى شتى المجالات، وخصصت نسبة 5% من الوحدات السكنية للأشخاص ذوى الهمم ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعي.. وقامت الدولة بتطبيق معايير «كود الإتاحة» لتسهيل الطرق وحركة السير لذوى الهمم، والعمل على الخطة الوطنية للأشخاص ذوى الإعاقة»، والتى تشمل جوانب صحية وتعليمية وثقافية، تتكامل مع ما جاء فى «الإطار الاستراتيجى والخطة الوطنية للطفولة والأمومة (2018-2030).
وأطلقت الدولة برنامج الإتاحة التكنولوجية لدعم 3000 مدرسة للتربية الخاصة والدمج، تم بالفعل الانتهاء من دعم 600 مدرسة منها، برنامج تدريب 30000 من معلمى تلك المدارس على استخدام التكنولوجيا المساعدة فى التعليم وقد تم الانتهاء من تدريب 28000 معلم منهم، وإطلاق برنامج تأهيل 200 مركز مجتمعى متكامل دامج تم الانتهاء من 56 مركزا منها، مع تحويل 300 منشأة حكومية إلى منشأة عالية الإتاحة باستخدام التكنولوجيات المساعدة.
عملت وزارة الاتصالات على تطوير تطبيقات ذكية لمساعدة الأشخاص ذوى الإعاقة على التوظيف، وهو ما أدى إلى اختيار مصر ضمن العشر دول الأكثر ابتكارًا فى مجال سياسات توظيف الأشخاص ذوى الإعاقة، وإلزام جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية وقطاع الأعمال وكل صاحب عمل ممن يستخدم 20 عاملًا فأكثر بتعيين 5% من عدد العاملين على الأقل من الأشخاص ذوى الإعاقة، وأكد قانون الخدمة المدنية، على منح الموظف ذى الإعاقة حق النقل إلى أقرب مكان عمل من محل إقامته.
وتتابع وزارة العمل، والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة تطبيق الحقوق والمزايا المتعلقة بتشغيل ذوى الإعاقة، بما فى ذلك خفض ساعات العمل، بواقع ساعة يوميًا مدفوعة الأجر، وإمكانية الجمع بين تلك الساعة والساعات الممنوحة للأم الحامل أو المرضعة.
وخصصت الدولة مليار جنيه لبرامج تعليم الأشخاص ذوى الإعاقة، بما فى ذلك «مشروع رقمنة المناهج»، الذى يخدم 18000 طالب وطالبة ، بالاضافة الى قيام وزارة التربية والتعليم بدمج الطلاب ذوى الإعاقة البسيطة والإعاقة السمعية فى مدارس التعليم العام والتعليم الفنى بعد اجتياز مرحلة التعليم الأساسي، وإلحاق ذوى الإعاقة الذهنية بمدارس وفصول التربية الفكرية، كما قامت وزارة التعليم بتدريب (5400) من معلمى الأشخاص ذوى الإعاقة على استخدامات وتقنيات الحاسب الآلى لتسهيل التواصل مع الطلبة، وتزويد جميع مدارس المكفوفين بأجهزة إبصار ناطقة وتزويد معظم مدارس التربية السمعية بأجهزة السمع الجماعى ، بالاضافة الى إدخال منظومة الفصل التفاعلى بالصفين الأول والثانى الثانوى بمدارس الأمل للصم بجميع المحافظات».
وأخيرا تم إطلاق «منصة الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوى الإعاقة»، للتطوير والوصول إلى فرص وظيفية أفضل، تبعًا للمؤهل، ونوع الإعاقة، ومكان السكن ، وتفعيل تطبيق «انطلق»، لمساعدة ذوى الهمم فى معرفة وتحديد الأماكن، على هواتف الأندرويد .
عالم الفيزياء البريطانى ستيفن هوكينج نصح ذوى الاحتياجات الخاصة قائلا:» ركزوا على الأشياء التى لا تعيقكم إصابتكم عن فعلها بشكل جيد، ولا تشعروا بالألم فى التخلى عن الأشياء التى تمنعكم الإعاقة عن فعلها، لا تجعلوا إعاقتكم تمتد إلى ارواحكم، كما وصلت إلى أجسادكم».. قرأ «أصحاب الإعاقة» فى مصر، عبارة «هوكينج»، أو أنهم لم يسمعوا بها من قبل، إلا أنهم قاموا بتنفيذها على أكمل وجه، وحققوا لأنفسهم ما أراده لهم، ليخرج من بينهم أبطالا فى العديد من المجالات، يلقنون من حولهم درسا فى الإصرار على النجاح والتفوق مهما كانت الظروف.» الأخبار « تعرض 8 قصص مشرفة لهؤلاء الأبطال، لانارة الطريق أمام الملايين من ذوى الهمم.
9 نماذج مشرفة على جبهة التحدى
«سمية».. فتاة النافذة تحقق حلمها الذهبى
سمية بهاء أحد ابطال مصر الرياضيين والحاصلة على الميدالية الذهبية فى الرمح والقرص 2024 ، عاشت طفولتها تعانى من شلل فى ساقها اليمنى نتيجة لحقنة خاطئة من طبيب مهمل، بعد ان أصيبت بحمى شديدة وهى طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات، لتعانى وهى تحاول الإنخراط مع اقرانها الصغار ومشاركتهم ألعابهم، واعتبرت أن الجهاز التعويضى بديل لساقها التى فقدت التحكم فيها والإحساس بها.
رفضت سمية منذ صغرها الإحساس بالعجز، ولم تستسلم لنظرات الشفقة قائلة» مارست أمى دورا بطوليا فى حياتي، دائما تشعرنى أنه لا ينقصنى شيء عن إخوتي، أفعل ما يفعلونه، ارتدى ما يرتدونه، أمارس طقوسهم، حتى الألعاب التى نلعبها معا، دون أن تشعرنى باختيار الألعاب التى تناسب حركتى كى تشعرنى بمشكلة.
بدأت معاناتى الحقيقية حين خرجت من قلعة أمى الحصينة التى كانت تحكم إغلاقها علي، وحمايتى من النظرات التى كان من الممكن أن تؤذيني، فى عامى الدراسى الأول كان كل من حولى يشعرنى أنه ينقصنى شيئ، أنا لا أعرفه، يحاولون حرمانى من كل ما تحب طفلة فى عمرى أن تفعله، ويقررون على ما أفعل: اجلسى هنا ، انتبهى ، هذا لا يناسبك.
أصعب وقت كان يمر على سمية أثناء الطابور الصباحي، تقول: كنت أجلس بمفردى فى الفصل أشاهد زملائى من النافذة يمارسون التمارين الصباحية وأتساءل: لماذا أنا هنا وليس بجانبهم.
كانت تلك هى اللحظات الأولى التى شعرت فيها بالإعاقة ، حيث لا يملك العالم الخارجى قلب أمى لن يرتبوا الطابور الصباحى على ما يناسب حركتى كما كانت تفعل فى اللعب مع إخوتي.
كنت كثيرا ما ابكى بكاء الأطفال ولكن بداخلى يقين ما أننى أستطيع أن أفعل ما يفعلونه، يقينا تمنيت لو كانوا يرونه بدلا من إعاقتي، كانت نظرة الاختلاف التى اراها فى عيونهم قاتلة، ولكننى قررت أن أكون بالفعل مختلفة عنهم ولكن الاختلاف الذى يتمناه الأصحاء لا الاختلاف الذى يثير الشفقة.
اجتازت سمية سنوات تعليمها، وفور تخرجها بحثت عن منظمات المجتمع المدنى ووجدت نفسها فى العمل التطوعي، تصف تلك الأيام بقولها: أحببت كثيرا أن أقوم بمساعدة المحتاجين لا انتظر من يساعدني، حتى أننى شاركت فى مؤتمر عالمي، حيث تم اختيارى لتمثيل مصر فى سويسرا وحصلت حينها على المركز الثانى فى مسابقة الفتاة المثالية.
وكان هذا المؤتمر نقطة الإنطلاقة ، تعرفت على العديد من الشخصيات المقاتلة من أجل قضية ذوى الإعاقة، وعلمت أن هناك حياة جميلة كان من الممكن ان لا أراها لو استسلمت للإحباط ونظرات الشفقة.. ثم جاء تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى جعل ملف ذوى الإعاقة أحد أهم ملفاته، وهو يجعل من حقوقنا أولوية وليس تفضل من الجمعيات الأهلية، أصبحنا نحصل على كل ما نريد بكرامة، ما ساعدنى فى دخول المجال الرياضى والتفوق فيه.
حصلت على كأس « افضل جناح « فى بطولة الدورى العام لكرة سلة الكراسى المتحركة ثم بعد ذلك بطولة الجمهورية لألعاب القوى والميدالية الذهبية فى الرمح والقرص لعام 2024.
«حنان».. صماء مصرية يتحدث عنها العالم
بالعلم انتصرت د. حنان محسن على الإعاقة فكانت أول صماء مصرية وعربية تحصل على الماجستير من جامعة «جاليوديت» الأمريكية، «الأخبار» الشاهدة كعادتها على النجاحات، دونت مسيرة حنان منذ أكثر من خمس وأربعين عاما، كانت حينها أول صماء صممًا تامًا تنجح بتفوق فى الثانوية العامة، زينت صورها جريدتنا الغراء وسط أساتذتها الذين أشادوا بتفوقها، واليوم تكتب عنها «الأخبار» كنموذج مشرف لمتحدى الإعاقة.
البداية كانت حلمها بدراسة اللغة العربية (الأصعب بين اللغات) بكلية دار العلوم، فماذا لو كانت الطالبة صماء وليست ضعيفة سمع، إنها تنتمى لفئة من الصعب تعلم أفرادها تعليما مساويا للعاديين.
لكن حنان تملك عزيمة فولاذية جعلتها تجاهد منذ أن أصيبت بالصمم فى سن السابعة، نتيجة حمى شوكية أدخلتها فى غيبوبة تامة فاقت منها، لتجد نفسها لا تسمع شيئا .
استمرت فى ممارسة حياتها الطبيعية متجاهلة تماما ما حدث لها، تمارس رياضتها المفضلة حتى أصبحت بطلة من أبطال الجمهورية فى السباحة وألعاب القوى ولاعبة بمنتخب الجامعات.
تخرجت حنان واصبحت أول معلمة صماء حاصلة على ليسانس اللغة العربية، والدراسات العليا فى العلوم الإسلامية، وكما اصرت منذ بداية الإصابة على الالتحاق بمدارس التربية الخاصة، صممت أيضا بعد التخرج على العمل بها، وبتوفيق الله وجهدها وصل صداها الى وزارة التربية والتعليم وقتها والتى طلبت نقلها إلى الوزارة ليستفيد منها مجتمع الصم .
تحكى حنان قصتها قائلة: حزنت بشدة حين أصر الاطباء على التحاقى بمدرسة الأمل للصم وتعلم لغة الإشارة وهذا سبب إصرارى على العمل مع هذه الفئة لإصلاح واقعها بعد أن حصلت على أول دورة تدريبية متخصصة لمعلمى الصم من جامعة «جاليوديت» الأمريكية، وأصبحت من أهم مدربى لغة الاشارة ، وطرق تعليم وتربية الصم وضعاف السمع، وواضعة للعديد من القواميس المتخصصة فى هذه اللغة مع جامعة الدول العربية كخبيرة عربى معتمد فى هذه اللغة وتدريسها . «
وفى نفس الوقت كانت عضو مجلس، ورئيسا للجنة رياضات الصم بالاتحاد المصرى لرياضات المعاقين، الذى اصبح حاليا اللجنة البارالمبية المصرية، صار لمصر على يدها عضوية دائمة بالاتحاد الدولى لرياضات الصم، والاتحادات العربية الخاصة بهم وساهمت فى تطوير معهد الامل للصم بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
دفعتها رغبتها العارمة فى تطوير نظم حياة وتعليم الصم و ضعاف السمع للسفر إلى الولايات المتحدة لتدرس بالجامعة نفسها التى أهلتها فى البداية كخبير ومتخصص فى لغة الاشارة، وتكون اول صماء عربية تحصل منها على الماجستير فى الادارة العامة والعلوم السياسية، ولأول مرة يرتفع علم جمهورية مصر العربية فى رحاب وقاعات الجامعة العريقة طوال تاريخها الممتد لأكثر من 200 عام .
الإصرار على التفوق فى كل خطوة وراءه مشقات لا تنمحي.. الإيذاء البدنى والنفسى والضرب الشديد الذى تحمل آثاره حتى الان لكى لا تبقى فى المدرسة، واحد من آلام استمرّت طوال مسيرتها وكانت دافعها للإصرار على البقاء والتعلم .
تقول حنان « عانيت كثيرا من المنع مما يقدم لغيرى من المعلمين من مميزات ، منعت من الإعارة ، منعت من المشاركة فى الدورات التدريبية الخارجية، منعت من الكثير من العلاوات والحوافز والإثابة بسبب إعاقتى ولكن فى الوقت نفسه سعيدة جدا بما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى لزملائى ذوى الإعاقة من الجيل الجديد على طبق من ذهب، وما كنا نكافح من اجله فى المجلس القومى لشئون الإعاقة لكى يقوم بتحقيقه
تحقق الان بالفعل ، فلم يعد هناك قانون يمنع الصم من الالتحاق بالتعليم العام، ولم يعد هناك قانون يمنع الصم من المساواة بغيرهم ، وأصبح يتم السماح لى بالحصول على تخفيض حقيقى فى المترو والقطارات، وتم تخصيص نسب محدده لذوى الإعاقة بالإسكان الاجتماعى ويوجد احترام حقيقى حاليا لذوى الإعاقة فى كل مكان وهى مكتسبات خلال تولى الرئيس السيسى وكان من الصعب لنا سابقا ان نحلم بها .
«د. خالد».. طريق النجاح لا يحتاج إلى عينين
د. خالد حنفى اول نائب برلمانى معين من ذوى الإعاقة وعضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، يمتلك قصة استثنائية، تفوقت على كل خيالات الكتاب والروائيين، بفصولها المثيرة للدهشة.
يقول د.خالد :» أصبت بالإعاقة وانا ما أزال طالبا فى كلية الحقوق، كان يوما فاصلا فى حياتى استيقظت من نومى كعادتي، ولكن هذه المرة لا أرى شيئا، إحساس مفزع من الصعب وصفه أن تنام وأنت ترى كل شيء ثم تستيقظ من نومك ضريرًا.
أدركت بعدها أننى أصبت بمرض نادر ما يصيب الشباب وهو (البروكوما)، كنت تائها وقتها لا أدرى ماذا أفعل فى دراستى بعد أن كنت متفوقًا، وكيف أستكمل حياتى التى تبدلت بين ليلة وضحاها، وماذا عن أحلامى التى بت ارسمها على الجدران، وكل ما حولى يكسوه الظلام.
ما عدت أرى شيئا ولا اسمع سوى همهمات الحزن ونبرات الشفقة وكلمات يملؤها اليأس والاستسلام ، ولكن سرعان ما لملمت شتاتى واستحضرت عزيمتى واستعدت طموحى من جديد.
بحثت عن بدائل للمذاكرة أصبحت أسجل الشرائط لأننى لم اتعلم وقتها طريقة برايل للكتابة والقراءة، فى هذه الأثناء توفى والدى بعد إعاقتى بخمس شهور، وعقب ذلك بوقت قليل توفيت والدتي، الكوارث باتت تحيط بى من كل الجهات حتى الدعم النفسى والسند والأمان الذى كان يتمثل فى والدى فقدته.
لم ايأس ولم أنهزم ، أصبحت محاربا قويا وشرسا، أواجه شتى العقبات، بدأت فى العمل بالمحاماة، بعدها بدأت اهتم بشئون الإعاقة، وتعرفت على العديد من الشخصيات المهتمين بهذا الملف فى نقابة المحامين.
التحقت بالمجلس القومى لشئون الإعاقة حتى أصبحت المتحدث الرسمى باسم المعاقين، ثم تم تعيينى من قبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى كأول نائب برلمان من الأشخاص ذوى الإعاقة وكانت هى المرة الأولى التى يصدر فيها قرار فى هذا الشأن وقد كنت من قبلها عضوا فى لجنة الخمسين لوضع الدستور والتى تم فيها وضع العديد من النصوص التى غيرت حياة الأشخاص ذوى الإعاقة حتى يومنا هذا.
بعد سنوات الرفض.. السيسى يرد الاعتبار ل«تامر»
واجه المهندس تامر أنيس صعوبات بالجملة أثناء الدراسة، عندما تخرج فى المرحلة الإعدادية للصم وضعاف السمع عام 1980، رفضت المدارس الثانوية أوراقه، ليتجه إلى التعليم الفني، ويدرس فى المدارس الثانوية الصناعية لمدة ثلاث سنوات (منزلي).
لكن التفوق لم يرفض تامر، يقول: بتوفيق الله وكرمه التحقت بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان سنة 1990 لمدة 5 سنوات، وكنت أعانى من عدم وجود مترجم لغة اشارة فى الجامعة وأعتمد على نفسى فى فهم المحاضرة بدون مترجم لغة اشارة.
مع ذلك تخرجت فى الكلية بتفوق، وحصلت فى الترتيب على ثانى الدفعة وكان من المفترض أن يتم تعيينى معيدا فى الكلية لولا ظروف إعاقتى التى منعتني.
ويختتم: فى عهد الرئيس السيسى تم اختيارى عضو مجلس إدارة المجلس القومى للأشخاص ذوى الاعاقة، واستفدت من قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 الخاص بصرف معاش لذوى الإعاقة، وحصلت على العديد من التسهيلات التى أحدثت فارقا كبيرا وسهلت على الحياة، مثل كارت الخدمات المتكاملة وسيارات إعفاء جمركية للإعاقة او التعليم والدمج او الخدمات الصحية.
«مى».. تجاوزت كارثة رأس السنة
عروس فى عمر الزهور كانت تملأ الدنيا مرحا ، وجهها صبوح وثغرها لا تفارقه الإبتسامة ، كانت تملك عشرون عاما من البهجة التى دائما ماتنثرها حولها ، كانت مى محبة للحياة لا تهدر وقتا فى الحزن ، تحب ان تستمتع بكل لحظة ، اسست مى عشها الصغير مع حبيبها ونسجت به خيوط الفرح وارتبطت بكل تفصيلة فيه ، طلت بفستانها الأبيض وعاشت شهور العسل الأولى وهى تشعر أنها لامست النجوم كانت تنتظر بفارغ الصبر ان تحمل فى احشائها قطعة من حبيبها الذى كان دائما مايعدها بالحب الدائم والبقاء حتى الموت والقتال من اجل سعادتها ، ولكن الحياة لا تعطى دائما سعادة ابدية ، ولا تبدو دائما الأشياء كما نراها ، وفى ليلة فارقة فى حياة مى تزينت فيها كأجمل مايكون وخرجت مع زوجها وإخواتها وبعض من اصدقائها المقربين لحضور عرس صديقتها ، كانت هذه الليلة هى ليلة رأس السنة ولم تكن تعلم مى حينها انها ستبدء عامها الجديد قعيدة على كرسى متحرك بجسد لا يستطيع ان يحملها ، وضلوع تهشم معظمها ، وفم مهتوك لايأكل ولا يتكلم ولا يبتسم ، تعرضت مى لحادث اليم توفى فيه معظم من كانو معها بالسيارة وخرجت هى متوفية على قيد الحياة ، ظلت مى فى غيبوبة كاملة لأيام طويلة ، وفاقت لتجد ملابس العرس تبدلت برداء الرعاية المركزة ، وصوت الأغانى تغير لصفير اجهزة لا تهدأ ، تبدل حليها بخراطيم واسلاك تكبل يديها وصدرها وتحولت الزغاريد لنحيب والدتها وإخوتها ، ظنت مى انها ماتت ولكن اخبرتها والدتها التى تقطعت انفاسها من البكاء انها قد كتب لها عمرا جديدا ، حاولت مى ان تتحرك فلم يسعفها جسدها المسكين ، حاولت ان تصرخ فوجئت بأن فمها مخيط بالكامل بحثت عن زوجها وسط الحاضرين فلم تجده كانت اول صدمة لها بعد الإفاقة ، اصبح زوجها يأتى للزيارة مثل الغرباء ، بدأت مى تدرك حينها ان الحياة تبدلت وان النجوم التى ظنت يوما انها لامستها كانت سهاما مسمومة رشقت فى قلبها لاحقا ، ظلت مى تتلقى علاجها بالمستشفى شهور طويلة ، لم يدع الأطباء مكانا فى جسدها إلا واجروا به جراحة للإصلاح ، تحمل جسدها كما هائلا من الشرائح والمسامير ، وكذلك فمها الذى كسر بداخله فكيها بالكامل ، خرجت مى على بيت ابيها لتتلقى بقية علاجها ، كانت لا تستطيع ان تقتل حنينها لعشها الذى شهد على احلامها البسيطة دخلت مى فى اكتئاب حاد اصبحت لا تجيد التعامل مع العالم الخارجى بعد ان كانت تعشق كل مافيه ، ظلت تتلقى علاجها النفسى والعضوى لسنوات وبدعم والديها اللذين لم يتركوها لحظة بدأت تستعيد حياتها من جديد ، بحثت عن عمل يناسب إعاقتها سعت فى كل الاتجاهات وبفضل الله وكرمه استطاعت مى ان تقف مرة اخرى ولا تستلم لما اصابها وتقدمت بأوراقها لوزارة القوى العاملة وتم توفير عمل مناسب لها كموظفة بأحد الشركات التى اثبتت مى فيها جدارتها واخرجت بها كامل طاقتها حتى اصبحت واحدة من امهر موظفى الشركة
«محمد».. وامرأتان عظيمتان فى حياته
اصيب بشلل فى إحدى ساقيه وهو رضيع لم يكمل عامه الأول ، عاشت والدته مصابا اليم جراء ماحدث لصغيرها ، كانت عيناها لا تكف عن البكاء ، تتضرع لله دائما ان يرفع عنها هذا البلاء وترى صغيرها يخطو مثل اقرانه ، كان كل من حولها يأكدون لها مصير هذا الصغير العاجز الذى لن يتحرك طوال حياته يخبرونها بأنه سيلازمها قعيدا فى المنزل يعتصر قلبها من الحسرة كلما نظرت إليه ، كانت الأم تسمعهم وتنظر للسماء وهى تردد ايقن ياالله انك لن تتركنى انا وصغيرى لهذا المصير ، عندما بدأ الصغير يستند على الحائط محاولا الوقوف كانت فرحتها عظيمة تحاول تشجيعه بكل مااوتيت من قوة ، تتجاهل نظرات الشفقة ممن حولها ، هذه الأم العظيمة لديها يقين بأن هذا الصغير الذى يظنونه عاجزا سيصبح ذا شأن عظيم ، وبصبر والأم وتشجيعها وكفاح الابن وعزيمته صار الصغير العاجز بطلا رياضيا حاصلا على عدد من الميداليات الذهبية ، واحد من ابطال المنتخب المصرى لكرة الطائرة جلوس ، إنه محمد ابو كيلة الذى غلبت عزيمته الإعاقة حتى حقق مايريد وكانت هى المكافأة الأكبر للأم التى لم تفقد يقينها لحظة ، يقول ابو كيلة «واجهتنى شتى التحديات طوال حياتى ولكننى كنت صاحب القرار فى ان انجح واصبح صاحب رسالة لكل من تخيل ان الإعاقة ستقف حائلا بينه وبين طموحه ، مضيفا كان لبعض الشخصيات فضل عظيم على لن انساه طيلة حياتى فكان دائما مدربى رحمة الله عليه يردد لى مقولة « لا إعاقة طالما هناك رغبة ملحة « هذه الكلمات كانت دائما ماتجعلنى ابذل قصارى جهدى فى الدراسة والتمارين على حد سواء حتى اننى تفوقت فى الثانوية العامة وفى نفس العام حصلت على بطولة الجمهورية فى الكرة الطائرة وقتها زاد إيمانى بنفسى وثقتى بها وانا ارى نظرات الفخر والإعتزاز فى عيون امى التى طال عنقها السماء ، كانت هذه الأحداث حافزا اكبر ان التحق بجامعة القاهرة وان اتفوق بكلية التجارة فى نفس الوقت الذى لم اكف فيه عن الحصول على ميداليات التفوق حتى تخرجت وعملت بإحدى الشركات العالمية مستمرا فى تفوقى الرياضى ومحاولا التوفيق بين العمل والرياضة كما اعتدت تزوجت واستكملت زوجتى دور امى العظيم ولم تكف عن تشجيعى ومساندتى حتى انضممت لمنتخب مصر قبل بطولة العالم بولندا 2012 ولم يحالفنى الحظ وقتها ولكننى لم اييأس ولم تهبط عزيمتى حتى تجددت الفرصة مرة اخرى وانضممت للمنتخب المصرى وحصلت على البطولة العربية فى كرة الطائرة جلوس لعام 2020
«عبد الرحمن».. بطل دولى فى التايكوندو
عبد الرحمن محمود بطل منتخب مصر « بارلمبية « تايكوندو والحاصل على المركز الأول ببطولة افريقيا للتيكوندو ، عبد الرحمن نموذج مشرف لمتحدى الإعاقة ، هو ليس فقط بطل منتخب مصر بل هو بطل حكايته التى كللت بالنجاح ، ولد عبد الرحمن بإعاقة فى يده اليمنى جعلته يواجه الكثير من التحديات منذ طفولته ، هذه اليد التى إذا جرحت جرحا بسيطا ربكت حركة الجسد بأكمله نظرا لكثرة الإعتماد عليها ، فما بالك إذا عجزت ! تقبل عبد الرحمن إعاقته لم يتضجر او يتقمص دور الضحية ، بل تطلب الأمر منه مجهودا مضاعفا وصبرا جميل وعزيمة حاضرة لا تغيب ، كان ممارسا للرياضة منذ صغره وحقق العديد من الميداليات الذهبية ، وبجانب تفوقه الرياضى لم يقصر فى دراسته مطلقا ، بل درس فى كلية التجارة جامعة حلوان ، وفور تخرجه عمل محاسبا بمجال المقاولات ، حتى انضم للمنتخب المصرى وحاز على المركز الأول ببطولة إفريقيا ، ويستعد الآن عبد الرحمن إلى دورة الألعاب الأولمبية المقامة فى باريس لعام 2024 وكله عزيمة وتحد للحصول على الميدالية الذهبية بإذن الله
«د.ميرفت».. تنفجر نجاحا مع كل ألم
ولدت بإنحناء شديد فى العمود الفقرى ادى ذلك الإنحناء إلى تشوه بالقفص الصدرى وإعاقة بالساق اليمنى ، وضعت وهى طفلة لم تكمل الست سنوات فى قميص من الجبس لمدة اكثر من عام ، وبرغم كل المصاعب التى مرت بها خلال سنواتها الخمسين ، إلا انها لازلت تتذكر حجم الألم التى كانت تشعره داخل هذا القفص الحجرى القابض على ضلوعها النحيلة ، هى الدكتورة ميرفت ميلاد مقاتلة تستحق كل الثناء والتقدير ، ذاقت ميرفت شتى صنوف العذاب ، لم تترك شعورا مريرا إلا وعاشته ، الما وإعاقة ، وتشوه ، وتنمر ، وشفقة ، وإستهزاء ، وإحباط ، وتجنب ، وغير ذلك من مشاعر اليمة لا يمكن حصرها ابدا ، وبرغم كل ذلك إلا ان ميرفت كانت كلما تألمت نجحت ، وكلما هاجمها اليأس ضاعفت مجهودها ، وكلما واجهت تنمرا قاتلت من اجل ان تثبت انها بإعاقتها تستطيع ان تفعل مالم يقدر هذا المتنمر ضيف النفس على فعله ، كانت ميرفت محبة للعلم متخذة منه سلاحا فتاكا لكل اوجاعها ، كانت كلما انتقلت لمرحلة جديدة تبهر كل من حولها بتفوقها وإصرارها على النجاح والتميز ، حصلت على المركز الأول على محافظتها فى الثانوية العامة واختارت ان تدرس بكلية الطب البيطرى بجامعة اسيوط ، عانت كثيرا فى الحركة والتنقل ولكن روحها المقاتلة كانت مصممة على استكمال المسيرة ، ذاع صيتها فى الجامعة لشدة تفوقها وتميزها فى البحث العلمى حتى انها بعد تخرجها بتفوق استكملت رحلة الدراسات العليا وحصلت على دكتوراة فى امراض الدواجن ، ثم اختيرت الدكتورة ميرفت كمدير إدارة الرعاية والعلاج بمديرية الطب البيطرى ليستفيدوا من خبرتها وابحاثها فى المجال البيطرى ، واختصرت الدكتورة ميرفت مسيرتها قائلة « ايقن ان الله يمنح كل إنسان طاقة لمواجهة إبتلائه ، ولذلك فإن ذوى الإعاقة لديهم طاقات مضاعفة عن الأصحاء لأن ابتلاءهم اشد المهم هو ان يستغل الإنسان منح الله له ويؤمن انه طالما إختار ان يسعى واراد ان ينجح فلن يضيع الله اجره ابدا
«رامز».. سيناريست وكاتب بعد معاناة مع التنمر
رامز عباس او كما يذاع صيته «الأصم الناطق» كان رامز يتعرض للتنمر وسط زملائه لضعف سمعه ومع الوقت فقد سمعه تماما ، لم يكن رامز طفلا عاديا بل كان صاحب شخصية مميزة بين اقرانه رغم سخريتهم الدائمة من إعاقته ، كان دؤوبا منذ صغره يحب القراءة كثيرا يتخذ من القلم والورقة رفيقا فى رحلته ، كان رامز يتيم الأم منذ ان كان رضيعا ، وقامت عمته براعيته ، يقول رامز « منذ ان تعلمت القراءة والكتابة ولم اعد القى بالا لتنمر الزملاء او لرفقة الأصدقاء فقد اصبح الكتاب هو صديقى المفضل الذى دائما يجيبنى على كل مااريد معرفته ، والقلم يسمعنى جيدا فى كل مااريد قوله تستطيع الورقة ان تمتص كل المشاعر التى لا يستطيع البشر فهمها ،صنع رامز عالمه الخاص ، وتميز فيه وقاتل من اجل ان يسمعه كل العالم من خلال القلم ، اصبح رامز الآن سيناريست وكاتب مشهور لمقالات فى عدد من الصحف.
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ..سند وظهر
د. ممدوح: كسر حاجز التمييز
نهى بكر: الدمج يعكس الوعى المجتمعى
شيحة: تعظيم الحق فى العمل الملائم
ليست مصادفة أن يوضع ملف «ذوى الهمم» فوق جميع الملفات على طاولة الحكومة، التى تسعى لتحقيق رؤية مصر 2030، وهى تخطو بدأب لتصبح بعد سنوات قليلة فى مصاف الدول المتقدمة، فى حين أنه لا تقدم بدون الارتقاء بكافة جميع فئات المجتمع، وأهمهم الأشخاص ذوى الإعاقة، وتحقيق المساواة والعدالة لهم فى مختلف مجالات الحياة، لينتصروا لأنفسهم، ويساهموا بدورهم فى خدمة الطن.
د. محمد ممدوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان والمشرف على وحدة ذوى الإعاقة بالمجلس، يؤكد أنّ «تعزيز حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة يُمثّل أحد أهمّ أولويات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أطلقتها الدولة المصرية، إيمانًا منها بضرورة توفير حياة كريمة لجميع المواطنين دون تمييز».
ويسلط الضوء على جملة من الأهداف التى تُشكل جوهر هذه الاستراتيجية فى مجال حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وتشمل التعليم و ضمان حصول جميع الأطفال ذوى الإعاقة فى تعليمٍ مُتّسعٍ وشاملٍ، وتوفير بيئة تعليميةٍ آمنةٍ ومُلائمةٍ لاحتياجاتهم، والرعاية وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة لهم، إضافة إلى توفير فرص عملٍ مناسبةٍ للأشخاص ذوى الإعاقة، والتى ستنعكس على زيادة انتاجهم، وفعاليتهم فى المجتمع وتمكينهم من المشاركة فى الحياة الاقتصادية بشكلٍ مؤثر ، وتعزيز مشاركتهم فى مختلف الأنشطة والفعاليات العامة، وتمكينهم من اتخاذ القرارات التى تُؤثّر على حياتهم.
تحقيق مكتسبات
يشير ممدوح إلى أنّ هذه الأهداف تُترجم إلى مجموعةٍ من المبادرات والبرامج التى تُنفّذها الدولة المصرية على أرض الواقع، مّا يُساهم فى تحقيق التقدم فى مجال حقوق ذوى الهمم، ومن بين أهمّ المكتسبات التى تحقّقت فى هذا المجال ، ازدياد معدّل دمج الطلاب ذوى الإعاقة فى التعليم، حيث وصلت نسبة دمجهم فى المدارس الحكومية إلى نسب متقدمة مع توفير المعلمين المُؤهّلين والأدوات المُساعِدة اللازمة.
ويوضح أهمية تحسين نوعية الخدمات الصحية المقدّمة للأشخاص ذوى الإعاقة، من خلال إنشاء وحداتٍ صحيةٍ مُخصّصةٍ لهم فى مختلف المستشفيات، وتوفير الأدوية والعلاجات اللازمة، مع ارتفاع معدّل توظيفهم ، بفضل سنّ قوانين تُلزم الجهات الحكومية والخاصة بتوفير فرص عملٍ لهم، وتقديم حوافزٍ ماليةٍ للشركات التى تُوظّفهم، وتزايد مشاركة الأشخاص ذوى الإعاقة فى الحياة العامة، من خلال تخصيص مقاعدٍ لهم فى المجالس النيابية والمحلية، وتسهيل مشاركتهم فى مختلف الأنشطة والفعاليات العامة.
ومع ذلك، يُقرّ ممدوح بأنّه لا تزال هناك بعض التحديات التى تواجه تحقيق الحقوق الكاملة لذوى الهمم فى مصر وهى تغيير النظرة المجتمعية للأشخاص ذوى الإعاقة، وكسر حاجز التمييز ضدهم ، والسعى لنشر الوعى بين افراد المجتمع من اجل مساعدتهم فى الحصول على حقوقهم .
ويُؤكّد الدكتور ممدوح على أنّ الدولة المصرية تُدرك هذه التحديات، وتعمل جاهدةً على التغلب عليها من خلال نشر الوعى بثقافة حقوق الإنسان بشكلٍ عام، وحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة بشكلٍ خاص، من خلال مختلف وسائل الإعلام ، فضلا عن تعزيز التعاون بين جميع الجهات المعنية، بما فى ذلك الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، لضمان دمج الأشخاص ذوى الإعاقة فى مختلف المجالات من اجل الوصول للجمهورية الجديدة التى يحلم بها ويستحقها جميع المصريين.
قاعدة بيانات
ويحدد عصام شيحة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان نقاط تعزيز الاشخاص ذوى الهمم تعظيم حقهم فى العمل الملائم عبر تطبيق نسبة ال5% المقررة لتشغيلهم وفقا لقوانين ذوى الاعاقة ، واعداد قاعدة بيانات موحدة ومحدثة عنهم ، وكذلك توفير فرص للتدريب والتأهيل المهنى لهم .
ويوضح أن الدولة قد بذلت جهدا كبيرا فى ملف ذوى الاعاقة والذى شهد تطورا ملحوظة منذ صدور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان عام 2021 ، وكانت ابرز التدابير والسياسيات التى قامت بها الدولة ، الحد من الاعاقة وبرامج الصحة الوقائية ، حيث ان وزارة الصحة تعمل على توفير الالبان العلاجية للاطفال المصابين بامراض التمثيل الغذائى ، كما بذلت جهدا فى برنامج الاكتشاف المبكر لنقص هرمون الغدة الدرقية ، وهو احد برامج الحد من الاعاقة الذهنية .
كذلك تقدم وزارة التضامن الاجتماعى خدمات الرعاية الطبية والنفسية لذوى الاعاقة عبر الاكتشاف المبكر للاطفال ذوى الاعاقة وتعديل السلوك ، بالاضافة الى خدمات الرعاية الصحية ، حيث قامت وزارة الصحة بتوفير كافة الاجراءات التيسيرية لتوفير كافة الخدمات للابنية الخاصة بها لخدمة اصحاب الاعاقة الحركية ، بالاضافة الى مراعاتها لوجود مطلع مائل منحدر وتم انشاء اول مركز لاضطراب طيف التوحد ، كما تم انشاء اقسام للتدخل الجراحى لاصلاح الاعاقات الحركية للاشخاص ذوى العاقة فى مستشفيات التأمين الصحى .
اما بالنسبة لسياسات التعليم الموجه لذوى الاعاقة تم تطبيق التعليم الدامج للاشخاص ذوى الاعاقة واتاحة فرص التعليم عبر تقنيات تكنولوجية معينة وتضمين علوم الاعاقة كأحد التخصصات العلمية بالجامعات .
ويضيف شيحة: تم ادراج المفاهيم الاساسية للاعاقة فى جميع المناهج التعليمية وتطوير مناهج التربية الخاصة ، كما يتم عمل تدريبات تخصصية ونوعية للمعلمين للتعامل مع ذوى العاقة وعقد لقاءات توعوية لنشر ثقافة الدمج ، واطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة «قادرون بإختلاف» لرفع الوعى المجتمعى لكيفية التعامل مع الاشخاص ذوى الاعاقة وذلك بكونهم شريك اصيل فى المجتمع .
ويضيف: هناك عدة امتيازات اقتصادية يتمتع بها ذوى الهمم منها عدد من التيسيرات للمترددين على المحاكم من الاشخاص ذوى الاعاقة حيث خصصت عددا من الموظفين المدربين على التعامل مع ذوى الاعاقة بجميع المحاكم ومكاتب الشهر العقارى.
كما اوضح ان الدولة تستمر فى صرف كافة المساعدات الاجتماعية من خلال برنامج «تكافل وكرامة» ونسب المتستفيدين من ذوى الهمم تصل ل 29 % ، وكذلك توزيع البطاقات والخدمات ، وفى النهاية دائما يعمل المجلس القومى لشئون الاعاقة على تنظيم انشطة متنوعة بالدورات المختلفة بمعرض الكتاب الدولى للكتاب وذلك بهدف تنمية وعى رواد المعرض بحق الاشخاص ذوى الهمم فى حياة ثقافية عادلة وكذلك القاء الضوء على ابداعاتهم ومواهبهم الفنية.
مبادرات رئاسية
وتشيد د. نهى بكر عضو المجلس القومى لحقوق الانسان بحرص الدولة المصرية فى دستور عام 2014، على ضم مجموعة من المواد التى تؤسس الإطار التشريعى لتمكين الأشخاص ذوى الهمم. وتم ترجمة ذلك من خلال إنشاء «المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة» بقرار الرئيس السيسى رقم 11 لسنة 2019، الذى يهدف لتعزيز وتنمية وحماية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة وإصدار القانون رقم 200 لسنة 2020 بشأن إنشاء «صندوق دعم الأشخاص ذوى الإعاقة» برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
وتشير بكر الى أن إطلاق الدولة المبادرة الرئاسية «دمج.. تمكين.. مشاركة» وإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى تخصيص عام 2018 ليكون عام ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر منبعث من إيمان الدولة وقيادتها السياسية بأهمية الالتفات الى متطلبات ذوى الهمم والسعى لارتقاء بهم . .
وتفعيلا لهذا الملف خصصت الدولة لذوى الاحتياجات الخاصة نسبا لتمثيلهم الدائم داخل مجلس النواب. واستخدام طريقة برايل للتيسير على ذوى الإعاقة البصرية فى إبداء آرائهم فى التعديلات الدستورية لعام 2019. كذلك إنشاء صندوق «قادرون بإختلاف» لدعم الأشخاص ذوى الإعاقة الصادر بالقانون رقم 200 لسنة 2020
وتستطرد: منتديات شباب العالم شهدت مشاركة واسعة من ذوى الاحتياجات الخاصة وتوجيه الرئيس السيسى بتقديم الدعم لموارد صندوق «عطاء» لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بمقدار 100 مليون جنيه والذى يعد خطوة جادة فى اتجاه ادماجهم فى المجتمع .
وتضيف: الدولة عملت على تطبيق معايير «كود الإتاحة» لتسهيل الطرق وحركة السير لذوى الهمم. والعمل على الخطة الوطنية للأشخاص ذوى الإعاقة»، والتى تشمل جوانب صحية وتعليمية وثقافية، تتكامل مع ما جاء فى «الإطار الاستراتيجى والخطة الوطنية للطفولة والأمومة وهو ما يؤكد تكافل وتعاون كافة المؤسسات من اجل الوصول لنفس الهدف.
وتشير الى أن وزارة الاتصالات تعمل على تطوير تطبيقات ذكية لمساعدة الأشخاص ذوى الإعاقة على التوظيف، وهو ما أدى إلى اختيار مصر ضمن العشر دول الأكثر ابتكاراً فى مجال سياسات توظيف الأشخاص ذوى الإعاقة. بالاضافة لمسابقة «تمكين» التى تسعى لتحفيز المبتكرين والشركات الناشئة لتطوير البرمجيات وتطبيقات الهواتف المحمولة والتكنولوجيا المساعدة باللغة العربية، ضمن التزام الدولة بتطبيق ما جاء بقانون الأشخاص ذوى الإعاقة. وإلزام جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية وقطاع الأعمال وكل صاحب عمل ممن يستخدم 20 عاملًا فأكثر بتعيين 5% من عدد العاملين على الأقل من الأشخاص ذوى الإعاقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.