أخيرًا.. وبعد 467 يومًا من حرب الإبادة على قطاع غزة، تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، 15 شهرًا ويزيد ارتكبت فيها كل جرائم الحرب الممنهجة وأعمال الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، حتى فى مراكز الإيواء ومراكز «الأونروا»، وحشية إسرائيلية أردت أكثر من 50 ألف شهيد، وأكثر من 120 ألف جريح، وقطاع ممزق أصبح لا يصلح للحياة، عمليات تهجير قسرى، مجاعة فى الشمال، ولا مدارس ولا جامعات أو مستشفيات أو حتى طرق، 80% من البنية تهدمت سواء كليًا أو جزئيًا. وبعد تلك الحرب التى لا منتصر فيها، ولا مهزوم غير سكان القطاع المكلوم، ادعو الله بكل خوف وقلق أن يتمسك الطرفان ببنود الاتفاق ومراحله، أن ينتهى هذا الجنون، أن تتم محاكمة بنيامين نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية، التى أصدرت أمرًا باعتقاله هو ووزير دفاعه. وأن تتعلم «حماس» الدرس جيدًا أن المغامرة أو المقامرة بأرواح المدنيين العزل فوق الأرض، لن تؤدى إلى نصر طالما أنها والسلطة الفلسطينية ليسا على قلب رجل واحد، فالتشتت والتشظى الفلسطينى هو أول عدو للقضية، التى يجتمع عليها العرب من المحيط إلى الخليج. استطاعت مصر من اليوم الأول أن تلعب الدور الأهم، وهو إفشال مخططات نعرفها جيدًا منذ سنوات، بتهجير 2 مليون فلسطينى إلى سيناء، وقفت مصر حائطًا مانعًا ضد مخطط تصفية القضية الفلسطينية، بتصفية أصحابها بين شهيد وجريح ومُهجر، قدمت مصر كل المساعدات الطبية والغذائية لغزة، وكشفت أمام العالم تعنت إسرائيل فى دخول المساعدات، كما لعبت مع قطر والولايات المتحدة دور المفاوض الرئيسى بين حماس وإسرائيل، على مدار عام ونصف العام حتى وصلنا إلى الاتفاق النهائى، الذى تم وضع آليات تنفيذه الأخيرة فى القاهرة الجمعة الماضية، متحملة كل التطاول والاتهامات الجوفاء، دائمًا الدولة المصرية تمتلك الرؤية الصائبة، التى يؤمن بها الجميع، لكن للأسف بعد فوات الوقت. اليوم وفى الثانية عشرة ظهرًا، آلة الحرب صمتت للمرة الأولى ليعيش أهل غزة بلا خوف منذ 7 أكتوبر من العام قبل الماضى، لندعو الله أن يديم السلام عليهم وعلى كل العالم.