يبدأ اليوم سريان اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتبدأ عمليات إنقاذ أهالى القطاع، المحرومين منذ 15 شهرا، من الغذاء والدواء والمياه والكهرباء. وكعادتها منذ فجر التاريخ، استعدت مصر لإغاثة أبناء غزة، وأعد الهلال الأحمر المصرى 1000 شاحنة، كى تكون جاهزة لدخول القطاع فور تطبيق الاتفاق. الأمر لن يتم بيسر وسلاسة، فقد اعتدنا من الاحتلال الصهيوني، وضع العراقيل، واختلاق العقبات، وعدم الوفاء بالوعود. لكن ضمانة الوسطاء الثلاثة، مصر وقطر وأمريكا، قد يخفف من سياسات الاحتلال الملتوية ويقلل من عراقيله. المرحلة الأولى من الاتفاق، تستمر 42 يوما. يتم خلالها تبادل الأسرى والمحتجزين، وإعادة تموضع قوات الاحتلال، خارج المناطق السكنية المكتظة، والسماح بدخول شاحنات المساعدات الإنسانية، وكذا السماح بعودة النازحين من شمال القطاع ووسطه إلى أماكن سكناهم. ما أتمناه من الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع، حدوث هبة إنسانية لتقديم كل ما يحتاجه أهالى غزة، من غذاء ودواء وغطاء وخيام، لعل ذلك يعالج أوجاع الضمائر التى عجز أصحابها عن وقف حرب الابادة الجماعية، ضد أطفال ونساء وشيوخ القطاع، الذين فقدوا أكثر من 45 ألف إنسان، بسبب الضربات الغاشمة لجيش الاحتلال، الذى لم يستثن مستشفى أو مدرسة أو دار إيواء من أسلحته وقذائفه التدميرية. أثق كل الثقة، أن مصر التى استجابت لنداء الإغاثة من الخليفة عمر بن الخطاب، فى عام الرمادة. وأمر واليها انذاك عمرو بن العاص، بتجهيز قافلة طويلة، يكون أولها فى المدينةالمنورة وآخرها فى الفسطاط، أثق أنها قادرة على إغاثة غزة. وقد فعلت ذلك خلال فترات الهدن السابقة ، حتى ساهمت بأكثر من 75% من جملة المساعدات التى دخلت القطاع. لكن الوضع هذه المرة أشد مرارة، فقد الغزاويون كل شىء، وتحولت المبانى والمزارع والمصانع والمتاجر إلى ركام. ما يستلزم تكاتفا دوليا، لإنقاذ أكثر من مليونى فلسطينى فى القطاع، من الضياع، وليكن لسان كل عربى، مسلما كان أو مسيحيا، لبيك غزة، لبيك غزة.