شهدت الساحة السياسية مؤخراً إعلاناً جديداً أثار اهتمام الأوساط السياسية والاجتماعية، وهو تأسيس حزب الجبهة الوطنية، كأحدث إضافة إلى المشهد الحزبي في البلاد، ويأتي هذا الحزب في وقت تشهد فيه مصر حراكاً سياسياً يهدف إلى تعزيز التعددية الحزبية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وتم تأسيس حزب الجبهة الوطنية بهدف المساهمة فى بناء نظام سياسى أكثر شمولية وتمثيلاً لمختلف فئات الشعب المصرى. يُركز الحزب على تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها تعزيز الوحدة الوطنية عبر التأكيد على قيم المواطنة والمساواة بين جميع المصريين، وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تقديم حلول مبتكرة لقضايا الفقر والبطالة، وتحسين الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، والإصلاح الاقتصادى عبر دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الاستثمار فى القطاعات الإنتاجية، بالإضافة إلى تمكين الشباب والمرأة عبر إتاحة الفرصة لهم لتولى المناصب القيادية والمشاركة الفعّالة فى صنع القرار. ◄ قائمة الأحزاب يُضاف حزب الجبهة الوطنية إلى قائمة الأحزاب المصرية ال 87 حزباً، منها 14 حزباً ممثلاً فى البرلمان الحالى، يتصدرها حزب مستقبل وطن بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب الشعب الجمهورى ب50 مقعداً، ثم حزب الوفد ب39 مقعداً، وحزب حماة الوطن ب27 مقعداً، وحزب النور ب11 مقعداً، وحزب المؤتمر ب8 مقاعد. يتكون حزب الجبهة الوطنية من قيادة مركزية تضم مؤسسين وخبراء فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى لجان متخصصة تعمل على دراسة القضايا المختلفة وتقديم الحلول المناسبة لها، ويولى الحزب أهمية خاصة لتكوين قاعدة جماهيرية فى جميع المحافظات، لضمان تمثيل حقيقى لجميع فئات المجتمع. وأعلن حزب الجبهة الوطنية أسماء الهيئة التأسيسية، وتضم ضياء رشوان والدكتورة سحر نصر والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب السابق، وداليا عثمان عضو مجلس النواب والنائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب وطاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق وإيمان كريم رئيس المجلس القومى لذوى الإعاقة ومحمود شعراوى وزير التنمية المحلية السابق ومدحت العدل، والنائبة فريدة الشوباشي ونهى طلعت عبدالقوى عضو القومى لحقوق الإنسان، والكاتب محمود مسلم عضو مجلس الشيوخ، وعصام الدين إبراهيم جمعة رجل الأعمال، والدكتور محمد ربيع رجل الأعمال والسيد القصير وزير الزراعة السابق ويوستينا رامى عضو تنسيقية شباب الأحزاب وعادل لبيب وزير التنمية المحلية الأسبق وأشرف زكى نقيب المهن التمثيلية والمستشار علاء فؤاد وزير المجالس النيابية السابق وشوقى علام مفتى الجمهورية السابق. وبعد التدشين شهدت مكاتب التوثيق والشهر العقاري المميكنة فى العديد من المحافظات إقبالا كبيرا من المواطنين عليها، لتحرير التوكيلات لتأسيس حزب الجبهة الوطنية، من أجل استيفاء الشروط القانونية اللازمة، لإنشاء الحزب الجديد، وفقًا للدستور المصرى الذى يشترط جمع 5 آلاف توكيل لتأسيس أى كيان سياسى. ◄ الجزار: نسعى لتقديم أطروحات وإثراء الأفكار بدلاً من السعى للأغلبية بالبرلمان ◄ إثراء الأفكار قال الدكتور عاصم الجزار، وكيل المؤسسين لحزب الجبهة الوطنية، وزير الإسكان السابق، إن حزب الجبهة الوطنية يسعى لتقديم أطروحات وإثراء الأفكار بدلاً من السعى للأغلبية داخل البرلمان، أضاف الجزار، أن حزب جبهة الوطنية يسعى لتطوير السياسة المصرية وتعزيز الأفكار وليس الاستقطاب، مصر بحاجة إلى إعادة النظر فى تطوير الجبهات السياسية لتعزيز مصداقيتها. وأكد أنه كان لابد أن يكون هناك كيان يضع مخرجات الحوار الوطنى حيز التنفيذ ويعمل بشكل أو بآخر على تحسين الحياة السياسية، وكانت أهم القضايا هى العمل بشكل حثيث لرد الاعتبار لكلمة السياسة. وأشار إلى أنه تم عمل مجموعة من اللقاءات مع مجموعات مختلفة من النخب السياسية والاقتصادية والرياضية والعلمية والفنية والمثقفين، والنقاشات استمرت حوالى أكثر من شهرين وتم عمل أكثر من 10 لقاءات مع مجموعات كبيرة من الشباب، وفى النهاية بعد التفكير اتضح أننا قادرون على عمل كيان جديد يبدأ وبعد ذلك يأتلف مع كيانات أخرى. يسعى الحزب إلى خوض الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة، ليكون صوتاً يعبر عن طموحات الشعب المصرى فى تحسين أوضاعه المعيشية وتعزيز مكانة مصر إقليمياً ودولياً. كما يخطط الحزب لتنظيم حملات توعية وتدريب سياسى للشباب، بهدف رفع مستوى الوعى العام بالقضايا الوطنية. ◄ اجتماعات تحضيرية وعقد حزب الجبهة الوطنية نحو 8 اجتماعات تحضيرية الشهر الماضى، وتعمل هيئته التأسيسية، التى تضم وزراء ونواباً ومسئولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسميًا، وكما هو الحال مع أى كيان جديد، يواجه حزب الجبهة الوطنية تحديات تتعلق بترسيخ وجوده على الساحة السياسية وكسب ثقة المواطنين فى ظل المنافسة القوية بين الأحزاب. ومع ذلك، يعوّل مؤسسو الحزب على قدراتهم التنظيمية ورؤيتهم الواضحة لتحقيق أهدافهم. ويُمثل تأسيس حزب الجبهة الوطنية فى مصر خطوة إيجابية نحو توسيع رقعة المشاركة السياسية وإثراء الحياة الحزبية، وإذا تمكن الحزب من تحقيق أهدافه وتعزيز حضوره فى المشهد السياسى، فإنه قد يصبح نموذجاً يُحتذى به فى العمل السياسى الموجه نحو خدمة الوطن والمواطن.