المراهقة هى مرحلة من مراحل الحياة يمر بها الإنسان، وهي مرحلة فريدة من نوعها في مراحل النمو، ولكن الآن اختلف سن المراهقة والبلوغ، فأصبح هناك نضوج لدى الأطفال، فنجدهم يتحدثون عن موضوعات تخص المشاعر والعواطف فى المرحلة الإبتدائية، وكنا نسمع هذه الأمور فى المرحلة الإعدادية والثانوية، بالتأكيد التبكير بسن المراهقة له أسباب، من أبرزها مواقع التواصل الاجتماعى والانفتاح بشكل كبير على كل شئ يحيط بنا. نستعرض خلال السطور التالية آراء الأطفال فى المرحلة الإبتدائية، للتعبير عن أنفسهم فيما يخص مشاعرهم وعواطفهم، وكيف يتعامل أولوياء الأمور مع ذلك، ورد خبراء علم النفس، عن كيفية التعامل الصحيح مع مرحلة المراهقة والبلوغ، خاصة عندما تكون المرحلة مبكرة لدى الأطفال . 3 أنواع من الحب أحمد فى المرحلة الإبتدائية قال: "المشكلة التى تقابلنا كجيل حاليا، هى إن أهالينا غير مستوعبين بأننا كبرنا وأصبح لدينا مشاعر نشعر بها، مش بس كده لأ وكمان يستهينوا باللى احنا بنقوله، وطبعا احنا محتاجين اللى يفهم كلامنا مش يقلل منه". "نحن كأولاد نشعر بمشاعر من ناحية البنات الموجودة حولنا سواء كانوا أصحابنا فى المدرسة أو فى العائلة مثلا، ولكن الأولاد فى قصص حبهم يختلفوا بينهم وبين بعضهم، النوع الأول، الأولاد اللى بيحبوا بجد، يعنى بيكونوا خايفين على البنت اللى بيحبوها، ودول عددهم قليل، النوع الثانى من الأولاد شايفين الحب روشنة أو مجرد احساس بالفراغ، أما النوع الثالث، وهما الأولاد الذين يمارسوا حب السيطرة، بمعنى أنه يحب بنت عشان يفرض شخصيته عليها".. هذا ما عبر عنه أحمد خلال تفسيره لمشاعر الحب والعاطفة التى يشعروا بها فى سن المراهقة. ورطة أولياء أمور وأكد على ماسبق خالد فى المرحلة الابتدائية، قائلا: "مش كل أولوياء الأمور بيحترموا مشاعرنا، أنا مثلا والدتى بتتريق على كلامى عن المشاعر، وبتقولى أنت لسه صغير على الكلام ده، عشان كده مش بحب اتكلم عن الأمور دى معاها، لكن والدى بيسمعنى وبيفهمنى أنه فى حاجات تنفع وحاجات تانية لأ". أما عن آراء أولوياء الأمور، فقالت نادية أحمد: "نحن كأولوياء أمور يتم وضعنا فى مواقف مع أبنائنا صعبة، نصل لمرحلة أننا غير قادرين على معرفة ما نقوله لهم عندما يعلنوا عن شعورهم بالحب". وأضافت ولاء سعيد قائلة: "دائما أحاول سماع أبنائى سواء البنات أو الصبيان وأصاحبهم حتى أكون قريبة من تفكيرهم". لمياء السيد أوضحت قائلة: "أرفض فكرة تصريح ابنى بأنه يحب بنت صاحبته فى المدرسة، وبالتالى أقول له أن هذا الفعل خطأ، وابنى يرفض طريقة كلامى، قائلا: "بيقولى زمنا مختلف عن زمانكو، وعادى اننا نحب ونتحب فى أى مرحلة من مراحل حياتنا". روشتة علم النفس خبراء علم النفس قدموا روشتة عن كيفية التعامل الصحيح مع مرحلة المراهقة والبلوغ لدى الأبناء، قالت الدكتورة إيمان عبد الله الاستشارى الأسرى، إن سن البلوغ الآن اختلف عن ما كان عليه الأمر قبل ذلك، فانتشار مواقع التواصل الاجتماعى والهواتف الذكية جعلت الأطفال ترى كل شئ مبكرا عن سنهم الطبيعى. وأضافت عبدالله: "أصبح هناك نضوج لدى الأطفال، وأصبحوا فى مرحلة عمرية تسبقنا بكتير، ولذلك لا يمكن الاستهانة بمشاعر الأطفال، لأن التعبير عن المشاعر مهم جدا. وأضحت أن هناك حالات عديدة تتردد على العيادات النفسية، ويكون علاجها بالمشاعر، فأغلب المشاكل النفسية لدى الأطفال، سببها عدم التعبير عن مشاعرهم، والمشاعر أساسية مثل الفرح، الحزن، الحب، والغضب والكراهية، فمن حق الإنسان وهو فى سنه الصغير، أن يعبر عن مشاعره، حتى تكون مفيدة له ولا تسبب ترسبات وعقد فى حياته، وتعوق نموه النفسى. وأكدت عبدالله على أن الطفل يحتاج للتعبير عن نفسه وعن مشاعره، ويبوح بحبه، لأن الحب هو مشاعر جميلة ومشاعر لا يتم كبتها بداخله؛ فهى مشاعر وجدانية جميلة، وتكون هذه الفترة المبكرة مؤقتة لدى الأطفال، ولكن الكبار هم من يغذوها بشكل إيجابى، والأفضل عدم تشويه هذه المشاعر الربانية التى تأتى بدون أى تجميل، ونعرف الأطفال بأن الحب شئ جميل، وأنهم يفهمونه بشكل مختلف عن مانفهمه، فالحب عند الصغار ليس بنفس طريقة تفكير الكبار. فهم متطلبات المرحلة نصحت إيمان عبدالله أستاذ علم النفس والعلاج الأسرى بعدم صد الأطفال فى مشاعرهم، وعدم منح الموضوع حجم أكبر من حجمه الطبيعى سواء بالسلب أو الإيجاب، حتى لا يدخل الطفل فى مشاعر حزينة. وأضافت: "على أولياء الأمور الانتباه عند التعليق على الكلام المتعلق بمشاعر الحب، لأن ذلك من الممكن أن يسبب له صدمة أو جروح من الأهل أو حزن وبكاء، وفى هذا التوقيت لا يستطيع البوح بمشاعره، فيصبح من المكبوتات فى مشاعره. "الطفل يكون فى حاجة لوالديه، وتعاملهم معه كصاحب، والاقتباس من خبراتهم للتعلم منهم، لأنهم ناضجين، فعندما يحكى الطفل مع والديه فى هذه الأمور يريد توصيل موضوع مهم"، هكذا أوضحت عبدالله، قائلة: "الطفل يريد أن يقول لوالديه أنا بقيت جزء منكم وجزء من خبرته أصبحت مثل والديه، لذلك فالطفل يحتاج التعرف على ضوابط هذه العلاقة، مع التأكيد على ضرورة التعبير عن مشاعره". وأشارت عبدالله إلى أن مرحلة الطفولة مهمة جدا فى تكوين شخصية الطفل ونموه النفسى، وبالتالى لابد من فهم هذه المرحلة التى تغذيه، وبالتالى تصنع حماية فى التعامل مع المجتمع ومع الأشخاص الآخرين وتقوى علاقته بالجنس الآخر، وبينه وبين نفس الجنس، لذلك لابد أن ينشأ شخص سوى وصحى فى التعامل مع البشر من خلال المراحل الأولى فى عمره، فلا نستهين بهذه المرحلة، خاصة من خلال المحيط الأسرى، فالأطفال مهما كانت تربيتهم ينبغى أن يكون هناك استعداد وتقبل لمشاعر أطفالهم. سمات شخصية الطفل "بالفطرة سيكون هناك حب لدى الطفل، والطفل عندما يحب يكون ذلك من سمات شخصيته، فمن سمات شخصيته إنه عندما يستشعر الحب سيكون لديه مرونة وسعة صدر، وحسن فى تصرفه، وبالتالى كل هذه الأشياء لابد من تغذيتها فى الطفل وعدم مهاجمته، لأن هذه المرحلة لها متطلبات نمائية مهمة لابد من الاستجابة لبعض الأمور والمحاور التى يدور حولها حديث الطفل، فلابد أن يكون من ضمن التطورات المعرفية وتطور الذات أن الطفل يعبر عن نفسه بشكل عام، وخاصة مشاعر الحب"، هكذا قالت الاستشارى الأسرى. وأضافت قائلة: "أكد خبراء علم النفس بأن الأطفال يكونوا فى حاجة لبعض الأمور النفسية أولها الحب، "عاوزين يحبوا ويتحبوا"، فالأطفال الذين يعيشون مع والديهم فى أجواء الحب، من أفضل الأمور، لأنه يشعر بحبه للآخرين وبالتالى هيكون عنده تشبع بمشاعر الحب". قالت إيمان عبدالله أن الميول الفطرية لدى الطفل، هى أنه يحب الولد فتاة أو البنت تحب ولد، وهذه هى الميول الفطرية السوية؛ "لأنهم مش هيروحوا يتجوزوا دلوقتى يعنى"، ولكن يبدأ فى متوسط العمر من سن 6 سنوات إلى 12 سنة، وهذا هو الشائع حاليا، وهذا هو السن الذى تحدث عنه رسولنا الكريم والذى نبه فيه بقوله: "فرقوا بين الأبناء فى المضاجع"، لأن هذا السن يكون فيه تمييز بين الذكر والأنثى، وهذا السن سن خطر، لأنه يفرز هرمونات متجددة ونشطة، وهو سن المراهقة أو البلوغ الجنسى. وأضافت عبدالله أن الطفل فى هذه المرحلة يكون يقظ فى مشاعره، وبالتالى لقصص الحب والغرام فى المسلسلات والأفلام، ولابد على الوالدين الرد على الأبناء فى هذه المرحلة من عمرهم، وعدم تجاهلهم أو التعظيم من الأمر، أى "لا تقليل ولا تفخيم ولا تهويل" فى المشاعر، فالعاطفة شئ جميل وجياش، نشجعه على أنه يحب ويتحب، حتى نعزز لديه أنه شخصية جذابة، ورد الفعل لابد أن يكون هادئ، لأن فى حالة الرد الهادئ يزيد الثقة بنفسه ويستطيع تقدير مشاعره وأحاسيسه ويكون متقبل لمن أمامه، فعندما يستمع الأب والأم لطفلهم يكون الطفل سوى ولا يحمل أى طاقة غضب أو كبت للمشاعر. مشاعر مؤقتة ونصحت الاستشارى الأسرى بالتقرب من الأطفال، والتعامل معهم كأصدقاء، وسؤالهم عن شعوره بالحب، فمرحلة الطفولة مليئة بالمشاعر ولكنها مؤقتة، وعلى الوالدين أن يتركوا طفلهم يعيش الود والصداقة والحب والمشاعر؛ لأن هذه المشاعر مؤقتة. ولابد من تجنب التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى والألعاب الإلكترونية، لأنها تساعد الطفل فى التحرك جسديا وذهنيا، وبدلا من ذلك من الممكن متابعة مسلسلات وأعمال مناسبة لسنه. قالت عبد الله إنه إذا تعامل الوالدين مع أبنائهم بشكل سوى بالتأكيد سيشعروا بالثقة والتفاعل الإيجابى والتحكم فى الذات، وبالتالى هيكون فى إشباع وتوازن فى العاطفة وتوازن بينه وبين الأسرة، ويستطيع معرفة الفرق بين الحب الخارجى وحب الوالدين واحترام الوالدين، أى أنه لا يمر بفترة تشوه ولا حرمان عاطفى. وأوضحت الاستشارى الأسرى بأن الاشباع العاطفى فى هذه الفترة مهم سواء من الوالدين أو الخارج حتى يكون سوى وغير منحرف مع التحكم فى الأمور وافهامهم أن هناك قوانين وروابط أسرية، وكلما تربى الطفل فى جو مستقر أسريا، والجو المحيط والمناخ المعتدل بدون إرهاب أسرى، فكل هذه الأجواء تجعله يشعر بالشبع العاطفى ويكون متزن ويختار شريك الحياة دون اضطرابات نفسية. الدكتور جمال فرويز قال إن مشاعر الأطفال لمرحلة المراهقة يرجع إلى مايتعرضوا له فى السويشيال ميديا، وعلى أولوياء الأمور أنهم يسمعون لأبنائهم ولا يظهروا موافقتهم ولا رفضهم للموضوع ، ويكون الموضوع عام، ويكون الرد عليهم التأكيد على أن "البنت دى أختك والولد ده أخوكى". وأضاف فرويز قائلا: "كنا نرى مشاعر المراهقة تظهر فى المرحلة الإعدادية والثانوية، ولكن الآن أصبح هناك حالة من الجرأة، وذلك بسبب السويشيال ميديا والهواتف المحمولة والتيك توك وكافة برامج التواصل الاجتماعى، فتكون النتيجة أن الأطفال يرون أشياء خاطئة، فهناك الآن فيديوهات لسيدات تعرض أنفسهن تثير الأطفال وأشياء أخرى كارثية. وأكد فرويز أن فكرة منع الأطفال من امتلاك الموبايل، كلام مطلق ولا يمكن تطبيقه بالشكل الصحيح ومن يستطيع تنفيذ ذلك يكون شخصية حادة وموسوسة مع أطفالها ويكرهوا الأبناء هذه الطريقة. وختم فرويز حديثه قائلا: "الظروف الحياتية حاليا إذا كان الأطفال ليس لديهم هاتف محمول يشعروا بالدونية، وأنهم أقل من باقى الأطفال، وبالتالى ثقتهم فى أنفسهم تقل ويصابوا بالاكتئاب، أيضا أصبح كل شئ يتعامل به الطفل من أجل التواصل وتبادل المواد الدراسية من خلال التلفون والواتس اب، ويكون كافة المعلومات على السويشيال ميديا، "احنا دلوقتى حياتنا كلها رابطنها بالموبايل".