مع اقتراب يوم تنصيبه في 20 يناير الجاري، يتحرك الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب في سباق محموم لوقف إطلاق النار في غزة. ويسعى ترامب، لتحقيق اختراق دبلوماسي يُفضي إلى وقف إطلاق النار بغزة وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس، في محاولة لتثبيت دوره كصانع سلام قبل استلامه رسميًا مقاليد السلطة، إلا أن هذه المساعي لا تزال تتأرجح بين الأمل والتعقيدات السياسية التي قد تعوق تحقيق نتائج ملموسة، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية. اقرأ أيضًا| مفاوض جديد على الساحة| هل يستطيع ترامب إنهاء حرب غزة خلال فترة رئاسته؟ ◄لقاءات مكثفة لمحاولة إنهاء الحرب في غزة والتقى المبعوث الأمريكي الجديد للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، المُعيّن من قِبل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطوة تهدف لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة، وخلال الاجتماع، جرت مناقشات حول إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس وتخفيف التوترات، وذلك في محاولة الوصول لحل سياسي قبل تغيير القيادة الأمريكية الحالية. ◄قطر.. وسيط أساسي في مفاوضات التهدئة وبحث ويتكوف، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التطورات الإقليمية وأهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولعبت قطر دورًا بارزًا كوسيط بين الأطراف المتنازعة، في حين أعلن مكتب نتنياهو عن إرسال مدير الموساد، ديفيد برنيا، إلى قطر لدفع المفاوضات بشأن صفقة الأسرى، وفقًا للصحيفة البريطانية ذاتها. ومن المتوقع أن يسهم وجود برنيا في تسريع إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، خاصةً في ظل الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب في ال 20 من يناير المقبل، بينما صرح مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، بأن المفاوضات الجارية «جادة للغاية»، مع فُرص حقيقية للتوصل إلى اتفاق قريب. ◄شروط حماس بالمرحلة الأولى لتبادل الأسرى ووفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، قدمت حركة «حماس» قائمة تشمل 34 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال وكبار السن، كجزء من المرحلة الأولى لتبادل الأسرى، في حين أكدت إسرائيل أن مصير هؤلاء الأسرى لا يزال غامضًا، ورغم الاجتماعات المكثفة، لا تزال فجوات كبيرة بين الأطراف تعيق التوصل إلى وقف إطلاق النار. اقرأ أيضًا| مذكرة اعتقال نتنياهو.. لماذا يخشى رئيس وزراء الاحتلال منصة المحكمة؟ ◄وقف إطلاق نار قصير الأمد.. أمل لم يكتمل ورغم مرور 15 شهرًا على الحرب في غزة، لم يتحقق سوى وقف إطلاق نار قصير الأمد في الأسابيع الأولى من النزاع، منذ ذلك الحين، تعثرت المفاوضات، ما يعكس تعقيد الملفات المطروحة، حيث تصر «حماس» على اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بغزة، بينما تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى صفقات جزئية بالقطاع مع الاحتفاظ بحق استئناف القتال. ولاقت هذه الاستراتيجية لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، انتقادات واسعة، حيث يرى البعض أن التعنت الإسرائيلي يُعرقل تحقيق وقف إطلاق النار ويُضاعف معاناة الفلسطينيين مع استمرار الحرب في غزة والقصف الإسرائيلي الغاشم المتواصل على أنحاء القطاع المنكوب، في حين جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأخيرة، التي توعّد فيها حماس بدفع «ثمن باهظ» إذا لم تُطلق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير الجاري. ◄رهانات نتنياهو على ترامب وفي إسرائيل، تتهم المعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بتعمد تعطيل أي اتفاق انتظارا لتولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، وسط تصاعد غارات الاحتلال التي أسفرت عن استشهاد نحو 100 فلسطيني في نهاية الأسبوع الماضي لتصل حصيلة الشهداء بقطاع غزة إلى 46565 حتى اليوم، فيما يراهن نتنياهو على أن دعم ترامب قد يُجبر «حماس» على القبول بشروط إسرائيلية، بحسب الصحيفة البريطانية ذاتها. بينما تتواصل الغارات الإسرائيلية، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ظروفًا مأساوية، يعيش أغلبهم في ملاجئ وخيام مؤقتة وسط الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي تعكس الحاجة لوقف إطلاق النار، ليس فقط لوقف إراقة الدماء، ولكن لإنقاذ السكان الفلسطينيين من كارثة إنسانية تفاقمت مع استمرار النزاع.