فى مسيرتها الطويلة، لم تكن ليلى علوى مجرد نجمة تتقن أدوارها، بل كانت دائمًا مرآة تعكس تناقضات النفس البشرية وصراعاتها، وفى فيلمها الجديد «المستريحة» الذى عرض مؤخرًا بدور العرض، تقدم لنا مغامرة سينمائية جديدة، حيث تمزج الكوميديا بالفلسفة، وتتحول الأحداث إلى رحلة وجودية تبحث فيها البطلة عن المعنى وسط زحام الحياة. تكشف ليلى علوى ل«أخبار اليوم» عن أسباب حماسها لفيلم «المستريحة» وحقيقة حرصها على تقديم أعمال كوميدية فى الفترة الأخيرة. فى البداية أكدت الفنانة ليلى علوى أنها تبحث دائما عن الأدوار الجديدة والمختلفة، حيث تجسد شخصية «شاهيناز المرعشلى» من خلال أحداث «المستريحة»، الذى يشهد التعاون الرابع بينها وبين الفنان بيومى فؤاد، فى تجربة مختلفة تمامًا عن أعمالها السابقة. وتقول ليلى علوى عن سبب حماسها لتقديم الفيلم: «شاهيناز» الشخصية التى أجسدها من خلال «المستريحة» أقدمها للمرة الأولى خلال مشوارى الفنى، وهذا السبب هو ما جذبنى للعمل، أحببت الشخصية جدا، وأشعر أنها واحدة من أجمل الأدوار التى قدمتها فى مسيرتى، فهى ليست فقط نصّابة، بل إنسانة تحمل فى داخلها تناقضات كبيرة، هذا الدور أعطانى فرصة لاستكشاف أعماق جديدة بين الكوميديا والدراما، وبين الهروب والمواجهة، فالشخصية عبارة عن محتالة شهيرة تعود إلى مصر بعد عشرين عامًا من الهروب لتأخذ ماسة ثمينة دفنتها قبل مغادرتها، ولكن من خلال الأحداث تحدث العديد من المفاجآت لم تتوقعها، حيث إن المقبرة التى كانت توجد بها الماسة قد تم نقل الجثث منها، لتبدأ رحلة بحث مليئة بالمغامرات الكوميدية، بمساعدة أبنائها. اقرأ أيضًا| أبرزهم يسرا وليلى علوي.. إلهام شاهين تحتفل بعيد ميلادها وسط نجوم الفن وتضيف ليلى: هذه الحبكة البسيطة تخفى فى طياتها رحلة نفسية أعمق، حيث تصبح الماسة رمزًا لماضٍ ضائع، والبحث عنها محاولة لإعادة بناء الذات، شخصية «شاهيناز» ليست مجرد امرأة تبحث عن كنز، إنها انعكاس لكل شخص يطارد شيئًا فقده، سواء كان هذا الشيء حلمًا، ذكرى، أو حتى شعورًا بالانتماء، فى قلب هذا الفيلم، تتجلى عبقرية الكوميديا كأداة لفهم الحياة، تضع الكوميديا «شاهيناز» فى مواقف عبثية تدفع الجمهور للضحك، لكنها تحمل رسائل أعمق عن الصراعات اليومية. وتروى ليلى علوى مشهدًا مؤثرًا فى الفيلم، حيث تقف شاهيناز أمام مرآة وتسأل بتهكم: «مين ليلى علوى دى؟ أحلى منى؟» تبدو الجملة فكاهية، لكنها فى جوهرها تأمل عميق فى الشهرة والهوية والزمن. وتقول ليلى: «ضحك الجمهور على المشهد ليس النهاية، بل البداية، أردت أن يشعروا بما تشعر به شاهيناز، التساؤل المستمر عن الذات، وعن مكانها فى هذا العالم». فى فيلم «المستريحة»، يأتى التعاون الرابع بين ليلى علوى وبيومى فؤاد، لكن هذه المرة مختلفة تمامًا، العلاقة بين شخصياتهما ليست ودية، بل يغلب عليها العداء والصدام. تصف ليلى علوى شراكتها مع بيومى بقولها: «بيومى ممثل ذكى جدًا، العلاقة بيننا فى الفيلم كانت مليئة بالتحديات، حيث تحولت العداوة بين الشخصيات إلى طاقة تضيف للعمل الكثير، كيمياؤنا انعكست على كل مشهد، مما أضفى على الفيلم طابعًا كوميديًا عميقًا». أما فيما يخص ما وراء الكاميرا وكواليس التصوير، فكان المخرج عمرو صلاح هو العقل المدبر الذى قاد فريق العمل بروح هادئة ومنظمة، تحدثت ليلى عن أجواء التصوير بوصفها: «رحلة من الإبداع الجماعى، وكواليس مليئة بالحب والكوميديا».. وتستطرد ليلى قائلة: «المخرج كان يعرف كيف يتحدث مع كل ممثل بطريقة تجعله يفهم دوره بعمق، كان يجعلنا نشعر وكأن كل مشهد هو لوحة فنية، وكل تفصيل فيه له أهمية». كما أشادت ليلى بزملائها فى الفيلم، مثل مصطفى غريب، محمود الليثى، عمرو وهبة، ونور قدرى، قائلة: «كل واحد منهم أضاف روحًا خاصة للفيلم، كانت تجربة مليئة بالحب والإبداع».. تسيطر على الفيلم أجواء من العبثية المحببة، حيث تتقاطع اللحظات المضحكة مع المواقف الإنسانية العميقة، وتقول ليلى علوى: «لم يكن هدفنا فقط إضحاك الجمهور، بل جعلهم يفكرون أيضًا، أردنا أن نظهر كيف يمكن للضحك أن يكون وسيلة للتأمل والتغيير، فى أحد مشاهد الفيلم، تسخر شاهيناز من حياتها، ومن نفسها، ومن كل شىء، تلك السخرية ليست سوى محاولة للتصالح مع الواقع». فى نهاية حديثها، عبرت ليلى علوى عن أمنياتها للعام الجديد، قائلة: «أرى فى فيلم المستريحة انعكاسًا لرغباتنا كبشر نحن دائمًا نبحث عن شىء، عن حلم، عن فرصة أتمنى أن يكون 2025 عام تحقيق الأحلام للجميع».