بعد استقالة رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، تبرز في طليعة المشهد أسماء بارزة تحمل شعلة رئاسة الوزراء الكندية، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات سياسية واقتصادية عميقة. تضم قائمة المرشحين المحتملين لمنصب رئيس وزراء كندا شخصيات متنوعة، أبرزهم محافظ بنك مركزي سابق قاد البلاد خلال أزمة 2008 بنجاح مذهل، ونال إعجاب الإعلام العالمي بشخصيته الكاريزمية التي شبّهها البعض بجورج كلوني، إلى جانبه، يبرز محامٍ ديناميكي يعرف ب"أرنب الطاقة"، ومؤلف أثار جدلاً واسعًا بكتاب أغضب الاستخبارات الروسية، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. اقرأ أيضًا| بعد استقالة ترودو.. «ذا نيويوركر» تسلط الضوء على «ترامبنة» السياسة الكندية في البداية، جاءت استقالة جاستن ترودو، نتيجة ضغوط داخلية من حزبه وواقع سياسي مأزوم، بعد ذلك، أعلن أنه سيغادر منصبه فور اختيار خليفة له، ما فتح الباب أمام انتخابات مبكرة يُتوقع إجراؤها قبل موعدها المحدد في أكتوبر، لكن.. التحدي القادم ليس فقط اختيار رئيس وزراء كندا الجديد، بل قيادة الليبراليين في مرحلة صعبة تتزامن مع احتمال عودة التوترات الدولية مع تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب عقب 20 يناير الجاري. iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="704" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/IXRAS7bsdaQ" title="ترامب يرفع "عصا الجمارك" لحماية الدولار" width="623" من غير الواضح إن كان الوزراء الكنديون الحاليون سيضطرون للتخلي عن مناصبهم بعد استقالة رئيس وزراء كندا، لكن كثير منهم يدرس الخيارات بين الاستمرار في مواقعهم أو الانضمام إلى السباق السياسي الجديد بعد تسلم رئيس وزراء جديد راية إدارة الحكومة الكندية، خاصة في ظل عودة ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وتهديداته بفرض تعريفات جمركية صارمة، ما يضع مستقبل الاقتصاد الكندي في دائرة الخطر، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. ◄كريستيا فريلاند.. من «وزيرة كل شيء» إلى زعيمة محتملة من بين الأسماء التي برزت على الساحة لتولي منصب رئيس وزراء كندا، كريستيا فريلاند، البالغة من العمر 56 عامًا، وهي صحفية سابقة درست في جامعة هارفارد وأكسفورد، وولدت في ألبرتا لعائلة أوكرانية الأصل، وأثارت اهتمام المخابرات السوفييتية أثناء دراستها في أوكرانيا، وحملت اسمًا رمزيًا هو "فريدا"، وقادت كوزيرة للخارجية، إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، ونالت احترام المجتمع الدولي. وفي الماضي، اختارها جاستن ترودو، لتكون نائبة لرئيس وزراء كندا ووزيرة المالية، ورغم إنجازاتها في إدارة الجائحة والسياسة الخارجية آنذاك، واجهت انتقادات بشأن السياسات المالية في البلاد، لكن اختلافها الأخير مع ترودو حول الاستعدادات لرئاسة ترامب دفعه إلى عرض منصب أقل أهمية عليها، لكنها رفضت واستقالت، معلنة مواقفها الواضحة. اقرأ أيضًا| رسوم ترامب تهدد استقرار كندا.. هل تنجح الحكومة في التصدي للأزمة؟ ◄مارك كارني.. من عالم الاقتصاد إلى السياسة من بين الشخصيات اللامعة لقيادة منصب رئيس وزراء كندا بعد تنحي جاستن ترودو، يبرز مارك كارني، الذي لطالما أثيرت التكهنات حول دخوله الساحة السياسية، وُلد في بلدة صغيرة شمال كندا، وشق طريقه المهني في عالم البنوك الاستثمارية مع "جولدمان ساكس" متنقلاً بين نيويورك وطوكيو، وكارني، الذي نال الثناء لإدارته كندا خلال الأزمة المالية عام 2008 عندما كان محافظًا لبنك كندا، تولى لاحقًا قيادة بنك إنجلترا كأول أجنبي في هذا المنصب. رغم افتقاره للخبرة السياسية المباشرة، لم يتردد كارني في التعبير عن آرائه بشأن قضايا كبرى مثل تأثير "بريكست" وضرورة تطبيق القانون خلال أزمة "قافلة الحرية"، ويُعرف بدعمه لسياسات المناخ والعمل الأخضر، حيث يشغل منصب مبعوث خاص للأمم المتحدة في هذا المجال، ما يعزز من مكانته كمرشح محتمل قوي لرئاسة وزراء كندا، وفقًا للصحيفة الأمريكية ذاتها. ◄ميلاني جولي.. من التحديات المحلية إلى السياسة العالمية كذلك كانت من بين الأسماء بالقائمة، ميلاني جولي، المحامية والسياسية البارزة، التي بدأت مسيرتها السياسية بخطوة جريئة عندما ترشحت لمنصب عمدة مدينة مونتريال الكندية، محققة المركز الثاني في الأصوات بين المرشحين آنذاك، مفاجئة الجميع بمهاراتها التنظيمية والسياسية، وبرزت كواحدة من أهم الشخصيات السياسية في كيبيك، إحدى أبرز ساحات المعركة الانتخابية لرئيس وزراء كندا المقبل. وعينها ترودو وزيرة للتراث الكندي في 2015، لكنها واجهت انتقادات أدت إلى خفض رتبتها في 2018، ورغم ذلك، عادت بقوة في 2021 كوزيرة للخارجية، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في قضايا عديدة بالبلاد وخارجها، ومن جهة أخرى، يراها بعض المنتقدين غير كفؤة، بينما يصفها آخرون بأنها دبلوماسية طموحة ذات تأثير. ◄فرانسوا فيليب شامبانيا.. «أرنب الطاقة» يُعرف فرانسوا فيليب شامبانيا بلقب «أرنب الطاقة» لشخصيته الديناميكية التي لا تعرف التوقف ليبرز بين قائمة الأسماء المحتملة لمنصب رئيس وزراء كندا، وهو يشغل منصب وزير الصناعة، وقد سافر العالم ليعزز استثمارات كندا في مجالات حيوية مثل سلسلة توريد المركبات الكهربائية، مقدمًا كندا كبديل اقتصادي مرن أمام الحمائية الأمريكية، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. قاد شامبانيا، المحامي المدرب، استراتيجية "فريق كندا"، التي جمعت المسؤولين الكنديين والأمريكيين لتجنب السياسات التي قد تضر بمصالح كندا، ويُعرف بقدرته على تعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية و"ربط النقاط" كما وصفها في لقاء سابق، ما يجعله خيارًا محتملًا لمنصب رئيس وزراء كندا. اقرأ أيضًا| ترودو ردًا على ترامب: كندا لن تكون أبدًا جزءً من أمريكا ◄رئيس وزراء كندا القادم.. من يحمل الشعلة؟ بين خبرة مارك كارني الاقتصادية، ودبلوماسية ميلاني جولي الطموحة، وديناميكية فرانسوا شامبانيا، لا شك أن كندا على أعتاب حقبة سياسية جديدة، فرئيس وزراء كندا المقبل لن يواجه فقط تحديات داخلية، بل إنه سيكون مسؤولا عن ملفات حساسة كالعلاقات مع الولاياتالمتحدة، وقضايا المناخ، والنهوض بالاقتصاد العالمي. بينما يقترب موعد اختيار خليفة جاستن ترودو، يُطرح تساؤل كبير، هل سيستطيع رئيس وزراء كندا القادم سد فجوة الثقة مع الشعب الكندي؟، ليبرز بيير بواليفير، زعيم المحافظين منذ 2022، كمرشح قوي في مواجهة الليبراليين، مستندًا إلى شعبيته المتزايدة ومهارته في التواصل مع المواطنين،، لكن أسلوبه المثير للجدل لا يزال يثير انقسامات. ومن جهة أخرى، فإن قرار ترودو تعليق أعمال البرلمان حتى 24 مارس منح الليبراليين فرصة لانتخاب زعيم جديد، لكنه أثار في ذات الوقت.. انتقادات واسعة، حيث إن الأحزاب المعارضة، وعلى رأسها المحافظون بقيادة بواليفير، تترقب فرصتها لإسقاط الحكومة، أي رئيس وزراء كندا الجديد سيواجه تحديًا كبيرًا لتقليص فجوة ال20 نقطة التي تفصلهم عن حزب المحافظين. ◄بيير بواليفير.. الزعيم الذي يُجيد إثارة الجدل وكان من بين القائمة المحتملة أيضا لرئاسة الحكومة الكندية، بيير بواليفير، ذو ال45 عامًا، الذي يجسد شخصية شعبوية يمينية تتقن التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي وجذب الجماهير إليه، واختير لقيادة المحافظين بعد 3 هزائم متتالية للحزب، واستقطب الانتباه خلال أزمة "قافلة الحرية" بربطه عربته بالمحتجين، ما أكسبه تأييد البعض، لكن زاد من انتقادات آخرين لأسلوبه التصعيدي. رغم ان بواليفير لا يملك خبرات خارج عالم السياسة، لكنه يُجيد تسويق رسائل مباشرة، مثل "إلغاء ضريبة الكربون، وبناء المساكن، وإصلاح الميزانية، ووقف الجريمة"، حيث إن هذه الشعارات أكسبته دعم فئات متضررة من الأوضاع الاقتصادية بكندا آنذاك، ومع ذلك، يواجه بيير، تساؤلات حول ما إذا كان هذا الأسلوب المباشر قادرًا على إقناع الناخبين في سباق رئيس وزراء كندا القادم. أما عن التحديات، فقد وصفته الصحافة الكندية في 2013 بأنه يشبه شخصية "بيت كامبل" من مسلسل "رجال مجانين"، الشاب المحافظ الطموح والمثير للانقسام، واليوم، لا يزال هذا الوصف حاضرًا في مواجهة بواليفير للانتقادات المتعلقة ب"سياسات المظالم" التي يشير له بعض الأشخاص بأنه ينتهجها، والتحدي الأكبر أمامه كرئيس وزراء كندا المحتمل هو تحويل شعبويته إلى استراتيجية شاملة للبلاد، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست».