عواصم - وكالات الأنباء بعد عامين من الشغور الرئاسى والجمود السياسى فى البلد الغارق فى الأزمات، انتخب مجلس النواب اللبنانى أمس قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للبلاد بعد فوزه بتأييد 99 نائبا من أصل 128 نائبا. وأدى عون اليمين الدستورية رئيسا للبلاد وأكد فى كلمة أمام البرلمان بدء «مرحلة جديدة» فى تاريخ لبنان داعيا الى «تغيير الأداء السياسي»، والى بناء وطن يكون الجميع فيه «تحت سقف القانون والقضاء» موضحا أنه «لا فضل لطائفة على أخرى». وتعهد بالعمل على «احترام الهدنة» مع إسرائيل وعلى إنهاء احتلالها للبنان، وإعادة ما دمرته إسرائيل فى الجنوب أو الضاحية، مؤكدا على حق الدولة «فى احتكار حمل السلاح». وأوضح أنه سيرفض توطين الفلسطينيين حفاظا على حق العودة، وقال «سنبدأ حوارا جديا مع سوريا لاحترام سيادة الدولتين». وأكد أنه سيدعو إلى «استشارات نيابية سريعة» لاختيار رئيس للحكومة، معتبرا أن الأخير «سيكون شريكى وليس خصمي». جاء انتخاب عون عقب اجتماع عقده مع ممثلين عن الكتلة النيابية للثنائى الشيعى (حزب الله وحركة أمل التى يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري). وأفضى الاجتماع إلى تصويت أكثرية نواب الثنائى الشيعى البالغ عددهم 30 صوتا لصالح عون. وكان قائد الجيش بحاجة إلى أغلبية بسيطة (50% 1) من الأصوات بما يقدر ب65 صوتا للفوز فى الدورة الثانية من الجلسة النيابية وذلك بعدما فشل فى تأمين أغلبية الثلثين فى الدورة الأولى من الجلسة النيابية والتى تقدر ب86 صوتا حيث حصل فقط على 71 صوتا. اقرأ أيضًا| صليبا: توافق النواب على انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان وكانت الدورة الأولى من الجلسة قد شهدت مشادات كلامية فى حين رفض عدد من النواب دعم ترشيح قائد الجيش، حيث يحتاج انتخابه إلى تعديل دستورى لأن الدستور اللبنانى لا يسمح بانتخاب موظفين من الفئة الأولى وهم فى المنصب وحتى عامين من استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد. وبرز اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح توافقي، مع تزايد الإجماع حوله بين الفرقاء اللبنانيين والوسطاء الإقليميين والدوليين، حيث يحظى باحترام واسع داخل المؤسسة العسكرية وخارجها. وشهدت الساعات الأخيرة مشاورات واجتماعات مكثفة بين القوى السياسية وأعلنت قوى المعارضة اللبنانية، مساء أمس الأول توافقها على انتخاب عون وذلك بعد اجتماع فى منطقة معراب بحضور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامى الجميل وعدد من النواب. كما أعلن عدد من المرشحين للرئاسة سحب ترشحهم ودعمهم لانتخاب عون مثل سليمان فرنجيه رئيس تيار المردة والوزير الأسبق المقرب من نظام الرئيس السورى المخلوع بشار الأسد وأيضا الوزير السابق المحامى زياد بارود. جاء ذلك بعدما أجرى كل من المبعوث الأمريكى آموس هوكتشين والمبعوث السعودى يزيد بن محمد بن فهد آل فرحان والمبعوث الفرنسى جان-إيف لودريان لقاءات منفصلة مع نوّاب وشخصيات سياسية مختلفة فى لبنان لدعم عملية انتخاب الرئيس. ويرى متابعون ومحلّلون أن أحد العوامل التى لعبت دورا حاسما فى ترجيح كفة عون هو الدور المطلوب من الجيش فى المرحلة المقبلة لتنفيذ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. كانت ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قد انتهت فى 31 أكتوبر 2022 ومنذ ذلك الوقت دخل لبنان مرحلة الشغور الرئاسي. ولم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد 12 جلسة .