«جاهزون للتضحية بالغالي والنفيس ، كى تبقى الحبيبة، كما كانت منذ بدء الخليقة، وحتى يرث الله الأرض ، ومن عليها ، عزيزة حانية على كل عاشق» قال لى صديقى مندهشا : لم أجد جنسية ، عربية أو أجنبية. تحب بلدها بهذا القدر الكبير ، مثل المصريين. فمثلا عندما تتحدث مع أى مصرى ، حديثا عاديا، تجده يبادلك الحديث بود شديد ، وماإن تتطرق بنقد بسيط لأى شئ فى مصر ، تفاجأ بالوجه البشوش، ملأه العبوس، واحمر غضبا ، وتحولت العيون الصافية، إلى قاذفة صواريخ، على وشك الإنطلاق، وتجد نفسك مضطرا إلى الإسراع، بالاعتذار وإبلاغ المصرى الحانق، أن ماقلته كان على سبيل المزاح أو الهزار، على حد قولكم. قلت لصديقى: ملاحظتك فى محلها، فداخل كل إنسان مصرى، محبوب واحد، لايخلو منه أى قلب، إنها مصر، الحبيب الأول ، الذى يقبع مستريحا، واثقا من وفاء حبيبه. فمصر ياصديقي، ليست مجرد وطن نعيش فيه ، وإنما حب أبدى يعيش فينا . ولانرضى عنه بديلا ، لأنه أثمن مانملك . فتجد من يسافر للخارج ، شرقا أو غربا ، إلى دول فقيرة ، أو شديدة الثراء ، يشعر بالغربة والوحشة، طوال فترة إقامته . ويستعجل العودة إلى الحبيبة مصر ، التى يراها بلاجدال ، أجمل بلاد الدنيا . ولم لا ، ومصر الحبيبة ،أرض الأنبياء والرسالات ..أرض النيل والحضارات..أرض العباقرة والموهوبين، فى مختلف المجالات. اسأل التاريخ ، قديمه وحديثه ، ليخبرك أن لقب أم الدنيا، لم يأت من فراغ ، وأن هذه الأم الرؤوم، تستحق مايحمله لها أبناؤها ، من حب لايضاهى ، وعشق بلا حدود . وأنهم فى كل الأوقات ، خاصة فى المحن والشدائد ، يتحولون إلى فرسان نبلاء ، جاهزون للتضحية بالغالي والنفيس ، كى تبقى الحبيبة، كما كانت منذ بدء الخليقة، وحتى يرث الله الأرض ، ومن عليها ، عزيزة حانية على كل عاشق محب ، قوية عصية على كل باغ ، سلمت أيتها الحبيبة ، ودمت لنا ظلا وارفا ، وبستانا خيرا ، ومظلة تحمينا ، فى زمن يختلط فيه ، القيظ والزمهرير . مسرحية سوريا الأحد : ماحدث فى سوريا ، لايتقبله أى عقل . نظام مدعم بجيش قوى ، صمد أمام جحافل جماعات مسلحة ، من كل لون اكثر من 13 عاما . واستتب الأمر له ، وبدأ فى العودة إلى محيطه العربى . وفجأة، وسط الانشغال بالعدوان الصهيوني الغادر على لبنان . وسقوط آلاف اللبنانيين بين شهيد وجريح ، وهدم مئات العمارات فى بيروت والجنوب ، فجأة، تحركت قوات تحرير الشام ، جبهة النصرة المنبثقة عن تنظيمي القاعدة وداعش ، واستولت على حماة. وقبل أن نستوعب مايجري، صدر تصريح قوى لبشار الأسد : سنسحق الإرهابيين. وتصورنا أن القضاء على تلك الجماعات مسألة وقت . لكن تواصلت الأخبار عن زحف كاسح لتلك الجماعات ، والسيطرة على كل المدن والقرى ، فى طريقها إلى دمشق ، وسط استغراب المتابعين ، لما يجرى . حتى فوجئ الجميع ، بأنباء عن هروب بشار الأسد وعائلته ، ثم نفى الخبر ، ثم تأكيده ، وإعلان روسيا وصول الأسد وعائلته أراضيها، ومنحهم اللجوء لأسباب إنسانية . مشاهد متتابعة وسريعة ، واكبها اقتحام القوات الإسرائيلية، لأول مرة ، منذ عام 1974 المنطقة العازلة مع سوريا ، والسيطرة عليها . وقيام الطيران الصهيوني بتدمير كل قدرات القوات المسلحة السورية ، على مدار 5 أيام ، وسط انشغال السوريين بالاحتفال بالقائد الجديد أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع ، المصنف وجماعته ، على قوائم الإرهاب فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي. وبدأ الحديث عن اتصالات أمريكية وأوروبية مع الحكام الجدد لسوريا ، ودراسة رفعهم من على قوائم الإرهاب. أحداث غريبة ، لم أستوعبها شخصيا حتى الآن، وتبدو وكأنها فصول مسرحية هزلية ، لانعرف لها نهاية حتى الآن . كل مانأمله أن تظل سوريا الحبيبة، دولة على خريطة العالم ، عربية موحدة . وأن يجد السوريون الفرصة لاختيار من يحكمهم ، وفق دستور ديمقراطي جديد ، يضمن المساواة ويحقق للسوريين جميعا، الأمن والحرية والرخاء . أم الدنيا الاثنين : مع بداية الأزمة السورية عام 2011 ، ونزوح السوريين إلى الدول المجاورة ، خاصة تركيا والأردن ومصر . انتشرت فيديوهات عديدة لإخوة سوريين ، يشيدون فيها بحسن معاملة الشعب المصرى لهم ، واحتضانهم وتلبية كل مطالبهم ، وعدم التعامل معهم كلاجئين ، وإنما أصحاب بيت . وهذه حقائق ، لايمكن إنكارها . فمصر شعبا وحكومة وقيادة ، تتعامل مع كل الأخوة العرب ، الذين لجأوا إليها، هربا من الأوضاع الصعبة فى بلادهم ،وعلى أنهم ضيوف ، لا لاجئين. وكان طبيعيا ظهور محلات تجارية ومطاعم وكافيهات ، فى القاهرة ومدن المحافظات، مملوكة لهؤلاء الأخوة الضيوف . فالمصرى عروبى الهوى ، دمه حامى ، لايقبل تعرض أى أخ عربى للإهانة . كما أنه كريم بطبعه ، وتحكمه القيم الدينية الأصيلة، التى تحث على تقديم يد العون لكل محتاج ، فمابالك بمهاجر، اضطر لترك بلده وأرضه، وفر بجلده وعائلته ، من خطر يداهمه. قدم أهل مصر كل العون والدعم لهؤلاء الأخوة العرب . واعرف شخصيا زميلا ، كانت لديه شقة شاغرة، مخصصة لزواج إبنه ، قدمها لأسرة سورية للإقامة بها ، دون أن يتقاضى منهم أى إيجار، واستمر ذلك شهورا ، حتى استطاع رب الأسرة العمل واكتساب الدخل . وحينها أصر على صديقى ان يتقبل منه إيجار الشقة . اليوم ، وبعد سقوط نظام الأسد فى سوريا ، وقيام معظم دول اللجوء،خاصة فى أوروبا، بدعوة اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم ، بل إن منهم ، من أبدى استعداده لدفع 1000 يورو ، لكل لاجئ سورى يقرر العودة ، لاحظت بوستات لمصريين ، على مواقع التواصل الإجتماعي ، تطالب الضيوف السوريين بالعودة إلى بلادهم . وأقول لهؤلاء ، وهم قلة ولله الحمد : عيب . لقد قمنا بالواجب تجاه اخوة لنا ، فلاتفسدوه بهذه البوستات ، التى لاتتفق مع طبائعنا . إكرام الضيف جزء من تكويننا، ويجب أن يستمر ، حتى يتخذ هذا الضيف ، بكامل إرادته ، قرار العودة إلى بلاده ، وحينها نودعه بنفس الحب الذى استقبلناه وعاملناه به ، طوال فترة وجوده بيننا . مصر أم الدنيا ، وصدرها رحب ، يتسع للجميع . مواصفات لاعب الأهلي الأربعاء : حزنت بشدة ، لضياع كأس التحدى من النادى الأهلى ، وبالتالى لقب بطل ال 5 قارات ، وضياع الفرصة للقاء ريال مدريد فى نهائى بطولة كأس الإنتركونتننتال لأبطال القارات . سبب حزنى أن الأهلى كان الأجدر بالفوز ، طوال شوطى المباراة ، والشوطين الاضافيين . لكن المدرب المثير للجدل كولر، أبى إلا أن يفسد فخرنا بالفريق الذى كان قاب قوسين أو أدنى، من التهديف ، فأخرج المهاجم الأوحد للفريق ، وسام أبو على ، والجناح المزعج للمنافس حسين الشحات ، فمن تراه مهيأ بعد ذلك لاحراز الهدف المأمول . للأسف لا أحد، بدليل انفراد البديل المعروف بعشوائيته بالمرمى ، وبدلا من أن يغمز الكرة فى مرمى باتشوكا الخالى ، وضعها فى جسد الحارس ، وكرر فعلته فى ضربات الترجيح ، التى صرخت وانا أردد ، لأ لأ ، عندما رأيته متقدما لتنفيذ الركلة الرابعة . وأكد ظنى ، فقد بدا وكأنه يمرن حارس باتشوكا . المهم ضاع الحلم ، والمسئول فى رأيي كولر وجهازه ، خاصة سامى قمصان ، الذى يعلم مواصفات من يلعب ضربة ترجيح حاسمة ، ولم يعترض على اختيار كولر الخاطئ . الآن بات من الضرورى ، مواجهة النفس ، وتعلم الدروس . فالأمر لم يعد يحتمل مجاملات على حساب الأهلى وجماهيره. أرى ضرورة غربلة الفريق ، واستبعاد من لاتتوافر فيه مواصفات لاعب نادى القرن وبطل أفريقيا الأول . لابد أن يمتلك الأهلى أفضل اللاعبين فى كل المراكز، وأن يتوافر فى كل مركز لاعب أساسى وآخر احتياطى بمستويين متقاربين جدا . وأن يتولى استشاري نفسى تجهيز اللاعبين نفسيا وعقليا لتحمل المواقف الصعبة . الأهلى فريق كبير حقا ، ويضم نخبة من اللاعبين الاكفاء، لكن يوجد للأسف بينهم 4 أو 5 لاعبين لايستحقون شرف تمثيل ، أفضل ناد فى الكون . غربلوا الفريق ونقوه من الشوائب ، حتى يكون ، فى الموعد ، كما نتمنى ، بكأس العالم للأندية يونيو القادم . آخر كلام الخميس : مع دخول العام الجديد ، أرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل: رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة لساني، يفقهوا قولي، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلًا، يا أرحم الراحمين. اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين .اللهم اقضِ حاجتي ونفس كربتي وما نزل بي من حيرتي وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.