إقبال الناخبين المصريين في الرياض على لجان التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة    قطاع الأخبار بموسكو يرصد تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس النواب    «القومي للمرأة» يعقد ندوة حول حماية المرأة من مخاطر الإنترنت    تعرف على سعر الدولار مقابل الجنيه في ختام تعاملات اليوم    تصدير شحنة غاز مسال جديدة من مجمع إدكو إلى تركيا    انطلاق أعمال المؤتمر الدولي ال15 للتنمية المستدامة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية    تداول 5801 شاحنة للبضائع والحاويات في ميناء دمياط    نائب وزير الخارجية التركي: أنقرة ستواصل الوقوف إلى جانب السوريين في بناء مستقبلهم    الدفاع المدني في غزة: انتشال جثامين 98 شهيدا من داخل مستشفى الشفاء    تفوق الفراعنة| تاريخ مواجهات مصر والأردن قبل موقعة الغد بكأس العرب    تعرف على طاقم حكام مباراة برشلونة وفرانكفورت في دوري أبطال أوروبا    منافس بيراميدز المحتمل - كروز أزول يصل الدوحة لمواجهة فلامنجو    تأجيل نظر قضية المتهم بالتحرش ب4 تلاميذ في روضة مدرسة دولية بالإسكندرية للغد    نادي قضاة المنيا يستعد لتشييع جثامين القضاة الأربعة ضحايا حادث الطريق الصحراوي    أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار    فرقة القاهرة للعرائس المصرية تكتسح جوائز مهرجان مصر الدولي لمسرح الطفل والعرائس    الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "القصص" قبل العرض الأول في مهرجان البحر الأحمر    الفيلم التونسى صوت هند رجب يترشح ل جائزة أفضل فيلم أجنبى ل الجولدن جلوب    خالد الجندي ردا على الجماعات المتطرفة: الإسلام دين الحرية (فيديو)    هانز فليك: مواجهة فرانكفورت صعبة.. وجارسيا الحارس رقم 1 لبرشلونة    قطار سريع يربط الدوحة ب3 مدن سعودية ويضيف 115 مليارا للناتج المحلى للبلدين    رئيس الوزراء يستعرض المخطط الهيكلي والرؤية التنموية لمنطقة "غرب رأس الحكمة"    تنميه تُعزّز ريادتها في أمن المعلومات بحصولها على شهادة ISO 27001 وتجديد شهادة PCI DSS للعام الثاني على التوالي    محافظ بني سويف يكرم مشرف بالإسعاف لإنقاذه عامل نظافة تعرض لتوقف تنفس مفاجئ أثناء عمله    اليوم.. زيلينسكي يجتمع مع مسئولين أوروبيين    مصدر بالزمالك: تصريحات وزير الإسكان تسكت المشككين.. ونسعى لاستعادة الأرض    بعد تعثر صفقة دياباتي .. الأهلي يكثف مفاوضاته لضم الكولومبي بابلو الصباغ    لتعزيز التعاون بين القطاع القضائي والمؤسسات الأكاديمية، مساعد وزير العدل يزور حقوق عين شمس    تعليق ناري من محمد فراج على انتقادات دوره في فيلم الست    البورصة تخسر 14 مليار جنيه في ختام تعاملات اليوم    موجة تعيينات قضائية غير مسبوقة لدفعات 2024.. فتح باب التقديم في جميع الهيئات لتجديد الدماء وتمكين الشباب    عاجل- الاحتلال الإسرائيلى يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار لليوم ال59 وقصف مكثف يطال غزة    محافظ جنوب سيناء وسفراء قبرص واليونان يهنئون مطران دير سانت كاترين بذكرى استشهاد القديسة كاترينا    حبس زوجين وشقيق الزوجة لقطع عضو شخص بالمنوفية    بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة فى حفظ القرآن للإناث الكبار.. فيديو وصور    الصحة: توفير ألبان الأطفال العلاجية بمراكز الأمراض الوراثية مجانا    وزير الثقافة: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار وتبادل الخبرات    المقاولون عن أزمة محمد صلاح : أرني سلوت هو الخسران من استبعاد محمد صلاح ونرشح له الدوري السعودي    أمطار شتوية مبكرة تضرب الفيوم اليوم وسط أجواء باردة ورياح نشطة.. صور    وزارة العمل تحتفي باليوم العالمي لذوي الإعاقة بجمعية المكفوفين    أخصائي تغذية: العسل الأسود أهم فائدة من عسل النحل    وزير الزراعة يكشف موعد افتتاح «حديقة الحيوان» النهائي    الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا    وزير الإعلام الكمبودى:مقتل وإصابة 14 مدنيا خلال الاشتباكات الحدودية مع تايلاند    أزمة سد النهضة.. السيسي فشل فى مواجهة إثيوبيا وضيع حقوق مصر التاريخية فى نهر النيل    كامل الوزير يوجه بإنشاء محطة شحن بضائع بقوص ضمن القطار السريع لخدمة المنطقة الصناعية    محمود جهاد يقود وسط الزمالك في لقاء كهرباء الإسماعيلية    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    وزارة التعليم: إجراء تحديث على رابط تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    نيللي كريم تعلن انطلاق تصوير مسلسل "على قد الحب"    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائدات من الجحيم!.. فلسطينيات بالقاهرة يروين مشاهد الموت والدمار داخل قطاع غزة| خاص
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 01 - 2025

ماذا لو لم يوجد قطاع غزة ضمن خريطة العالم ؟ّ..من المؤكد أننا لم نتعلم عندئذ معاني الصمود والنضال والشرف والعزة ..لم ندرك مسميات التضحية وقيمة الدفاع عن الوطن والموت فى سبيله حتى تبقى رايته شامخة ..لم نكن نشاهد أبطال هذا القطاع وهم يعلمون العالم الصبر والمثابرة والجلد في تحمل آلة القتل الإسرائيلية المتغطرسة المتوحشة ..«الأخبار» ترصد فى هذا التحقيق حكايات ومشاهد الموت والدمار داخل قطاع غزة على لسان فلسطينيات نجحن فى العبور إلى مصر للعلاج أو مرافقة جرحاهن ،وقلوبهن فى غزة.
◄ أم سليم: شربنا المياه المالحة.. والاحتلال دفن فلسطينيين أحياء
◄ أم المجد: فقدت عددًا كبيرًا من عائلتي.. والكلاب نهشت جثمان زوج جارتي
◄ إسراء : أكلنا أوراق الشجر.. والمستشفيات تحولت لمقابر جماعية
◄ سميرة : الطائرات الزنانة منعتنا من النوم ليالي كثيرة و95 % من المدارس دُمرت
أم سليم ..امرأة فلسطينية في العقد الخامس من عمرها ..تركت قطاع غزة وجاءت إلى مصر فى 25 ديسمبر الماضى مع 23 فردا من عائلتها للعلاج ..تعانى من آلام مبرحة لغضاريف فى جسدها ..كانت تعيش ميسورة الحال فى قطاع غزة حتى بدأت الحرب.
تحكى أم سليم كواليس اللحظات الأولى للحرب على قطاع غزة قائلة : أفراد من جيش الاحتلال الصهيونى وزعوا منشورات بعد 7 اكتوبر تطالبنا بإخلاء غزة والذهاب إلى الجنوب ، وكنا نظن أن هذه المنشورات ما هى إلا مجرد تهديدات وظللنا صامدين فترة إلى أن قام جيش الاحتلال بضرب الشارع الذى نقطن به ، وصار الأولاد يصرخون حيث تم تدمير المربع السكنى بأكمله ، هنا شعرنا بالخوف وتركنا منزلنا الذى تعرض للقصف والهدم , توجهنا بالحمد للمولى عز وجل لأنه نجانا من القصف لنذهب بعد ذلك إلى جنوب القطاع.
◄ مشاهد دموية
الرحلة إلى الجنوب كانت جحيماً ..هكذا واصلت أم سليم وصفها لمشاهد الموت .. تقول:حقاً إنها مشاهد صادمة لم نكن نتخيلها فى أسوأ كوابيسنا.. فلم يكن مسموحا لنا أن نتوقف خلال الرحلة وتم قصف سيارة بجانبنا كانت تقل 40 شهيدا ،وفى ذات الوقت لم نكن قادرين على مساعدة الأشخاص المصابين الذين التقيناهم فى طريقنا وكانت الشوارع مزدحمة بالدبابات والجنود فى كل مكان ، مما دب الرعب فى قلوب كل أولئك الذين الذين تركوا بيوتهم وحياتهم بحثا عن الأمان حتى وصلنا خان يونس عند بيت ابنتى المتزوجة هناك ..عشت معها 90 يوما ، والحياة كانت صعبة جدا « مفيش أكل ولا شرب اللى كان متوفر الطحين (الدقيق) ووصل سعر الكيس10شيكل وكل أموالنا راحت ، وكان بيت ابنتى يعيش بداخله 30 فردا ، وبدأ الحال يسوء أكثر مع مرور الوقت ، حيث كنا نختبئ وقت الغارات الجوية فى دورات المياه ، وشوية ننزل بيت الدرج حيث كنا نحسبه أمانا لنفاجأ بأن اليهود كانوا يضربوننا بصواريخ تصل إلى تحت الأرض بأكثر من 8أمتار.
هنا أدركت أن الموت قريب ..هكذا واصلت حديثها أم سليم لتقول : صار مفيش أمان كنت أمسك المصحف لنقرأ القرآن وندعو والأولاد خلفى يدعون هم الآخرون ، ورغم الضرب اللى كان فى غزة إلا أنهم كانوا يدرسون فى المخيم حيث كانت معلمة تدرس لهم المناهج .
وأوضحت أنهم عاشوا بدون أى شىء حتى المياه ، كانت ممكن تأتى كل أسبوع أو 10 أيام مرة ، وأن غسيل الملابس لم يتوافر له ماء ، فكان الأطفال عندما تأتى الماء ضعيفة يدخلون للاستحمام فى « طشت « والمياه اللى بتنزل من الأولاد فى « الطشت « نعيد استخدامها فى غسل الملابس ، وكنت أخاف الذهاب لشراء المياه لبعد المسافة و « نولع « فى الشارع الخشب حتى نطهى ونطعم أولادنا.
وأكدت أم سليم « حتى المياه لو توافرات كانت مالحة» ! ، وكنت أشتريها لغسل الأوانى ، وبعد ذلك فوجئنا بطلب اليهود لنا بمغادرتنا خان يونس للذهاب فى طريق رفح الطريق الإدارى ، وبالفعل ذهبنا إلى رفح الفلسطينية وعشنا هناك فى مبانى ومخيمات وفى ليلة من الليالى الظلماء ، تعرضنا لقصف صاروخى من العدو الصهيونى حيث كنت أصلى العشاء وفجأة وجدت شيئا سقط علينا ، وصرنا مش شايفين حاجة من الغبار ، ونصف المبنى راح ومن رحمة ربنا ، كان الأولاد نايمين من بدرى فى الصالة بس أراد ربنا لنا ولأولادى النجاة .
تصف هذا المشهد القاسى أم سليم فتقول « صار كل اللى تحتنا شهداء كان يلموا أشلاءهم بالطنجر (الحلل) ، وكنت أصرخ وأقول فين أولادى وأحفادى مش شايفة أى شىء ، وكانت الإسعاف تنقذ والشباب ربنا يبارك فيهم يساعدوا وينقذوا الأطفال والحمد لله إنى طلعت مستورة وسليمة ، وكانت بنتى دعاء كلها دم ومش شايفة معظم أولادى .. كان موقف صعب عليا ، ووجدت بنت ثانية ترتدى بلوزة وبنطلون وشعرها بدون حجاب ، ولقيت سجادة من على الأرض ملطخة بالدماء ووضعتها على شعرها ..كان الوضع حرج جدا ، وذهبنا إلى المستشفى ومكنتش عارفة وين أروح، من كرم ربنا لقيت حد بعد أربعة أيام يقول لى اسمك على المعبر للعلاج فى مصر.. الحمد لله كان الجنود المصريين شديدى الحنية وكانوا يعاملوننا بلطف وترحاب شديد .
◄ اقرأ أيضًا | ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45.854 فلسطينيا
◄ شهامة المصريين
تواصل أم سليم حديثها قائلة : « بمجرد دخول مصر بدأنا نشعر بالأمن والأمان حيث عبرنا من معبر رفح بدون دفع أى أموال .. وسكنت فى أوضة على السطوح .. ربنا وقف لينا أولاد الحلال المصريين وساندونا كتير..عمرى ما هنسى موقفهم أنا كنت بنام على السطوح على البلاط حد شاف الموقف جاب لنا عفش بيت وساعدونا كتير ..أنا بحب الشعب المصرى ، فيكفى أن مصر فيها الأمان .. نفسى أولادى يعيشوا معايا عشان قلبى يطمن وارتاح كل يوم ضرب فى غزة .. عندى بنت فى غزة حامل فى الشهر السابع كانت جميلة دلوقتى من قلة الأكل بقت زى فتيات المجاعات حيث تاكل الملح بالخبز وحالتها تسوء ، قصت شعرها الطويل لأن مفيش مياه وأى شىء لغسله.
ابنتى تحكى لى أن الوضع صار أصعب .. المعاناة رجعت فى الجنوب زى الشمال .. أنا هنا بس قلبى هناك.. أحفادى رضع غير متوافر لبن أو حفاضات لهم .. اليهود عملوا كل شىء لم تتخيله ..ابنتى ذهبت إلى منطقة « المواصى « بعد ما حرقوا منزلها وجرفوا الأرض وحرقوا كل شىء حتى الملابس !، كما أن زوج عمتى وعمتى وابنها وزوجات أولادهم استشهدوا جميعا أثناء انتقالهم من منزل إلى آخر داخل القطاع ..اليهود قتلوا غزاويين أثناء نقلهم الطحين ودفنوا الناس أحياء !.. ومع كل أذان للمغرب كنت أخاف وقلبى يترعب ونقفل الأنوار وكلنا كنا نقعد على فرشة واحدة وصوت الطيارة الزنانة يزن حوالينا 24ساعة
ومن أصعب المواقف التى مرت على أم سليم فى الحرب استشهاد شقيقها 27عاما فكما تروى أنه كان يرسل مساعدات من الشمال إلى الجنوب وكان اليهود أعطوه تنسيقا أو تصريحا بذلك بأن يدخل الشاحنة ، وعندما دخل قام اليهود بتصفيته وأوقعوه شهيدا ، معربة عن أمنياتها فى توقف الحرب وعودة أهل غزة إلى القطاع والعمل على إعمارها مرة أخرى.
◄ لا ماء أو كهرباء
أمّ المجد..امرأة فلسطينية هى الأخرى جاءت إلى بلد الأمن والأمان حيث أرض الكنانة للعلاج ..هكذا وصفت مصر فى حديثها معنا ..تقول : أبلغ من العمر 50 عاما ولدى 12 ولدا وبنتان ..البنتان جاءتا معى إلى مصر تاركة الباقى فى جنوب غزة ، وقلبى متعلق بهم ، وأتصفح صورهم ليلا ونهارا وجئت عن طريق الدكتور حيث قدم لى من أجل إجراء عملية ورم فى الثدى لأن السرطان انتشر فى باقى الثدى وحالتى متأخرة.
تضيف : أقيم حاليا فى المعهد الطبى بطنطا ، كما أن الوضع فى غزة لا يعنى فقط مواجهة اليهود والغارات الجوية، بل يعنى خطر وسوء التغذية وعدم الوصول إلى الرعاية الطبية ..كنت أعانى من سرطان الثدى وكنت على موعد عملية فى غزة، فبدأت الحرب وانهارت البيوت وتدهور حال المستشفيات ، حيث كنت أعيش فى منطقة « الوسطى « وانتقلت بعد ذلك إلى مدرسة فى الجنوب بعد انهيار منزلى .
كانت تنام هى وأولادها جنب الحمامات والأطفال على الدرج وكان الوضع سيئا للغاية لأن المياه والكهربا كانتا شبه مقطوعتين ، الأكل كان صعب الوصول إليه ، وبعد ذلك انتقلوا إلى المخيمات بعد ضرب المدرسة.
الوضع فى الخيام كان أسوأ..هكذا تؤكد أم المجد مضيفة « لا يوجد شىء يحمينا من البرد القارص والضرب كان فى كل مكان حولنا ، كنا نموت كل يوم من الخوف، والمرض تفشى أكتر فى المخيمات وبين الأطفال ..كنت أحب المطر جدا أنا وولادى. لكن كنت ادعى ربنا إن المطر يقف خوفا على أولادى وأهالينا عشان عايشين فى الشارع !
وعن أصعب الليالى تقول ام المجد : ليالى طويلة، فقدت فيها الأهل والأحباب والأصحاب احتاج عمرا فوق عمرى حتى أشفى من فقدهم .فقدت قرابه150 شخصا من عائلتى وعشرات الأصحاب أثناء غارات جوية ، على المخيمات ، فقدت أخى وزوجاته وأولاده التسعة، وخالى وأحفاده ، 25 فردا تم محو أسمائهم من السجل المدنى وأختى وبناتها التسعة وأولادها .. وكانت أصعب أيام مرت علىّ ، وانهالت بدموع وهى تذكرها ..تلك الليلة التى فقدت فيها جارتها وزوجها أثناء قصف الطائرات الإسرائيلية. وأكدت أن اليهود ألقت بجثة زوج جارتها بدون قرنية ومنعت أى أشخاص من إنقاذه حتى تنهش الكلاب الجثث ، كما رأيت أشخاصا وأولادهم بطونهم مفتوحة» !
وأوضحت أم المجد أن الصحفيين تعبوا كثيرا وكان يحاولون أن يساعدوهم بأى شىء ، وكانوا يساعدون الحالات المرضية وقالت إنها تركت باقى أولادها فى غزة وأولادها بيموتوا من الجوع ومصابين وفى ولد محتاج بتر رجله وحلفت انها مش هتاكل وتشبع طول ما أولادها جعانين.
وتوجهت أم المجد بالشكر لكل الشعب المصرى على المعاملة الحسنة وحسن استقبالهم ، كما أن معاملة الجنود على المعبر كانت تتميز بالرفق مؤكدة أن مصر بلد الأمن والأمان حقيقى مش كلام وتتمنى أن تتوقف الحرب وترجع لحضن أولادها.
◄ يوم القيامة !
إسراء نجار ..فتاة فلسطينية من قطاع غزة تبلغ من العمر 25 عاما ولكن واقعيا ومن هول المشاهد المؤلمة التى شاهدتها ، تبدو كأنها 70 عاما ..إسراء تعمل مهندسة اتصالات وحاسوب جاءت إلى القاهرة فى غمار الحرب على قطاع غزة ..شاهدت على حد وصفها أهوال يوم القيامة داخل القطاع ،إنه الجحيم بعينه ، ما تعرضنا له من هجمات ومجازر على شعبنا الأعزل داخل قطاع غزة ..هذا القطاع الذى أبيد بالكامل من قبل قوات الاحتلال الصهيونى بدون رحمة أو شفقة ..تحكى إسراء رحلتها من قطاع غزة حيث العذاب إلى أرض القاهرة حيث الأمن والأمان.
تقول إنها كانت تسكن فى المنطقة « الوسطى « بالقطاع التى تعرضت لقصف شديد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى وبلغ عدد الضربات الجوية الصهيونية للمنطقة 4 ضربات متتالية أسفرت عن شهداء كثيرين ومصابين حيث أصيبت شقيقتى وكذلك زوجة شقيقى ، وفوجئنا بالقوات البرية التابعة للاحتلال تقتحم منطقتنا الوسطى دون سابق إنذار أو تحذير لننزح من بيتنا على أثر ذلك، تركنا منزلنا وبلغ عدد أفراد عائلتها النازحين 40 فردا ،لنذهب بعد ذلك إلى دير البلح ومنها إلى رفح حيث عشنا 4 أيام هناك فى منتهى الصعوبة، وبعدها انتقلنا إلى القاهرة بعد العبور من معبر رفح حيث كنا تقدمنا بطلب للعبور للعلاج قبل الحرب.
تصمت إسراء برهة من الوقت والدموع تلمع فى عينيها ثم تتذكر مشاهد الموت الدموية والمجازر التى ارتكبت بحق شعبها وأهلها داخل قطاع غزة لتقول: « عشنا أيام انعدمت فيها مظاهر الحياة داخل القطاع ، فالمياه كانت مقطوعة طوال الوقت ونمشى لمسافات طويلة للحصول على كوب واحد من المياه كذلك أكلنا أوراق الشجر لعدم توافر الغذاء والطعام فضلا عن انقطاع التيار الكهربائى طيلة الحرب، لدرجة أنه تم استخدام بطاريات إضاءة فى المستشفيات لتقديم الخدمات الطبية المطلوبة للجرحى والمصابين.
تكمل حديثها قائلة: الوضع كان مأساوياً للغاية ، فالمستشفيات لا تعمل ومنازلنا هدمت ولا يوجد طعام ولا مياه فضلا عن انتشار الجدرى والأمراض والأوبئة بسبب سوء تقديم الخدمة الطبية وضرب المستشفيات وتوقفها عن العمل والعيش داخل مدارس الأنروا والتى تعرضت هى الأخرى للضرب ليسكنوا بعدها فى خيام بالقرب من البحر دون وجود وسائل تدفئة وتعرض هذه الخيام للغرق بعد هطول الأمطار .. وقالت إن الكلاب نبشت قبور الشهداء وأكلت جثثهم !.
وتحكى إسراء عن الوضع الصحى قائلة : المستشفيات كانت مقابر ، فلا توجد نظافة أو خدمات طبية أو أدوية ولا أسرة لاستيعاب أعداد المصابين التى لا تحصى ..تتوقف مرة أخرى عن الحديث وتنهمر فى البكاء متذكرة جارتها « الحامل «التى استشهدت بعد ضربة جوية إسرائيلية لبيتها فى منطقة الوسطى وكذلك استشهاد جارها وابنه الذى يبلغ من العمر شهرين ، هنا قرأت الشهادة بعد رؤية هذه المشاهد الدموية التى لا تقبلها الإنسانية.
وعن استقبال المصريين لهم بعد عبور معبر رفح قالت إسراء : صاحب الميكروباص الذى كان يقلنا من المعبر توقف عند كافيتريا بالشيخ زويد للحصول على قسط من الراحة ، وما إن عرف أهالى الشيخ زويد بأننا من قطاع غزة تسابقوا لإحضار الطعام والغذاء والشراب والأدوية لنا، وقابلونا بترحاب شديد وقالوا لنا أهلا بكم فى بلدكم الثانى مصر.
◄ زلزال مدمر !
الدمار لا يوصف داخل قطاع غزة ..إن الأمر أشبه بالزلزال الذى دمر كل شىء داخل القطاع ..هكذا تحكى الفلسطينية سميرة مأساتها خلال الحرب على قطاع غزة قبل العودة إلى القاهرة.
تقول سميرة: الحياة معدومة داخل القطاع فلا يوجد غذاء ولا مياه نظيفة ، كنا أمواتا على قيد الحياة لا نأكل ولا نشرب ولا نمارس حياتنا بشكل طبيعى ، كنا ننتظر الموت صباح كل يوم ونقرأ الشهادتين فى الصباح والمساء ، كانت الطائرات الزنانة تعمل طوال الليل وكنا لا ننام من صوت «زنينها» مما تسبب فى إصابتنا بالتوتر والقلق والاكتئاب. نعم شاهدنا الموت والجحيم بأعيننا ..شاهدنا أهوالاً لا يستطيع بشر تحملها ..شاهدنا منازلنا تهدم وأشقاءنا يقتلون ومدارسنا تستباح ، هكذا أكملت سميرة حديثها ، مضيفة أن اليهود نبشوا المقابر الجماعية وأخذوا الجثث وحصلوا على أعضائها وقاموا بالتمثيل بها ، وبالنسبة للمستشفيات كان هناك نقص بكل شىء ،والدواء غير متوافر حتى الأطباء صاروا يقتلونهم ، أما الأطفال الرضع فماتوا بالحضانات بسبب عدم توافر الوقود والأكسجين وتم قتلهم بالدبابات ، كما أن الغارات لا تتوقف وكنا نختبئ بالخيام هربا من الطائرات.
تستكمل سميرة قائلة : 95% من مدارس قطاع غزة دمرت كليا وكانت تؤوى النازحين وكنا نعتقد أنها آمنة ولكن قلوب اليهود خلت من الرحمة فقصفوا المدارس ، كذلك حرص الاحتلال الدنس على استهداف الصحفيين حتى لا ينشروا الحقيقة، فقد اغتالوا جميع الصحفيين الشرفاء ، كما نبش الاحتلال مقابر الشهداء وأخرجوا الجثث وباعوا الأعضاء، وتضيف أنها تتوجه بالشكر للرئيس السيسى لدعمه الدائم للقضية الفلسطينية كما أعربت عن شكرها لشعب مصر «المصريون إخواننا ووقفوا بكل ما يملكون معنا «، ووجهت رسالة للعالم « أوقفوا الحرب على غزة «.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.