في قلب مدينة نيويوركالأمريكية، تنفجر معركة سياسية حول خطة «رسوم ترامب» للحد من الازدحام المروري في مقاطعة مانهاتن، وهي الأولى من نوعها في الولاياتالمتحدة. أثارت خطة رسوم ترامب بشان الازدحام المروري جدلا واسعًا بين مؤيديها ومعارضيها، لتصبح أول اختبار حقيقي في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مما حولها إلى "قضية سياسية معقدة" تتجاوز مُجرد رسوم عبور، وذلك في ظل سعي حاكمة الولاية الأمريكية، كاثي هوشول، لجمع مليارات الدولارات لدعم شبكة النقل الجماعي المتعثرة بنيويورك، ليقف الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء على طرفي نقيض، ما يهدد مُستقبل هذه الخطة الطموحة، بحسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. فالبرغم من إعطاء كاثي هوشول الضوء الأخضر لخطة رسوم المرور، إلا أن رسوم ترامب لا تزال عقبة رئيسية في طريق التنفيذ، حيث إن مُعارضة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى جانب نقابة المعلمين، كشفت عن انقسامات عميقة داخل صفوف الديمقراطيين والجمهوريين، حتى باتت هذه الرسوم ساحة معركة بين قوى متعارضة تحاول فرض رؤيتها المستقبلية على المدينةالأمريكية. اقرأ أيضًا| «تهديدات ترامب الجمركية».. هل ستنجح أوروبا في الدفاع عن مصالحها؟ ◄سباق ضد الزمن قبل تنصيب ترامب قبل أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية رسميًا في ال 20 من يناير الجاري، سارعت إدارة هوشول إلى إطلاق خطة رسوم المرور، ولكن رسوم ترامب كانت حاضرة كظل ثقيل في المشهد، حيث أثارت تحديات قانونية من عدة أطراف، من بينهم ولاية نيوجيرسي وسكان مانهاتن أنفسهم، وفي محاولة للحد من الضرر السياسي، أجّلت هوشول التنفيذ مؤقتًا، لكنها عادت لتفعيل الخطة بعد الانتخابات الأمريكية 2024، لتُخفّض الرسوم من 15 إلى 9 دولارات. لم تقتصر المعارضة على الجمهوريين فقط، بل امتدت إلى حلفاء ديمقراطيين مثل حاكم ولاية نيوجيرسي، فيل مورفي، ودفعت رسوم ترامب حتى النقابات، التي عادةً ما تدعم الديمقراطيين، إلى رفع دعاوى قضائية لوقف البرنامج، بينما فشلت المحاولات الفيدرالية لعرقلة الخطة، إلا أن المعركة لم تنتهِ بعد، مع استمرار الضغط على البيت الأبيض لإلغاء الموافقة. أما دور دونالد ترامب في هذا المشهد، فقد تعهد بإلغاء الموافقة الفيدرالية على رسوم الازدحام بعهده بعد تنصيبه، في حين ضغط الجمهوريون بقوة لإصدار تشريعات تعيق تنفيذ الخطة، بينما انضم إليهم بعض الديمقراطيين المعتدلين الذين يخشون تأثير رسوم ترامب على الولاياتالمتحدة في المستقبل، من ارتفاع تكاليف المعيشة، كما تزداد المخاوف من أن تحدد رسوم ترامب مصير العديد من السياسيين، وعلى رأسهم كاثي هوشول. على الرغم من أن تنفيذ خطة رسوم ترامب للمرور قد تبدأ قريبًا بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب الرئاسة، إلا أن استمرارها مرهون بمدى تأثير هذه الرسوم على الساحة السياسية في الولاياتالمتحدة، لكن السؤال، هل تستطيع كاثي هوشول المضي قدمًا وسط هذه العاصفة السياسية، أم أن رسوم دونالد ترامب ستكون السيف الذي يطيح بهذه الخطة الطموحة؟ اقرأ أيضًا| ترامب ورسومه الجمركية| هل بات يهدد تكامل اقتصادات أمريكا الشمالية؟ iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="704" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/IXRAS7bsdaQ" title="ترامب يرفع "عصا الجمارك" لحماية الدولار" width="624" ◄رسوم ترامب وسندات البنية التحتية.. طوق نجاة للنقل الجماعي تطمح نيويورك لتحصيل 15 مليار دولار من رسوم ترامب بهدف إصدار سندات لإنقاذ شبكة النقل الجماعي المتهالكة، ويرى المؤيدون لهذه الخطة، أن هذه الخطوة ستحسن جودة الهواء وتخفف الازدحام المروري، ومع ذلك، فإن تخفيض الرسوم مؤقتًا لم يحد من المعارضة المتزايدة، ما يهدد انطلاقة البرنامج قبل حتى تسلم ترامب منصبه في 20 يناير. وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، وصف رئيس هيئة النقل في نيويورك، جانو ليبر، ترامب بأنه لاعب أساسي في مستقبل الرسوم، لكونه «مالكًا لعقارات يعجّ مستأجروها بمرتادي المواصلات العامة»، مشددًا على أن رسوم ترامب، ليست ابتكارًا جديدًا، بل هي امتداد لبرنامج فيدرالي قائم منذ أكثر من عقدين، بحسب تعبيره. ◄تحركات الكونجرس.. هل تتجاوز المعارضة مجلس النواب؟ رغم محاولات الجمهوريين في الكونجرس لعرقلة رسوم ترامب، يرى النائب الديمقراطي، جيري نادلر، أن فرصهم ضئيلة في النجاح، معتمدًا على ثقل الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، وعلى الرغم من المحاولات المُتكررة، لا تزال خطة الرسوم تواصل مسيرتها دون أن تتأثر كثيرًا بالتهديدات التشريعية المتكررة. وعلى غرار ذلك، لجأ حاكم نيوجيرسي فيل مورفي، إلى تعيين راندي ماسترو، مساعد عمدة نيويورك السابق، للطعن في قانونية الرسوم عبر انتقاد المراجعة البيئية الفيدرالية، ورغم محاولات هوشول لتقديم تسويات سخية، إلا أن مورفي يواصل معركته القضائية بدعوى أن رسوم ترامب تثقل كاهل سكان نيوجيرسي دون تحقيق فوائد ملموسة لهم. في حين تُصر حاكمة نيويورك كاثي هوشول، على أن رسوم ترامب ضرورة لإنقاذ شبكة النقل بالولاية الأمريكية، مؤكدةً أن اتخاذ القرارات الصعبة هو جزء من طبيعتها السياسية، ومع ذلك، يُواجه قرارها اعتراضات شرسة، خاصة بعد رفضها زيادة الرسوم بنسبة 25% في أيام الازدحام المروري، في محاولة لاسترضاء الناخبين الغاضبين. اقرأ أيضًا| خطة ترامب| هل تعيد الولاياتالمتحدة تشكيل خريطة الأسواق العالمية؟ ◄كيف تؤثر رسوم ترامب على مستقبل هوشول السياسي؟ بعدما تم تجميد الرسوم في يونيو الماضي، أعادت هوشول تفعيلها لاحقًا رغم الانتقادات، وقالت التقارير إن قرارها جاء استجابةً لمخاوف الديمقراطيين من استغلال الجمهوريين لهذه القضية في الانتخابات النصفية، ومع اقتراب موعد عودة دونالد ترامب للرئاسة في 20 يناير، تسعى هوشول إلى فرض الرسوم قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب لقطع الطريق أمام أي تدخل سياسي مستقبلي، بينما يأمل مؤيدو الرسوم أن تثبت فعاليتها سريعًا لتجنب تدخل ترامب عند توليه المنصب، ما قد يعيد المشروع إلى «نُقطة الصفر».. تواجه هوشول ضغوطًا متزايدة على غرار هذه الرسوم بأجندة دونالد ترامب، حيث يعتبر خصومها الجمهوريون أن رسوم ترامب فرصة ذهبية لتقويض شعبيتها في الساحة السياسية الأمريكية، ويؤكد النائب الديمقراطي، مايك لولر أن هذه الرسوم تستهدف سكان الضواحي بالولاية بشكل غير عادل، وهو ما قد يكلف هوشول الكثير من الدعم السياسي مستقبلاً. وبينما قد تكون رسوم ترامب طوق النجاة لنظام النقل الجماعي بالولاية الأمريكية، إلا انها أيضًا قنبلة سياسية قد تنفجر في وجه مؤيديها، في حين تحاول حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول الدفاع عن مشروعها بكل ما أوتيت من قوة، يبقى مصير رسوم الرئيس الأمريكي المنتخب، مرهُونًا بالتطورات السياسية والقضائية، والتي قد تغير مسار الخطة بالكامل.