أحمد المسلمانى .. مهمة ليست مستحيلة

قلب جريء

يفكر ‬أحمد ‬المسلماني، ‬رئيس ‬الهيئة ‬الوطنية ‬للإعلام، ‬بمنطق ‬إعادة ‬هيبة ‬الإعلام ‬المصري، ‬بعيدا ‬عن ‬الخرافات ‬والتجارة ‬الرخيصة، ‬قرارين ‬اتخذهما ‬في ‬منتهى ‬الأهمية، ‬منع ‬المنجمين ‬وأصحاب ‬الخرافات ‬من ‬الظهور ‬علي ‬التليفزيون ‬الرسمي، ‬وهي ‬الظاهرة ‬التي ‬تصنع ‬أبطال ‬من ‬ورق، ‬ويظهرون ‬علينا ‬في ‬هذه ‬الفترة ‬ليطلقو ‬الأكاذيب ‬ويروجون ‬لأراء ‬هدامة.‬‮ ‬
القرار ‬الثاني ‬منع ‬الإعلانات ‬في ‬إذاعة ‬‮«‬القرآن ‬الكريم‮»‬، ‬والحقيقة ‬إن ‬إذاعة ‬‮«‬القرآن ‬الكريم‮»‬ ‬أكبر ‬وأكثر ‬الإذاعات ‬تأثيرا ‬في ‬العالم ‬العربي ‬والإسلامي، ‬ولا ‬يجوز ‬أن ‬نروج ‬لجمعية ‬أو ‬شركة ‬من ‬خلالها، ‬ولي ‬موقف ‬بهذا ‬الخصوص، ‬حيث ‬كنت ‬في ‬مدينة ‬أغادير ‬المغربية ‬المطلة ‬على ‬المحيط ‬الأطلنطي ‬قبل ‬سنوات، ‬للمشاركة ‬في ‬إحدى ‬الاحتفالات، ‬وعندما ‬تتجول ‬في ‬أي ‬مدينة ‬مغربية ‬لابد ‬أن ‬تزور ‬السوق ‬الشعبي ‬بها، ‬وهو ‬مكان ‬تجمع ‬كل ‬السلع، ‬وتجد ‬فيه ‬كل ‬الجنسيات ‬تقريبا، ‬وأثناء ‬جولتي ‬بالسوق ‬سمعت ‬صوت ‬أحد ‬مشايخنا ‬يقرأ ‬القرآن، ‬أعتقدت ‬أولا ‬أنه ‬لمسجل ‬أو ‬هاتف، ‬لكنني ‬اقتربت ‬من ‬المحل ‬داخل ‬السوق ‬ووجدته ‬يستمع ‬إلى ‬إذاعة ‬‮«‬القرآن ‬الكريم‮»‬، ‬وسألت ‬مالك ‬المحل ‬عن ‬سبب ‬استماعه ‬للإذاعة ‬المصرية ‬رغم ‬وجود ‬مثيل ‬لها ‬بالمغرب، ‬فقال ‬أنه ‬حريص ‬على ‬أن ‬يستمع ‬إلى ‬هذه ‬الإذاعة ‬للتعلم، ‬وهي ‬الأفضل ‬بالنسبة ‬له ‬مقارنة ‬بجميع ‬الإذاعات ‬الشبيهة، ‬لكن ‬ظهور ‬إعلانات ‬الجمعيات ‬الخيرية ‬والشركات ‬عليها، ‬أمر ‬لا ‬يليق ‬بها ‬ولا ‬بمصر ‬ومكانتها ‬في ‬العالم ‬العربي ‬والإسلامي. ‬‮ ‬
المسلماني ‬رجل ‬منضبط ‬مهنيا ‬صحفي ‬متميز ‬يجيد ‬اختيار ‬طريقه، ‬وعندما ‬انتشرت ‬موجة ‬برامج ‬ال»توك ‬شو‮»‬ ‬سلك ‬طريق ‬التحليل ‬السياسي ‬الهادي ‬في ‬برنامجه ‬‮«‬الطبعة ‬الأولى‮»‬، ‬ونجح ‬لسنوات ‬في ‬جذب ‬المشاهدين ‬له. ‬
البداية ‬مبشرة، ‬ويكفي ‬أن ‬لديه ‬أعرق ‬مبنى ‬إعلامي، ‬وأفضل ‬عناصر، ‬كلهم ‬موجودين ‬داخل ‬‮«‬ماسبيرو‮»‬، ‬ويتبقى ‬التخطيط ‬الجيد ‬لكي ‬ينهض ‬بالإعلام ‬الحكومي ‬الرسمي ‬مرة ‬أخرى، ‬والذي ‬كان ‬أولاده ‬سببا ‬في ‬نهضة ‬إعلام ‬الدول ‬العربية ‬وصناعة ‬القنوات ‬الفضائية.. ‬وأعتقد ‬إن ‬المهمة ‬ليست ‬مستحيلة ‬لكي ‬يعود ‬الإعلام ‬الحكومي ‬لرونقه ‬وقوته ‬مع ‬المسلماني، ‬إذا ‬إلتف ‬كل ‬أبناء ‬‮«‬ماسبيرو‮»‬ ‬حوله.‬